ما حكم كتابة قائمة الزواج بأسعار مختلفة عن وقت الشراء؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
أجاب الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليه مضمونة:"حكم كتابة قائمة الزواج بأسعار مختلفة عن وقت الشراء ؟"، وذلك خلال لقائه ببرنامج ولا تعسروا المذاع عبر القناة الاولى.
ورد الورداني:" اكتب القائمة بالسعر الحقيقي للأشياء التي اشتريتها".
وتابع :" أما إن أردت ان تكتب القايمة ومفيش حاجة تم شراءها!! لأ، الصحيح لو هتكتب القايمة تكتبها بسعر يوم ما كتبتها، فتكتب بسعر اليوم اللي انت كتبت فيه القايمة، لأن هذا اليوم اللي انت بتقول فيه إن هذا الجزء من مهر المرأة، وهذا حق المرأة، سواء أكان هذا يوم كتب الكتاب أو غيره ".
وأشار الى أنه لو كتبت بسعر اليوم أو بسعر يوم كتب الكتاب، ليس فيه أي شيء، لكن الأصوب ان تكتبه بسعر اليوم اللى انت كتبت فيه القايمة.
حكم الشرع في قائمة المنقولات المنزلية عند الزواج ؟
سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية، وأجابت قائلة: إن الشرعُ الشريفُ قرر حقوقًا للمرأة معنويةً ومالية، وجَعل لها ذِمَّتَها الماليةَ الخاصةَ بها، وفرض لها الصَّدَاقَ، وهي صاحبةُ التصرف فيه، وكذلك الميراث، وجَعل مِن حقها أن تبيع وتشتري وتَهَب وتقبل الهِبَة وغير ذلك مِن المعاملات المالية، ما دامت رشيدةً، شأنُها في ذلك شأنُ الرجل؛ قال تعالى في شأن الصَّدَاق (أي المَهر): ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا﴾ [النساء: 4]، وقال سبحانه: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 24].
وأضافت دار الإفتاء المصرية، فى الإجابة عن سؤال «ما هو حكم الشرع في قائمة المنقولات المنزلية داخل منزل الزوج، وبيان شرعية إمضاء الزوج على هذه القائمة التي سوف يحضرها أهل العروس؟»، أنه إذا ما قامت المرأةُ بإعداد بيت الزوجية بمقدم صداقها سواء أَمْهَرَهَا الزوجُ الصداقَ نَقدًا أو قَدَّمَه إليها في صورة جهازٍ أَعَدَّه لبيت الزوجية فإن هذا الجهاز يكون مِلكًا للزوجة مِلكًا تامًّا بالدخول، وتكون مالِكَةً لنصفه بعَقد النكاح إن لم يتم الدخول؛ كما جاءت بذلك نصوصُ القرآن الكريم وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبيًن أنه عادةً ما يكون هذا الجهاز في بيت الزوجية الذي يمتلكه الزوجُ أو يؤجره مِن الغير، فيكون الجهازُ تحت يَدِ وقَبضَةِ الزوج.فلَمَّا ضَعُفَت الدِّيَانةُ وكَثُر تَضييعُ الأزواجِ لِحُقوقِ زوجاتِهم رَأى المُجتمَعُ كتابةَ قائمةٍ بالمنقولات الزوجية (قائمة العَفْش)؛ لِتَكون ضَمَانًا لِحَقِّ المرأة لَدى زوجها إذا ما حَدَثَ خلافٌ بينهما، وتَعارَفَ أهلُ بلادنا على ذلك.
وأوضحت أن القائمة إذا استُخدِمَت في موضعها الصحيح ولم تُستَخْدَم للإساءة ليست أمرًا قبيحًا، بل هي أمرٌ حَسَنٌ يَحفظ حقوقَ الزوجة ولا يَضُرُّ الزوجَ، ولا تُصادِمُ نصًّا شرعيًّا، ولا قاعدةً فقهيةً، وإنما هي مُتَّسِقَةٌ مع الوسائل التي استَحَبَّها الشرعُ في العُقودِ بِعَامَّةٍ؛ كاستِحبَابِ كتابةِ العُقودِ، واستِحبَابِ الإشهادِ عليها، وعَدَمُ وجودها في الزمنِ الأولِ لا يُشَوِّشُ على مشروعيتها؛ لأنها تَتَّسِقُ مع المقاصد العامَّةِ للشريعة مِن السعيِ لضمانِ الحقوقِ، ورَفْعِ النـِّزاع، فهي ليست البدعةَ المذمومةَ المَنهِيَّ عنها، بل هي بدعةٌ مُستَحسَنَةٌ مَمْدُوحَة، يَصِحُّ أن يُقال فيها وفي أمثالها كما قال عمر رضي الله تعالى عنه: "نِعمَتِ البِدعةُ".
وعليه: فلا حَرَجَ شرعًا في الاتفاق على قائمة العَفْش عند الزواج، ولا بأس بالعمل بها، مع التنبيه على عَدَمِ إساءة استخدامها
المنقولات الزوجية
وقال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، إنه لابد أن يكون هناك تكافؤ بين الزوج والزوجة، مؤكدا أن مبدأ التكافل مهم في أشياء كثيرة، حتى تصبح العشرة طيبة بين الاثنين.
وأضاف “عاشور”، أن قائمة المنقولات الزوجية لها أصل شرعي، لتوثيق حق الزوجة، والحفاظ على حقوقها، لافتاً إلى أن أول قائمة كتبت في مصر كانت عام 1160 ميلاديا.
وأوضح مستشار مفتي الجمهورية، أن سوء استعمال قائمة المنقولات الزوجية هي حق للزوجة، وعارية عند الزوج.
وأكد أن المرأة لها حقوق مالية ومعنوية، منها الشبكة، وحق المهر، حتى نبين قيمة تلك المرأة التي لا تقدر بمال، ولابد أن يصرف الزوج على زوجته غذاءً وكساءً ودواءً وسكنًا، حتى إذا كانت أغنى من الرجل.
هل الأموال المدخرة لشراء منقولات الزوجية تجب فيها الزكاة ؟
قال الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن المال المدخر لشراء مسكن الزوجية ومصاريف الزواج هو من الحاجة الأصلية فلا تجب فيه الزكاة.
وأضاف "شلبي" فى إجابته عن سؤال ( هل الأموال المدخرة لشراء منقولات الزوجية تجب فيها الزكاة ؟)، أن من معه أموال وأمسكها بنية صرفها إلى حاجته الأصلية لا تجب الزكاة إذا حال الحول وهي عنده، مُشيرًا الى أن المال لا تجب فيه الزكاة إلا إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول وهناك شرط آخر قال به بعض الفقهاء وهو ما اعتمدته دار الإفتاء المصرية وهو أن المال المدخر للحاجات الأصلية لا زكاة فيه كالمسكن والمأكل والمشرب والملبس.
وأوضح أن الزواج يلحق بهذا الأمر، فإذا كان المال مدخر لأجل الزواج فى حدود المعروف فإنه لا زكاة فيه بناء على هذا الرأى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المنقولات الزوجية المنقولات الزوجیة الإفتاء المصریة قائمة المنقولات
إقرأ أيضاً:
حكم الدعاء في ليلة النصف من شعبان بألفاظ مخصوصة .. دار الإفتاء تجيب
أكدت دار الإفتاء ، أن الدعاء في ليلة النصف من شعبان، بألفاظ مخصوصة ومشروعة مندوب إليه شرعًا، مشيرةً إلى أن المسلمين يحرصون على الإكثار من العبادات والطاعات في هذا الشهر المبارك، لما له من فضل عظيم وثواب كبير.
وفي بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، أوضحت دار الإفتاء أن الدعاء في هذه الليلة عبادة تدخل في ذكر الله والثناء عليه، مستشهدةً بقوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر:60].
وأضافت الدار، أن الدعاء بصفة عامة عبادة مستحبة، ويمكن للمسلمين التوجه إلى الله بأكثر من صيغة، ومنها:
اللهمَّ في ليلة النصف من شعبان أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي، اللهمَّ استُرْ عوراتي وآمِنْ روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي.
اللهم بحق ليلة النصف من شعبان آتِ نفوسنا تقواها وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها.
يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقضِ حاجتي وفرّج كربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب، اللهم سخّر لي رزقي، واعصمني من الحرص والتعب في طلبه، ومن شغل الهم، ومن الذل للخلق، اللهم يسّر لي رزقًا حلالًا، وعجّل لي به يا نعم المجيب.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الدعاء في هذه الليلة المباركة فرصة عظيمة للتقرب إلى الله وطلب العفو والمغفرة، والحرص على الأعمال الصالحة.
الأدعية المستحبة في ليلة النصف من شعبان
اللهم نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والعصمة من كل ذنب، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة لنا فيها صلاح ولك فيها رضا إلا قضيتها ويسرتها لنا يا رب العالمين.
إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شعبان، التي يفرق فيها كل أمر حكيم، أن تكشف عنا البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.
اللهم أنت حسبنا حين تضيق الحياة، وأنت المنتصر لنا حين تغلبنا الأوجاع، وأنت عوننا ونجاتنا حين تفقدنا الحيلة. اللهم إنا نسألك راحة المتقين، وسعادة المؤمنين، وأجر الصابرين، ودعاء الصالحين، وأن تغفر لنا ولوالدينا وأحبابنا، ومن له حق علينا، يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعلنا من الذين اصطفيتهم برحمتك، ووفقتهم لطاعتك، ورضيت عنهم بمغفرتك، واكتب لنا في هذه الليلة المباركة عفوا ورحمة وبركة في العمر والعمل والرزق والصحة، ولا تجعل لنا في قلوبنا غلا ولا حسدا، واهدنا إلى صراطك المستقيم.
اللهم في ليلة النصف من شعبان، لا تحرمنا أجر الصيام، والقيام، وزيارة بيتك الحرام، واغفر لنا ذنوبنا، وأصلح لنا أمورنا، وبارك لنا فيما أعطيتنا.
اللهم إني استفتحت يومي بالصلاة على سيدنا محمد، فافتح لي أبواب الخير، واكتب لي السعادة والبركة، واصرف عني كل سوء، واغفر لي ببركة الصلاة على سيدنا محمد، وبارك لي في أيامي وأقداري.
اللهم في هذه الليلة المباركة، نسألك أن تجعل لنا فيها نصيبا من رحمتك، وأن تغفر ذنوبنا، وتقبل توبتنا، وتفتح لنا أبواب الخير والبركة، وتكتب لنا السعادة في الدنيا والآخرة.
صيام ليلة النصف من شعبان
كما يستحب للمسلم أن يكثر من الصيام في شهر شعبان؛ لما روي من حديث عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان).
أما تخصيص صيام يوم النصف من شعبان عن صيام باقي أيامه وإفراده بذلك، فقد اختلف فيه العلماء إلى عدة فرق وآراء، وفيما يلي بيان رأي كل فريق على حدة:
يرى فريق من العلماء أنه لا يشرع تخصيص يوم النصف من شعبان بصيام دون بقية أيام الشهر، وأن ذلك الأمر لم يرد فيه نص عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ما ورد في هذا الباب من الأحاديث لا يرقى لدرجة الاحتجاج به.
ذهب جماعة من أهل العلم إلى كراهة الصيام بعد انتصاف شعبان حتى دخول شهر رمضان، بما في ذلك يوم النصف من شعبان، وهو قول جمهور الشافعية والطحاوي وغيرهم.
خص ابن حزم الظاهري النهي عن صيام النصف من شعبان بما يأتي بعده من الأيام؛ أي بالسادس عشر من شعبان؛ مما يعني أن صيام النصف من شعبان جائز مباح عنده، وقد قال بذلك الكثير من العلماء قديما وحديثا.