إكسسوارات المرأة الفلسطينية على مر التاريخ.. أناقة تشير إلى تاريخ غني
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
ضمن حرب شرسة يخوضها الشعب الفلسطيني حاليا، تأتي الأهمية البالغة لاستحضار كل ما يدل على التاريخ العريق الذي نشأت فيه الدولة الفلسطينية بما فه من عادات وتقاليد وأطباق شعبية واحتفالات وفنون ميزت هذا الشعب الذي تميز بإبداعات مميزة تهاجم بشراسة الآن رغبة من الأعداء إلى طمس أي شيئ متعلق بها.
اقرأ ايضاًوفي هذا المقال سنتناول واحدة من أعظم الشواهد التاريخية على الإبتكارات الجمالية التي ظهرت في فلسطين من الإكسوارات أو ما كان يعرف سابقا باسم الزينة.
سنتناول أهم أشكالها، ألوانها ومميزاتها والتي جعلت من المرأة الفلسطينية رمز أنثوي مميز بلباس وألوان وقطع تزينت بها في مختلف المناسبات.
البشينقةتتميز البشينقة بكونها من أهم وأبرز قطع الزينة التي ارتدتها النساء الفلسطينيات في قديم الزمان أثناء الإحتفالات والأعراس والمناسبات السعيدة، وهي منديل بـآويه، وهو الإطار الذي يحيط بالمنديل الأسود الذي يلف على الرأس من الأمام ومن الخلف ليغطي الشعر، حيث تتميز هذه الآويه بأنها مطرزة بأسلوب هندسي منظم بخطوط أفقية بزهور أشكالها مختلفة وألوانها كذلك، وفوق المنديل يطرح على الرأس شال أو طرحة أو فيشة وهي أوشحة من حرير وصوف.
من رام الله.. صفة الذهب والدراهم
وتسمى بالصفة لما يصفّونه عليها من الدراهم الفضية أو الذهبية الكثيرة في مباركات الأعراس والإحتفالات التي يشارك فيها الأهل والجيران والأصدقاء، وربما تزيد الصفة الواحدة عن ثمانين قطعة، وقد تكون هذه الدراهم حصة المرأة من مهرها ويحق لها التصرف بها، أما عن انتشارها فهي منتشرة على الخصوص في قضاء رام الله وبشكل كبير كعادة شعبية متوارثة وأصيلة.
اقرأ ايضاًالصمادة: تصنع الصمادة من قماشة الثوب الفلسطيني الخاص بكل منطقة فبالصورة التالية يتميز التطريز باللون الأرجواني الناري والأحمر والأزرق دلالة إلى ثوب مناطق الجنوب في العادة، حيث تربط الصمادة بما يحيط بأسفل الذقن، ويعلق برباطها قطع نقود ذهبية للزينة، ولكن يندر أن تلبس العذراء الصمادة فإذا لبستها صفت فيها نقودا أقل مما يصف لصمادة المتزوجة حيث تمتلئ بالقطع الذهبية عادة.
الشطوة الفلاحيةتتميز الشطوة بأنها قبعة أسطوانية صلبة تغطى من الخارج بقماش أحمر أو أخضر؛ وتصف في مقدمتها أيضا نقودا بنفس أسلوب الصمادة، وذلك باللونين الذهبي والفضي، فيما تزين مؤخرتها بنقود فضية فقط.
وتربط الشطوة إلى الرأس بحزام يمرر تحت الذقن، ويتدلى الزناق أو الأطراف من جانبيها. وكانوا يصفون فوق الدراهم صف من أحجار المرجان. وقد زيدت الصفوف إلى خمسة في أوائل العشرينيات.وتطرز الشطوة تطريزا دقيقا، وتوضع فوقها خرقة مربعة من الحرير الأبيض تعرف بالتربيعة. والشطوة تحديدا تخص نساء بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ فلسطين المرأة الفلسطينية غزة أحداث غزة طوفان طوفان الأقصى البرقع
إقرأ أيضاً:
سور الصين العظيم.. أسطورة التاريخ
فيصل السعدي
بينما أخطو خطواتي وأصعد السلم تلو الآخر في سور الصين العظيم، أشعرُ وكأنني أعود إلى نقطة البداية، التفتُ مرارًا لأتأكد من مدى صعودي، وكأنني أبحث عن إجابة لسؤال يتردد في داخلي: كيف استطاعوا؟ كيف لجهد البشر أن يُشيِّد سورًا يمتد لأكثر من 21 ألف كيلومتر، من مواد بسيطة لا تتجاوز الطوب والخشب؟! كيف تمكنت عزيمة الصينيين من أن تصنع أسطورة خالدة، أصبحت رمزًا للصمود والقوة في وجه الزمن؟
ظل شعور غريب يراودني أثناء مسيري، وكأن خيالي أوصلني إلى رؤية سور يمتد من بكين إلى مسقط؛ بل أطول من ذلك بأربع مرات. هذا السور الذي لم يكن مجرد بناء عملاق؛ بل كان درعًا حصينًا حمى الممالك والأسر الحاكمة في الصين من غزوات الشمال على مرِّ القرون. بدأ بناؤه منذ القرن السابع قبل الميلاد، واستمر عبر العصور، ليُصبح أطول وأقوى نظام دفاعي شيده الإنسان في التاريخ.
بناءٌ عجزت ظروف الأزمان أن تُثني من شموخه، ليُبرهن مدى إصرار وقوة مئات آلاف من الجنود والبُناة الذين لم يدركوا أنهم صنعوا رمزًا وفخرًا للصين. وما أن أضع قدمي على حجارة السور، حتى أشعر بأنني أعود إلى حقبة بعيدة من الزمن. أُلامسُ الطوب، وأتأمل النقوش، وأتجول بين أبراج المُراقبة التي كانت يومًا مراكز لحراسة الحدود. وكأنني أسمع أصوات الحروب وصيحات الجنود الذين دافعوا بشجاعة عن وطنهم. هذه المشاهد ليست مجرد خيال؛ بل هي ما جسدته العديد من الأساطير والأفلام التي تحكي عن هذا السور الأعظم.
الصينيون يقولون إن جزء "جيورانغ" هو أجمل أجزاء السور في بكين؛ حيث يمتاز بجمال طبيعته الساحرة؛ إذ إن هناك ثماني بوابات تتيح الوصول إلى السور في بكين، ما يعكس امتداد السور كأجزاء متفرقة، وليس كجدار متصل.
تحيط بالسور العظيم مياه وافرة ومساحات خضراء شاسعة، تمتد إلى أبعد ما تصله العين، ما يجعل المشهد يبدو كلوحة فنية فريدة. ولعل هذا الجمال الطبيعي كان أحد الأسباب المهمة لبناء السور؛ حيث صُمم لحماية الأراضي الزراعية الخصبة من الغزاة.
عند النظر إلى التفاصيل الدقيقة للسور، يمكنك أن تُدرك الحكمة وراء تصميمه. الفتحات الصغيرة والنوافذ التي تنتشر على طول الجدار لم تكن مجرد إضافات عشوائية؛ بل أدّت دورًا حيويًا في مواجهة الأعداء. تعرجات الجدار، التي تبدو وكأنها تناغم بين البناء والطبيعة، أظهرت عبقرية الصينيين في استغلال التضاريس الصعبة لصالحهم.
في زيارتي الأخيرة للسور، كنت بصحبة حقيبة مليئة بالمأكولات الخفيفة، ولكن هذه المرة، كانت زيارتي تحمل طابعًا مختلفًا؛ فقد تزامنت مع أيام شهر رمضان المبارك. صعدتُ إلى أعلى قمة سُمح لي وقت الزيارة بالوصول إليها، متأملًا عظمة ما صنعه الإنسان بإرادة لا تعرف الكلل. قررتُ أن أتحلى بالصبر، فلا أكون أقل عزيمة من أولئك البُناة الذين شيدوا هذا السور تحت ظروف قاسية، لتحيا ذكراهم في كل حجر وطوبة.
سور الصين العظيم ليس مجرد بناء حجري؛ بل هو أسطورة حيَّة تروي قصة الإصرار والعزيمة. إنه رمز للصمود الذي تغلَّب على الزمن، وظل شامخًا في وجه كل التحديات. ولا ريب أنَّ زيارة هذا الصرح العظيم تتجاوز تجربة سياحية؛ لأنها رحلة معرفية وتأملية في أعماق التاريخ، ودرس في قوة الإنسان عندما يجتمع الإصرار مع الإبداع.