البوابة نيوز:
2024-06-29@14:08:25 GMT

مؤامرة نسائية.. كيف اغتيل رمسيس الثالث؟

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

في عام 2012، كشفت دراسة تحليلية جديدة -أجريت في المتحف المصري في التحرير- أن الملك «رمسيس الثالث» قد «مات مذبوحا في مؤامرة من أجل عرش مصر، من تدبير إحدى زوجاته وأحد أبنائه، بمعاونة حريم القصر وبعض رجال الجيش». وأوضح باحثون أن تصويرا جديدا بالأشعة المقطعية «أظهر وجود قطع عميق وكبير تحت الضمادات التي تغطي حلقوم الملك المحنط، ولا يمكن إزالتها حفاظا على المومياء».

ونقلت تقارير صحفية عن رئيس فريق الباحثين ألبرت زنك، وهو اختصاصي علم الأمراض القديمة في معهد المومياوات والرجل الجليدي في إيطاليا، قوله: «أخيرا وبهذه الدراسة نحل لغزا مهما في تاريخ مصر القديمة».

كما كشف الباحثون أيضا وجود تميمة صغيرة غرست في الجرح بحلق الملك. وقال زنك: «ربما وضعها المحنطون على أمل أن تعمل على التئام الجرح في الحياة الآخرة». وقد ربط الدكتور زاهي حواس في تعليقه على هذه الدراسة الكشف الجديد بالبردية الشهيرة «مؤامرة الحريم».

في هذا الموضوع، قامت «البوابة» بإدخال عدد من التفاصيل المذكورة في البردية الشهيرة، والتي تناولت مؤامرة لاغتيال الملك «رمسيس الثالث»، في عدد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، للحصول على صور تُجسِّد مشاهد من الحدث. 

رسم تخيلي بالذكاء الاصطناعي- البوابة نيوز

كانت الشخصية الرئيسية وراء المؤامرة هي إحدى زوجات الملك الثانويات، وهي الملكة «تي»، التي استاءت من زوجها الملك الطاعن في السن، والذي يعيش سكيرا بين النساء. وقد كانت تأمل في وضع ابنها «بنتاور» على العرش بدلاً من خليفة الملك المختار «رمسيس الرابع». وقد نجحت المؤامرة في اغتيال الملك، لكنها فشلت في إقامة «بنتاور» على العرش، لأنه في أعقاب ذلك، أدين المتآمرين البارزين.

البردية عرفت أيضا باسم «بردية تورين القضائية». وهي مزيج من عدة برديات، بردية «رولين»، وبردية «فارزي»، وبردية «لي»، وبردية «رفود» وبردية «رفاع الثاني». كما تقدم برديات «رولين» و «لي» تفاصيل إضافية عن القضية، تحتوي على القائمة الكاملة لمن شاركوا في المؤامرة؛ بالإضافة إلى الحكم والعقاب الذي تلقوه. وكانت محاكمة المتآمرين تمت على يد «رمسيس الرابع» باسم والده، على عكس اعتقاد سابق بأن الملك عاش بما يكفي للإشراف على محاكمة محاولة اغتياله. لكن الوثيقة تبدأ بمخاطبة القضاة مباشرة. وقد تمت الإشارة إليه في البردية لي باسم «الإله العظيم»، وهو مصطلح يستخدم فقط للملوك المتوفين في هذا الوقت.

رسم تخيلي بالذكاء الاصطناعي- البوابة نيوز

ماذا حدث؟

قيل إنه في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني عام 1155 قبل الميلاد، كان رمسيس الثالث -على الأرجح- في جناح الحريم الملكي في البرج الغربي لمدينة «هابو» الواقعة جنوب «طيبة»، عندما جرت محاولة اغتياله. وقد تم اختيار هذا التاريخ لأنه تزامن مع «عيد الوادي الجميل». حيث تم استخدام الضجة التي أحاطت بالحدث لصالح المتآمرين.

كانت الملكة «تي» في سعيها لأن يتولى ابنها «بنتاور» العرش قد قامت بتجنيد مجموعة من المسؤولين في جميع أنحاء النظام الحاكم؛ بالإضافة إلى الخدم للمساعدة في توصيل الرسائل خارج جناح الحريم. هكذا، كان أحد رؤساء المخزن «بيبيككامن» مسؤولاً عن نقل المعلومات. أو كما قالت البردية «لقد بدأ في إيصال كلمتهم لأمهاتهم وإخوانهم الموجودين هناك، قائلاً: هيجوا الناس! حرضوا على العداوة من أجل التمرد على سيدهم!»

رسم تخيلي بالذكاء الاصطناعي- البوابة نيوز

أيضا، تلقى «بيبيككامن» المساعدة من كبير الخدم «ماستيسوريا»، ومراقب الماشية «بانهايبوني»، والمشرف على الحريم «بنوك»، وكاتب الحريم «بندوا». ونظرا لأن الوصول إلى جناح الحريم كان مقيدا للغاية، سعى المتآمرون إلى الحصول على مشرف خزانة الملك «بيري»، للحصول على تصريح يسمح للمتآمرين بالوصول إلى الملك.

وكشفت دراسة لنتائج التصوير المقطعي المحوسب لمومياء الملك أن إصبع القدم الأيسر قد تم قطعه على الأرجح بواسطة جسم يشبه الفأس. حيث لا توجد علامة على إعادة نمو العظام، لذلك هناك ترجيح كبير بأن ارتكاب هذا العنف الأخير تم قبل وفاته مباشرة. هذا الجرح الإضافي في القدم يؤكد فرضية الهجوم -على الأرجح- من قبل عدة مهاجمين وبأسلحة مختلفة.

وقد وضع المحنطون نوعًا من الكتان الاصطناعي بدلاً من الإصبع المقطوع؛ كما وضعوا ستة تمائم حول القدمين والكاحلين للمساعدة في التئام الجروح في الآخرة. 

رسم تخيلي بالذكاء الاصطناعي- البوابة نيوز

المحاكمة

اختار «رمسيس الرابع» اثني عشر قاضيا للتحقيق والحكم في القضية عبر خمس محاكمات شملت أربع قوائم للمتهمين وفق درجة تورطهم في المؤامرة. وبالإضافة إلى كبار المتآمرين، فإن أولئك الذين علموا بالمؤامرة ولم يبلغوا عنها تم القبض عليهم ومحاكمتهم ومعاقبتهم. وسبق كل اسم وصف «المُجرم الكبير»، بينما كانت الصفة التي التصقت بالمتهمين من الأول إلى الثالث هي «المُذنب الكبير». كما أدانت المحكمة ست نساء، بالإضافة إلى ضابط رماة ببلاد النوبة، كانت أخته من حريم الحاشية، وكتبتْ له رسالة تطلب فيها تحريض الناس على الملك العظيم.

رسم تخيلي بالذكاء الاصطناعي- البوابة نيوز

وتم إعدام 28 شخصا، منهم «بيبيككامن» و«ماستيسوريا» و«بانهايبوني» و«بنوك» و«بنتوا» و«بيري»، بالإضافة إلى مسؤولي الحريم الآخرين والكتبة ومسؤولي الجيش. والبعض، مثل «بنتاور»، سُمح لهم بالانتحار. 

وداخل خبيئة الدير البحري الملكية، تم العثور على ما عرفت باسم «مومياء الرجل الصارخ»، التي أثبتت دراسات الأشعة المقطعية واختبار الحمض النووي أنها تعود للأمير «بنتاور»، والذي بدا أنه أُجبر على الانتحار شنقا. ولم يعامل نفس المعاملة والاهتمام التي عامل بها المحنطون اخته «ميريت آمون»، فقد عُوقب بعدم تحنيط جثته، كما لف جسده بجلد الغنم، ما يشير إلى اعتباره نجسا، ليكون مصيره الجحيم في الآخرة، وقد وجدت بالفعل علامات شنق على رقبته تتطابق مع النص الموجود بالبردية.

رسم تخيلي بالذكاء الاصطناعي- البوابة نيوز

وهناك أربعة، بمن فيهم قاضيان ونقيب الشرطة، قد تم قطع آذانهم وأنوفهم لمرافقة النساء المتهمات. حيث تم الكشف عن تلاعب القضاة في القضية، بعد محاولة تقديم رشوة جنسية لأكثر من قاض للتأثير في مساراتها؛ ولذلك حوكموا هم أيضا عن طريق قضاة آخرين، وادينوا بعقوبات مشددة مع المتهمين الأوائل. بينما لم يتم تسجيل عقوبة الملكة «تي».

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رمسيس الثالث مصر القديمة الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى

إقرأ أيضاً:

النائبة راوية مختار: تخليص مصر من مؤامرة الجماعات المتأسلمة الهدف الأول لـ 30 يونيو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت النائبة راوية مختار عضو مجلس النواب ، أن ثورة 30 يونيو هدفها  في المقام الأول تخليص مصر من مؤامرة الجماعات المتأسلمة، التي ارتقت للسلطة بادعاءات دينية طمعا في الحكم ولاستعطاف الشعب البسيط. لينتفض بعدها ضد قوى الإرهاب لاستعادة الهوية الوطنية والأمن والاستقرار حيث كانت 30 يونيو البداية لتدشين مرحلة مفصلية في تاريخ مصر، نقلتها من مرحلة الضياع والتفكك، إلى مرحلة البناء والتنمية، رافعة شعار العمل للحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها ومؤسساتها المختلفة .

وأكدت راوية في تصريح خاص للبوابة نيوز اليوم  جاءت ثورة 30 يونيو لتكون بمثابة طوق النجاة لمصر وأهلها، وساهمت في تغيير مجرى التاريخ المصري الحديث، وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطني الخالص، بعيدًا عن مصالح والجماعات، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية على كافة المستويات والقطاعات وفي جميع المناطق الجغرافية . 

وأشارت عضو مجلس النواب أن القيادة السياسية حريصة على العمل للحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها ومؤسساتها المختلفة بمقوماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وبات من اليقين أن استعادة مكانة مصر الدولية يتطلب عملًا وجهدًا متواصلين . 
 

مقالات مشابهة

  • "قوى عاملة النواب": ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من مؤامرة كبيرة
  • النائبة راوية مختار: تخليص مصر من مؤامرة الجماعات المتأسلمة الهدف الأول لـ 30 يونيو
  • صور تكشف عن وجه رمسيس الثاني قبل وفاته بلحظات.. كان عمره 90 عاما
  • ماسك: المناظرة الانتخابية مجرد مؤامرة من الحزب الديمقراطي للانقلاب على بايدن
  • وليد سامي وإلهام عبد البديع يطرحان مدلعة
  • اقرأ غدا في "البوابة".. مخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط
  • نقطنا بسكوتك.. نجيب ساويرس يرد على تدوينة عن مؤامرة أزمة الكهرباء وحصار مصر
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. جرائم الصهاينة تتحدى الإنسانية
  • مدير المتحف المصري: الأفروسنتريك مؤامرة عالمية.. ولا بد من التوعية ومواجهة الفكر بالفكر
  • الضالع.. فعاليات نسائية في دمت والحشاء وقعطبة بذكرى يوم الولاية