ركلات الجزاء «حكاية خاصة» في «الجولة السادسة»!
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
شهدت الجولات الست التي أقيمت في «دوري أدنوك للمحترفين» حتى الآن احتساب 25 ركلة جزاء، بمعدل يزيد على 4.2 ركلة في كل جولة، إلا أن الجولة السادسة حملت «حكاية خاصة» لتلك الركلات، لم تتكرر تفاصيلها على الإطلاق في أي جولة سابقة!
وتصدرت الجولة السادسة قائمة الأكثر، من حيث احتساب ركلات الجزاء، حيث احتسب الحكام 7 ركلات خلالها، وهو الرقم الأعلى منذ انطلاق الموسم الحالي من «دوري أدنوك للمحترفين»، وجاءت الجولة الثانية في «الوصافة»، بعدما شهدت احتساب 6 ركلات جزاء، مقابل 5 ركلات في الأسبوع الأول، والجولة الثالثة تعد الوحيدة التي لم تعرف ركلات الجزاء طريقاً إليها.
والمثير أن نفس الجولة انفردت برقم خاص أيضاً فيما يتعلق بركلات الجزاء، إذ شهدت إهدار 3 ركلات من إجمالي 7، بنسبة 43%، وهو ما لم يحدث في أي جولة سابقة، إذ أن الفرق سجّلت 21 ركلة من إجمالي 25، ولم تُهدر سوى 4 بنسبة عامة بلغت 16% فقط، حيث جاءت الركلة الوحيدة المُهدرة قبل «مجزرة السادسة»، في الجولة الثانية عبر كايو لوكاس نجم «الملك». أخبار ذات صلة
ويعد الحكم عادل النقبي أكثر حكام دورينا احتساباً لركلات الجزاء، حيث احتسب وحده 5 ركلات، والطريف أنها جاءت خلال مباراتين فقط، حيث احتسب 3 ركلات جزاء في مباراة الجولة الثانية بين «الملك» و«الإمبراطور»، مقابل ركلتين في مباراة الجولة الأخيرة بين «الزعيم» و«الصقور»، وفي كل مرة تم إهدار ركلة واحدة، وتبعه الحكمان محمد الهرمودي ومحمد عبد الله حسن، باحتساب كل منهما لـ3 ركلات، وحدث ذلك خلال مباراتين مع الهرمودي مقابل 3 مباريات لعبد الله.
وتصدرت 4 فرق المشهد في هذا الأمر، حيث كانت الأكثر ارتكاباً لركلات الجزاء، بواقع 3 ركلات مُرتكبة من قبل لاعبي كل فريق بين «العنابي» و«النمور» و«البرتقالي» و«الإعصار»، في حين أن «السماوي» كان الفريق الوحيد الذي لم تُحتسب ضده أي ركلة جزاء، وعلى الجانب الآخر كان الغريب ظهور «العنابي» و«النمور» مرة أخرى في صدارة قائمة الفرق الأكثر حصولاً على ركلات جزاء، بواقع 3 ركلات أيضاً، بالتساوي مع «فخر أبوظبي» و«الملك» و«الصقور»، في حين أن «الزعيم» و«الإعصار» لم تُحتسب لهما أي ركلة جزاء حتى الآن!
وصحيح أن «الثنائي» علاء الدين زهير لاعب «العنابي»، وسعيد جمعة لاعب «الزعيم»، يتصدران قائمة الأكثر ارتكاباً لركلات الجزاء، بواقع خطأين لكل منهما، إلا أن الجولة السادسة أصرت على الظهور في ذلك المشهد أيضاً، حيث منحت سعيد جمعة «حالة نادرة» بارتكابه ركلتي جزاء في مباراة واحدة، أمام «الصقور»، بعدما شارك بديلاً في الخط الخلفي للعين، تعويضاً لحالة الطرد التي تعرض لها زميله بندر الأحبابي، بل تم تسجيل ركلة وإهدار أخرى خلالها عبر نفس اللاعب، الأسطوري إنييستا، في حين تسبب زهير في ركلتين خلال مباراتين مختلفتين، في الجولة الثانية أمام «فخر أبوظبي»، ثم في الأسبوع الخامس أمام «السماوي»، وتم تسجيلهما.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أدنوك للمحترفين الوحدة العين شباب الأهلي النصر إنييستا
إقرأ أيضاً:
طيوي.. شـواهـد تـاريخـيـة لاستـقـرار الإنـسان منـذ الألفية السادسة
د. بدرية الشعيبية: تعاقب على طيوي عدد من الحضارات فخلفت شواهد أثرية تؤكد أصالة تاريخها -
كتب ـ يوسف بن سالم الحبسي
ربما تُعرف طيوي بمقوماتها السياحية الفريدة، إلا أن للتاريخ بصمات وشواهد لاستقرار الإنسان منذ القدم في نيابة طيوي التي شهدت أحداثًا كثيرةً جديرةً بالتوثيق، منها الانتعاش الاقتصادي بعد انهيار مملكة هرمز وخروج البرتغاليين وطردهم من عمان، والنشاط التجاري في سوقها القديم، وقصة الأمير علي بن المقرب العيوني الذي انتهى به المقام في أواخر حياته في طيوي، حيث يقوم حصنه فوق أعلى تلة تطل على قرية جريف ووادي طيوي، وهو القائل: «طيوي يا نفس طيبي... طيوي دار الغريبي»، كما تضم طيوي شواهد أثرية تتمثل في مقبرة الترك التي وثق ابن رزيق قصتها بعد زيارته لها، وتعكس هذه الشواهد عراقة ومكانة طيوي في التاريخ القديم، وتشرب أبناؤها ثقافات مختلفة، إذ مرت عليها العديد من الحضارات كحال أغلب مدن الساحل الشرقي لعمان.
«هضبة سلمى»
وقالت الدكتورة بدرية بنت علي بن جمعة الشعيبية، الباحثة في التاريخ: إن نيابة طيوي تتبع ولاية صور حسب التقسيم الإداري الحديث منذ عصر النهضة المباركة، وتطل النيابة على ساحل بحر عمان وتحيط بها سلسلة جبال الحجر الشرقي، وبالتحديد سلسلة جبال بني جابر التي يتراوح ارتفاعها ما بين 1700 ـ 2200 متر فوق سطح البحر، والتي تأخذ الهضبة الجيرية الجزء الأكبر من مساحتها ويصل ارتفاعها إلى 1500 متر فوق مستوى سطح البحر، وتعرف باسم هضبة سلمى، وتتكون الجبال من صخور جيرية تعود إلى الزمن الجيولوجي الثالث.
تنوع جيولوجي
وأردفت قائلة: إن الساحل في طيوي يعد من أغنى السواحل بالأشكال الأرضية الساحلية مثل الجروف الصخرية وأرصفة النحت البحري، والمصاطب، والشواطئ الرملية والحصوية والرؤوس البحرية، هذا التنوع الجيولوجي في طيوي بين السهل والبحر والوادي والجبل سهل عملية الاستيطان البشري فيها، حيث عرفت المنطقة استقرار الإنسان منذ الألفية السادسة، إذ تم الكشف عن أماكن استقرار بشرية بالقرب من مصبات الأودية، وعثرت البعثات الاستكشافية على أدوات متنوعة مثل: الصدف، وثقالات شباك الصيد، والأدوات الصوانية، ورؤوس السهام، والمكاشط، والشفرات المسننة، وعثر كذلك في دلتا وادي الشاب على بقايا عظام سمكية وأدوات صوانية تعود إلى الألف الخامسة والرابعة قبل الميلاد.. مؤكدة أن طيوي شهدت على أراضيها تعاقب عدد من الحضارات والدول، فخلفت هذه الحضارات الكثير من الشواهد الأثرية التي تعد معالم سياحية مهمة تشهد لطيوي بعراقة حضارتها وأصالة تاريخها، إلا أنه سيتم التركيز على ثلاثة شواهد أثرية فقط، من أجل تسليط الضوء عليها والتعريف بها بشكل أكثر تفصيلا، وهي سوق طيوي القديم، ومقبرة الترك وحصن بن المقرب.
ارتكاز تاريخي
وأوضحت أن طيوي أخذت في الانتعاش الاقتصادي تدريجيًا بعد انهيار مملكة هرمز سنة 1622م، وخروج البرتغاليين وطردهم من عمان على يد الإمامين ناصر بن مرشد وسلطان بن سيف اليعربيين سنة 1650م، فاتجه عدد من أهلها ومن استقطب من رؤوس الأموال التي قدمت إليها من مختلف مناطق عمان للعمل إما في التجارة البحرية أو في فتح محلات تجارية، أو في المجال الزراعي، فنشط الوضع الاقتصادي في طيوي وتنامت المحلات التجارية إلى أن وصل عدد المحلات التجارية إلى 33 محلًا تجاريًا، ويعطي هذا العدد من المحلات التجارية تأكيدًا على الوضع الاقتصادي المتميز، وحركة التجارة النشطة بين طيوي وغيرها من المناطق المجاورة لها مثل صور وقريات، ومما يلاحظ تنوع قبائل أصحاب المحلات، مما يعني أن الهجرة إلى طيوي كانت مستمرة طوال تاريخ المنطقة، وأن طيوي منطقة جاذبة اقتصاديًا وحضاريًا، وتحتاج منطقة السوق والمباني التي تقع بالقرب منها إلى إعادة ترميم لتستغل سياحيًا، لتنشيط حركة السياحة من جهة وليكون المكان شاهدًا على التطور التاريخي للمنطقة.
ازدهار تجاري
وأضافت في سياق حديثها: إن من المعالم الأثرية التاريخية المهمة في طيوي في منطقة جريف المطلة على ساحل بحر عمان وعلى الضفة الجنوبية من دلتا وادي طيوي تقع مقبرة الترك، وهذا الاسم الذي أطلقه عليها أهالي طيوي وظلوا يتناقلونه جيلا بعد جيل؛ يدل على أن هذه المقبرة هي مقابر لسكان قلهات وطيوي أثناء حكم مملكة هرمز، هذه المملكة التي كانت بدايتها بالقرب من ميناء ميناب عند مدخل الخليج العربي في البر الفارسي، وفي عام 1301م قرر الملك بهاء الدين الهرمزي الانتقال إلى جزيرة قشم بسبب تعرض المدينة لهجمات متكررة من المغول، ثم غادر قشم إلى جزيرة جيرون وغير اسمها إلى هرمز تيمنا بمدينته القديمة، وكان هذا الانتقال فاتحة خير على المملكة التي أخذت في التوسع التجاري والسياسي فضمت سواحل الخليج العربي وسواحل عمان من مسندم إلى رأس الجنز، وكانت قلهات العاصمة الثانية لمملكة هرمز والمتنفس لملوكها وأمرائها، وشهدت السواحل العمانية وخاصة قلهات وطيوي ومسقط وصحار الكثير من الأحداث السياسية والازدهار التجاري أثناء فترة مملكة هرمز، حيث تخصصت هذه المملكة في تجارة الخيول والحرير والمجوهرات النفسية، واستمرت سيطرت ملوك هرمز على السواحل العمانية حتى عام 1622م، وكانت لهم في عاصمتهم الثانية مدينة قلهات قصور ومساجد فخمة مبنية من القاشاني، ومن الواضح أن المقبرة الرئيسة للسكان كانت في طيوي، أما الأمراء فكانت لهم مقبرة في قلهات، ولقد كتب ابن رزيق عن هذه المقبرة بعد زيارته للمكان بعشرين عاما حيث قال: «وأخبرني غير واحد من المشايخ المسنة عن أصحاب محمود بن أحمد الكوسي الذين قعدوا مع أخشابهم بقلهات، لما مضى محمود على طريق البر إلى عمان مضى رجاله إلى طيوي لينهبوها، فخرج إليهم رجال من بني جابر ومن تبعهم، فوقع بينهم قتال شديد، فلم يسلم أحد من أصحاب محمود، ثم ركضوا على بقيتهم التي بقلهات فقتلوهم جميعًا، وأحرقوا سفنهم بالنار، وأن هذه القبور التي ببلدة طيوي على شاطئ بحرها قبورهم، وهم يسمونها إلى هذه الغاية سنة 1274هـ قبور الترك، وهي قبور كثيرة شهدت أكثرها بعيني سنة 1257هـ»، ومن خلال نص ابن رزيق نتأكد من أن المقبرة كانت مخصصة لسكان قلهات من الفرس والأتراك والعرب، فلقد كانت قلهات جامعة لأنواع متعددة من الشعوب والقبائل، ولكن ما يستوقف ما أشار إليه ابن رزيق من أن هذه المقبرة ما هي إلا قبور جيش محمود الكوسي، وهو أحد الأمراء الهرمزين الطموحين الذي كان يسعى إلى توسعت مناطق نفوذه ولكن جهوده لم تكلل بالنجاح، فمن خلال زيارة المقبرة يتضح للشاهد أن المقبرة مرت بمراحل زمنية مختلفة، وكما أن القبور قد شيدت بعناية وتم الاعتناء بها من قبل الأحياء، مما يعني أن المقبرة تخص جماعة بشرية استقرت في المكان لفترات طويلة.. مؤكدة أن المقبرة تحتاج إلى أن ينظر إليها على أنها معلم أثري مهم وأن تسور بسور يحميها وأن توضع عليها لوحات إرشادية إلكترونية، وتسجل ضمن المواقع العمانية التاريخية السياحية التي ينصح بالتعرف عليها وزيارتها.
سفرٌ وارتحال
وبينت الباحثة في التاريخ، أن حصن ابن المقرب بنيابة طيوي لم يتبق منه إلا برج أعيد ترميمه حديثًا وهو يقع على قمة تلة صغيرة تشرف على وادي طيوي من جهة وعلى بحر عُمان من جهة أخرى، وهذا الحصن كما تداولت الروايات الشفهية بين أهالي طيوي أن من بناه هو الشاعر العيوني جمال الدين أبو الحسن علي بن المقرب وهو أحد أمراء الدولة العيونية التي سيطرت على الأحساء والقطيف والبحرين أو ما كان يعرف بإقليم البحرين سابقاً (1076م ـ 1238م) وهو أحد شعراء الشعر الفصيح، وكان شاعرنا على علاقة غير جيدة بالأمير العيوني أبو المنصور علي بن عبدالله، فصادر أمواله ونفاه إلى العراق: ويصف الشاعر علي بن المقرب علاقته المضطربة بقومه فيقول:
إذا ما بدا شخصي لهم خلت عاصفا
من الريح قد ثارت عليهم بحاصب
هذه العلاقة المضطربة دفعت بشاعرنا إلى الخروج من بلده والسفر إلى العراق ومن ثم قرر السفر إلى عمان إلى أن استقر به المقام في طيوي، وتوجد في الموروث الشعبي حكاية شعبية تحكي قصته، وكيف وصل عمان وتنقل بين بلدانها إلى أن وصل طيوي، وعن سبب اختياره لطيوي ليلقي فيها عصا الترحال، وكيف قرر بناء الحصن واستقر به المقام إلى أن مات، وكان قد أوصى حسب الحكاية الشعبية أن يدفن في وسط جبل في وادي طيوي حتى لا يصل أعداؤه إلى جثته فيمثلوا بها، ولا يعرف على وجه الدقة هل القبر المعروف بين سكان طيوي بقبر ابن المقرب له أم لغيره؟ و هل هو قبر أم مجرد أثار لمعلم آخر؟ ومن الآثار المهمة التي خلفها ابن المقرب في طيوي حصن عرف باسمه، بني ليكون حصن حراسة للمنطقة وكذلك منارة للسفن لتهدي إلى المكان، ولابن المقرب في ديوانه أبيات يذكر فيها عددا من المدن العمانية، فهو يذكر في قصيدة يمدح فيها الأمير محمد بن ماجد فيقول:
أطاعت لهم ما بين مصر إلى القنا
إلى حيث تلقى دارها الشحر والنعم
وفي قصيدة أخرى يقول:
بني المعالي لهم فضل وشيدها
أبو سنان قريع العجم والعرب
وأحمد ابنه الملك الذي منعت
ما بين نزوى سراياه إلى حلب.