سلط الدكتور جهاد الحرازين أستاذ العلوم السياسية، الضوء على مقالة صحيفة فورين بوليسي تحت عنوان " لا يمكن للعالم إنهاء الحرب في غزة بدون مصر"، قائلًا:"إن منذ البداية الجميع يدرك حجم مصر كلاعب أساسي في منطقة الشرق الأوسط، بل تعتبر هي رمانة الميزان في المنطقة الشرق أوسطية لما تتمتع به من ثقل وحضور سياسي في كافة القضايا التي شغلت المنطقة، وأيضًا ما تتمتع به من علاقات مع كافة الأطراف، حيث كانت مصر حاضرة على مدار تاريخ القضية الفلسطينية.

وأضاف الحرازين خلال مداخلة هاتفية لفضائية “إكسترا نيوز”، أن مصر شريك للشعب الفلسطيني في قضيته، متابعًا أن مصر تستطيع أن تتحدث وتنقل الرسالة وتضع الأمور في نصبها الصحيح على طاولة المجتمع الدولي وتعرضها بشكل واضح على طاولة المفاوضات.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن كاتب المقال صدق في قوله لأن مصر بمكانتها وتاريخها هي التي تستطيع أن تصل إلى الحلول القادرة على التعايش وتحقيق نتائج حقيقية بعيدًا عن حالات التوتر وبعيدًا عن فكرة المناورة السياسية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

تصريحات بن علوي في الميزان

 

 

 

حمد الناصري

 

 

فوجئت الأوساط الاجتماعية والدبلوماسية بانتقادات من بعض الشخصيات وعَبر وسائل التواصل الاجتماعي مُوجهة إلى عرّاب الدبلوماسية العُمانية يوسف بن علوي بن عبدالله وزير الشؤون الخارجية السابق، وأثارت تلك الانتقادات امتعاض واستياء الكثير من المُتابعين، ضد النقد الذي وُجِّه للمقابلة التي جرت على قناة مزون، وكان ابن علوي قد صرح خلال تلك المقابلة بشأن غزة والحرب التي شَنّت عليها والدمار الذي أصابها، وقال "أنا شخصياً أعتقد أنّ ما حدث في أكتوبر كان عبارة عن مُؤامرة ومُغامرة كان لها عواقب وخيمة".

انبرى بعض روّاد التواصل الاجتماعي، عبر منصة "إكس"، مُنتقدين ذلك التصريح بلا استيعاب لمَغزاه الحقيقي وهرفت أقلامهم بما لا يَعرفون عن دهاليز السياسة، وكان الأجدر بهؤلاء أولاً أن يَعرفوا أنّ الرجل رايته بيضاء نقيّة ومَواقفه القومية والوطنية لا تشوبها شائبة، ناهيك عن كونه عملاق من عمالقة الدبلوماسية العالمية والعربية.

فلطالما كان بن علوي خنجر السياسة العُمانية ومُهندسها الحصيف وثعلبها الماكر في لعبة السياسة، ولكن وكعادة الذباب الإلكتروني في التعامل مع التصريحات وتحريفها نحو الجانب السلبي لمجرد الإثارة فقد تلقّفها وأضاف عليها من جيبه.

وقد أعجبني رأي د. محمد باعمر.. "في عالم السياسة كل شيء يدور ويدور في هذا الفلك، والأطراف المتنازعة تعلم علم اليقين أنه لا أحد يعلم بما يدور في دهاليز الخبز والعجين.. ناهيك عن دهاليز القوى الخارجية" وقال آخر إنّ بن علوي "مُعرّف ولا ريب أنّ سيرته بيضاء نقيّة، أبعدته عن المُراهقات السياسية، التي تفتقر إلى التعمّق في الأمور السياسية".

 إنّ 7 أكتوبر يوم خالد في التاريخ، وحرب غزة هي فعلًا مُؤامرة كما قال ابن علوي، مُؤامرة نفّذتها إسرائيل بدقة، واستدرجت إليها أطراف أخرى إقليمية وعالمية ومن يَنظر إلى غزة اليوم يرى، قتلا وتهجيرا وتدميرا مُمنهجا للمدينة وأحيائها.. إنّها مؤامرة لأنها قتلت عشرات الآلاف من الشعب الغزاوي.

نعم كلنا نتفق أنّ الحرية ثمنها غالٍ، ولكن كان يجب التفكير بالعواقب عند التخطيط لتلك العملية، سِيّما وأننا نواجه عدوًا بلا رحمة أو أخلاق، والعاقل من يزن الأمور ويتكيّف معها بصموده وأفعاله، فالحروب واستراتيجيتها لا تُكسب بالعنتريات؛ فالحرب تُورث الدمار والموت، وعلى من يتخذ قرارها أنْ يُدرك نتائجها وأبعادها، لكي لا يندم لاحقًا.

إن عالم اليوم تُديره المصالح وسياساته تدور في فُلك تلك المصالح، ونحن في سَلطنة عُمان وبفضل الله وبحكمة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ومن قبل سياسة السلطان قابوس بن سعيد- طيّب الله ثراه- أرسَينا أُسسًا رصينة لعلاقاتنا العربية والخليجية والعالمية مبنية على المصالح المشتركة وعلى الاعتدال والثقة المُتبادلة والصدق، سياسة تُجمع ولا تُشتت.

ونحن لن نقول إنّ ما حصل في 7 أكتوبر 2023، كان خطأً ولكن العملية حفلتْ بأخطاء كثيرة استغلها الجانب المُعادي وشنّ حملة إعلامية شَوّهت صورة تلك العملية وسمحت لإسرائيل في التمادي في ايقاع الدمار والقتل في غزة.

الحرب هي الحلّ الأخير ونتائجها وخيمة ومُدَمّرة، والسؤال المطروح الآن: هل كانت إسرائيل ستزول لو نجحت المعركة؟

الخيار المقبول الوحيد الآن هو التعايش وحلّ الدولتين، وأنْ تكون القُدس الشرقية عاصمة فلسطين.

خلاصة القول.. إنّ يوسف بن علوي رجل سياسي مُحنّك، لا ينطق بمزاج أو بلا رُؤية وقد أتعب خُبراء السياسة ودَوّخ دَهاقِنة السياسة، ولُقب بألقاب كثيرة تنم عن بصيرة وحِنكة سياسية ويُمثل مدرسة قابوسية أصيلة.

والرجل يُعد من أهم أركان السياسة العُمانية في أوقات الأزمات العربية الكبرى، كحرب الخليج الأولى والثانية وأزمات أخرى شملت حتى دول مجلس التعاون الخليجي. وقد تمكّن بحنكته وخِبرته من إبْعاد دُولنا عن حروب ونزاعات مُدمرة، كان يَخمد لهيبها بسياسته المُعتدلة، القائمة على الصدق والتعاون والسلام فوثق به العالم أجمع؛ مِمّا جعل من عُمان بيضة الميزان في كل النزاعات والحروب الإقليمية وحتى العالمية وأتاحت فرص السلام والاستقرار، وأدارت التفاهمات باعتدال وحِياد.

مقالات مشابهة

  • تصريحات بن علوي في الميزان
  • أستاذ علوم الأرض عن زلزال شرم الشيخ: ليس الأول ولا يستدعي القلق
  • أستاذ علوم الأرض: زلزال شرم الشيخ أمر طبيعي ولبس هناك خطر كبير
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • أستاذ علوم سياسية: تراجع ترامب عن خطة إعمار غزة ناتج عن الجهود المصرية الدبلوماسية|فيديو
  • أستاذ علوم سياسية: مصر تبذل كل جهد ممكن لحصول الفلسطينيين على حقوقهم
  • أستاذ علوم سياسية: مصر تعمل على حشد المجتمع الدولي للمساهمة في إعادة إعمار غزة
  • أستاذ علوم سياسية: التقارب والتنسيق يصل إلى حد التحالف بين روسيا والصين
  • أستاذ علوم سياسية: الموافقة الروسية المبدئية على مقترح هدنة أوكرانيا مشروطة
  • أستاذ علوم سياسية يوضح بنود الاتفاق المنتظر بين روسيا وأوكرانيا بشأن الهدنة المحتملة