الكاتب السويدي يوران بورين: دولة الفصل العنصري إسرائيل هي المسؤولة عن انفجار الوضع
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
لم تقف الإدانات لجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ضمن حدود العالم العربي، بل وصلت إلى كثير من العواصم الأوروبية، وهنا صوت من مملكة السويد عبر عنه الكاتب السويدي يوران بورين، بنقده لسياسة حكومة بلاده الحالية "المؤيدة لإسرائيل بقوة".
ولبورين عمل مهم يكشف انحياز الرأي العام الغربي عموما إلى الجانب الإسرائيلي على حساب الطرف العربي الفلسطيني، إذ شرح في كتابه "جريمة اغتيال الوسيط الدولي في فلسطين/الكونت فولك برنادوت" (2022) الذي صدرت ترجمته العربية حديثا بترجمة سامح خلف عن اللغة السويدية، قصة اغتيال الكونت فولك برنادوت الذي ارتبط اسمه بأحداث عام 1948 في فلسطين، والصراع الذي دار ولا يزال بين العرب الفلسطينيين والمهاجرين اليهود الذين تدفقوا إلى فلسطين في العقود القليلة قبل النكبة، وقد انتهت تلك الأحداث بأحداث النكبة والتهجير في فلسطين، وإعلان قيام دولة إسرائيل.
وفي الحوار الذي أجرته معه "الجزيرة نت"، تناول الكاتب السويدي الموقف الغربي تجاه ما يجري في غزة من دمار، ووصفه بأنه "غير عادل" ويؤكد أن "إسرائيل، وأميركا، والدول الأوروبية، هي المسؤولة عن حالة اليأس والإحباط التي اختمرت في غزة منذ سنوات عديدة، والتي كان لا بد لها أن تنفجر عاجلا أم آجلا".
ولد بورين عام 1946 في محافظة يوتيبوري غرب السويد، ودرس علم الاجتماع والدراسات الأدبية والتاريخ في جامعتي لوند وأوميو. وقد برز بورين في البداية كاتبا روائيا، فنشر عددا من الأعمال الروائية، وذلك قبل أن يتجه إلى الكتابة في المواضيع التاريخية.
وفي 2022، صدر كتابه، "جريمة اغتيال الوسيط الدولي في فلسطين"، بنسخته العربية عن دار سماح للنشر في السويد، والذي كشف فيه أن "منظمة (أرغون) الصهيونية التي كان يرأسها رئيس وزراء إسرائيل (فيما بعد) مناحيم بيغن (1913-1992)، ومنظمة (شتيرن) برئاسة رئيس الوزراء (لاحقا) إسحق شامير (1915-2012) نفذتا اغتيال برنادوت عام 1948". كما صدر للمؤلف كتاب آخر بعنوان "القيمة المتساوية لجميع البشر"، وهو كتاب يتحدث عن واقع اللاجئين الفلسطينيين.
كتاب "جريمة اغتيال الوسيط الدولي في فلسطين/الكونت فولك برنادوت" مترجما للعربية (الجزيرة)وإليكم نص الحوار:
على ضوء العلاقة بين السويد وإسرائيل، والتي مرت بفترات صعبة منذ اغتيال الكونت فولك برنادوت، كيف تفسر الموقف الشعبي والرسمي السويدي الداعم لإسرائيل؟بالنسبة للموقف السويدي، الرسمي والشعبي، كان خلال العقود الأولى من عمر الدولة موحدا بنسبة 100% تقريبا على دعم إسرائيل. ثم تغير ذلك بعد حرب عام 1967، حيث تزايد التعاطف الشعبي مع الفلسطينيين، ولا يزال قويا.
أما الموقف الرسمي السويدي، فقد تغير كثيرا. لقد كان الدعم الرسمي لإسرائيل قويا على الدوام، ولكن خلال حكومتي أولوف بالمه (1927-1986) وإينغفار كارلسون، بشكل خاص، كان هناك أيضا كثير من التعاطف مع القضية الفلسطينية. ومنذ مطلع الألفية، أصبح الدعم الرسمي السويدي لإسرائيل أقوى مرة أخرى، وفي ظل الحكومة الحالية، أصبحت سياسة الحكومة مؤيدة لإسرائيل بقوة.
تزامنا مع الأحداث الجارية في غزة، هل تعتقد أن الموقف الأميركي والأوروبي عموما متوازن وعادل، خاصة بالنظر إلى التدمير الشامل والحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة؟الموقف الغربي ليس عادلا بأي حال من الأحوال، لأنه لا يعترف بأن إسرائيل هي المسؤولة عن ما وصلت إليه الأوضاع في فلسطين، وبشكل غير مباشر الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية نفسها، هي المسؤولة عن حالة اليأس والإحباط التي اختمرت في غزة منذ سنوات عديدة، والتي كان لا بد لها أن تنفجر عاجلا أم آجلا. ولذلك ما قامت به حركة حماس ضد الجيش الإسرائيلي، يعتبر حقا مشروعا تكفله القوانين الدولية. وبالمقابل فإنني لا أؤيد قتل المدنيين.
كما أن وسائل الإعلام الغربية عموما في تغطيتها للأحداث الأخيرة في قطاع غزة، تعتبر متعمدة وبدرجات متفاوتة، ويظهر في تغطيتها للأحداث أن حياة الإسرائيليين أكثر أهمية من حياة الفلسطينيين.
الكاتب السويدي يورين بوران: الإسرائيليون هم السبب الحقيقي للوضع غير القابل للاستمرار الذي كان سائدا في غزة حتى قبل هجوم حماس (الجزيرة) يلاحظ المرء أن الموقف السويدي الرسمي والشعبي من الوضع في فلسطين لم يعد كما كان. هل تغيرت بالفعل النظرة اليوم إلى القضية الفلسطينية؟لقد حققت جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الآونة الأخيرة نجاحا كبيرا في توصيف الانتقادات الموجهة لسياسات إسرائيل بأنها معادية للسامية، الأمر الذي كان له تأثير كبير على الرأي العام.
على سبيل المثال، نجحوا في فرض إدراج عبارة "سحق الصهيونية" ضمن معاداة السامية. كما أنني أرفض بشدة محاولات وقف المساعدات السويدية لفلسطين، وسحب الاعتراف بدولة فلسطين التي تطالب بعض الأحزاب المشاركة في الحكومة الحالية.
هناك من ينظر إلى إسرائيل على أنها دولة حديثة وديمقراطية، هل توافق على ذلك؟على حد علمي، ليس هناك أي استطلاع للرأي حول هذه المسألة، ولكن من الواضح أن نسبة كبيرة من السويديين يشككون في الادعاء بأن إسرائيل دولة ديمقراطية، نظرا لواقع الاحتلال والقمع المستمر للفلسطينيين. أنا شخصيا أعتبر إسرائيل دولة فصل عنصري.
هل التعاطف الأوروبي مع إسرائيل تعاطف شامل على المستويين الرسمي والشعبي، أم هو محصور ضمن تيارات سياسية محددة؟يتفاوت الأمر بشكل كبير بين البلدان الأوروبية المختلفة. فألمانيا وبعض دول أوروبا الشرقية السابقة، مؤيدة بشدة لإسرائيل، في حين أن دولا مثل أيرلندا وإسبانيا أكثر حيادية. وقد جرت العادة سابقا أن تدرج السويد ضمن المجموعة الأخيرة، لكن الأمر لم يعد كذلك للأسف.
كيف تنظر أنت كشخص إلى ما تفعله إسرائيل اليوم في قطاع غزة من عمليات قصف جوي وتدمير شامل؟إنه لأمر غير مقبول على الإطلاق. إن الإسرائيليين هم السبب الحقيقي للوضع غير القابل للاستمرار الذي كان سائدا في غزة حتى قبل هجوم حماس.
كمتابع للقضية الفلسطينية، ما هي رؤيتكم على المدى المتوسط والطويل لتداعيات أحداث غزة على قضية فلسطين بشكل عام؟لا يسعني إلا أن آمل أن تتعب الولايات المتحدة وبقية العالم عاجلا أم آجلا من الصراعات التي لا نهاية لها، وأن تجبر إسرائيل على فرض حكم الأغلبية في كامل فلسطين كما كانت تحت الانتداب. لكن هناك طريقا طويلا يجب عبوره. ومع ذلك، فمن المرجح أن الأحداث الحالية ستفرض شكلا من أشكال التغيير في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هی المسؤولة عن فی فلسطین قطاع غزة فی غزة غزة من
إقرأ أيضاً:
فلسطين: توجه إسرائيل لتسمية الضفة بـيهودا والسامرة يهدف لضمها
سرايا - اعتبرت فلسطين، الأحد، توجه إسرائيل إلى سن قانون يعتمد تسمية "يهودا والسامرة" بدلا من الضفة الغربية المحتلة "تصعيدا خطيرا"، يهدف إلى ضم المنطقة.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية، أدانت فيه "مصادقة ما تسمى اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في دولة الاحتلال (الإسرائيلي) على مشروع قانون لاعتماد تسمية يهودا والسامرة بدلا من الضفة الغربية".
واعتبرت الوزارة مشروع القانون "تصعيدا خطيرا في إجراءات الاحتلال أحادية الجانب غير القانونية، وتمهيدا لاستكمال ضم الضفة الغربية وفرض القانون الإسرائيلي عليها بقوة الاحتلال، وتقويض ممنهج لفرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض وحل الصراع بالطرق السياسية السلمية".
وأضافت أن "هذا المشروع وغيره من إجراءات الاحتلال لن ينشئ حقا لإسرائيل في أرض دولة فلسطين، وهو باطل وغير شرعي وانتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتهديد سافر لأمن واستقرار المنطقة والعالم".
وطالبت "بتدخل دولي عاجل لوقف محاولات الاحتلال تغيير الواقع السياسي والقانوني والجغرافي لأرض دولة فلسطين المعترف بها دولياً".
كما طالبت "الدول كافة بربط مستوى علاقتها مع إسرائيل بمدى التزام حكومتها بالقانون الدولي وانصياعها لقرارات الشرعية الدولي".
ووفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، يتوقع أن يتم التصويت على مشروع القانون في الهيئة العامة للكنيست (البرلمان) الأربعاء المقبل.
وفي 29 يناير/كانون الثاني الماضي صادق الكنيست الإسرائيلي بقراءة تمهيدية، على مشروع قانون يسمح لليهود بتسجيل أنفسهم كمالكي أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
ويقول فلسطينيون ومنظمات يسارية إسرائيلية، إن حكومة بنيامين نتنياهو تدفع لفرض القوانين الإسرائيلية على الضفة الغربية توطئة لضمها.
وفي الأشهر الأخيرة، تعالت أصوات وزراء في الحكومة الإسرائيلية، بمَن فيهم رئيسها نتنياهو، تتحدث صراحة عن اعتزام تل أبيب ضم الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967 إلى إسرائيل.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1089
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 10-02-2025 12:32 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...