هل تنجح صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
أمام عرض حركة حماس صفقة الإفراج عن كل الرهائن لديها من الجانب الإسرائيلي مقابل الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، وإعلان تل أبيب في المقابل أنها ستحرر كل الرهائن بعملياتها العسكرية، يظل ملف الرهائن هو الأكثر سخونة في لعبة عض الأصابع بين الجانبين.
الأونروا تدعو العالم للتوافق على وضع حد للأزمة الإنسانية في غزة الصومال تؤكد استعدادها لإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزةويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحقيق نصر أمام شعبه بإعادة الرهائن بجانب تدمير حركة حماس في الهجمات على قطاع غزة، فيما تسعى الحركة من جانبها لتحقيق نصر بإنجاز يخص الأسرى الفلسطينيين؛ تعويضا عن قيام إسرائيل بقتل وإصابة آلاف الأشخاص وتدمير البنية التحتية في القطاع.
وسط هذا، يزداد غضب أهالي الرهائن في إسرائيل؛ قلقا على حياة أبنائهم مع زيادة العمليات العسكرية في غزة، فحتى الآن، قُتل 50 أسيرا، من بين نحو 200-250 أسيرا، وفق ما أعلنته حركة حماس، خلال قصف إسرائيلي سابق على مناطق في غزة متواجدين بها.
صفقة حماس
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، أنها مستعدة لإطلاق سراح كل الرهائن مقابل إطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين.
ووفق أبو عبيدة، المتحدث باسم الكتائب، كانت حماس على وشك التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن الرهائن الذين تحتجزهم، لكن إسرائيل "ماطلت".
إلا انه في نفس الوقت أكد أن الحركة يمكنها أيضا إجراء محادثات حول اتفاق جزئي بشأن الأسرى، و"إذا أراد العدو إنهاء ملف الأسرى مرة واحدة فنحن مستعدون، وإذا أراد مسارا لتجزئة الملف فمستعدون أيضا".
رد أهالي الرهائن
ردا على مطالب حماس، أعلن أهالي الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين موافقتهم على صفقة تبادل الكل مقابل الكل.
وفي مؤتمر صحفي عقدوه مساء السبت، أضاف أهالي الاسرى: "نطالب بإنجاز الصفقة فورا، ونخشى على حياة الأسرى من العملية العسكرية والقصف على غزة.
تراجع غير مفهوم
القيادي بحركة فتح الفلسطينية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقيب، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية" عن مجريات التفاوض حول الأسرى، إنه كان هناك محادثات متقدمة بين الطرفين تقضي بإطلاق سراح 52 من المدنيين الإسرائيليين والأجانب، مقابل إطلاق سراح 193 من النساء الأسرى والأطفال الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية بوساطة مصرية.
ووفق الرقيب، فإن الصفقة كانت قاب قوسين أو أدنى من الإنجاز، لولا تراجع الحكومة الإسرائيلية في اللحظات الأخيرة بشكل غير مفهوم، ويرى الشارع الإسرائيلي أن مصر قادرة على الضغط الطرفين لإتمام صفقة التبادل.
ونظم أهالي الأسرى مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، الخميس، مطالبين بالإفراج عن ذويهم، ويحتجون على دخول مساعدات إنسانية إلى غزة عبر معبر رفح المصري.
وعن مصير الأسرى في ظل القصف الجاري، يرى السياسي الفلسطيني أنه "من الطبيعي أن يسقط قتلى من الأسرى؛ حيث يقيمون في منازل، فيما تحتجز حماس الأسرى العسكريين في مقرات تابعة لها".
إصرار إسرائيلي
بدوره يقول المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور، إن القصف لن يتوقف على القطاع إلا إذا وصلت معلومات دقيقة عن مكان تواجدهم.
ويرى غانور، في تعليقه لـ"سكاي نيوز عربية"، أن حماس تمارس ضغوطا لوقف الحرب، ولكن هناك تصميم إسرائيلي على المضي قدما، وعدم وضع اهتمام كبير بقضية الأسرى.
في نفس الوقت، لفت إلى أنه تم تكليف شعبة الاستخبارات بتحديد أماكن احتجاز الأسرى؛ لتجنب قصف أماكن يتواجدون بها؛ حفاظا على حياتهم.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الكنيست، إن حكومته تعمل على استعادة كل الأسرى، مهددا بالقضاء على حماس، وإن أكد أن هذا "سيتطلب صبرا ووقتا".
ورد رئيس مكتب حماس في الخارج، خالد مشعل، في محاولة لردع نتنياهو عن هذا التهديد بأن هناك أسرى من رتب عسكرية إسرائيلية عالية.
مفاوضات بطيئة
نقلت وكالة رويترز عن مصدر لم يذكر اسمه لحساسية الأمر أن المفاوضات التي تتوسط فيها قطر بين إسرائيل وحماس، بهدف تهدئة القتال استمرت، السبت، رغم تصعيد إسرائيل لهجماتها على غزة، إلا أنها تجري "بوتيرة أبطأ بكثير".
وتشن القوات الإسرائيلية منذ مساء الجمعة عمليات برية في غزة، فيما وصفه نتنياهو بالمرحلة الثانية من الحرب المستمرة منذ 3 أسابيع.
ومع أن العمليات البرية الأولية تبدو محدودة، تعهد نتنياهو في مؤتمر صحفي، مساء السبت، بعدم ادخار جهد لتحرير الرهائن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو حركة حماس قطاع غزة الأسرى الفلسطينيين البنية التحتية غزة القصف على غزة إصرار إسرائيلي قضية الأسرى
إقرأ أيضاً:
قذائف إسرائيل الأمريكية مسامير في نعش الآدمية
ما بعد منتصف يناير 2025حتى هذا التاريخ كان الترقب في الشعوب قد تجاوز السكون مع الدمار غير المبرر الذي حصل، وبات الأمر انتقاما وجرائم حرب واضحة كاشفة لطبيعة أن هذا الكيان لن يكون جزءا من المنطقة، رغم كل الرقاعة والوضاعة والجهر بالفاحشة الذي ترتكبه النظم العربية وقادتها والعلاقات الظاهرة والخفية، بل التآمر على الفلسطينين من الذين يبدون أنهم يدعمونهم وممن لا يخفي العداء لأسباب أيديولوجية؛ تتجاهل أن هذه فلسطين وهي سبب تقبل شعوبهم لعيوب لم تعد ذات أهمية الآن.
فقد سكتت الشعوب والصمت هو عين الإعصار الذي يتلبد من المحيط إلى الخليج، ويدور في ألم ويتغذّى بأشلاء ودماء الأبرياء والحجارة على الحجارة التي تتركها كل غارة وجرائم الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة بوضوح، والتخلي الذي يعاتب عليه أهل غزة بدل أن يُعتذر لهم، والعرب في صمت وكان الأمر لا يعنيهم، أما المسلمون من غير العرب فقد تحولوا إلى ظاهرة صوتية أصابت آذاننا بالعطب من العرب قبل الصمت، والشعوب تعلم النوايا والتظاهر والزعم والغايات، وكل ما لا يظن هؤلاء الحكام أن الشعوب تعرفه؛ تلك الشعوب التي أضحت اليوم في انفصال عن حكامها.
رسائل حماس في تسليم الأسرى
لقد أظهرت حماس وأرسلت رسائل لم يقرأها الصهاينة المقفلة أدمغتهم بالكراهية والأمريكيون القادمون إلى الحكم لجهلهم وتصورهم أن حماس تحمل الكراهية لليهود أو الأمريكان، ولم ينتبهوا إطلاقا للاستعراض الذي قدمته القسام والفصائل في عملية تسليم الأسرى لأنهم تصوروها أنها تعبير عن الغلبة وفكروا بمنظومة عقلية استعمرتها غرائزهم، في حب السيادة والأنانية التي أعمتهم كما أعمت إبليس ليكون شيطانا، وها هي إسرائيل مورطة أمريكا معها لتكون شيطانا رجيما وهي تستعيد الحرب.
- أرادت حماس أن تواسي أهل غزة في مصابهم وتواسي أهل الأسرى جميعا في انتظار أبنائهم أنهم بخير وعوملوا كضيوف وأصدقاء، ولم تهن كرامتهم أو يعذبون أو يؤذون أو يُسمح للحصار الذي فرضته حكومتهم والقصف الأعمى أن ينال منهم قدر الإمكان.
- أن هنالك علاقة بين الأسرى والقسام تدل أن هنالك أفكارا صححت وأن القسام تدافع عن أهلها وليس من منطلق العداء لليهود.
- أكدت القسام أنها عاملت الأسرى بتعاليم الإسلام، فلا يوجد عداء بسبب الدين ولا انتقام رغم أن هؤلاء الشباب من القسام ربما فقدوا إخوة وأهلا وأصدقاء جراء جرائم الحرب التي ارتكبت، وهذا القسامي نفسه يحاول الحفاظ على سلامة أسرى إخوانهم يقصفون ويقتلون أخيه.
- الرسالة للعالم الأحمق الذي لم ير أن العيش ممكن إن رفعت الطبقة التي تحشد وتعلم وتعبّئ الناس بالكراهية والمعلومات الخطأ.
- التزموا بالعهود رغم أن الكيان توجه إلى الضفة الغربية ليقوم بجرائم قام بها في غزة، لكن الالتزام كان صبرا لعل هنالك حلا للجميع. وقد أدت عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر رسالتها بأن تيقظ العالم إلى الواقع وعرف الحقيقة، وأن هنالك أملا بان تستعاد الحياة الكريمة والصحيحة لهؤلاء الناس وهم أصلا هُجروا من أراضيهم التي استولى عليها الصهاينة.
لكن لم ير النظام الأمريكي تلك الرسائل، ولم ير أن حلفاءه كانوا يخرجون الأسرى بشكل يرثى له، بينما يخرج الأسرى من عند القسام وكأنهم في رحلة وبكل احترام وتقدير وهم شاكرون لمن أسروهم معاملتهم الحسنة ولطفهم، بل إن تصريحات ترامب كانت معكوسة مع أن هذا يعتبر عارا على دولة عظمى ورئيسها يخالف حقائق يراها العالم.
معيار الكراهية والمحبة عند المسلم الفاهم لدينه
عار على البشرية والإنسانية وهي تشاهد هذه القوة الأمريكية الصنع تدمّر أناسا عزل ومواطنين بلا ماء ولا كهرباء ولا سقف يؤويهم، وتحول خيامهم إلى وقود لتحرقهم تلك القذائف أمريكية الصنع
إن الكراهية والمحبة عند المسلمين محددة بحب ما يحب الله وكره ما يكره الله، والله لا يكره الإنسان الذي خلقه مهما كان بل يكره عمله السيئ، فالمسلم يكره العمل السيئ من أي كان مسلما أو غير مسلم، فإن اصطلح وتاب وعاد فهو أخ في الخلق لا شيء عليه وبكل حب يعامل كذلك عومل الأسرى وهم عاجزون عن فعل الشر.
إن المحنة ليس لأناس لا خيرة لها تحب الحياة فتكون هدفا للجرائم ضد الإنسانية، ولكن المحنة اليوم لمن تصور أنه يتمكن وآخرين يظنون أن إسرائيل تقتل الزوجة الشريفة التي رفضت أن يغتصبها الغزاة عوضا عنهم.
العيش المشترك ممكن
كتبت سابقا عن الدولة الواحدة، لكن القسام أضافت درسا لم ننتبه له، وهو أن الصهاينة محتلون ومستعمرون أيضا، وإن كانت غزة حرة بتفكيرها فاليهود كشعب يمارس عليه الخوف والإرعاب. والحقيقة لا بد أن يعرفها اليهود وكل من ضللته الصهيونية من الأوروبيين أو الأمريكان ممن لم يعِ حتى الآن، عندها سيكون السعي إلى العيش المشترك وبناء وصناعة لحياة جديدة.
إن ما يجري اليوم في فلسطين في غزة والضفة وإن كان تطبيقا لسِفر "صموئيل الأول 15: 3" (1)، فهو عار على البشرية والإنسانية وهي تشاهد هذه القوة الأمريكية الصنع تدمّر أناسا عزل ومواطنين بلا ماء ولا كهرباء ولا سقف يؤويهم، وتحول خيامهم إلى وقود لتحرقهم تلك القذائف أمريكية الصنع. قد لا يهتم ترامب عندما يرى أطفالا في لفاتهم ورضعا يموتون أو أنهم شباب بعمر ابنه بارون، من حقهم العيش أحرارا في أرضهم يزرعون ويحصدون ويصنعون ويدرسون ويضحكون ويستمتعون على شواطئ بلادهم يصيدون عيشهم وفرحتهم.
لا شك أن قذائف إسرائيل وهي تكسر الهدنة إنما هي مسامير في نعش الآدمية لأنها تمثل الشيطان الذي أخرجنا من الجنة في أنانية وشطط، وهي تنسحب بكل السلبية على كل مناصريها وداعميها في الظاهر والباطن، ولن يفيد التطبيع لا العرب ولا إسرائيل لأن التاريخ سيكتبه أنه تطبيع جريمة ضد شعب أعزل يطالب بحريته لا غير، ولن يتجرأ على إعلانه إلا أحمق.
__________
(1) سفر "صموئيل الأول 15: 3 ": "فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة طفلا ورضيعا بقرا وغنما جملا وحمارا". وكان نتنياهو قد صرح بأن حماس تمثل العماليق وبالتالي فما يحصل أمر عقدي.. هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: "15 كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف 16 وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم" (سفر إشعياء- إصحاح)