سودانايل:
2025-03-03@18:40:09 GMT

السلام يكلف أكثر من الحرب !!

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

ghamedalneil@gmail.com

لو رفعنا سقف التفاؤل بأن حرب الجنرالين بدأت في العد التنازلي بحيثية أن كل المراد من هذه المعمعة القبيحة قد تم تحقيقه بكفاءة عالية وبقي أن تعلن النتيجة في مؤتمر صحفي يعقده بايدن شخصيا في البيت الأبيض خاصة وهو في الوقت الحالي منشرح باسم الثغر وهو يري غزة تنهال عليها الحمم الصهيونية وبعين قوية وضمير متحجر يشهر حق الرفض ( الفيتو ) في وجه اقتراح وقف إطلاق النار لأنه مشفق علي حبيبته إسرائيل أن يعد هذا الإجراء هزيمة لها من مقاومة غزة التي لا تعرف ( الهظار ) !!.

.
إن كل دول الخليج تعج بالقوات الأمريكية وتزامن مع حرب غزة هجوم كاسح بال F16 علي مواقع سورية بالتأكيد أنها قواعد إيرانية القصد تحييدها لكف اذاها قبل أن تنجد المقاومة في هذا الوقت العصيب والأمة العربية كلها تجاهد العدوان علي الشعب الفلسطيني بالمظاهرات الناعمة والحكام منهم من اكتفي بالشجب والتنديد ومنهم من طبع وبذلك أراح نفسه من مسؤولية الجهاد !!..
نعود لسؤال لم نسمع له إجابة من أي جهة كانت عن الحرب ... بعض الأوساط تقول إنه تنافس علي السلطة بين جنرالين أحدهما عسكري محترف خريج الكلية الحربية يسعي بكل الوسائل لتحقيق حلم والده الذي راي فيه الإبن يتربع علي عرش السودان وبين جنرال آخر مزيف لم يتخرج في أي كلية حربية ولا مدرسة اكاديمية ولا صناعية ولا حتي تدريب مهني فهو إبن الساحل والصحراء رعي الإبل وتعلم منها الصبر علي المكاره والعطش والفصاحة البدوية والذكاء الفطري ، واستفاد من طيبة أهل السودان وانتهي به الأمر أن يكون الرجل الثاني في الدولة وله جيش لجب يضاهي جيش الوطن وأحيانا يتفوق عليه وبات الرجل من أثرياء العالم ولديه محبة خاصة في الدول التي تحتاج إلي محاربين فكان يرسل لهم البضاعة من البلاد ومن دول الساحل والصحراء واخيرا تجمع عنده جند تم تجنيسهم في غيبة من وزارة الداخلية ودخل الحرب عشان يستلم الراية غنيمة باردة ونكون نحن المساكين الضحية !!..
نعم إن الإمارات خاصة وهي بالمناسبة من تمد حميدتي بكل بنيته التحتية العسكرية وهي شريكة في دمار البلاد ولكنها أيضا لاتعدو كونها تابع مثل صامولة صغيرة تكاد لا تري بالعين المجردة لآلة جهنمية ضخمة اسمها امريكا !!..
باختصار إن حرب الجنرالين تخطيطا وإخراجا وتنفيذاً عند الصهاينة وحتي البيت الأبيض نفسه بالنسبة لليهود المتطرفين مثله مثل الامارات وبقية دول الخليج عبارة عن صامولة لاتري بالعين المجردة !!..
تم تخريب سوريا وهي بلد عربي شامخ عريق كله عز وكرامة وكذلك العراق بلد العلم والفصاحة والرجولة والنخوة والكرامة وليبيا شربت من نفس الكأس وهي كما تعرفون بها أنبل الناس وتونس الخضراء كم اهانوها وحولوها من بلد سياحي جميل الي مقلب للقمامة وعمت البلد الفوضي وفقد القضاء هيبته وراح البرلمان في إجازة !!..
المهم ان الدول العربية اكلت الواحدة تلو الأخرى منذ أن تم افتراس العراق باكذوبة سموها أسلحة الدمار الشامل ... وللأسف فقد شارك العرب في التحالف الدولي بقيادة المجرم جورج بوش الابن ومادروا إن الدائرة ستدور عليهم جميعا من غير إستثناء والهدف هو أن تكون السيدة العبرية دويلة إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة وان تخضع لها جميع الرقاب وان يقول لها الحكام والشيوخ :
( سمعا وطاعة يامولاتي ) !!..
خلاصة القضية أن أمريكا هي ام المصائب خاصة في الشرق الأوسط وهي نفسها خدامة في بلاط إسرائيل ولا تعصي لها أمرا وان حرب السودان اشعلتها امريكا بالريموت كنترول وقد نفذ الإشارة العملاء من أبناء الوطن ومن دول الجوار !!..
يا اهل السودان استعدوا للسلام من الآن بعزيمة قوية واعتمدوا علي الله تعالى اولا واخيرا ومدوا إليه سبحانه وتعالي ايديكم ضارعين إن يكلل مسعاكم بالنجاح أنه نعم المولى ونعم النصير وصلي الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

موسم التشرذم السياسي في السودان

موسم التشرذم السياسي في السودان

فيصل محمد صالح

تعاني الأحزاب والتيارات السياسية في السودان من حالة تشرذم عامة منذ زمن طويل، لكن وصلت هذه الحالة الآن إلى حدها الأقصى، حتى لم يبقَ حزب على حاله، وتمزقت بعض الأحزاب والكتل إلى مجموعات صغيرة يصعب تجميعها، ثم ساهمت الحرب الدائرة منذ ما يقرب من عامين في زيادة حدة التمزق وتوسيع مداه، وذلك بسبب اختلاف المواقف التي، في كثير من الأحيان، لا تتم على أساس القراءات والتحليلات السياسية المختلفة، ولكن على أسس جهوية وعرقية واجتماعية.

آخر هذه الانشقاقات التي خرجت للعلن كان في حزب الأمة القومي الذي قررت بعض أجهزته عزل رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة ناصر، في حين قام الرئيس من جانبه بحل الأجهزة التي أعلنت عزله، وانقسم الحزب إلى ثلاث مجموعات تتصارع حول الشرعية. مسببات الانشقاق عديدة، كان أحدها الصراع داخل أسرة زعيم الحزب الراحل الإمام الصادق المهدي حول خلافته، ثم انتقل الصراع لمرحلة جديدة بسبب الحرب؛ إذ تباينت المواقف بين قيادات الحزب، ثم تفجر الصراع بعد توقيع رئيس الحزب على التحالف مع «قوات الدعم السريع» والقوى السياسية والحركات المسلحة التي اجتمعت في نيروبي وكوّنت «تحالف تأسيس»، والذي أعلن نيته تكوين حكومة لتنازع حكومة الفريق البرهان حول الشرعية.

هذه الحال تنطبق تقريباً على معظم الأحزاب السياسية السودانية، بلا استثناء، مع اختلاف درجة التشرذم ونوعه؛ فقد وجدت الحرب الحزب الاتحادي الديمقراطي، وهو أحد الحزبين الكبيرين في البلاد، في حالة يُرثى لها؛ فقد تمزق إلى أشلاء حتى لم يعد ممكناً حصر الأحزاب التي تحمل اسم الحزب مع إضافة صغيرة للتمييز. ووصل الشقاق إلى بيت زعيم طائفة الختمية وزعيم الحزب السيد محمد عثمان الميرغني، فتقاسم الشقيقان جعفر والحسن ما تبقى من الحزب، وذهب أحد أبناء البيت الختمي الكبير، إبراهيم الميرغني، ليوقع على ميثاق نيروبي وينضم إلى «تحالف تأسيس».

ويعاني الحزب الشيوعي السوداني، والذي كان في مقام أكبر أحزاب اليسار في المنطقة، من أزمة صامتة بين تيارين داخله، يبحث أحدهما عن تحالف واسع للحزب مع القوى السياسية التي تقف ضد الحروب وتأمل عودة الحكم المدني، وتيار آخر متشدد يقوده السكرتير العام محمد مختار الخطيب، ينطلق من موقف تخوين كل القوى السياسية التي كانت حليفة له ويرفض التحالف معها. وقد ظهرت كتابات ناقدة من بعض عضوية الحزب لتيار السكرتير العام، لكن التزم الطرف الآخر الصمت ورفض الدخول في مناقشة عامة، حسب تقاليد الحزب.

وانقسمت الحركة الإسلامية من قبل إلى حزبين؛ المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، ثم انقسم كل حزب منهما إلى قسمين. وتعاني أحزاب اليسار الأخرى من التشتت ذاته؛ فقد انقسم حزب البعث إلى ثلاثة أحزاب، وانقسم الناصريون لحزبين، وضعفت أو اختفت تنظيمات يسارية أخرى كانت ناشطة في فترة الثورة.

تتشابه الأمراض التي تفتك بالأحزاب السياسية السودانية القديمة، والتي وصلت إلى مرحلة الشيخوخة، ولم تستطع أن تجدد دماءها وبرامجها. ويكفي أن الأحزاب الأربعة الكبرى، بما فيها الحركة الإسلامية والحزب الشيوعي، تربع على زعامتها رؤساء امتدت فترتهم بين الأربعين والخمسين عاماً.

عجزت الأحزاب عن استقطاب الشباب لعدم قدرتها على تحديث خطابها، كما أن معظمها ليس لديه برنامج معروف يستقطب به العضوية؛ لأنها تعتمد على الانتماءات الجهوية والطائفية والعرقية، أو على شعارات آيديولوجية قديمة لم يتم تحديثها ومواءمتها مع الواقع السوداني. وتكتسب بعض الأحزاب عضويتها بالوراثة؛ فالانتماء للحزب الذي يُفترض أنه تكوين حديث قائم على البرنامج، يتم في واقع الأمر بناء على انتماء الأسرة أو القبيلة. وتفتقد معظم الأحزاب الديمقراطية الداخلية؛ فهي إما أنها لا تعقد مؤتمراتها بانتظام لانتخاب القيادات ومناقشة البرامج الحزبية، أو تعقد مؤتمرات شكلية لإضفاء الطابع الديمقراطي، في حين يتم توزيع المناصب وحسم التحالفات خارج المؤتمر.

من المؤكد أن فترة ما بعد الحرب، متى ما توقفت، ستشهد هزة كبيرة في الواقع السياسي السوداني، وإعادة ترسيم للمشهد بطريقة تشهد تصدع الولاءات القديمة، واختفاء أحزاب كبيرة، وظهور أخرى، وبالذات الأحزاب والحركات المناطقية والجهوية التي تكاثرت في فترة الحرب. إنه طوفان قادم لن يبقى فيه حياً إلا من استعد بالتحديث والتجديد، وتطوير البرامج، والقدرة على التعامل مع الواقع الجديد والمعقد.

* نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط

الوسومأحزاب اليسار الحركة الإسلامية الحزب الاتحادي الأصل الحزب الشيوعي السوداني السودان القوى السياسية المؤتمر الشعبي المؤتمر الوطني حزب الأمة القومي حزب البعث فيصل محمد صالح

مقالات مشابهة

  • الخارجية التركية: ندعو مجددا الأطراف إلى إيقاف إطلاق النار وإحلال السلام لتجنب إراقة المزيد من الدماء
  • المجاعة تُهدد أكثر من «8» آلاف لاجئ جنوب سوداني في ولاية سودانية
  • المجاعة تُهدد أكثر من «8» ألف لاجئ جنوب سوداني في ولاية سودانية
  • جنوب السودان يعاني من تصاعد العنف العرقي والتوترات رغم تعهدات السلام
  • محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد
  • «المجلس الانتقالي» تعلن استعدادها لحماية «حكومة السلام والوحدة»
  • موسم التشرذم السياسي في السودان
  • الحرب تغتال بهجة رمضان في السودان
  • إشعال حمى الحروبات لتعقبها حمى الإنفصالات
  • الإمارات تدعو الأطراف السودانية للانخراط في محادثات السلام