تخبط إسرائيلي بشأن الاجتياح البري المرتقب لغزة.. هل يقع نتنياهو في فخ؟
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
شهد قطاع غزة على مدار اليومين الماضيين عدة محاولات من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي لاجتياح القطاع، مع استمرار القصف من البر والبحر والجو بصورة غير مسبوقة منذ 7 أكتوبر الجاري، وتزامن مع الاجتياحات انقطاع كامل للكهرباء والإنترنت وهو ما يسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة للسكان.
واعتقد الكثير أن المناورات البرية التي شهدها القطاع خلال اليومين الماضيين هو الاجتياح البري الذي أعلنت عنه دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية هجماتها على غزة، غير أن تقرير نشرته قبل قليل على صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية يؤكد أن العملية البرية المنتظرة على قطاع غزة لم تبدأ بعد.
حالة من الفوضى والتخبط تعيشها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اندلاع طوفان الأقصى 7 أكتوبر الماضي، ووصول الفصائل الفلسطينية لمواقعها داخل الأراضي المحتلة، وهو ما أدخل الفرقة والانقسام بين قادة جيش الاحتلال والمسؤولين الإسرائيليين بعد سلسلة من تبادل الاتهامات حول هجوم الفصائل الفلسطينية، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وتحتشد قوات الاحتلال الإسرائيلي على حدود غزة في وضع الجاهزية لبدء الهجوم البري المرتقب، غير أن انقسامات وخلافات تلوح بالأفق بين القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين تحول دون وضع كيفية الغزو، ومتى؟ وحتى ما إذا كان سيتم الغزو من عدمه، وفقا لـ7 ضباط عسكريين كبار وثلاثة مسؤولين إسرائيليين، بحسب ما ذكرت الصحيفة الأمريكية.
كما أن سببا آخر للتأجيل أوضحه المسؤولين الإسرائيليين وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، خاص باستهداف المسؤولين الإسرائيليين منح المفاوضين مزيدا من الوقت لمحاولة تأمين إطلاق سراح بعض من أكثر من 200 محتجز لدى الفصائل الفلسطينية عندما هاجمت إسرائيل قبل ثلاثة أسابيع.
الموعد المرتقب لغزو غزةوتشير تقارير إلى احتمال تحرك جيش الاحتلال الإسرائيلي لغزو غزة بريا يوم الجمعة المقبل، ويشعر بعض المسؤولين بجيش الاحتلال بالقلق من أن الغزو قد يجر الجيش الإسرائيلي إلى معركة حضرية مستعصية داخل غزة، ويخشى آخرون نشوب صراع أوسع نطاق، خاصة بعد قيام إطلاق صواريخ على دولة الاحتلال من الجنوب اللبناني.
عضو لجنة الدفاع في البرلمان الإسرائيلي: لدينا حكومة ذات آراء مختلفةكما أن هناك حالة أخرى من الجدل بالحكومة الإسرائيلية حول ما إذا كان سيتم تنفيذ الغزو من خلال عملية واحدة كبيرة أو سلسلة من العمليات الأصغر، وكيفية إدارة قطاع غزة بعد الانتهاء من عملية الغزو البري، بحسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، لافتة إلى قول داني دانون، أحد كبار المشرعين من حزب الليكود، الحزب اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي: «لديك حكومة ذات آراء مختلفة».
وأضاف «دانون» أنه يجب عدم الإقدام على خطوة الغزو البري لقطاع غزة قبل التفكير فيما يجب فعله بعد هذه الخطوة، متابعا: «لكننا كقيادة، كرجال دولة إسرائيل، علينا أن نحدد الأهداف، ويجب أن تكون الأهداف واضحة للغاية، لا ينبغي أن تكون غامضة».
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها الغاشم على قطاع غزة، بعدما قطعت الاتصالات وشبكات الإنترنت خلال اليومين الماضيين، بدعوى أنها تقوم بعملية برية في القطاع، مدعومة بحرًا وجوًا، وهو الأمر الذي نفته الفصائل الفلسطينية، معلنة تقدمها على قوات الاحتلال. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط 8005 شهداء في غزة، بينهم 3342 طفلًا منذ أحداث 7 أكتوبر وحتى الآن، وذلك حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل لها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة غزة البري غزة إسرائيل جيش الاحتلال نيويورك تايمز قوات الاحتلال الإسرائیلی الفصائل الفلسطینیة نیویورک تایمز قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
يزيد جعايصة.. قيادي في كتيبة جنين قتلته السلطة الفلسطينية
يزيد جعايصة مناضل فلسطيني ولد في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، كرّس حياته للدفاع عن وطنه والوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، سواء بالعمل المقاوم أو مواجهة الاعتقالات والملاحقات الأمنية، انخرط منذ سنوات شبابه في صفوف المقاومة الفلسطينية، وانتمى إلى كتيبة جنين.
قُتل برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، أثناء اشتباكات مسلحة اندلعت في محيط مخيم جنين.
المولد والنشأةولد يزيد محمد نايف جعايصة عام 1996 في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، ونشأ في ظل الاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية للمخيم.
عمل في مجال التمديدات الكهربائية، وكان يُعرف بهدوئه وتوازنه في التعامل مع الآخرين، إضافة إلى قلة كلامه التي عكست شخصيته المتزنة والمتحفظة.
الفكر والتوجه الأيديولوجيتبنى جعايصة توجها قوميا فلسطينيا، فقد تأثر بالتيارات النضالية، وآمن بالكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، واعتبر المقاومة المسلحة والرد المباشر على الاحتلال ومجازره وسيلة لتحقيق حرية واستقلال الشعب الفلسطيني.
التجربة النضاليةانخرط جعايصة منذ سنوات شبابه في صفوف المقاومة الفلسطينية، وانتمى إلى كتيبة جنين متعهدا بالدفاع عن حقوق شعبه، فقد شكلت البيئة المحيطة به وحياته اليومية في المخيم ملامح شخصيته النضالية.
وأُصيب عام 2019 إصابة خطيرة في بطنه أثناء اجتياح قوات الاحتلال مخيم جنين. وتعرض للاعتقال مرات عدة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأمضى ما مجموعه 4 سنوات في السجون.
واعتقل للمرة الأولى في سجن مجدو حيث قضى عامين ونصف، وواجه صنوفا من التعذيب فيه، وفي 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، دهمت قوات الاحتلال منزله في جنين وأعادت اعتقاله، وحققت معه في مركز توقيف الجلمة لأسبوعين، ثم أصدرت محكمة سالم حكما بسجنه مدة 13 شهرا مع فرض غرامة مالية بألفي شيكل.
إعلانوأثناء فترة اعتقاله، تأجلت محاكمته 7 مرات في محاولة لإضعاف عزيمته، لكنه ظلّ ثابتا على موقفه حتى أُفرج عنه في 15 ديسمبر/كانون الأول 2020.
وبعد الإفراج عنه استهدفته قوات الاحتلال مرات عديدة، واعتبرته مطلوبا أمنيا ووصفته بأنه "خارج عن القانون".
يزيد جعايصة انخرط منذ سنوات شبابه في صفوف المقاومة الفلسطينية، وانتمى إلى كتيبة جنين (مواقع التواصل) الاستشهادقُتل يزيد جعايصة برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، أثناء اشتباكات مسلحة اندلعت في محيط مخيم جنين، وسط حصار واسع فرضته الأجهزة الأمنية على المخيم قبل 5 أيام من مقتله.
ويوم استشهاده حاصرت أجهزة السلطة مستشفى جنين الحكومي، وفتشت سيارات الإسعاف، واقتحمت مستشفى ابن سينا ومنعت الأهالي من وداع جعايصة.
وردَّ المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية العميد أنور رجب على الانتقادات الموجهة ضد الأجهزة الأمنية في جنين، بأنها "حققت نجاحات كبيرة" في حفظ نظام المدينة والمخيم ضد من وصفهم بـ"الخارجين على القانون" في إشارة إلى مقاومي الاحتلال.