صحيفة المناطق السعودية:
2024-09-29@08:02:20 GMT

محاولة لفهم ما يجري

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

عبدالله بن بجاد العتيبي

فلسطين هي القضية العادلة التي دمّرتها الخطابات التي دافعت عنها عبر عقودٍ، كالخطاب القومي والخطاب اليساري والخطاب الإسلاموي، وهي خطابات افتقرت للعقل السياسي القادر على إدارة ملفات معقدةٍ بوعيٍ وحكمةٍ وتوازنٍ، من ترهات حسنين هيكل إلى حماقات «اليسار العربي»، وصولاً إلى تطرفات سيد قطب، وهؤلاء الثلاثة تحديداً مع ما بينهم من التداخلات والشد والجذب، إلا أنهم هم من علت أصوات تياراتهم بعد أحداث غزة.

 

أخبار قد تهمك أمانة الجوف تهيئ 2.1 مليون م2 من المسطحات الخضراء للمتنزهين والزوار 29 أكتوبر 2023 - 1:35 مساءً الهلال الأحمر الفلسطيني: إسرائيل تطالب بإخلاء مستشفى القدس فورا قبل تعرضه للقصف 29 أكتوبر 2023 - 1:23 مساءً

 

كان في المنطقة صراعٌ ممتدٌ لعقودٍ من الزمن بين مشروعات ثلاثةٍ: المشروع الطائفي الذي يتبنى «المقاومة» ضمن مفرداتٍ متعددةٍ وتقوده إيران، والمشروع الأصولي الذي يريد إسقاط الدول العربية وبناء دولة الآيديولوجيا، أو «الخلافة» ويقوده بعض الأتراك وبعض العرب، وجماعات الإسلام السياسي وتنظيمات الإرهاب، والمشروع الثالث هو مشروع الاعتدال العربي وتقوده السعودية ومصر والإمارات ومن معهم من الدول العربية.

 

 

قبل أكثر من عقدٍ ظنّ المشروعان المعاديان للعرب أنهما انتصرا إبّان ما كان يعرف زوراً بـ«الربيع العربي»، ولكن دول الاعتدال العربي قلبت الطاولة على الجميع وأعادت الاستقرار للمنطقة، ولم تلبث السعودية في السنوات الأخيرة أن أخذت زمام القيادة في المنطقة بقوتها الذاتية وتحالفاتها الإقليمية والدولية، برؤيتها ومشروعها ونجاحاتها، فأصبحت قبلة العالم والاقتصاد والسياسة، وحلم الشباب وأمل الأجيال، ودعمت حلفاءها وقلّمت أظافر الخصوم بإدارة مذهلة للملفات المعقدة ورسم طرق التنمية والمستقبل لنفسها وللمنطقة بأسرها.

 

 

لم ترضَ المشروعات المعادية بذلك وهي ترى نهاية الطريق، وفشل آيديولوجياتها واستراتيجياتها وانتصار السعودية وحلفائها الثابت ونجاحاتها المستمرة والمتواصلة، وكان لا بدّ من إعاقة ذلك بأي شكلٍ وأية طريقةٍ، وكانت أفضل الطرق لتحقيق ذلك، هي في تحريك القضية الفلسطينية لارتكاب مغامرةٍ غير محسوبة العواقب وتهييج الشارع وحشد الرأي العام العربي وخلط الأوراق إقليمياً ودولياً، وإيقاف هذه النجاحات المستمرة، وهكذا جرى.

 

 

من لا يستطيع رؤية هذا الأمر جلياً على حقيقته فلديه مشكلة في الوعي السياسي أو نقصٌ في إدراك التاريخ القديم والحديث أو هوى آيديولوجي، وإن حاول إخفاءه، فالتوصيف البارد لما جرى هو انقلاب الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي على مشروع الاعتدال والتقدم والرقي والتسامح والسلام العربي.

 

 

تحركت «الخلايا النائمة» للمحورين المعاديين للعرب في كل اتجاه، إعلامياً وفكرياً وعبر «السوشيال ميديا»، وقامت سوق «الشعارات» و«المزايدات»، وأصبح سهلاً على السعوديين رصد سهام النقد التي توجه لبلادهم من دون زمامٍ ولا خطامٍ، نقدٌ لسياستها ومشروعاتها وتنميتها واقتصادها ورؤيتها، بل وللترفيه فيها، وذلك غاية ما يكون من انكشاف للمشهد وأبعاده، وأنه يسعى جهده لإيقاف التقدم والنهوض الحضاري الذي تقوده السعودية في المنطقة.

 

 

السعودية سياسياً لم تصنع أي شيء مختلفٍ، بل واصلت سياستها الثابتة والراسخة في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته استمراراً لنهج مؤسسها الملك عبد العزيز وملوكها سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله وسلمان، وأكدت على ثوابتها ودافعت عن الحق الفلسطيني في كل محفلٍ دوليٍ وكل محادثاتٍ سياسيةٍ، واستمرت في تنميتها ومشروعاتها ورؤيتها بعيداً عن أي المغامرات والمغامرين الأسرى لآيديولوجيات متطرفةٍ أو لشعاراتٍ أكل عليها الدهر وشرب.

 

 

رد فعل إسرائيل كان متوقعاً، وجاء عنيفاً ولا إنسانياً ودموياً ومداناً، وقد علمه قادة بعض الفصائل جيداً، وهم لا يكترثون أبداً للفلسطيني العادي وما يجري له من مجازر، بل يرغبون في مكاسب سياسيةٍ يؤثرون بها على توازنات القوى في المنطقة، وهم يصرحون من قبل ومن بعد بتبعيتهم للمحور الإيراني الذي تخلى عنهم تماماً في هذه الحرب.

 

 

صور الدمار ودماء الضحايا من النساء والشيوخ والأطفال الأبرياء في غزة بدأت تخرج، والجيش الإسرائيلي يتوغل عسكرياً ولا يبدو مستعجلاً في إنهاء مهمته الدموية قبل أن يثخن، ويحرق هذه الضحايا في الطريق، وكم هو معيبٌ على من هتف في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أن يختبئ الآن.

 

 

يحق للمتابع أن يتساءل بجديةٍ، أين اختفت الأصوات النخبوية التي شاركت الجماهير العواطف والهياج وتركت العقل والعلم؟ لماذا لا يعلقون ويكتبون الآن وغزة وشعبها المغلوب على أمره يحرقون على مجامر الآيديولوجيا وتحت نيران العدوان الإسرائيلي الغاشم، أليس هذا معيباً أخلاقياً وسياسياً؟

 

 

«وهم التطابق» بين تجارب الشعوب والأمم هو وسيلة نخبوية بدأها اليسار وتبعهم عليها غيرهم لتوحيد مشاهد بينها تناقضات لا مجرد اختلافات، ومقارنات البعض ما يجري في غزة بتجارب الجزائر أو فيتنام أو أفغانستان هي مقارنة مع فوارق كبرى، وخيارات الحرب والسلام ليست نزوةً يقررها فردٌ أو فصيلٌ تابعٌ لهذه الدولة أو تلك في المنطقة والعالم، بل هي خيارات شعبٍ بأسره وسلطةٍ تمثله، ومن العبث التلاعب بمصائر الشعوب تحت ذرائع أفكارٍ متناقضة.

 

 

أخيراً، فالأحداث القاسية تمنح الدروس، وغايات التخريب ونشر الفوضى وتعطيل التنمية والتقدم لن تتحقق مهما صنع “المقاومون” و “الشعاراتيون”.

*نقلاً عن: aawsat.com

29 أكتوبر 2023 - 1:44 مساءً شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد29 أكتوبر 2023 - 1:18 مساءًأمير الشرقية يرعى توقيع اتفاقية بين “المركز الوطني لإدارة الدين” ومجلس “أبصر” أبرز المواد29 أكتوبر 2023 - 1:13 مساءًحرس الحدود بجازان يحبط محاولة تهريب 150 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر أبرز المواد29 أكتوبر 2023 - 12:55 مساءًاختتام حملة “النتيجة خير” للتوعية بسرطان الثدي في الكليات التقنية للبنات بالرياض أبرز المواد29 أكتوبر 2023 - 12:52 مساءًإدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض تقبض على شخص لترويجه مواد مخدرة أبرز المواد29 أكتوبر 2023 - 12:50 مساءًكلية الملك فهد الأمنية تستقبل الطلبة المستجدين الملتحقين بدورة بكالوريوس العلوم الأمنية الـ 67 من حملة الثانوية العامة29 أكتوبر 2023 - 1:18 مساءًأمير الشرقية يرعى توقيع اتفاقية بين “المركز الوطني لإدارة الدين” ومجلس “أبصر”29 أكتوبر 2023 - 1:13 مساءًحرس الحدود بجازان يحبط محاولة تهريب 150 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر29 أكتوبر 2023 - 12:55 مساءًاختتام حملة “النتيجة خير” للتوعية بسرطان الثدي في الكليات التقنية للبنات بالرياض29 أكتوبر 2023 - 12:52 مساءًإدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض تقبض على شخص لترويجه مواد مخدرة29 أكتوبر 2023 - 12:50 مساءًكلية الملك فهد الأمنية تستقبل الطلبة المستجدين الملتحقين بدورة بكالوريوس العلوم الأمنية الـ 67 من حملة الثانوية العامة أمانة الجوف تهيئ 2.1 مليون م2 من المسطحات الخضراء للمتنزهين والزوار تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2023   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXيوتيوبانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXيوتيوبانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: أبرز المواد29 أکتوبر 2023 فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

السعودية تعلن زيادة ضخمة في أعداد السياح مقارنة بسنوات ما قبل موسم الرياض

شمسان بوست / متابعات:

أعلنت المملكة العربية السعودية عن زيادة ضخمة في عدد السياح الذين زارو المملكة هذا العام مقارنة بسنوات ما قبل المواسم الترفيهية، مثل موسمي الرياض وجدة.

وقالت وزارة السياحة السعودية، بالتزامن مع يوم السياحة العالمي، إن المملكة استقبلت خلال الفترة من يناير حتى نهاية شهر يوليو من العام الحالي 2024، 17.5 مليون سائح وافد من الخارج، بزيادة تقدر بنسبة 10% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي 2023.

وأوضحت أن هذا العدد يمثل زيادة بنسبة 73% مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2019، وهو العام الذي أطلقت فيه السعودية مواسمها الترفيهية، وأبرزها موسم الرياض.

وأشارت الوزارة، في بيانها اليوم السبت، إلى أن عدد السياح الوافدين من الخارج لأغراض الترفيه والعطلات خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي بلغ 4.2 مليون سائح وافد من الخارج، بنسبة نمو تقدر بـ 25% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي 2023، ونسبة نمو تقدر بـ656% مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2019.

وتعكس الأرقام استقطاب المواسم الترفيهية أعدادا إضافية من السياح، بجانب التوافد على أداء المشاعر الدينية، العمرة والحج.

وفي مارس الماضي، أعلن رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، وصول عدد زوار موسم الرياض إلى 20 مليون زائر بينهم 206 آلاف سائح، ويتوزع هذا العدد على الأشهر من أكتوبر 2023 وحتى مارس 2024.

وبحسب بيان الوزارة، “تبرهن القفزات التي يشهدها القطاع السياحي في المملكة، على فاعلية وكفاءة الاستراتيجيات والخطط التي أقرتها المملكة لبناء قطاع سياحي مستدام وفقا لرؤية المملكة 2030”.

وذكرت الوزارة، أن “المملكة نجحت في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية”، حيث تصدّرت قائمة الأمم المتحدة في نسبة نمو عدد السياح الدوليين خلال العام الماضي 2023، متصدرة قائمة دول مجموعة العشرين في مؤشرَي نسبة نمو عدد السياح الدوليين ونسبة نمو إيرادات السياحة الدولية، وفقا لأحدث تقرير صادر عن الأمم المتحدة للسياحة “تقرير بارومتر السياحة العالمية لشهر سبتمبر 2024م”.

مقالات مشابهة

  • بقايا شجرة عمرها 184 مليون سنة
  • السعودية تعلن زيادة ضخمة في أعداد السياح مقارنة بسنوات ما قبل موسم الرياض
  • 400 قطعة أثرية من قاع البحر
  • حرس الحدود بمنطقة عسير يحبط تهريب 200 كيلوجرام من نبات القات المخدر
  • “التجارة” تضبط عمالة تغش في منتجات الإنارة وتصادر 2,5 مليون منتج غير مطابق للمواصفات
  • وزير الصحة اللبناني: 1640 ضحية جراء الهجوم الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر 2023
  • أمين عام المجلس الإسلامي العربي بعد مقتل حسن نصر الله: «هذا درس لكل من تخلى عن وطنه وعروبته وأمته»
  • نائب أمير تبوك يرعى احتفال تعليم المنطقة بمناسبة اليوم الوطني الـ 94 للمملكة
  • وزير الخارجية يجري اتصالاً هاتفياً بنائب الرئيس السوري
  • المهندس المشيطي يفتتح فعاليات “ريف فالي” ويُدشّن “تطبيق ريف السعودية” لتعزيز خدمات المستفيدين