أسير فلسطيني مفرج عنه للجزيرة نت: المعتقلون في خطر لم يشهدوا مثله منذ 1967
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
رام الله- قال أسير فلسطيني اعتقل منذ أيام وأفرج عنه الجمعة إن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يعيشون في "خطر شديد لم يشهدوا مثله" منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967.
وكشف الأسير -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن الأسرى يرون الموت في كل لحظة، غير مستعبد أن يلحق أسرى آخرون بالأسيرين عرفات حمدان وعمر دراغمة اللذين استشهدا خلال توقيفهما الأسبوع الماضي.
وقال الأسير إن الاعتقالات التي تجري الآن تختلف عن أي اعتقالات سابقة شهدتها الضفة، سواء انتفاضة الحجارة عام 1987 أو انتفاضة الأقصى عام 2000 من حيث العنف والتنكيل المستخدم مع الأسرى خلال وبعد الاعتقال.
واتسعت حملات الاعتقال بالضفة مع بدء معركة "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
مؤسسات حقوقية اعتبرت استشهاد الأسير عمر دراغمة الأسبوع الماضي اغتيالا وحذرت من تكراره (الصحافة الفلسطينية) ضرب وشتائموعن تجربته، يقول الأسير "العنف يبدأ من لحظة الاعتقال بتحطيم كل محتويات منزل المعتقل، وتقييد يديه وتعصيب عينيه، وفي المركبة العسكرية يُطرح المعتقل أرضا ويبدأ الجنود بالضرب حتى النزول في أقرب نقطة عسكرية".
ويضيف "عندما أنزلوني مع معتقلين آخرين في نقطة عسكرية شمالي الخليل أجبرونا على الجلوس على الأرض بحيث نضع رُكبنا على الأرض الممتلئة بالحصى، مما يسبب ألما شديدا في الرُكب، مع استمرار تعصيب العينين وتقييد اليدين إلى الخلف".
وتابع "في هذه المرحلة تناوب الجنود على ضربنا وبعنف: ركل بالأقدام على مختلف أنحاء الجسد، صفع وضرب بقبضة اليد على البطن والوجه، سباب وشتائم بأبشع وأسوأ الألفاظ، أحد المعتقلين كان مريضا ويتأوه من المرض وكلما ارتفع صوته يأتيه جندي ويضربه بشدة".
ويوضح المعتقل الفلسطيني -الذي أفرج عنه بسبب تدهور حالته الصحية ونقل إلى المستشفى في رام الله- "اعتقلت عدة مرات منذ التسعينيات، وأمضيت سنوات طويلة في السجن، لكنها المرة الأولى التي أرى فيها هذا العذاب".
يقول "لا يراعون أي اعتبار للسن أو المهنة أو المرتبة الاجتماعية، أحد المعتقلين عمره 65 ويعاني من عدة أمراض وتعرض للضرب كما الشباب".
#متابعة | هيئة شؤون الأسرى و المحررين تنشر تفاصيل الاعتداء الوحشي على أسير:
اقتحمت قوة من الجيش منزل ذوي الأسير (ع.د) يوم 13/10، و قامت بتكسير كافة محتوياته، و ضرب الأسير بشكل وحشي، أدى الى اصابته بكدمات قوية بمختلف أنحاء جسمه، و تورم عينيه، بالاضافة الى سيلان الدم من يديه بسبب…
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) October 26, 2023
الرمي من علوبعد مرور أكثر من ساعتين على وضعية الجلوس السابقة -يضيف المتحدث- "نقلونا إلى مركز توقيف عتصيون (بين الخليل وبيت لحم) والذي سبق أن دخلته، لكنه اليوم أصبح مركز تعذيب بامتياز، أجلسونا على الأرض قرابة 8 ساعات مقيدي اليدين ومعصوبي العينين مع ضرب في كل لحظة على كل أنحاء الجسد".
وينقل الأسير المفرج عنه شهادات لأسرى آخرين، أحدهم تعرض للعنف الشديد وعند إنزاله من سيارة الاعتقال حمله الجنود وألقوه أرضا من ارتفاع مترين حتى كاد يقتل، مضيفا "استشهاد مزيد من الأسرى مسألة وقت".
وينقل عن أسرى آخرين محاولة إعدام عدد منهم عندما سارع أحد الجنود إلى الصراخ ورفع سلاحه وكاد يطلق النار عليهم، قبل أن يدركه جنود آخرون.
ويضيف الأسير الفلسطيني أنه سأل بعض المعتقلين إن كانوا مروا بهذه الظروف أواخر السبعينيات أو أوائل الثمانينيات، فكانت الإجابة أنها لم تكن أسوأ من اليوم.
ماذا يحدث مع الأسرى منذ 7 أكتوبر؟
-يتعرضون لعملية تجويع وتعطيش ومنع عن الدواء، وقطع للكهرباء.
-الاعتداء جسديا عليهم بالعصي، حتى تكسرت أطراف بعضهم وتورمت وجوههم.
-تفتيش الأسرى تفتيشا عاريا جماعيا "تحديدا في سجن النقب".
-الإهانة اللفظية والتحقير بأقذر الشتائم.
-مخاوف من الاغتيال… pic.twitter.com/SlTERBgvYR
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) October 19, 2023
الحذاء هو الوسادةبعد مرحلة التوقيف في معسكرات الجيش جاء الانتقال إلى سجن عوفر غربي رام الله، وفق المتحدث، والذي يفترض أن يكون محطة استقرار نسبي، لكن "هناك كان الوضع أكثر سوءا، فجميع الملابس ومقتنيات الأسير يتم إتلافها، ويعطى كل أسير زي الشاباص (زي خاص بالسجن قميص وبنطلون وحذاء)، وقد لا يكون على مقاسه، مع بطانية وفرشة، ويكون الحذاء هو الوسادة".
وتابع "لا يسمح للأسرى بالخروج من الغرف، ويسمح بالكهرباء من الساعة السابعة حتى العاشرة مساء، ولا توجد تلفزيونات أو أدوات كهربائية".
وعن الطعام، يقول "إن الحصة المخصصة لغرفة فيها 6 أسرى تقدم نفسها للغرفة ذاتها وفيها الآن 14 أسيرا، فضلا عن صنعه بطريقة رديئة ودون ملح، وتقديم الوجبات الثلاث معا أو متأخرة جدا عن مواعيدها".
وقال إن الأسرى في كافة السجون لا يعرفون شيئا عن بعضهم أو عن الأسرى في أقسام العزل في ظل انقطاع زيارات المحامين والصليب الأحمر.
وختم حديثه "حياة الأسرى تتعرض إلى خطر حقيقي بكل ما تحمل الكلمة من معنى".
"الذي يحدث في السجون، أصبح تماماً مثل سجن (أبو غريب)" هكذا وصف نادي الأسير الفلسطيني معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
خلال الأيام الماضية تكررت عمليات اعتداء جسدية فالعديد من الأسرى تكسرت أطرافهم. وقطعت إدارة السجون الماء والكهرباء عنهم. pic.twitter.com/l0npY6sW9t
— AJ+ عربي (@ajplusarabi) October 22, 2023
تحذير حقوقيوكانت مؤسسات الأسرى -بينها نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى- أصدرت بيانا السبت قالت فيه إنها رصدت "معطيات وشهادات مروعة وغير مسبوقة حول مستوى الجرائم الممنهجة التي ينفذها الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين في سجونه هي الأخطر منذ عقود".
وذكرت تلك المؤسسات أن إدارة السجون عملت "بكل الأدوات المتاحة لديها وعبر إجراءات ممنهجة لعرقلة زيارة المحامين للأسرى".
وتابعت أن "الجرائم والاعتداءات الجماعية والفردية على الأسرى تتم خلال عمليات الاقتحام للأقسام والزنازين، والتي لا تتوقف على مدار الساعة، في تصاعد خطير للغاية، هذا إلى جانب سياسة التجويع".
ووفق متابعات مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى، فإن التعذيب كان يمارس عادة بحق الأسرى في مراكز مخصصة للتحقيق موزعة على مختلف السجون، وقليل من المعتقلين كانوا يتعرضون للتعذيب خلال الاعتقال أو في السجون بعد انتهاء فترة التحقيق.
ورصدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير أكثر من 1555 اعتقالا من قبل قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وحتى السبت، يضافون إلى نحو 5500 أسير داخل السجون حتى ذلك التاريخ.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بينهم أطفال وأسرى سابقون.. العدو الصهيوني يعتقل 25 فلسطينياً من الضفة المحتلة
يمانيون../
شنت قوات العدو الصهيوني، منذ مساء أمس، وحتى اليوم الأربعاء، حملة اعتقالات طالت(25) مواطناً فلسطينيا على الأقل من مدن الضفة المحتلة ، بينهم أطفال، وأسرى سابقون.وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، بأن قوات الاحتلال تواصل حملات الاعتقال والتحقيق الميداني في الضفة بوتيرة غير مسبوقة، وذلك في ضوء استمرار حرب الإبادة والعدوان الشامل على شعبنا.
وأكدا أن الاحتلال يواصل اقتحام مدينة طولكرم، ولم يتسنَّ التأكد من كل حالات الاعتقال، فيما نفذت قوات الاحتلال عمليات تحقيق ميداني واحتجزت عشرات المواطنين في مخيم الأمعري جنوب رام الله، أُفرج عنهم لاحقاً.
ورافق حملة الاعتقالات والتحقيق الميداني، عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، وإطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل، إلى جانب التهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، وتخريب وتدمير لمنازل المواطنين.
الجدير ذكره، أن قوات الاحتلال تنفذ حملات الاعتقال الممنهجة، كإحدى أبرز السياسات الثابتة، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة، ليس فقط من حيث مستوى أعداد المعتقلين، وإنما من حيث مستوى الجرائم التي ترتكبها، إلى جانب الاقتحامات لمنازل أهالي المعتقلين، التي ترافقها عمليات تخريب وتدمير واسعة.