صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-21@08:08:52 GMT

وقف الحرب هو الإنتصار لشعب السودان

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

وقف الحرب هو الإنتصار لشعب السودان

 

وقف الحرب هو الإنتصار لشعب السودان

خالد فضل

 

يحار المرء حقا في أمر دعاة الحرب، أ هم لا يعيشون مآسيها وآلامها ، أم هم صمّ عميّ عن سماع ورؤية فجائعها على مدار الساعة  أ تبلّد لديهم الحس الإنساني لهذه الدرجة وصاروا آلات بشرية لا تعي لا تنطق ، أم ماذا دهاهم وهم ينعقون صباح مساء بتمجيد هذا الطرف أو ذاك من أطراف العراك والقتال ، ويتسمم الفضاء بخطاب الكراهية ، ويوغل البعض في العداوة والشتم والذم لكل من يختلف معه في مسعاه غير الحميد , ودعوته غير المجيدة ،وأهدافه الخسيسة .

لقد كان قائدا الجيشين المتحاربين موضوعيين في وصف الحرب ، فمنذ أيامها الأولى وعبر قناة العربية الفضائية كان كلا منهما قد وصف الحرب بأنها عبثية على حد وصف الفريق البرهان ، وأنها حرب المنتصر فيها خاسر كما أشار حميدتي , ويظل السؤال ، حسنا إذا كانت الحرب كما وصفتما ، وأنتما كقائدين للجيشين المتعاركين تعلمان يقينا بالعبث والخسارة في استمرار الحرب فلماذا التلكؤ في العمل الجاد والمثمر من أجل إيقافها ؟ إنّ التاريخ يسجل الوقائع كما هي ، ولحسن الحظ فإنّ التطور التقني قد وفّر فرصة واسعة في زماننا الراهن لخفظ وتوثيق الحوادث عبر مختلف صور التوثيق ، وتتضاءل تبعا لذلك فرص التنصل مستقبلا .

والسودانيون سيبنون مستقبلهم دون شك عبر الأجيال القادمة بعد عجز أجيال الماضي والحاضر في تلك المهمة _حتى الآن على الأقل _ تلك مسيرة البشر منذ بدء الخليقة ، ونحن في خاتمة المطاف جزء من مجتمع البشر تنطبق علينا نواميسه وسننه العابرة للجنسيات والنوع .

إنّ عودة الطرفين للتفاوض في منبر جدة وبرعاية سعودية أمريكية أمر جيّد ،ولعل وبعد مرور سبعة أشهر على الحرب يكون بعض الرشد قد عاد إلى الطرفين , و توسع وامتداد رقعة الحرب وفجائعها قد هزّ وترا إنسانيا في أعطاف كليهما ، وإذ هما يقبلان على التفاوض قد شكما إرادتهما على وضع حد للعبث والخسران !! هذا بالطبع على إفتراض أنّ الطرفين يملكان إرادتهما ؛ وغاية الخشية أن ينكشف الحال في صبيحة الغد على واقع مرير مفاده أنّهما أدوات لأصابع داخلية أوخارجية !!

إنّ التفاوض عسير بلا ريب ، فالإنفجار الداوي والمفاجئ للقتال بين رفاق الأمس , زملاء الجندية السودانية ، وشركاء كل وقائعها ومجرياتها حتى صباح 15أبريل 2023م لابد قد رتّب عسرا , فهما يعرفان بعضهما جيّدا ، والعلاقات الشخصية بين القادة ، وحتى على مستوى الجنود , إذ هناك أسر سودانية كثيرة يتوزع بعض أفرادها بين الجيشين ، وهناك عناصر عديدة من القوات المسلحة في الخدمة أو في المعاش إلتحقت بقوات الدعم السريع الذي كان يوفر امتيازات أفضل مما يتوفر لهم عند الجيش ، كما أنّ الطرفين يشتركان ضمن قوات عاصفة الحسم في حرب اليمن / هناك جنود وضباط في السعودية وداخل اليمن يتبعان هنا للقوات المسلحة والدعم السريع ، هولاء وضعيتهم كيف تكون وقد إتخذ قائد الجيش قرارا بحل الدعم السريع ، أينطبق هذا القرار على الجنود في اليمن ؟ أ هم مليشيا متمردة كما يوصف الدعم السريع هنا ؟ بكل هذا الإرث المشترك بينهما وقع القتال ، وخلّف من الجانبين ضحايا كثر بين صرعى وجرحى ومشردين ، هذا على مستوى العسكريين أمّا المدنيون وهم دوما ضحايا إقتتال المسلحين , فإن واقعهم لا يحسدون عليه ، العاصمة الخرطوم والعواصم في إقليم دارفور وكردفان باتت مدن بئيسة ، يسكنها الخوف والترقب للأسوأ ، هجرها الناس ولوّا عنها هاربين في رحلات قاسية وظروف مؤلمة فيها فقد للأنفس والمتاع ، والجنينة الحزينة صارت أشلاء تدفن فيها الجثامين في مقبرة جماعية ؛ حسبما أفادت تقارير بعض المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ، يسكن الآن التوجس والشك وسوء الظن بين رفاق الأمس أعداء اليوم ، تغذي بعضهم شحنات من خطاب الكراهية الذي سمم الأجواء ، فإن همو عبروا كل تلك الألغام وتحرروا من أسر ذواتهم وضغائنهم وانتصروا للإنسان فيهم سيكون وقف الحرب ، وسيكون ذلك هو أول إنتصار لشعب السودان المسكين .

في تقديري إعلان وقف التصعيد من الجانبين أثناء التفاوض يؤشر لحسن النوايا , وقف طويل المدى على الأقل 90يوما يمكن أن يكون خطوة جادة للتهدئة أولا وللبدء في تنفيذ ما يتمسك به كل طرف من حيل وتكتيكات وما يضعه من عصي بين الدواليب، كما يمكن من توصيل المساعدات والإغاثة لملايين المحتاجين ، ويوفر فرصة للمراقبة الغعالة في أن تكون على الأرض ، مباشرة عملية سياسية جادة تعيد البلاد إلى المسار الصحيح مسار الإنتقال المدني الديمقراطي سيكون أعظم نتيجة يتوصل إليها منبر جدة . لا للحرب نعم للسلم وللتحول الديمقراطي وبناء السودان الجديد على أحدث طراز ، تبا لدعاة الحرب مرحبا بكل من يدعو للسلام ووقف الحرب والكرة الآن في ملعب الطرفين .

الوسومالتفاوض الشعب السوداني خالد فضل وقف الحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: التفاوض الشعب السوداني خالد فضل وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

ادانات بالغة للإنتهاكات الجسيمة والعنف الجنسي ضد النساء على يد قوات الدعم السريع بالسودان

 

أعربت منظمة صحفيات بلا قيود عن إدانتها البالغة وقلقها الشديد إزاء الانتهاكات الجسيمة وجرائم العنف الجنسي التي ترتكبها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ضد النساء والفتيات في السودان، والتي وثقتها تقارير حقوقية وإعلامية موثوقة، من بينها تقرير هيومن رايتس ووتش الصادر في 16 ديسمبر 2024.

تشمل هذه الجرائم المروعة جرائم الاغتصاب الجماعي، الاستعباد الجنسي، التعذيب، وحالات اختطاف، ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ويرقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق أحكام الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

أكد التقرير الصادر عن هيومن رايتس ووتش ارتكاب قوات الدعم السريع جرائم حرب في جنوب كردفان، حيث شنت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات ضد المدنيين بين ديسمبر 2023 ومارس 2024، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين والاغتصاب الجماعي لعدد من النساء والفتيات. تم توثيق 79 حالة اغتصاب لنساء وفتيات نوباتيات، شملت بعض الحالات العبودية الجنسية. كما وثق التقرير شهادات لضحايا وعائلاتهن خلال الهجمات على حبيلة وفايو، حيث تم اغتصاب النساء تحت تهديد السلاح. إحدى الشهادات تشير إلى قيام المهاجمين بقتل زوج المرأة قبل اغتصابها، وأكدت الضحية أن هذا الحادث وقع في يناير 2024. كما جمع الباحثون في هيومن رايتس ووتش شهادات من 70 نازحًا في مناطق جبال النوبة في جنوب كردفان، وتم فحص صور الأقمار الصناعية التي كشفت عن تدمير ممتلكات مدنية وهجمات ضد المجتمعات النوبية.

وقالت بلا قيود ان مفوضية حقوق الإنسان الأممية نسبت 70 في المئة من حوادث العنف الجنسي المؤكدة لمقاتلين يرتدون زي قوات الدعم السريع، وحادثة من بينها، يتهم بارتكابها مقاتل بلباس قوات الجيش ، في حين وثق تقرير الهيومن رايتس وواتش وقوع انتهاكات ممنهجة طالت عشرات النساء والفتيات، تراوحت أعمارهن بين 7 سنوات و50 عامًا، خاصة في ولاية جنوب كردفان ودارفور. ووفقًا لمنظمة المرأة في منطقة القرن الإفريقي (SIHA)، فإن أكثر من 90% من حالات الاغتصاب كانت ضمن اعتداءات جماعية، حيث ارتُكبت الجرائم أمام عائلات الضحايا، في منازلهن، أو بعد اختطافهن واستعبادهن جنسيًا ، روايات مروعة عن نساء وفتيات تعرضن للعنف الجنسي والتعذيب على يد عناصر قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة.

واضاف بين بلا قيود " في ٦ ديسمبر نشر موقع أخبار الأمم المتحدة  عن بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان ، التي نشرت تقريرها الأول ، والذي تضمن إن الأطراف استهدفت المدنيّين من خلال الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، والاحتجاز التعسفي والاعتقال، بالإضافة الى التعذيب وسوء المعاملة، كما اكدت أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت "اعتداءات مُرعبة" ضد المجتمعات غير العربية – وبالتحديد ضد مجتمع المساليت في الجنينة وحولها بغرب دارفور - تضمّنت القتل والتعذيب والاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي وتدمير الممتلكات والنهب.  وهي جرائم ترقى جميعها الى جرائم حرب "متمثلة في الاعتداء على الحياة والأشخاص والاعتداء على الكرامة الشخصية".

كما أكدت "صحفيات بلا قيود" إن ما ترتكبه قوات الدعم السريع في السودان يُعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان الأساسية، حيث تحظر اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولها الإضافي الثاني جميع أشكال العنف ضد المدنيين، بما فيها العنف الجنسي أثناء النزاعات المسلحة، فيما ينص نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في مادتيه السابعة والثامنة على اعتبار الاغتصاب، الاستعباد الجنسي، والتعذيب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية إذا ارتُكبت بشكل ممنهج وواسع النطاق. كما يلزم قرار مجلس الأمن رقم 1325 (2000) الأطراف المتنازعة بحماية النساء والفتيات من العنف الجنسي، ويؤكد على مسؤولية المجتمع الدولي في ضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم. ويُعد استمرار الإفلات من العقاب خرقًا واضحًا لالتزامات السودان الدولية، ولا سيما اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) التي صادق عليها السودان، ما يستدعي تحركًا عاجلًا لتحقيق العدالة وإنهاء هذه الانتهاكات.

ودعت صحفيات بلا حدود المجتمع الدولي ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي التحرك لملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم وضمان محاسبتهم أمام المحاكم الدولية المختصة ، والعمل علي اتخاذ خطوات عاجلة لحماية النساء والفتيات في السودان، وتقديم الدعم النفسي والطبي والقانوني للضحايا. ، مؤكده علي ضرورة تنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن تعزيز تدابير المساءلة وإنهاء الإفلات من العقاب، بما في ذلك محاسبة المسؤولين الجنائيين وضمان وصول الضحايا إلى العدالة .

وطالبت بلا قيود كافة الأطراف وقف استهداف المدنيين فورًا ، خاصة النساء والأطفال، والعمل على إيجاد حلول عاجلة لوقف الحرب الدامية وتحقيق السلام.

كما طالبت بوجوب تنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، ولا سيما بشأن تدابير المساءلة، و وضع حد للإفلات من العقاب ومعالجة أسبابه الجذرية، وضمان المساءلة، بما في ذلك، حسب الاقتضاء، المسؤولية الجنائية الفردية، ووصول الضحايا إلى العدالة.

وفي أخر بيانها أكدت "صحفيات بلا قيود" إن معاناة النساء في السودان تتطلب استجابة سريعة وفعّالة لضمان حقوقهن وحمايتهن من هذه الجرائم البشعة. سنواصل، في منظمة صحفيات بلا قيود، فضح هذه الانتهاكات والدفاع عن حقوق النساء في كل مكان، والعمل مع الجهات المعنية لتحقيق العدالة والمساءلة.

   

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأميركي للسودان: الدعم السريع متورطة في تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية
  • السودان يطلب من الولايات المتحدة الضغط على الإمارات بشأن الدعم السريع
  • في جلسة لمجلس الأمن.. السودان يكشف بالأدلة عن شحنات سلاح مضطردة من الإمارات للدعم السريع ومهابط سرية لطائرات داخل السودان ويدفع مطالب عاجلة ويعلن عن “خطة” فيديو
  • واشنطن تعيد تقييم مزاعم الإمارات حول عدم تسليح الدعم السريع
  • رغم تأكيد الإمارات.. واشنطن تعيد تقييم مزاعم أبو ظبي حول عدم تسليح الدعم السريع
  • ادانات بالغة للإنتهاكات الجسيمة والعنف الجنسي ضد النساء على يد قوات الدعم السريع بالسودان
  • السودان: أحكام بالسجن المؤبد والإعدام في قضايا تعاون مع “الدعم السريع” 
  • إدارة بايدن تدرس إعلان ما يجري في السودان إبادة جماعية وفرض عقوبات على حميدتي وميليشيا الدعم السريع
  • رويترز فضحت عدد رحلات نقل الأسلحة للدعم السريع: وول ستريت جورنال: الإمارات تنشر الخراب في السودان
  • مقتل عشرة مدنيين في هجوم لقوات الدعم السريع في غرب السودان