مهرجان أدبي حول مواضيع الشاعر نزار قباني الإنسانية والمقاومة في ثقافي أبو رمانة
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
دمشق-سانا
أقام المركز الثقافي في أبو رمانة مهرجاناً أدبياً حول مزايا ومواضيع الشاعر نزار قباني الإنسانية والمقاومة والرافضة للظلم والاحتلال، بمشاركة عدد من الشعراء والأدباء.
الشاعر إبراهيم فهد منصور الذي أدار المهرجان وعرف بالمشاركين، ذكر مناقب الشاعر قباني، وضرورة الاهتمام بما قدمه لأنه شاعر على الرغم من جماهيريته الكبيرة وشعبيته بحاجة إلى معرفة الكثير عن مزاياه الشعرية، فهو أهم مما يقال عنه بكثير، ولا يكفي مهرجان واحد أو عدة مهرجانات للتعرف إلى قدراته، والمواضيع التي كتبها، ولا سيما الوطنية والقومية والإنسانية.
بدوره قرأ الشاعر جمال المصري بعض نصوصه التي عبرت عن النزعة المقاومة في شعر نزار قباني، مبيناً أن قباني من الأوابد الإنسانية الذي وصل إلى العالمية بجدارة، ولم يقتصر مثل غيره على إبداع باتجاه معين فأبدع بالكتابة عن المقاومة التي يحسب لكتابها حسابات كثيرة من المحتلين، ولا بد للشعراء أن يكتبوا دائماً في هذا المجال.
على حين رأى الشاعر أحمد إسماعيل أن قباني ينتمي إلى قلب العروبة، وهذا ما ظهر بكثير من قصائده التي تميزت بالمحبة والوفاء إلى دمشق والوطن، ورفض الخيانة والخذلان، وتمسك بالمقاومة، ورفض الاحتلال وعدم المساومة، مستشهداً بقصيدة دمشق وسواها ونصوصه التي كتبها عن مقاومة الجنوب وفلسطين.
وبين الشاعر الدكتور نزار بني المرجة أن شعر قباني كان لا يقتصر على نمط معين بل كثر فيه الجانب الوطني وحب الوطن، فرصد انتصارات تشرين بقصيدة “ترصيع بالذهب على سيف دمشقي” ورد على نكسة حزيران، وظهرت معاني الكبرياء والعاطفة الوجدانية بنصوصه.
أما الشاعرة هيلانة عطا الله فأشارت إلى أن قباني علامة فارقة في مسيرة الإبداع الإنساني والعربي، وكان مميزاً بالسهل الممتنع وبساطة الألفاظ دون أن يتخلى عن قوة العبارة، ووجالة المعنى والصورة، فهو ليس شاعر المرأة فقط بل أجاد في كل المواضيع الشعرية، فقدم الشعر كرسالة أصيلة للإنسان بمحبة كبيرة وانتماء شديد إلى دمشق والعروبة.
الأديبة أماني المانع ألقت قصيدة نزار “بلقيس” التي بكى فيها زوجته العراقية بعد استشهادها بأسلوب عفوي صادق، وسلط من خلال الرثاء الضوء على كثير من الخيانات والغدر، وركز على أهمية النضال من أجل العودة إلى قيم العروبة ومبادئ التراث الأصيل، لافتة إلى أهمية ما كتبه في الرثاء لأنه يربطه بالوجع النضالي والمقاومة.
وقدمت الشاعرة نور موصلي قصيدة لنزار قباني، بعنوان منشورات فدائية على جدران “إسرائيل”، مبينة الروح المقاومة والمناضلة عنده ورفضه للاحتلال والظلم، وذلك بأسلوب متوازن قريب من القارئ ويخص ما يتألم بسببه وذلك بعاطفة صادقة.
وأوضحت الشاعرة إيمان موصلي أن الشاعر قباني كان أقرب الشعراء إلى قضايا الناس وهمومهم، وكان معبراً عما يتألمون ويعانون منه، فرصد الهموم والتحولات بشكل وجداني، إضافة إلى القضايا الوطنية وما يقوم به المقاومون من بطولات في وجه العدو المحتل كقصائده للانتفاضة وأطفال فلسطين وحرب تشرين وغير ذلك، ما جعله علامة مميزة في الشعر المقاوم.
وفي تصريحها بينت مديرة الثقافة نعيمة سليمان أن قباني يستحق الاهتمام بمنظومته الشعرية التي شملت أهم المواضيع الإنسانية والاجتماعية والمرأة والعادات والتقاليد، إضافة إلى اهتمامه الكبير بالمقاومة والتحرير ورفض الاحتلال بأسلوبه الصادق والجريء.
رئيس المركز الثقافي عمار بقلة قال: إن نزار قباني هو الشاعر الوحيد الذي يتمتع بحضور شعبي منوع شمل كل الطبقات الاجتماعية نظراً للبناء الفني الذي كان الصدق أهم مقوماته مستشهداً بروحه الوطنية.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: نزار قبانی
إقرأ أيضاً:
متحف السلطان دينار.. من مركز ثقافي إلى هدف للحرب
الفاشر- تُعد مباني متحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور غرب السودان، من المعالم التاريخية البارزة التي تجسد مراحل متعددة من تاريخ السلطان دينار، الذي حكم المنطقة منذ عام 1898 حتى 1961.
وقبل اندلاع الحرب في السودان، كان المتحف مركزا ثقافيا وتعليميا نشطا، يجذب الزوار من مختلف أنحاء البلاد والعالم. ويحتوي المتحف على مقتنيات أثرية قيمة، بالإضافة إلى برامج تعليمية ومعارض تعزز الوعي الثقافي، مما يجعله وجهة مميزة للمهتمين بالتاريخ.
ومع بدء الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023، أصبح مصير هذا المتحف ومحتوياته مهددا. وتم إغلاق أبوابه أمام الزوار في إجراء احترازي لحماية ممتلكاته القيمة، التي تعود لأكثر من 55 عاما منذ تأسيسه في عام 1970.
ورغم الجهود المبذولة للحفاظ عليه، لم ينجُ المتحف من تداعيات الحرب، حيث تعرض مؤخرا للقصف من قبل قوات الدعم السريع، مما أسفر عن أضرار جسيمة في مختلف أرجائه.
وفي حديثه مع الجزيرة نت، قال الربيع بحر الدين علي دينار، حفيد السلطان والوكيل الحالي لسلطان دارفور، إن المتحف تعرض لأضرار كبيرة نتيجة القصف المدفعي المستمر. وأوضح أن المباني والقطع الأثرية داخله تضررت، دون وجود إحصائيات دقيقة حول حجم الأضرار. وأشار إلى أن هذا الاستهداف سيؤثر بشكل كبير على مستقبل الموروث الثقافي في المنطقة، مما ينذر بفقدان المجتمع جزءا أساسيا من تاريخه وهويته.
إعلانوأكد بحر الدين أن "التراث الثقافي ليس مجرد آثار، بل هو هوية وتاريخ للأجداد، ويجب أن يحميه الجميع بكل ما أوتي من قوة". وأعرب عن أسفه العميق لما يحدث، مشددا على أن الأجيال القادمة ستعاني من فقدان هذا الإرث إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
ومن جانبه، دعا أمين الفكر والثقافة بمجلس السلطان علي دينار، الدكتور إبراهيم أبكر سعد، المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المواقع التاريخية والثقافية في البلاد. وحذر، في حديثه للجزيرة نت، من أن تدمير هذه المواقع يهدد السلام والاستقرار المجتمعي في المنطقة، مشيرا إلى أن مجلس السلطان بصدد رفع قضية دولية للجهات المعنية حول قصف المتحف في الفاشر.
ومن جهة أخرى، ذكر بيان صحفي صادر عن مكتب وكيل السلطان علي دينار أن قوات الدعم السريع قصفت المتحف الذي يضم آثارا ومقتنيات تاريخية بعدد من القذائف. وأكد البيان أن الخراب والتدمير طال المباني الأثرية والمقتنيات الثمينة، وأعرب عن أسفه لنقل هذا الخبر للجمهور المهتم بتاريخ المنطقة، كما أدان بأشد العبارات هذا التعدي غير المسبوق على ما تحتويه دارفور من آثار.
وفي مارس/آذار 2023، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) قصر ومتحف السلطان في مدينة الفاشر غرب السودان ضمن قائمة التراث العالمي. وأكدت مديرة اليونسكو آنذاك، السيدة إيرينا بوكوفا، أن القصر والتراث الثقافي يعدان عاملين مهمين للسلام والتنمية في المنطقة.
وُولد السلطان علي دينار في قرية "شوية" بدارفور، وشُيد قصره في أوائل القرن الـ20، تحديدا في عام 1905، ليكون مركزا للحكم والإدارة في سلطنة دارفور. وبعد وفاته، تم تحويله إلى متحف في عام 1977، ويحتوي على مجموعة من الآثار والمقتنيات التي تعود إلى فترة حكمه. وقد جرت عملية إعادة ترميمه مؤخرا بواسطة الحكومة التركية، ممثلة في الوكالة الرسمية "تيكا".
إعلانووفقا لقاسم عبد الله الفكي، المدير العام السابق لوزارة الثقافة والإعلام في شمال دارفور، فإن من أبرز المعروضات في المتحف كرسي السلطان، وهو هدية من الإمبراطورية العثمانية، بالإضافة إلى طبلين نحاسيين يُستخدمان في إعلان الحروب والأفراح، إلى جانب مجموعة من الأسلحة والمخطوطات الأثرية القديمة.
كما يحتوي المتحف على أختام السلطان وسيوف فضية وبنادق وملابس السلطان وعرشه، فضلا عن عملات فضية وأوانٍ مطلية بالذهب ومخطوطات إسلامية. وأكد الفكي، في حديثه للجزيرة نت، أن المتحف يعد الأول في دارفور والثاني في السودان بعد المتحف القومي.
View this post on InstagramA post shared by الجزيرة (@aljazeera)
والسلطان علي دينار (1856-1916) هو آخر سلاطين مملكة الفور من قبيلة الكيرا في سلطنة دارفور بالسودان، حيث اتخذ مدينة الفاشر عاصمة له. وقد أسس مصنعا لصناعة كسوة الكعبة، وظل 20 عاما يرسل الكسوة إلى الكعبة في مكة المكرمة. كما يُنسب إليه حفر آبار على ميقات أهل المدينة للإحرام للحج والعمرة بالقرب من المدينة المنورة وتجديد مسجد ذي الحليفة.
وبحسب عبد الرحمن يوسف، حفيد السلطان، بدأ العمل في تشييد القصر الذي تحول لاحقا إلى متحف في عام 1871، واكتمل البناء في عام 1912، حيث قام ببنائه حرفيون أتراك وإغريق مستلهمين من الطراز المعماري الإسلامي. وأوضح للجزيرة نت أنه تم وضع بعض الهدايا والغنائم القيمة التي كانت تُهدى إلى السلطان من مختلف دول العالم. وبعد استشهاده، أصبح القصر مقرا للكولونيل كلي، قائد القوة البريطانية، ولاحقا تحول إلى مقر للمحافظين الوطنيين حتى عام 1976. وذكر أن القصر يُعد ثاني المتاحف في البلاد بعد المتحف القومي.
وتُعتبر "سلطنة الفور" آخر جزء من الدولة السودانية بالشكل الجغرافي الحديث، حيث تمكن الغزو الإنجليزي من إخضاعها في عام 1916 بعد معركة شرسة استبسل فيها السلطان دينار، والتي أودت بحياته وحياة الآلاف من جنوده.
إعلانومنذ بداية الحرب في السودان، تعرضت العديد من المواقع الأثرية والمقتنيات للسرقة والتلف، بما في ذلك المتحف القومي الذي يحتوي على آثار وتماثيل مهمة ومجموعات أثرية ذات قيمة تاريخية ومادية كبيرة. كما لحق الخراب بمتحف بيت الخليفة في مدينة أم درمان ومتحف نيالا في جنوب دارفور.
وفي بيان صدر مؤخرا، أكدت منظمة اليونسكو، التي تتخذ من باريس مقرا لها، أن التهديدات التي تواجه الثقافة في السودان قد وصلت إلى مستوى غير مسبوق. ودعت المنظمة إلى حماية التراث الثقافي من التدمير والاتجار غير المشروع، مشددة على ضرورة امتناع الأفراد العاملين في تجارة السلع الثقافية حول العالم عن حيازة الممتلكات الثقافية من السودان أو المشاركة في استيرادها أو تصديرها أو نقلها إلى أماكن أخرى.