حديث عن نبوءات وحرب بين الصليب والهلال.. هل عدوان الاحتلال امتداد للحروب الصليبية؟
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
لا تزال آلة القتل والخراب الإسرائيلية تفتك بأهالي قطاع غزة منذ 3 أسابيع أمام صمت غربي مطبق، لا يكسره سوى أصوات القادة الأوروبيين بجانب الولايات المتحدة وهم يؤكدون على دعمهم الكامل لـ"إسرائيل"، في صورة أعادت لأذهان البعض تاريخ الحروب الصليبية في وقت يتوعد فيه قادة الاحتلال بتحقيق نبوءات دينية وقيام "إسرائيل الكبرى".
ولا يكتفي الغرب في دعم الاحتلال الإسرائيلي بالتصريحات التي تدين الفلسطينيين وتتجاهل سيل الدماء المتواصل في غزة فحسب، بل يحشد قواته وآلياته العسكرية في المنطقة، باعثا رسالة تفيد بوقوفه بجانب دولة الاحتلال إلى أبعد مدى.
وفي وقت تدفق فيه قادة الدول الأوروبية إلى الاحتلال تباعا للتأكيد على دعمهم لـ"إسرائيل" في عدوانها ضد الفلسطينيين في غزة، دأبت الولايات المتحدة منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من شهر تشرين الأول /أكتوبر الجاري، على تعزيز وجودها العسكري شرق المتوسط لردع أي جهة تفكر في الدخول على خط المواجهة لإسناد المقاومة الفلسطينية.
وأرسلت واشنطن عقب اندلاع المعركة مباشرة حاملة الطائرات المتطورة "يو إس إس جيرالد آر فورد"، وصواريخ كروز، وأربع مدمرات صواريخ فضلا عن إرسال مقاتلات جوية، قبل أن يعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن توجه مجموعة ثانية من حاملات الطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط "لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل"، بحسب تعبيره.
كما أوعزت الإدارة الأمريكية ببعث مجموعة من كبار ضباطها المتمرسين في حرب المدن إلى دولة الاحتلال لمساعدة القيادات العسكرية في وضع خطط الاجتياح وتقديم المشورة، من بينهم نائب قائد المارينز الجنرال جميس جلين، الذي نشط سابقا في الحرب ضد تنظيم داعش في العراق، بحسب مصادر عبرية.
"حرب صهيو - صليبية"
وفي السياق، قال الكاتب السعودي الدكتور مشاري النعيم، إنه "كما استدعى الصليبيون جيوشهم لغزو فلسطين والمنطقة العربية في القرون الوسطى ها هم يتكالبون علينا ويستدعون جيوشهم لخوض حرب صهيو - صليبية"، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي الوحشي المتواصل على غزة في ظل الدعم الغربي الكامل للاحتلال.
وأضاف النعيم في مقال نشر في صحيفة "الرياض" المحلية، أن العقل الغربي، عقل عنصري يؤمن بالتفوق للغرب فقط، كما أنه عقل غير أخلاقي، وإن تظاهر بالأخلاق والمبادئ، ولديه استعداد لإبادة الآخر بدم بارد"، مشيرا إلى أن ما يجري في غزة "حرب دينية تقف وراءها مصالح اقتصادية ورغبة تاريخية في اجتثاث الإسلام مهما أنكر الغرب ذلك" بحسب تعبيره.
وشدد على أن "هذه الحرب الصهيو - صليبية مستمرة حتى لو انتهت الحرب الحالية".
"بين الصليب والهلال"
يأتي حديث النعيم متفقا مع تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غير مرة منذ بدء الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة، موقعا أكثر من 8 آلاف شهيد جلهم من الأطفال والنساء.
وتوجه أردوغان، السبت، خلال مظاهرة مليونية نصرة لفلسطين، إلى الدول الغربية، قائلا: "هل تريدون حرب هلال وصليب مجددا؟، إن كنتم تسعون لذلك فاعلموا أن هذه الأمة لم تمت".
وسبق أن حذر الرئيس التركي من تحويل "الحرب على قطاع غزة إلى قضية بين الصليب والهلال وإلا فإنها ستنتهي بشكل سيء"، مشددا على أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي، وأن الساكت عن الحق شيطان أخرس"، بحسب تعبيره.
وقال الباحث في العلاقات الدولية، مهند أوغلو، إن حديث أردوغان عن حرب صليبية جديدة يدور رحاها في الشرق الأوسط مجددا، يعود إلى سببين اثنين، أولهما الدعم الغربي المطلق للاحتلال الذي لا يضع أي خطوط حمر في وجه آلة القتل الإسرائيلية.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن السبب الثاني يعود لإيمان أردوغان بأن حركة حماس ليست إرهابية بل مدافعة عن شعبها وحقها في الوجود على أرضها، لاسيما لما تتمتع به هذه الأرض من قدسية كونها أولى القبلتين ومسرى النبي الكريم محمد.
ونوه الباحث التركي إلى أن الغرب يتكاتف على دعم الاحتلال لأنه يرى في غزة عوامل أساسية تحافظ على فكرة المقاومة والدفاع عن الأرض والمسجد الأقصى، وهو أم غير مقبول البتة، بحسب تعبيره.
"نبوءة أشعياء"
لكن أوغلو رأى أن ربط العدوان على قطاع غزة بفكرة الحروب الصليبية لا يعكس حقيقة ما يجري على وجه الدقة، موضحا أنه لعقود طويلة والغرب لا يتعامل في سياساته الخارجية سوى انطلاقا من دوافع اقتصادية وسياسية بحتة، خلافا لكثير من القيادات في دولة الاحتلال التي تدلي بتصريحات دينية وترى في صراعها على تلك الأرض المقدسة روابط تاريخية ودينية.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو توعد في خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي بإحراز نصر ساحق في حربه على غزة، مستحضرا خلال حديثه "نبوءة أشعياء" حيث أكد عمله على تحقيقها.
وتشير النبوءة التي تحدث عنها رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة إلى دمار العراق ودمشق واليمن ومصر وقيام ما يدعى بـ "إسرائيل الكبرى" بين النهرين النيل والفرات.
ووصف نتنياهو الفلسطينيين بأنهم "أبناء الظلام"، وقال إنه "لا بد للنور أن يتغلب على الظلام"، مضيفا خلال حديثه أمام الإسرائيليين: "سنحقق نبوءة أشعياء لن تكون هناك سرقة عند حدودكم، وستكون أبوابكم مجدا، معا سنقاتل وسننتصر معا".
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية.
وأسفر القصف الإسرائيلي العنيف، عن ارتقاء أكثر من 8 آلاف شهيد نصفهم من الأطفال، وإصابة نحو 20 ألفا آخرين بجروح مختلفة، إضافة إلى 1650 مفقودا لا يزال معظمهم تحت الأنقاض، وفق أرقام وزارة الصحة في قطاع غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الحروب الصليبية الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين أردوغان فلسطين أردوغان غزة الاحتلال الإسرائيلي الحروب الصليبية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقرر إجراء تغيير جوهري على توزيع المساعدات في قطاع غزة
كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، صباح اليوم الخميس 13 مارس 2025، عن تغيير سيتم القيام به على طريقة وصول المساعدات إلى قطاع غزة .
وقال زامير في تصريح صحفي له، "سنجري تغييرا جوهريا في عملية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، حيث سيتولى الجيش الإسرائيلي بنفسه توزيع المساعدات في القطاع أو يشرف عليها عن قرب".
بدورها قالت القناة الـ12 العبرية، إن "شركة أمريكية ستتولى إدخال المساعدات إلى القطاع وإذا أخفقت في مهمتها سيقوم الجيش الإسرائيلي بذلك".
وأعلنت إسرائيل، الأحد 2 مارس، تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة بإغلاق تام للمعابر، محذرة من عواقب أخرى على حركة حماس إذا لم تقبل بمقترح تمديد مؤقت للهدنة في قطاع غزة.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو : "قرر رئيس الوزراء، تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة، وإسرائيل لن تقبل بوقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح الرهائن. وإذا استمرت حماس في رفضها، فستكون هناك عواقب أخرى".
بدورها، قالت حماس إن قرار نتنياهو وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ابتزاز رخيص، وجريمة حرب، وانقلاب سافر على اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع.
كما حثت الحركة الوسطاء على الضغط على إسرائيل لوقف الإجراءات العقابية على قطاع غزة.
وقالت إن نتنياهو يطلق "ادعاءات مضللة لا أساس لها، ومحاولة فاشلة للتغطية على انتهاكاته اليومية والمنهجية للاتفاق".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مفاوضات غزة – تقدم ملحوظ ونتنياهو يعقد مشاورات أمنية عاسور يحدد مهمتين للجيش الإسرائيلي في غزة زامير : إسرائيل تخوض حربا وجودية في غزة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الخميس أول تعقيب من حماس على تهديدات ترامب الأخيرة طقس فلسطين: استمرار تأثر البلاد بحالة عدم الاستقرار الجوي خطة إسرائيلية للسيطرة المباشرة على المساعدات التي تدخل غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025