تفوقت على الجميع.. فورين بوليسي: كيف تحولت قطر إلى وسيط لا غنى عنه في حرب غزة؟
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
إن الشخص الذي يحمل مفتاح أزمة الأسرى في غزة غير العادية في الشرق الأوسط ليس إسرائيلياً ولا فلسطينياً، بل هو حاكم قطر الشاب قليل الكلام.
هكذا بدأت أنشال فوهرا، كاتب العمود في مجلة "فورين بوليسي" مقالها الذي نشرته المجلة بعنوان: "كيف أصبحت قطر الوسيط الذي لا غنى عنه في الشرق الأوسط؟" لتلقي الضوء على دور قطر المتصاعد في مجال الوساطة في أحد أكثر ملفات المنطقة توترا الآن، وجهود أمير البلاد تميم بن حمد في هذا الإطار.
وقالت الكاتبة إن الحرب الحالية بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية منحت فرصة جديدة للأمير تميم لتعزيز مكانة بلاده المتميزة في الجغرافيا السياسية بالمنطقة.
نفوذ الأمير تميموتضيف: على عكس جيرانه في المنطقة، فهو لا يشعر بالقلق من حدوث انتفاضة أو تحدي لحكمه من قبل الإسلاميين السياسيين.
اقرأ أيضاً
بوتيرة أبطأ.. مفاوضات قطر للتهدئة في غزة مستمرة رغم التصعيد
وبدلا من ذلك، فهو يستضيف مكاتب سياسية لجماعات إسلامية مسلحة، مثل "طالبان" و"حماس"، إلى جانب مكتب تجاري إسرائيلي وآلاف من القوات الأمريكية في قاعدة العديد الجوية، التي تنفذ منها الولايات المتحدة بشكل روتيني عمليات في المنطقة.
وتشير إلى أنه لا شك في أن تعاطف أمير قطر موجود دائما لصالح الفلسطينيين، حيث ألقت وزارة خارجيته اللوم على إسرائيل فقط فيما حدث منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ومع ذلك، فإن نفوذ الدوحة على "حماس" قد يكون الأمل الوحيد للعائلات الإسرائيلية اليائسة في لم شملها مع ذويها الأسرى في غزة، وغيرهم من أحبائهم، كما تقول الكاتبة.
وفي عام 2012، مع احتدام الحرب في سوريا ومعارضة قيادة "حماس" للنظام السوري، قدمت الدوحة لها المأوى. وقال قطريون إن القرار اتخذ بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبمباركة الولايات المتحدة آنذاك. الرئيس باراك أوباما.
وتشير أنشال إلى أن "حماس" تشعر أيضا بالامتنان لقطر بعد تمويل الدوحة بملايين الدولارات لمساعدة الفقاء في قطاع غزة، ودفع تكاليف الطاقة التي يتم تزويد القطاع بها.
اقرأ أيضاً
قطر تحذر من عملية برية صهيونية بغزة وتركيا ترفض تصريحات إسرائيلية ضد أردوغان
نجاح قطريوحتى الآن، تمكنت قطر من إقناع "حماس" بالإفراج عن أربعة أسرى إسرائيليين، جميعهم من النساء.
وقبل يوم واحد من إطلاق سراح الإسرائيليين، قال مسؤول كبير مطلع على المفاوضات الجارية لمجلة "فورين بوليسي" إنه سيتم إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين غير العسكريين في الأيام المقبلة.
وقال المسؤول: "إنها تتحرك بشكل أبطأ مما توقعنا".
وأضاف أن "قصف المستشفى أدى إلى تأخير المفاوضات"، في إشارة إلى استهداف إسرائيل للمستشفى الأهلي العربي المعمداني في مدينة غزة.
مهارات الوساطة القطريةومع ذلك، كانت هناك حركة إيجابية، حيث أرادت "حماس" في البداية صفقة تبادل كامل للأسرى، بما في ذلك المدنيين لديها، لكنها الآن لا تمانع إطلاق سراح غير العسكريين مقابل لا شيء.
وعزا المسؤول ذلك التحول إلى "مهارات الوساطة القطرية".
اقرأ أيضاً
أمير قطر يتلقى اتصالا من رئيس إيران تزامنا مع تصعيد العدوان على غزة
وتعتقد دولة الاحتلال والعديد من حلفائها الغربيين أن آل ثاني يمارس نفوذاً على "حماس" أكبر بكثير مما يسمح به على الأرجح.
ويمكن القول إنه يستطيع ممارسة المزيد من الضغوط على قادتها لتحرير الأسرى.
ويشعر القطريون بالقلق من أنه إذا استمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في إسقاط القنابل وشعرت "حماس" بأنها تقترب من نقطة حرجة، فقد تنهار المفاوضات، كما أدى ارتفاع عدد الشهداء في غزة والخوف من احتمال مقتل الأسرى إلى زيادة الدعوات إلى "الهدنة" الإنسانية.
منافسة مع دول أخرىوتشير الكاتبة إلى وجود رغبة لدى أطراف أخرى، غير قطر، للعب دور وساطة في هذا الملف، حيث عرضت تركيا المساعدة بما تمتلكه أيضا من نفوذ على "حماس"، لكن العرب ربما ما زالوا يفضلون زعيماً عربياً يتولى القيادة، وهو ما يرجح كفة قطر.
أيضا هناك سلطنة عمان، التي تمتلك اتصالات متقدمة مع إيران، والأخيرة تعتبر من ممولي "حماس"، لكن عمان ليس لها تأثير يذكر على "حماس" مثل قطر.
اقرأ أيضاً
نيويورك تايمز: بطلب أمريكي.. قطر تبدأ وساطة مع حماس لإطلاق صراح أسرى بغزة
التحدي من مصرالتحدي الأصعب الذي يواجه قطر في هذا الملف، بحسب الكاتبة، ينبع من مصر، حي تختلف القاهرة والدوحة منذ فترة طويلة حول الأولوية الدبلوماسية في المنطقة، والتي لعبت أيضًا دورًا في إطلاق سراح أسيرتين إسرائيليتين وتوسطت في عدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي و"حماس" في اشتباكات سابقة.
لكن سلطان بركات، الأستاذ في جامعة حمد بن خليفة التابعة لمؤسسة قطر، يعتقد أن فرصة الدوحة أكبر من القاهرة هذه المرة، ليس فقط للتوسط في إطلاق سراح الرهائن ولكن أيضًا في وقف إطلاق النار الدائم، حيث باتت نصر طرفا غير مباشر في الصراع، بعد الموقف الإسرائيلي الراغب في دفع أهالي غزة للنزوح إلى سيناء، وهو ما ترفضه القاهرة.
وقد تواصلت العديد من حكومات الاتحاد الأوروبي بشكل بارز مع قطر، بدلاً من مصر، على أمل تحرير مواطنيها المحتجزين كرهائن.
السعودية ودول التطبيعمن جانبها، فقدت السعودية بعض مصداقيتها كوسيط مع الفلسطينيين، حيث يبدو أنها وجهت معظم طاقتها الدبلوماسية في الفترة التي سبقت هذه الحرب لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال.
اقرأ أيضاً
قطر تنفي بدء وساطة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل: ليس أوانه
وفي الوقت نفسه، تحظى إيران بازدراء معظم العرب، أما أولئك الذين وقعوا على "اتفاقيات أبراهام" مع إسرائيل في عام 2020 استبعدوا أنفسهم كمحكمين.
ومع ذلك، فقد نجحت قطر، وهي دولة صغيرة ذات ثروات هائلة، في المناورة بشكل مطرد للوصول إلى موقع يمكنها من التحدث مع تب أبيب مع أخذ مصالح الفلسطينيين في الاعتبار.
المصدر | أنشال فوهرا / فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قطر حماس غزة وساطة قطر الأمير تميم بن حمد تبادل أسرى فورین بولیسی إطلاق سراح اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن صفقة تبادل محتملة بين حماس وإسرائيل
نشرت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، صباح اليوم السبت 23 نوفمبر 2024، تفاصيل جديدة حول مستجدات صفقة تبادل أسرى محتملة بين حركة حماس في غزة وإسرائيل.
وكشفت "مكان" نقلاً عن مصادر ادعت أنها مشاركة في مفاوضات صفقة التبادل، عن "تفاصيل جديدة حول موقف حماس بقولها إن الادعاء الإسرائيلي بأن حماس مهتمة بالتوصل إلى اتفاق تبادل دون الالتزام بوقف الحرب هو غير صحيح".
إقرأ أيضاً: عشرات الشهداء والإصابات في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
وأضافت أن "حماس لن توقع على اتفاق لا يتضمن أيضا ضمانات لإنهاء الحرب. لكنه أقر بوجود علاقة بين وقف إطلاق النار في لبنان وإمكانية حدوث تغييرات في موقف الحركة".
وزعمت بأن "حماس شعرت بأن التزام حزب الله بمساندتها في الحرب لم يعد قائماً".
إقرأ أيضاً: بالفيديو: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية في بيروت
وبحسب "مكان" فقد قدر مصادر آخر مشارك في المحادثات، بأن "وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله من شأنه أن يضعف موقف حماس وربما يجبرها على أن تكون مرنة فيما يتعلق بصفقة التبادل".
وأكد مسؤول أمني كبير، أمس، أن شروط صفقة إطلاق تبادل المختطفين قد تغيرت. وبحسب قوله فإن "حماس تتعرض لضغوط شديدة، ولم تستسلم، لكن من المرجح أنها مهتمة بالتوصل إلى اتفاق".
إقرأ أيضاً: الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية
وفي تقدير المسؤول بشأن استيفاء شروط صفقة التبادل، فقد قال: "نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق. حتى لو كانت هناك معارضة في الحكومة، فإن الاتفاق سوف يتم تنفيذه. لقد اتهموا رئيس الوزراء بعدم الرغبة في التوصل إلى اتفاق ولكن حماس لم تكن تريد التوصل إلى اتفاق. والآن أصبح التوصل إلى اتفاق في مصلحة حماس". بحسب "مكان"
وقال المصدر الأمني، إنه "ليس من المستحيل أن يتم تنفيذ صفقة تبادل المختطفين حتى قبل تولي الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة مهامها في يناير المقبل. والمخطط المقترح هو اتفاق مرحلي يتضمن مرحلة إنسانية أولى ووقفاً للحرب لمدة 42 يوماً، وستحاول إسرائيل إعادة أكبر عدد ممكن من المختطفين خلال هذه المرحلة".
وفيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، قال المصدر الأمني: "إننا نقترب من ممارسة خيار التسوية مع لبنان، حيث أن مبدأ التسوية هو انتصار إسرائيل على حزب الله".
المصدر : وكالة سوا - هيئة البث الإسرائيلية مكان