نيويورك تايمز: تل أبيب أوقفت خطة اجتياح بري واسع لقطاع غزة
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
مسؤولون أمريكيون: توغلات جيش تل أبيب في غزة أصغر حجما مما وصفه قادة الجيش
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين إن تل أبيب أوقفت خطة اجتياح بري واسع النطاق لقطاع غزة، واستبدلتها بتوغلات محدودة، وهو ما يتماشى مع اقتراح من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
اقرأ أيضاً : الدفاع المدني في غزة: تفاجأنا بحجم الدمار والجثث بعد عودة الاتصالات
وأثارت خطط تل أبيب الأولية للاجتياح البري الواسع لغزة، قلق المسؤولين الأمريكيين، الذين أبدوا ارتيابهم من افتقارها إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق، ومن قدرة جيش الاحتلال واستعداده لشن تلك العملية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن التوغلات التي تقوم بها قوات الاحتلال في غزة حتى الآن أصغر حجما وأكثر تركيزا مما وصفه المسؤولون العسكريون لدى تل أبيب في البداية لأوستن وغيره من كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول أمريكي قوله إن قادة تل أبيب عملوا على تحسين وتنقيح خطتهم بعد جهود بذلها أوستن ومسؤولون آخرون، ويأتي ذلك في مقابل تصريحات من إدارة الرئيس جو بايدن تؤكد أن الولايات المتحدة لم تبلغ تل أبيب بما يجب عليها فعله في حربها على غزة، وأنها ما زالت تدعم الاجتياح البري.
مفاوضات تبادل الأسرىووفق الصحيفة الأمريكية، فإن من بين الأسباب التي دفعت تل أبيب لإعادة التفكير في خططها التأثير المحتمل لأي عملية برية واسعة على مفاوضات تبادل الأسرى، إضافة إلى الانقسام بين القادة السياسيين والعسكريين لدى تل أبيب، بشأن كيفية الاجتياح البري وموعده، وحتى إذا ما كان الاجتياح سيتم أم لا.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين حاليين وسابقين في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، بالإضافة إلى قادة أمريكيين سابقين نفذوا عمليات عسكرية في المناطق الحضرية، يعتقدون أن تل أبيب تنفذ في ما يبدو عملية على مراحل، حيث تتقدم وحدات استطلاع أصغر داخل غزة لتحديد مواقع عناصر المقاومة الفلسطينية والاشتباك معهم وتحديد نقاط الضعف لديهم.
وقال المسؤول سابق في سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون والمتقاعد من وكالة المخابرات المركزية ميك مولروي، إنه "بمجرد اكتشاف نقاط الضعف والثغرات، ستلجأ تل أبيب لاستخدام قواتها الهجومية الرئيسية"، ويرى الجنرال المتقاعد فريدريك بي هودجز أن تل أبيب تسعى من خلال اعتماد هذه الخطة لتقليل الخسائر البشرية أو الحد منها وتقليص الأضرار الجانبية.
بنيامين نتنياهووحذر مسؤولو إدارة بايدن من أنه من الصعب معرفة ما ستفعله تل أبيب في نهاية المطاف، لأن الغارات الجوية المتزايدة والتوغلات البرية الموسعة خلال الأيام الماضية تشير إلى موقف أكثر عدوانية.
وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تحدث عن بدء "المرحلة الثانية من الحرب"، بعد توغل قوات الاحتلال في قطاع غزة الجمعة الماضية، ولكنه لم يصف تلك الخطوة بأنها اجتياح بري.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: تل أبيب جيش الاحتلال الإسرائيلي فلسطين قطاع غزة جو بايدن تل أبیب
إقرأ أيضاً:
ما خيارات العرب بعد رفض واشنطن وتل أبيب نتائج قمة القاهرة؟
تثار تساؤلات بشأن الموقف العربي المرتقب بعد التصريحات الإسرائيلية والأميركية الرافضة لنتائج القمة العربية الطارئة المتعلقة بتطورات القضية الفلسطينية، في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي هذا الإطار، قال خالد عكاشة -مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية- إن الأطراف العربية وخاصة القاهرة تمتلك كثيرا من السيناريوهات والخيارات للتعامل مع التعنت الإسرائيلي والأميركي.
وأوضح عكاشة -في حديثه للجزيرة- أن القاهرة قد تفكر في تصعيد ما إذا تم تعطيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ورفض المضي قدما إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، معربا عن قناعته بأن هذه الخطوة جاهزة لدى القاهرة.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي براين هيوز رأى أن الخطة العربية لإعمار القطاع "تتجاهل واقع كونه مدمرا، ولا تعالج حقيقة مفادها أن غزة غير صالحة للسكن حاليا".
ولا تعالج الخطة العربية -وفق هيوز- حقيقة أنه لا يمكن لسكان غزة العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة، مؤكدا أن الرئيس دونالد ترامب متمسك برؤيته لإعادة بناء "غزة خالية من (حركة المقاومة الإسلامية) حماس".
ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية -في بيان- الخطة العربية بأنها "مغرقة في وجهات نظر عفا عليها الزمن" ورفضت الاعتماد على السلطة الفلسطينية وبقاء حماس في السلطة.
إعلان
وحسب عكاشة، فإن الجهد الدبلوماسي يعدّ أحد أوراق الضغط خاصة إذا تم التوصل إلى مخرج ما بشأن الوضع الإنساني غير المقبول في الأراضي الفلسطينية.
ورجح أن يكون هناك فصل جديد من الجهود الدبلوماسية بين القاهرة والدوحة وواشنطن، مشيرا إلى أن جميع الأطراف أشادوا بنتائج القمة، بعدما لم تقتصر الخطة العربية على إعادة إعمار غزة فحسب، بل شملت إرساء مفهوم السلام في الشرق الأوسط.
ولفت مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية إلى أن الولايات المتحدة تجيد توزيع الأدوار، إذ يرفع مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز سقف مطالب واشنطن وتل أبيب، في حين يتفهم المبعوث الأميركي إلى المنطقة ستيفن ويتكوف وجهة النظر العربية ويتحدث بلهجة بها مساحات من الضغط على إسرائيل.
وكذلك، يبرز خيار الذهاب إلى الشركاء الأوروبيين والمجتمع الدولي، معربا عن قناعته بأن الدول العربية لديها القدرة على التحرك لمواجهة هذا التعنت، ولفت إلى أنها تحاول تبريد الساحة التي يقوم بتسخينها الطرف الآخر.
ونبه عكاشة إلى كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره اللبناني جوزيف عون أمام القمة، عندما أكدا أن الأمر ليس مقتصرا على قطاع غزة فحسب، في ظل العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية واستمرار احتلال أراضٍ في جنوب لبنان.
وخلص إلى أن الموقف السوري واللبناني إلى جانب القاهرة والدوحة "قادر في الفترة القادمة على إحداث متغيرات حقيقية"، مستندا في حديثه إلى "وجود صلابة وتمسك بمخرجات القمة العربية، لأنها واقعية وحاسمة وتضع خارطة طريق مقبولة ومعقولة".
وأكد البيان الختامي للقمة العربية -أمس الثلاثاء- رفض مقترحات تهجير الفلسطينيين، واعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع، وتوافق القادة على إنشاء صندوق ائتماني لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته الحرب، وحضّوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه.
إعلانورحب البيان الختامي بقرار تشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع لفترة انتقالية، بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية من العودة إلى غزة.
ودعا البيان مجلس الأمن الدولي لنشر قوات لحفظ السلام في قطاع غزة والضفة الغربية، وأكد أن السلام هو خيار العرب الإستراتيجي القائم على رؤية الدولتين.