صحفي في غزة يروي ساعات ما قبل عودة الاتصال: شلل تام عرقل تواصل المسعفين
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
حطام يملأ الشوارع وظلام دامس لا يكسره شعاع ضوء واحد، رائحة الموت تزكم الأنوف، وقصف دائم في حرب هي «الأصعب» في تاريخ القطاع زادت قتامة المشهد حين اتخذت الهجمات الإسرائيلية منحنى تصاعديًا حتى وصلت مساء الجمعة إلى قطع الإنترنت والاتصال بشكل كامل عن القطاع المحاصر، وقصفه بطريقة هي الأعنف من الجو والبر حتى عادت الحياة تدريجيا صباح يوم الأحد.
«الوضع كتير صعب، كنا معزولين عن العالم، الاتصالات رجعت بشكل جزئي اليوم الفجر والإنترنت سئ جدا ورجع بشكل جزئي ضعيف»، بلهجة فلسطينية بدأ المصور الصحفي ناصر العريني، حديثه لـ«الوطن» عن وصف الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان قطاع غزة، الأيام الماضية خاصة بعد عزلهم عن العالم تماما بقطع الاتصالات والإنترنت.
أحياء كاملة اختفتملامح خريطة القطاع المحتل تغيرت بالكامل، أحياء كاملة اختفت وأصبحت حطاما أخذت معها ذكريات جيل بأكلمه، وحسب وصف الصحفي الغزاوي، كل أهالي غزة باتوا ينتظرون الموت في كل لحظة وآخرى، «ما كفاهم القصف كمان قطعوا عنا التواصل مع أهالينا خارج القطاع» متسائلًا ما ذنب الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ وكافة المدنيين؟.
«أبراج العودة والندى وأبراج الكرامة ومعسكر الشاطئ، مربعات بالكامل انمسحت من غزة والشهداء بعدهم تحت الركام» يستكمل الصحفي الفلسطيني حديثه في وصف الحال الذي وصل إليه القطاع، لافتًا إلى أن قطع الاتصالات أعاق جهود رجال الإسعاف في التواصل بينهم، والأطباء فيما بينهم، حسب وصفه.
تضرر المستشفى الإندونيسيألمستشفى الإندونيسي بشمال القطاع ومستشفى العودة، وقعا تحت حزام ناري مستمر وبحسب رواية الصحفي الفلسطيني تضرر المستشفى الإندونيسي ووقعت إصابات ليلة أمس من داخل المستشفى، وسط شلل تام للإتصالات بين الجهات المعنية.
اليوم عادت الاتصالات بشكل تدريجي إلى القطاع، بدأ الأهالي يتواصلون مع ذويهم قدر الاستطاعة، وحسب وصف العريني، «بالكاد نلتقط شبكة اتصالات نتواصل بها مع ذوينا خارج القطاع».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة قطع الاتصالات الانترنت
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يقتحم مستشفى كمال عدوان شمال غزة.. وانقطاع الاتصال
اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وأجبر الموجودين فيه على الخروج للساحة الخارجية، للقيام بتفتيشهم، ضمن حرب الإبادة المستمرة على القطاع لليوم الـ448 على التوالي.
وأكد شهود عيان أن الاتصال انقطع بإدارة المستشفى والمتواجدين فيه، بعد أن منحهم جيش الاحتلال 15 دقيقة فقط للخروج إلى ساحاته الخارجية.
ولفت الشهود إلى أن 75 مريضا ومصابا في مستشفى كمال عدوان، يعانون ظروفا صحية صعبة، بعدما أجبرهم جيش الاحتلال على الخروج إلى الساحة الخارجية، في ظل الأجواء الباردة، ودون مراعاة الحالة الصحية الحرجة لعدد منهم، والتي تتطلب بقائهم متصلين بالأجهزة الطبية.
وفي وقت سابق، قصف جيش الاحتلال مبنى في مستشفى كمال عدوان، بالتزامن مع تشديد حصاره وإنذار المتواجدين بداخله لإخلائه فورا استعدادا لاقتحامه.
محاصرة المستشفى
وقال مصدر طبي إنّ "الجيش الإسرائيلي يحاصر المستشفى ويطلب من مديره حسام أبو صفية والمتواجدين الخروج إلى الساحة الخارجية، ويمهلهم 15 دقيقة فقط، قبل اقتحام أقسام ومرافق المستشفى".
وأضاف المصدر قبل انقطاع الاتصال مع إدارة المستشفى والمتواجدين بداخله، أن الجيش يستعد لاقتحام المستشفى الذي يتواجد بداخله نحو 350 شخصا بينهم 75 مصابا ومريضا، إضافة إلى مرافقيهم.
وأوضح أن النيران اندلعت في قسم الأرشيف داخل المستشفى جراء قصف إسرائيلي استهدفه فجرا، وأن الجيش الإسرائيلي أحرق منازل في محيطه.
ويحاصر الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان منذ بدء العملية العسكرية في الشمال بالنيران عبر طائرات كواد كابتر، بينما كانت آلياته تتقدم في محيط المستشفى لتعاود التراجع بعد ساعات إلى أماكن تموضعها.
لكن منذ 6 أيام تقدمت الآليات الإسرائيلية بشكل ملحوظ صوب المستشفى، بينما كان التمركز في محيطه على بعد مئات الأمتار منه.
استهداف المنظومة الصحية
ومساء الخميس، استشهد أكثر من 50 فلسطينيا، بينهم 3 من الكوادر الطبية والعاملين بمستشفى "كمال عدوان"، جراء قصف إسرائيلي لمبنى مقابل مقر المستشفى، بحسب بيان لمديره حسام أبو صفية.
وأضاف أبو صفية، أن الجيش الإسرائيلي قتل مسعفين اثنين بمنطقة "دوار زايد" التي تبعد نحو 500 متر عن المستشفى، دون توضيح طريقة استهدافهما.
وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل شبه كامل وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
إذ يحاصر الجيش الإسرائيلي المستشفيات الثلاثة الموجودة هناك، وهي "الإندونيسي" و"العودة" بجباليا و"كمال عدوان" في منطقة مشروع بيت لاهيا، ويحول دول وصول الأدوية والمستلزمات الطبية إليها.
وعبر عمليات تفجير في محيط المستشفيات يهدف الجيش الإسرائيلي إلى إجبار الطواقم الطبية بداخلها على مغادرتها، وذلك في إطار تضييقات على من تبقى من فلسطينيي شمال غزة الذين يريد تهجيرهم.