حرب أمريكا واسرائيل على الفلسطينيين
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
#حرب #أمريكا و #اسرائيل على #الفلسطينيين
بقلم : د. #لبيب_قمحاوي
التاريخ: 29/10/2023
lkamhawi@cessco.com.jo
مقالات ذات صلة الغزيون في الخارج أعصابٌ متوترة وقلوبٌ مضطربة 2023/10/29تخوض أمريكا ومعها اسرائيل حربهما الجديدة المباشرة على الفلسطينيين في #غزة دون أي رحمة تجاه المدنيين أو المناطق المدنية أو البنية التحتية لإقليم غزة .
المجتمع الإسرائيلي قد كشف عن حقيقته وعن فقدانه لإنسانيته ولروحه في هذه الحرب المجنونة على الشعب الفلسطيني مما أعاد هذا المجتمع إلى أصوله كمجموعات بشرية مبعثرة من هنا وهناك لا يربطها معاً سوى ذكريات دموية شاذة عن ممارسات نازية يعيد الإسرائيليون الآن تمثيل فصولها من خلال عمليات قتل وإبادة الشعب الفلسطيني وتدمير مدنه وقراه .
عندما يتم التوصل إلى وقف لهذه المجزرة للبشر والحجر، سوف يكتشف الإسرائيليون أنهم لم يكسبوا شيئاً سوى احتقار العالم لإجرامهم ووحشيتهم، وأن ما حاولوا إكتسابه على مدى سبعين عاماً من عطف وتأييد من دول العالم قد إنقلب إلى رفض واحتقار لسلوكهم الدموي المجنون ممزوجاً بتعاطف إنساني واضح ومتزايد مع الشعب الفلسطيني وقضيته .
أمريكا واسرائيل والغرب يقاتلوا الفلسطينيين وكأنهم (أي الفلسطينيين) دولة عظمى. والواقع أن الفلسطينيين شعب محتل ومحاصر منذ ما يزيد عن سبعين عاماً يخضع لإجراآت متزايدة من القمع الجائر والفصل العنصري المتزايد، مما يجعل ذلك الجمع من الأمريكيين والإسرائيليين والدول الغربية في هذه الحالة أقرب ما يكونوا إلى حلف الشيطان في محاولة دموية لقتل فكرة عظمى سامية تمثلها القضية الفلسطينية وليس دولة عظمى كما في المفهوم التقليدي . فالفلسطينيون في غزة شعب محتل خاضع للاحتلال ولأقسى أنواع الحصار في العصر الحديث لم يماثله سوى حصار مدينة ستالينغراد السوفياتية َمن قبل ألمانيا النازية، أما الفكرة العظمى التي تغلف الفلسطيني كهالة من نور فهي تكمن في كونهم التجسيد الحي لقضيتهم الفلسطينية َوهُمْ بذلك يشكلوا الناقض الحقيقي لإسرائيل والإسرائيليين، حيث أن الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين ليس طارئاً بل هو إستمرار طبيعي لِحقَّهم التاريخي في التواجد على أرض وطنهم فلسطين .
الفَزَعْ الذي أصاب اسرائيل صباح يوم 7/10/2023 جاء كجرس إنذار لما يستطيع الفلسطينيون،حتى ولو كانوا محاصَرين، ِفعْلَهُ وانجازه دفاعاً عن حقوقهم الوطنية، والى ُضعْف وهشاشة الكيان الاسرائيلي المصطنع والمفروض طوال الوقت على الفلسطينيين وعلى المنطقة بشكل عام بقوة السلاح الأمريكي، بإعتباره اللاصق الوحيد الذي يجمع مكونات الكيان الاسرائيلي معاً .
وكما يعلم الجميع، فإن الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني لم يبدأ في السابع من أكتوبر عام 2023، ولكن مرحلة جديدة من هذا الصراع قد ابتدأت في ذلك التاريخ . وهذه المرحلة تؤشر على أن الأمور لن تعود كما كانت، بل سوف تزداد سوأء مع مرور الوقت وليس العكس مما يعني بالنسبة لحلف الشيطان ضرورة العمل على الخروج من هذا المأزق بحل يرضي الفلسطينيين وبأقل تكلفة على إسرائيل، وليس الاكتفاء بالتركيز على وقف إطلاق النار باعتبار ذلك هو الحل . إذ من المعروف أن الحلول التي تأتي نتيجة لضغوط التفوق العسكري لأحد أطراف الصراع قد تكون حلولاً غير متوازنة ولن تصمد أمام ضغوط الأحداث وتطورها، ولكن الضغط الدولي يمكن أن يساهم في هذه الحالة في إضافة المزيد من التوازن إلى تلك الحلول مما قد يساهم في جعلها أكثر قبولاً للطرفين، مما قد يفسر دعوة البعض إلى حل الدولتين في هذه المرحلة .
الجنون الذي يتسم به القصف الاسرائيلي الوحشي الحالي على المناطق المدنية والسكان المدنيين في قطاع غزة والدعم الأعمى الذي تقدمه أمريكا ومن ورائها دول الغرب لهذا القصف المجنون لا يمكن تفسيره إلا برغبة مكبوتة داخل النفس الاسرائيلية لحلّ الأزمات النفسية المرتبطة بأزمة الوجود للكيان الاسرائيلي المصطنع من خلال تزوير التاريخ وقتل المكون السكاني الفلسطيني ومحاولة إبادته من جهة أو العبث بما يتبقى منه من خلال تفكيكه وتشتيته وتفريقه وإعادة توزيعه بما يتناسب ورغبات اسرائيل ومصالحها من جهة أخرى، ودون أي اعتبار للقانون الإنساني ومنظومة حقوق الإنسان.
ما يجري حتى الآن يهدف إلى إرسال رسالة إلى الفلسطينيين والعرب وحلفائهم عن طبيعة ومستوى الانتقام الذي يجب أن يتوقعوه من أمريكا والغرب فيما لو قاموا بفعل ما يمكن أن يؤدي إلى تهديد وجودي للكيان الإسرائيلي . الرسالة الخفية في هذا السياق تشير إلى أن اسرائيل هي في محصلة الأمر نتاجاً للحرب العالمية الثانية وهي بالتالي أحد إفرازات العالم الغربي المنتصر ومصالحه وليس كياناً يهودياً يهدف إلى تمثيل يهود العالم فقط، وأن استمرار وجودها يقع بالتالي في صلب المصالح الامريكية والغربية . الأمر إذاً لم يعد مقتصراً على تعويض اليهود عن ما جرى لهم على يد النازيين، فهذا الأمر قد اسُتْنفِذَ وإستهلك والشعوب والأجيال الجديدة في أوروبا لم تعد تقبل بعقدة الذنب تلك كونها قد استنفذت أغراضها، ومن هنا كان لا بد من كشف الحقيقة وهي التحام المصالح بين اسرائيل من جهة وأمريكا والغرب من جهة أخرى ضد العالم العربي بشكل عام وليس الفلسطينيين حصراً .
الأجيال الجديدة من الفلسطينيين والعرب بخير . ومع أن منهاج التربية الوطنية قد تم حذفه من منهاج التربية والتعليم تلبية لتوجيهات أمريكية، إلا أن ما يجري في فلسطين أعاد تقدمة هذا الموضوع بشكل عملي وعلى أرض الواقع إلى عقول وقلوب الأجيال الجديدة وجعلهم أكثر التصاقاً بالقضية الفلسطينية واكثر إلماماً بالخطر الصهيوني على فلسطين والعالم العربي .
لا يوجد أي بطولة في حروب الإسرائيليين على الفلسطينيين . البطولة طالما جسدها الفلسطينيون في قتالهم المباشر مع الإسرائيليين وجهاً لوجه . أما الإسرائيليون فبطولاتهم محصورة في قصف المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ من الجو ومن البحر ومن البر ولكن عن بعد دائماً . إن وحشية العدوان الأمريكي – الاسرائيلي وحجم التدمير والقتل الذي أصاب إقليم غزة الفلسطيني وسكانه قد يدفع الأمور في العالم الغربي خصوصاً الى خلق موقف شعبي جديد يرفض ما تفعله اسرائيل ويقوم بمساءلة حكوماته على ما يجري . وهذا قد يؤثر على موقف الحكومات الغربية المعنية ويرغمها على تغيير سياستها من تأييد مفتوح لإسرائيل وعداء مفتوح للفلسطينيين، إلى احترام القانون الدولي ومطالبة المجتمع الدولي بمحاسبة اسرائيل على وحشيتها ضد المدنيين، ويرغم حكومات أوروبا الغربية على تعديل مواقفها لتتناسب وذلك التوجه .
الرئيس الأمريكي بايدن لا يملك الصلاحية لتحديد من يتكلم بإسم الشعب الفلسطيني أو يمثلهم ولا يحق له ذلك، ومع أنه بصفته رئيساً للولايات المتحدة قد يملك القوة العسكرية التي تعطيه إمكانية إعلان الحرب وقتل المدنيين من الفلسطينيين وتدمير مدنهم وقراهم كما هو عليه الحال الآن، إلاَّ أن دور أمريكا الحقيقي في المنطقة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل يبقى في كل الاحوال دوراً منحازاً يتراوح بين القتل والتدمير أوالتهجير والظلم والاقتلاع بهدف حماية إسرائيل وضمان وجودها وبقائها كدولة إحتلال .
الخطر كل الخطر يكمن في خلق سابقة العبث الديموجرافي الشامل بشعب بأكمله. ومثال على ذلك هو الترحيل السكاني القهري للفلسطينيين ونقلهم إما من مكان لمكان آخر داخل وطنهم، أو ترحيلهم من وطنهم الى خارج وطنهم جهاراً وعلى رؤوس الأشهاد وبما يجعل من الترانسفير سياسة مقبولة دولياً ومعمول بها. إن رفض العالم لسياسة الترانسفير، أي النقل الشامل للشعب بأغلبيته أو بأكمله من مكان لمكان آخر بغية إجراء عملية تطهير عرقي تسمح بأخذ الأرض والاستيلاء عليها خالية من البشر ومن سكانها الأصليين، كان دائماً حجر العثرة أمام المخططات الاسرائيلية الصهيونية للتخلص من الشعب الفلسطيني وابتلاع أرضه . ما يجري الآن هو في هذا السياق تماماً ويهدف الى خلق سابقة دولية يوافق عليها المجتمع الدولي وتجعل من الممكن، بل والمسموح به ، إخلاء فلسطين من سكانها والسماح للاحتلال الإسرائيلي بابتلاع الأرض الفلسطينية خالية من سكانها . وهذا قد يكون أهم الأهداف الخفية للحرب الأمريكية – الاسرائيلية الوحشية الدائرة الآن ضد إقليم غزة الفلسطيني وسكانه المدنيين .
ما تسعى إليه الحكومة الإسرائيلية الآن و كخطوة انتقالية هو إعادة تشكيل إقليم غزة الفلسطيني بعد تدميره وقتل الآلاف من ابنائه ومحاولة القضاء التام على تنظيم حماس وبشكل يجعل من غزة إقليماً تدير أموره سلطة تماثل سلطة الضفة الفلسطينية تكون تابعةً للاحتلال تأتمر بأوامره وتقوم على تنفيذها على الرغم من إرادة الشعب الفلسطيني تماماً كما يحصل في الضفة الفلسطينية، والشرط الأساسي لحصول ذلك هو نجاح اسرائيل في القضاء بشكل كامل على حركة حماس وهذا أمر مشكوك به كون حماس ليست حزباً سياسياً وإنما حركة وطنية جذورها ضاربة في العمق الفلسطيني .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: أمريكا اسرائيل الفلسطينيين غزة على الفلسطینیین الشعب الفلسطینی ما یجری فی هذه من جهة
إقرأ أيضاً:
مدير هيئة حقوق الإنسان الفلسطينية: دور مصر قوي وداعم للقضية وللشعب الفلسطيني
أشاد الدكتور عمار الدويك مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، بدور مصر التاريخي سواء الدبلوماسي أو السياسي أو الإنساني بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن دور مصر دائما يكون قويا داعما ومساندا للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وقال الدويك، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش أعمال المؤتمر حول "دور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني" والذي اختتمت أعماله أمس الخميس بالأردن، إن مصر دائما تعمل لصالح القضية الفلسطينية وحقوق شعبها المظلوم ومناصرته حتى ينال دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، مشيرا إلى أن مصر دائما تقود المجموعة العربية سواء في الأمم المتحدة أو أي محفل عربي ودولي من أجل مناصرة القضية الفلسطينية المركزية بالنسبة لها وللعالم العربي.
وأضاف أن الدور المصري متواصل ومستمر مع القيادة الفلسطينية منذ اليوم الأول للحرب وتعمل جاهدة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا إلى أن مصر كانت دائما سباقة من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة.
وأكد مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، أن التاريخ سيكتب أن مصر وقفت ضد تصفية القضية الفلسطينية عندما أعلنت وتمسكت، برفضها للتهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين من غزة، منوها بأن هذا الموقف التاريخي لمصر أفشل هذه المخططات الإسرائيلية والتي اتخذت من أحداث 7 أكتوبر 2023 زريعة لتنفيذها.
وأوضح الدويك أن تقديم مصر مذكرة لمحكمة العدل الدولية، حول الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ومرافعتها في فبراير الماضي حول الرأي الاستشاري الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية حول السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، كانت من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني ودعمها ومساندتها.
واعتبر أن هذا الموقف المصري يؤكد وجود إرادة سياسية قوية ووطنية وتاريخية من أجل الوقوف ضد الظلم ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.. مشيرا إلى أن هذه المواقف المصرية مؤثرة بقوة في قرارات محكمة العدل الدولية أو الجنائية الدولية، مؤكدا أن المواقف والجهود المصرية واضحة وداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وبشأن ما تقوم به مصر من دعم إنساني للشعب الفلسطيني.. ثمن مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، جهود الدولة المصرية في استقبال المصابين الفلسطينيين وعلاجهم في المستشفيات المصرية، وكذلك استقبال الحالات الإنسانية والحرجة؛ مما يؤكد الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به مصر منذ بداية الحرب وحتى اللحظة، مؤكدا أن هذا ليس بغريب على مصر قيادة وحكومة وشعبا مع الشعب الفلسطيني ومعاناته التي لم تنته.
وأردف أن ما تقوم به مصر محل تقدير من الشعب الفلسطيني بغزة والضفة وخصوصا ما تقدمه من استقبال للطلاب الفلسطينيين الذين أكدوا لنا خلال زيارتهم بالقاهرة أنهم يشعرون بأنهم في بلدهم الثاني، معربا عن تقديره لما تقوم به مصر من كل الفئات سواء الشعبية أو الرسمية أو غيرها للشعب الفلسطيني على كافة المستويات.
وعن المساعدات الإنسانية والغذائية التي تقدمها مصر لأهالي غزة.. قال مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، إن دور مصر والهلال الأحمر المصري وتوجيهات القيادة المصرية بتوفير كافة المساعدات للشعب الفلسطيني منذ بداية الحرب وقبلها يؤكد مدى أهمية وتاريخية الدور الإنساني المصري تجاه الفلسطينيين، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يعلم جيدا الدور المصري الإنساني الذي لم ولن ينقطع.
وتابع أن مصر لم تقدم المساعدات لأهالي غزة فقط منذ بداية الحرب، بل كانت المنسق الدائم لإدخال المساعدات العربية والدولية إلى القطاع مع بداية الحرب.. مشيرا إلى أن مصر ورغم المعوقات التي وضعتها السلطات الإسرائيلية إلا أنها تضغط من أجل إنفاذ المساعدات.
وأعرب الدويك عن تقديره للموقف المصري الرافض لأن يكون للاحتلال دور على معبر رفح من الجانب الفلسطيني وتمسكه بإدارة فلسطينية خالصة، مؤكدا أن هذا الموقف يأتي من أجل تثبيت الدور والسيادة الفلسطينية على المعبر والأراضي في غزة ورفضا للاحتلال.
ونوه مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، بأنه رغم إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني بسبب سيطرة الاحتلال، لم تتوقف مصر عن الضغط لإنفاذ المساعدات الصحية والغذائية لأهالي القطاع بكل الطرق، مؤكدا أن رفض مصر لوجود الاحتلال على معبر رفح هو مصلحة للشعب الفلسطيني في المقام الأول لوجود السيادة الفلسطينية على المعبر واعتبارات مصرية مهمة ووطنية أيضا.
وبشأن التعاون بين الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية وما ينظرها في مصر.. وصف الدكتور عمار الدويك التعاون والتنسيق ما بين الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية ومجلس حقوق الإنسان المصري بالمتميز والكبير، مشيرا إلى أن هناك تواصلا مستمرا وتاريخيا بين الجانبين في ذات الشأن لصالح القضية الفلسطينية.
وكشف أن المذكرات الفلسطينية التي تم تقديمها للمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة كان المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري حاضرا بقوة في هذا الملف، مشيرا إلى أن تبادل الخبرات والاستشارات الحقوقية لم ولن تنقطع بين الجانبين.
وتعليقا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية، مذكرتي اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق في مجلس الحرب يوآف جالانت.. وصف الدويك مذكرتي الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وجالانت، بأنها تاريخية وجاءت من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني وضحاياه خلال حرب الإبادة التي ارتكباتها حكومة الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة، مرحبا بهذا القرار الذي جاء في تجاه المحاسبة والمسألة الجنائية للجرائم الخطيرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأعرب عن أمله في أن تتوسع المحكمة في طلب اعتقال مسئولين إسرائيليين أخرين وخصوصا العسكريين الضاعلين في جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرا إلى أن مذكرتي الاعتقال تستند لطلب المدعي العام للمحكمة بشأن هذه الجرائم، مؤكدا أن قرار المحكمة يعد ردا على كافة الاعتراضات التي تقدمت بها إسرائيل ومن يساندها ويدعمها في حربها ضد أهالي غزة.
ونوه بأن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية كانت قد قدمت ردودا على هذه الاعتراضات الإسرائيلية في حينها.. موجها الشكر إلى جميع الدول والمنظمات التي تقدمت أيضا بردود على هذه الاعتراضات حتى جاء أمس قرار المحكمة الجنائية برفض الاعتراضات الإسرائيلية وأصدرت مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت.
وحول دور الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية في ظل الإجراءات الإسرائيلية ضد المؤسسات الفلسطينية وإعاقة دورها، أوضح الدكتور عمار الدويك أن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية تقوم بدورها رغم كافة المعوقات والإجراءات الإسرائيلية على أرض الواقع، مشيرا إلى أن إسرائيل تمنع دخول المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية إلى الأراضي الفلسطينية وبالتالي تعد الهيئة بمثابة عيون هذه المؤسسات داخل فلسطين.
وأشار إلى أن الهيئة تقوم بجمع كافة المستندات والدلائل على انتهاكات حقوق الإنسان من قبل حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة، موضحا أن الهيئة وفريق عملها يقوم بتوثيق الدلائل من خلال الأشخاص أو المؤسسات التي يرتكب بحقها انتهاكات من قبل سلطات الاحتلال وبطريقة قانونية تقبل في المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية ذات الشأن.
وقال إن الهيئة تقوم بترجمة نصوص الشهادات التي تؤكد وقوع انتهاكات إنسانية من قبل الاحتلال وترسلها إلى المنظمات الدولية ذات العلاقة، مشيرا إلى أن الهيئة تقوم أيضا بجمع الحقائق والدلائل وتوثيقها ووضعها في إطارها القانوني ومن ثم إرسالها كمذكرات قانونية إلى المحكام الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان مثل المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة العدل الدولية أيضا.
وعن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفسطيني، كشف مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، أن حجم الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تفوق الخيال والعدد ولا يمكن لمؤسة واحدة توثيقها نظرا لكثرتها، موضحا أن الهيئة تنتقي الجرائم الكبيرة وذات الانتهاكات الخطيرة وأن كانت كلها خطيرة وتعمل على توثيقها وإرسالها إلى المنظمات الدولية.
وضرب الدويك مثلا بمثل هذه الانتهاكات والتي تأتي في إطار جرائم حرب الإبادة، حيث تم رصد أكثر من 500 تصريح على لسان مسئوليين إسرائيليين تؤكد ارتكاب جريمة حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرا إلى استهداف الاحتلال المنظم لمؤسسات قانونية وقضائية في غزة ورجال قضاء ومحاميين وغيرهم، بالإضافة إلى تعمد الاحتلال بتدمير النسل الفلسطيني في غزة ومنع دخول الأدوية والغذاء، كانت ضمن هذه الانتهاكات التي تم توثيقها ورفعها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
كما كشف الدكتور عمار الدويك، أن هناك العديد من الجرائم والانتهاكات بعضها بشكل مباشر والأخر غير مباشر تم ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني بغزة من قبل الاحتلال مثل وقف علاج أمراض السرطان والفشل الكلوي؛ مما أدي إلى وفاتهم.. مشيرا إلى أن هناك العديد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية رصدت الكثير من الانتهاكات الإسرائيلية وتم رفعها في تقارير إلى المنظمات والمؤسسات والمحاكم الدولية.