سواليف:
2024-09-23@11:27:28 GMT

#لأولي_الألباب

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

#لأولي_الألباب

#لأولي_الألباب د. #هاشم_غرايبه

في زمن التنزيل، كان المصلي هو المؤمن حكما، لكن الله تعالى حينما بين في سورة المعارج سنته الكونية في طبيعة الإنسان: ” إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلَّا الْمُصَلِّينَ”، لم يصف المستثنى من هذه النقيصة البشرية، بأنه المؤمن، بل بأهم صفة فارقة للمسلم عن غيره، وهي إقامة الصلاة والمواظبة عليها، ثم أكمل تعداد مواصفات هذا الإنسان المكرم من ربه، التي هي مواصفات المسلم المستقيم على دين الله.


في هذا الزمن فهمنا الحكمة من ذلك، فهنالك مؤمنون بالله غير مسلمين ويكذّبون بكتابه الكريم، وهنالك مسلمون إسميا، لكن في قلوبهم مرض النفاق، فهم ممانعون لمنهج الله، فهاتان الفئتان لم يغير الإيمان السطحي ما أراده الله من الإيمان الصادق من استقامة سلوكية واتباع للمنهج الذين أنزله للناس ليتبعوه، لذلك نجدهم في المنتج لأعمالهم لا يختلفون عن الكافرين المعادين للدين، بل ويصطفون معهم في العداء له، لذلك فكل هؤلاء من فئة الهلوعين، لأنهم يعتقدون أن ما يحدث لهم في هذه الحياة خاضع للصدفة والعشوائية والحظ، وليس بناء على حسابات دقيقة هي خلاصة تقاطعات لمعادلات كونية (سنن الله في خلقه)، لا تختلف في دقتها وانضباطها عن القوانين الفيزيائية والكيميائية والفلكية، فكلها وضعها إله قدير حكيم عادل.
رأينا التطبيق العملي لذلك في ما جرى من ردة الفعل على ما قام به المجاهدون في عملية طوفان الأقصى، فأهل غزة الذين أثخنتهم جراح الأعداء جراء قصف همجي جبان، لم يعرف له التاريخ مثيلا، وأنهكهم حصار المنافقين الذين يقولون أنهم مسلمون، رأيناهم صامدين صابرين مرابطين، لأنهم كانوا من الذين استثناهم رب العزة من نقيصة الهلع.
فيما رأينا العدو المتفوق عليهم بالتقنية والإمداد والدعم من كل المعادين لمنهج الله، رأيناهم في أقصى درجات الهلع والفزع، ولولا أن توالى قادة الغرب الحاقد على زيارة الكيان اللقيط لكي يربطوا على قلوبهم الهلعة، ويشدوا من عزائمهم الخائرة، لرأيتهم يتراكضون الى المطارات هربا.
ومع أن الفارق هائل بين قصف العدو بعشرات الآف من الصواريخ الموجهة التي يحمل الوحد منها أكثر من 2 طن من المتفجرات، لأهالي المجاهدين في غزة انتقاما جبانا، لعدم قدرتهم على مجابهتهم وجها لوجه، وبين قصف المجاهدين للعدو المحصن بالقبة الحديدية ببضعة مقذوفات رأسها المتفجر لا يزيد عن 20 كغم، إلا أننا رأينا الأهالي يهبون لإخراج من يمكنهم إخراجه من تحت أطنان الركام بأيديهم المجردة، فورا، وبلا خوف من الصواريخ الأخرى القادمة، بينما رأينا المستعمرين في غلاف غزة وغيرها يتراكضون مرعوبين ويختبئون في حاويات القمامة.
هنا نعرف الفارق بين الهلوع وبين المطمئن.
وقد وصف الله حال الفريقين، اللذين هما ذاتهما عبر العصور، لا تتغير صفاتهما، ليعرّفنا بهم، فقال في حق الهلوعين الذين هم أعداء منهجه، من معادي الأمة من خارجها: “لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ. لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ” [الحشر:13-14].
كما قال في وصف الهلوعين معاديها من داخلها (المنافقين)، الذين يخذّلون عن المجاهدين وينعتونهم بالإرهاب، يبتغون العزة لدى أعداء الله، ونيل رضاهم ودعمهم فقال: “يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ” [المنافقون:4].
بناء على هذه الحسابات بنى من خطط لمباغتة العدو في معركة طوفان الأقصى، وليس على تأمين القوة المكافئة، فذلك لن يتحقق في ظروف الحصار التجويعي المزدوج، والملاحقة الحثيثة، وانقطاع الإمداد من الأخوة في الدين.
لكنهم كانوا يعلمون يقينا، أن الوسيلة التي تتغلب على كل المصاعب هي الاتصال مع الله مسبب الأسباب، ومن بيده كل الأمور، فحققوا شروط ذلك الاتصال، وهي: “إِنِّى تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍۢ لَّا يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُم بِٱلْءَاخِرَةِ هُمْ كَٰفِرُونَ” [يوسف:37]، فتركوا منهج العلمانية الذي تتبعه أقطار الأمة جميعا، واختاروا منهج الله، عندها أعمى الله العيون عنهم، وفتح الله عليهم من سبل الإمداد ما مكنهم من صنع أسلحتهم بأنفسهم، فكانت على بساطتها أمضى مما هو في يد عدوهم المفتوحة له كل وسائل الإمداد والتفوق.
وذلك تفسير أنه من يتق الله يجعل له مخرجا.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإسرائيلي يكشف سبب تجمع قادة حزب الله الذين تم اغتيالهم

زعم الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، اليوم الأحد 23 سبتمبر 2024، بأن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مجموعة من القادة العسكريين في حزب الله وبينهم القيادي العسكري إبراهيم عقيل، أول من أمس الجمعة، جاءت لأنهم كانوا يخططون لتوغل بري في شمال إسرائيل.

وقال هرتسوغ خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إن "جميع القادة الذين تمت تصفيتهم يوم الجمعة بالغارة الإسرائيلية، التقوا من أجل تنفيذ ذلك الهجوم الرهيب والمروع الذي نفذته حماس ، وهذه هي الخطة ذاتها بالضبط التي خططوا لها طوال سنين كجزء من خطط إمبراطورية الشر إيران".

ونقلت وكالة فرانس برس اليوم، عن مصدر وصفته بأنه مقرب من حزب الله، قوله إن هدف اجتماع القياديين الذين اغتيلوا هو وضع "خطط لعملية نوعية برية داخل الأراضي المحتلة" ردا على الضربة القاسية التي تلقاها الحزب بتفجير أجهزة الاتصال.

ونفى هرتسوغ ضلوع إسرائيل في تفجير آلاف أجهزة "بيجر" للرسائل النصية وأجهزة اتصال عناصر في حزب الله التي تسببت بمقتل 45 شخصا وإصابة آلاف آخرين، الأسبوع الماضي، معتبرا أن حزب الله لديه "أعداء كثر"، وقال في الوقت نفسه إن هناك فرصة "لتصعيد الوضع بشكل كبير".

وقال إن إسرائيل "ليست مهتمة" بالحرب مع لبنان، لكن حزب الله "اختطف" هذا البلد، وزعم أن إسرائيل تقاتل "من أجل العالم الحر بأكمله".

وأضاف هرتسوغ أن حزب الله "مسلح حتى أسنانه من قبل إمبراطورية الشر الإيرانية"، وزعم أن إيران تريد "غزو الشرق الأوسط والانتقال إلى أوروبا وبقية العالم".

وعندما سئل عما إذا كانت إسرائيل ستشن هجمات صاروخية على إيران، قال إن بلاده "أوضحت دائما" أنها ستدافع عن شعبها و"تزيل أي تهديدات وجودية لإسرائيل".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • المجاهدين تبارك الهجوم الصاروخي لحزب الله في العمق الإسرائيلي
  • الرئيس الإسرائيلي يكشف سبب تجمع قادة حزب الله الذين تم اغتيالهم
  • المقاومة الإسلامية تزف كوكبة من شهدائها الذين ارتقوا في غارة العدو الصهيوني على بيروت
  • بالأسماء والصور.. شاهد قادة النخبة في حزب الله ”الرضوان” الذين قتلوا بالغارة الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية
  • أبرز القادة من حماس وحزب الله الذين اغتيلوا هذا العام (إنفوغراف)
  • من هم قادة حزب الله الذين اغتالهم الاحتلال في الضاحية الجنوبية؟.. تفاصيل جديدة
  • بالأسماء.. قناة العربية تكشف قيادات قوة الرضوان بحزب الله الذين قُتلوا بغارة الضاحية الجنوبية
  • من هم قادة «حزب الله» و«حماس» الذين تعرضوا للاغتيال؟
  • من غزة إلى لبنان.. أبرز المسؤولين الذين اغتالتهم إسرائيل
  • كتائب سيد الشهداء تعلن الاستعداد لإرسال آلاف المجاهدين إلى لبنان