تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول الأوضاع في قطاع غزة، داعياً تل أبيب لوقف ما وصفه بـ"الجنون" فوراً، فيما أمرت الخارجية الإسرائيلية بعودة الممثلين الدبلوماسيين من أنقرة في أسرع وقت.

ويرى خبيران أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل التي عادت بقوة منذ عدة أشهر بعد إعادة انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولم تستمر سوى شهور حتى توترت عقب الأحداث في قطاع غزة، حيث يرجح أن تشهد طبيعة تلك العلاقة على عدد من السيناريوهات.

ومن بين تلك السيناريوهات المتوقع أن تشهدها العلاقات بين تركيا وإسرائيل الاتجاه لتجميد المحادثات السياسية والاقتصادية ولكن لن تصل الأمور إلى "حد القطيعة"، وقد تعود الأمور إلى نصابها بعد هدوء الأوضاع في قطاع غزة.


تجميد المشروعات

وقال الخبير في الشأن التركي الدكتور كرم سعيد إن الأوضاع في قطاع غزة وصلت لمستوى غير مسبوق حيث وصفها الرئيس التركي أردوغان بالإبادة الجماعية، وبناء عليه سيتم تجميد المشروعات المشتركة في مجال الطاقة بين أنقرة وتل أبيب، وخاصة بعد رفض إعلان أردوغان تسمية حركة حماس جماعة إرهابية بل اعتبارها حركة مقاومة، وقاد بنفسه مسيرة ضخمة بالأمس لحشد الشارع التركي مع فلسطين، مما انعكس ذلك على عودة توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل.

وأكد الدكتور كرم سعيد أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل شهدت تحسناً قوياً في شهر يونيو (حزيران) الماضي بعد إعادة انتخاب الرئيس التركي أردوغان وكانت هناك خطة لإجراء زيارات متبادلة بين البلدين والحديث عن إعادة تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية، إلا أن التصعيد الأخير في غزة منع ذلك.

وصعّد الرئيس التركي أردوغان من حدة خطابه تجاه تطورات الأوضاع في غزة، حيث قال في تجمع ضمّ مئات الآلاف من أنصاره في إسطنبول، السبت، إن بلاده "تقوم بالتحضيرات اللازمة من أجل إعلان إسرائيل مجرمة حرب أمام العالم".

⚡️???? Tayyeb Erdogan's Threat to Israel:

If you want to start a war between West and Muslims, keep in mind that we (Muslims) are more powerful than ever before.#Turkey #Palestine #Israel #CeasefireNOW #starlinkforgaza #غزة_الآن #ArmiesToAqsa pic.twitter.com/UtaDRBN5IJ

— Frontline Monitor (@frontmonitor) October 29, 2023
سيناريوهات الأزمة

وأوضح الخبير السياسي الدكتور كرم سعيد إن هناك عدة مسارات قد تتخذها شكل العلاقات بين تركيا وإسرائيل خلال الفترة المقبلة، وأول هذه المسارات سيكون الصدام عنيفاً والاتجاه لقطع العلاقات مثلما حدث بين البلدين في عام 2010، وربما هذا السيناريو مستبعد في الوقت الحالي.
وأشار سعيد إلى أن السيناريو الثاني سيكون متمثلاً في استمرار التراشق بين البلدين لحين انتهاء المشهد في غزة دون أن تصل لمرحلة القطيعة، وسيكون هناك تفهم لما يحدث في قطاع غزة وتسبب في الضغوط الشديدة على الدول الإسلامية والعربية.
وفيما يخص السيناريو الثالث قال الدكتور كرم سعيد إنه هناك توقعات بأن تتوقف الانتقادات المتبادلة بين الطرفين حفاظا على العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية أيضاً مع الحرص على ضبط النفس، وهذا لن يحدث حالياً بعد التصعيد الأخير من قبل الرئيس التركي أردوغان ضد إسرائيل.

???????????????? Israel is planning to CUT TIES with TURKEY after Erdogan’s pro-Palestine speech this morning! pic.twitter.com/KxBYPQ9g92

— Jackson Hinkle ???????? (@jacksonhinklle) October 28, 2023

وأوضح أردوغان أن إسرائيل انزعجت من تصريحه بأن حماس ليست حركة إرهابية، مضيفًا: "ننتقد إسرائيل لأننا لسنا مدينون لها بعكس الدول الغربية"، وأشار إلى أن "الجميع يعلم أن إسرائيل ليست سوى بيدق في المنطقة سيتم التضحية به عندما يحين الوقت".
وبعد ساعات من تصريحات أردوغان، أمس السبت، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن حكومة بلاده أمرت بعودة الممثلين الدبلوماسيين من تركيا.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي على حسابه بمنصة "إكس": "على خلفية التصريحات التركية القاسية، أمرت بعودة الممثلين الدبلوماسيين من تركيا من أجل إعادة تقييم العلاقات الإسرائيلية التركية".

كما سبق وأن رفضت تل أبيب تصريحات للرئيس التركي اعتبر فيها حركة حماس بأنها "ليست منظمة إرهابية"، حيث كتب المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ليؤور حياط عبر إكس: "إسرائيل ترفض بشدة الكلمات القاسية للرئيس التركي بشأن منظمة حماس الإرهابية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل تركيا إسرائيل الرئیس الترکی أردوغان فی قطاع غزة الأوضاع فی

إقرأ أيضاً:

تركيا: توقيف 474 شخصا بعد أعمال عنف طالت مصالح سوريين

تركيا شهدت اندلاع أعمال عنف بعد اعتقال سوري للاشتباه في تحرشه بقاصر

أوقفت السلطات التركية، الثلاثاء، 474 شخصا بعد أعمال عنف طالت مصالح سوريين في تركيا إثر اتهام سوري بالتحرش بطفلة، وذلك وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

اقرأ أيضاً: نيابة فرنسا تطلب من "التمييز" الفصل في مذكرة توقيف بشار الأسد

وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا على موقع "اكس" إنه "تم توقيف 474 شخصا بعد الأعمال الاستفزازية" التي نفذت ضد سوريين في تركيا.

ومساء الأحد، اندلعت أعمال عنف بعد اعتقال سوري للاشتباه في تحرشه بقاصر، استهدف فيها مجموعة رجال متاجر وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري التركية.

وتظهر مقاطع فيديو عدة نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، رجالا يحطمون نافذة محل بقالة يُزعم أنه بإدارة تجار سوريين، قبل إضرام النار فيه.

وفي إحدى التسجيلات، سُمع صوت رجل تركي وهو يصرخ "لا نريد المزيد من السوريين. لا نريد المزيد من الأجانب".

ودعت السلطات المحلية إلى التهدئة وكشفت بأن الضحية طفلة سورية تبلغ من العمر خمس سنوات.

الرئيس التركي 

ودان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا. وقال "بغض النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع وفي المنازل هو أمر غير مقبول"، مشددا على وجوب عدم استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.

لكن أعمال العنف امتدت إلى مدن أخرى، بينها اسطنبول، مساء الاثنين.

اقرأ أيضاً: ألمانيا تشترط الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود للحصول على جنسيتها

وشهدت تركيا التي تستضيف نحو 3.2 مليون لاجئ سوري أعمال عنف مرتبطة برهاب الأجانب عدة مرّات في السنوات الأخيرة، أثارتها في أكثر الأحيان شائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل النصية.

مقالات مشابهة

  • أردوغان: نعرف كيف نكسر الأيادي القذرة التي تطال علم تركيا
  • الكرملين: بوتين سيبحث مع أردوغان زيارته المقبلة إلى تركيا على هامش قمة "شنغهاي"
  • أردوغان: نعرف كيف نكسر الأيادي القذرة التي تطال علم تركيا واللاجئين
  • أردوغان: نعرف كيف نكسر الأيادي القذرة التي تطال علمنا
  • وزير الدفاع ونظيره التركي يستعرضان العلاقات بين البلدين
  • تعديلات وزارية في تركيا
  • الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستقبل وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان
  • تركيا: توقيف 474 شخصا بعد أعمال عنف طالت مصالح سوريين
  • أردوغان يتهم الخطاب المسموم للمعارضة بتفجير العنف ضد سوريين في قيصري
  • التقارب التركي مع الأسد يثير مخاوف في شمال سوريا..وعنتاب تضيق على اللاجئين