الشارقة في 29 أكتوبر/ وام / أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة "هيئة الشارقة للكتاب".. أن العاملين في صناعة النشر عليهم أن يبقوا ملتزمين ومؤمنين بقوة الكلمة المكتوبة والدور الذي تلعبه في توحيد العالم أو تفرقته، وقالت “ يجب أن تبقى صناعة النشر حافزاً للتغيير المنشود، ودافعاً للتبادل الثقافي، ومنصة للتحول الاجتماعي، ومعاً يمكننا بناء مستقبل يواصل فيه الأدب وقطاع النشر إحداث التأثير الإيجابي على الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم”.

وأضافت أن قطاع النشر اليوم يقف على بوابة التاريخ، ليستعيد الدور الأساسي الذي لعبه على مدار قرون في زمن انتشرت فيه المعلومات الخاطئة والمضللة والأخبار الزائفة وثقافة إلغاء الآخر، وهيمنت فيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي على الفضاء الرقمي لتصنع فقاعات زائفة، يتحمل الناشرون مسؤولية تقديم محتوى موثوق تم التحقق منه والبحث فيه بشكل شامل، ويمتلكون فرصة فريدة لاستعادة الثقة في الإنسانية وبناء مستقبل تنتصر فيه الحقيقة على البهتان.

جاء ذلك خلال كلمتها في افتتاح فعاليات الدورة الـ13 من "مؤتمرالناشرين" الذي أقيم أمس في مركز إكسبو الشارقة، بحضورسعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، ونخبة من قيادات صناعة الكتاب وخبراء في مجال النشر من 106 دول حول العالم.

وتحدث خلال الافتتاح كلًٌ من يوم تشول هو، رئيس جمعية الناشرين الكوريين، ونوريا كابوتي برال، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بنغوين راندوم هاوس"، وبورتر أندرسن، رئيس تحرير مجلة "ببلشينغ بيرسبيكتيف"، وإيان تشابمان، الرئيس التنفيذي لـ"سايمون آند شاستر"، وجو هينري، المدير التنفيذي لـ"بوكبرانش".

وقالت الشيخة بدور القاسمي " في زمن يتشكل فيه الرأي العام، وتنتشر فيه الآراء بسرعة كبيرة، تبرز أهمية استمرار الناشرين بتوفير قاعدة راسخة للحقيقة تُمكّن الأفراد من بناء فهم صحيح للقضايا العالمية المعقدة عليهم، وهذه هي رسالة الناشرين التي نبني عليها مصداقيتنا لدى قرّائنا ومجتمعاتنا، والتي ينبغي لنا حمايتها بكافة الوسائل في ظل جميع التوجهات وتحت كل الظروف".

وقالت " لكي نكون قادرين على الوفاء بعهدنا، يتوجب على صناعة النشر أن تتكيف مع التغيرات الكبيرة والمتسارعة التي يشهدها عالمنا، فنحن نقف على مفترق طرق بين التقليدي والمبتكر، ويتوجب علينا أن نجد مسارنا في هذا المشهد المضطرب، فإن تبني الابتكار يعد من أبرز الطرق التي يمكننا من خلالها مواكبة هذا التغيير المستمر".

ومع الاحتفاء بكوريا ضيف شرف دورة العام الحالي من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، شارك يوم تشول هو، رئيس جمعية الناشرين الكوريين، رؤاه حول مشهد النشر الكوري وأهمّ التحديّات والفرص التي يمرّ بها.. وقال “ إنّه فخر كبير لكوريا التواجد اليوم في هذا المؤتمر حيث يُمكننا مناقشة الفرص وأهمّ الأنظمة والبرامج الخاصة بسوق النشر في كوريا مع الحاضرين من مختلف أنحاء العالم. لقد شهدنا في الآونة الأخيرة العديد من الإنجازات والتحوّلات في صناعة النشر وهو الأمر الذي يفتح لنا آفاقاً واسعة من الإمكانات والتعاون مع كافة الأطراف المعنيين”.

وأضاف أن السوق الكوري يتميّز بكونه مستداما ويعتمد على توظيف التقنيات المتطوّرة، التي تساعد بدورها على إحداث تأثير إيجابي كبير وقد لمسنا ذلك من خلال الانتشار الكبير للكتب الرقميّة، كما أنّنا من خلال الذكاء الاصطناعي يُمكننا ملء الثغرات بين الناشرين وقطاع النشر والحفاظ على المعلومات وابتكار أنظمة جديدة خاصة بذلك.

من جانبها، شاركت نوريا كابوتي برال، الرئيسة التنفيذية لمجموعة "بنغوان راندوم هاوس" في نقاش مع بورتر أندرسن، رئيس تحرير مجلة "ببلشينغ بيرسبيكتيف"، حيث شهد النقاش التطرق إلى أبرز التحديّات التي تواجه سوق النشر العالمي وتحديداً تلك المتعلّقة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وقالت برال " الجميع يّدرك أن للذكاء الاصطناعي تأثيره المتوّقع على سوق النشر، ولكن لايزال الوقت مبكراً لفهم طبيعة هذا التأثير، والمهمّ في هذا الإطار هو أنّ هذه التكنولوجيا ستتيح فرصاً وإمكانات كبيرة على العديد من الأصعدة، وستلعب دوراً في تمكين العنصر البشري وتعزيز الذكاء والإبداع الإنساني وهو المحور الرئيس في القطاع".

وأشارت إلى أنّ مجموعة "بنغوان راندومهاوس" تنتشر في 9 دول حول العالم وتحتضن آلاف المؤلفين، وتقوم ببيع ملايين كتب سنوياً.

وتطرّقت كذلك في حديثها إلى التحدّيات التي يشهدها سوق النشر في إسبانيا، وتناولت أهميّة تعزيز حضور القراءة والكتاب بين أوساط الأطفال واليافعين مؤكّدة التزامهم تجاه توفير المحتوى المُلهم والجذاب لهذه الفئات.

وتضمن المؤتمر مجموعة متنوعة من اللقاءات النقاشية، تناولت كلٌّ منها موضوعات محددة، منها ديناميكيات المناطق المختلفة مثل بلدان شرق آسيا، بالإضافة إلى توفير رؤية شاملة حول الولايات المتحدة، كما سلطت اللقاءات الضوء على تطور مشهد الكتاب الكوري، واستعرضت استراتيجيات التفاعل مع العالم العربي، ومستجدات مشهد الكتاب في كل من الهند والقارة الأفريقية، إلى جانب سوق النشر الياباني، وشملت النقاشات تقييم سوق المكتبات العالمي واستكشاف الابتكار في النشر بالإضافة إلى دور الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والطباعة عند الطلب في مستقبل قطاع النشر.

واستكشفت اللقاءات أنواع وصيغ النشر، ومنها الروايات المصورة والكتب الصوتية المخصصة للأطفال، وشهدت نقاشات حول ترجمة كتب الكبار والأطفال، وتحويل الأعمال الروائية إلى أفلام سينمائية، وإتمام الصفقات، وتوقيع العقود، ونماذج الأعمال الرقمية، كما بحثت المعايير العالمية لصناعة الكتاب، وآليات والوصول إلى أسواق جديدة، والعمليات المشتركة للنشر العابر للحدود، واستراتيجيات التواصل الاجتماعي، واستخدام الذكاء الاصطناعي في النشر، وغيرها من القضايا التي تهم الناشرين والعاملين في صناعة الكتاب.

وتوقفت اللقاءات النقاشية عند مبادرة "ببلش هير" حيث استعرضت الدور القيادي للمرأة، وبناء شركات نشر ناجحة، وترسيخ العدالة وتكافؤ الفرص، وتعزيز العمل المشترك في منظومة النشر.

عبد الناصر منعم/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی صناعة النشر

إقرأ أيضاً:

الصين تتصدر العالم في براءات اختراع الذكاء الاصطناعي التوليدي

أعلنت المنظمة العالمية للملكية الفكرية، التابعة للأمم المتحدة في جنيف، اليوم الأربعاء، أن الصين قد سجلت سنوياً، منذ عام 2017، عدداً أكبر من براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي مقارنة بباقي دول العالم. باستخدام هذه التكنولوجيا، يمكن للمستخدمين إنتاج نصوص وصور ومحتوى آخر بناءً على بيانات التدريب، مثل التطبيقات الشهيرة "تشات جي.بي.تي" و"جيميني".

ذكرت المنظمة أن الشركات والمعاهد الصينية قدمت أكثر من 38 ألف براءة اختراع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال العقد الماضي حتى عام 2023. هذا العدد الكبير من براءات الاختراع يعكس التفوق الصيني في هذا المجال المتقدم من التكنولوجيا.

في المقابل، تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بفارق كبير، حيث سجلت 6300 براءة اختراع فقط. تليها كوريا الجنوبية واليابان والهند في المراتب التالية. هذا الفارق الكبير يبرز مدى التقدم الذي حققته الصين في تطوير وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

أما في أوروبا، تحتل المملكة المتحدة المركز الخامس بـ714 براءة اختراع، تليها ألمانيا بفارق ضئيل بـ708 براءات اختراع. وعلى الرغم من هذا الفارق الضئيل، سجلت ألمانيا عدداً من براءات الاختراع يفوق عدد براءات الاختراع في المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة، مما يشير إلى تنافسية عالية في هذا المجال داخل القارة الأوروبية.

مقالات مشابهة

  • صناعة الأوهام.. كيف تستغل الدول الذكاء الاصطناعي في أجندتها الإعلامية؟
  • اختراق أمني خطير يكشف أسرار أكبر شركات الذكاء الاصطناعي في العالم
  • الصين تتصدر العالم في براءات اختراع الذكاء الاصطناعي التوليدي
  • سلطان بن أحمد القاسمي: ملتزمون برعاية المرضى غير القادرين في أنحاء العالم
  • أمل الثقافة ودورها
  • «الناشرين الإماراتيين» تدعم الحركة الأدبية العربية الكورية
  • وزير الخارجية الجديد: مصر ركيزة الاستقرار في هذه المنطقة التي تموج بالصراعات
  • توحيد الكلمة نريده واقعاً لا جعجعة !
  • الصين تطلق دليلاً وطنياً شاملاً لمعايير صناعة الذكاء الاصطناعي
  • الصين تطلق دليلا وطنيا شاملا لمعايير صناعة الذكاء الاصطناعي