المستثمرون في حالة ترقب وسط احتدام صراع الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
قال تقرير لوكالة رويترز إن المستثمرين يترقبون -مطلع هذا الأسبوع- أي علامات على احتمال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، مما قد يزيد من اضطراب الأسواق.
وتتوقع الأسواق أسبوعا مزدحما يصدر فيه بيان من مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي بشأن السياسة النقدية، ونتائج شركة "آبل".
وتزايدت مخاوف المستثمرين – حسب رويترز- من اتساع رقعة الصراع الأيام القليلة الماضية، بعدما أن أرسلت الولايات المتحدة مزيدا من العتاد العسكري إلى الشرق الأوسط، في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حربا على غزة وتقصف أهدافا في لبنان وسوريا.
ونقلت رويترز عن راندي فريدريك المدير الإداري لقسم التداول والمشتقات لدى شركة "تشارلز شواب" قوله إن "الموقف في إسرائيل… يسبب كثيرا من القلق".
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.9% إلى 90.48 دولارا الجمعة عند التسوية بفضل مخاوف من تعطيل الصراع إمدادات النفط الخام، في حين قفز الذهب -الذي يعد ملاذا آمنا للمستثمرين القلقين- في المعاملات الفورية إلى أكثر من ألفي دولار لأول مرة منذ منتصف مايو/أيار الماضي.
وقال محللون لدى "كابيتال إيكونوميكس" في مذكرة الجمعة إن استجابة سوق النفط للصراع "ضعيفة" حتى الآن، وأضافوا "مع ذلك، فإن أي إشارة إلى أن الدول الأخرى في المنطقة ستصبح أكثر انخراطا في الصراع ستتسبب في ارتفاع أسعار النفط ارتفاعا حادا"، وفق المصدر ذاته.
وفي اليوم الـ23 من الحرب على غزة، قصفت إسرائيل مناطق عدة جوا وبحرا وبرا وأوقعت غاراتها عشرات الشهداء والمصابين في جنوب ووسط القطاع المحاصر، لتتجاوز الحصيلة 8 آلاف شهيد -بينهم نحو 3200 طفل- إضافة إلى ما يقرب من 20 ألف جريح، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقال بيتر كارديلو كبير اقتصاديي السوق لدى "سبارتان كابيتال" للأوراق المالية إنه إذا تسبب تصعيد الصراع في زيادة إنفاق الولايات المتحدة المرتبط بالحرب والذي يوسّع العجز، فستتخطى عوائد سندات الخزانة أعلى مستوياتها منذ 16 عاما التي سجلتها بالفعل.
ويتوقع بعض المستثمرين أيضا أن يتسبب اتساع رقعة الصراع في شراء سندات الخزانة لتكون ملاذا آمنا، وقد يؤدي هذا إلى كبح الارتفاع في عوائد السندات، التي تتحرك في الاتجاه المعاكس للأسعار، وقد يخفف هذا بدوره الضغوط على الأسهم والأصول الأخرى.
وهبط المؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أكثر من 10% منذ أواخر يوليو/تموز الماضي حينما سجل أعلى مستوياته في 2023، لكن المؤشر مرتفع أكثر من 7% منذ بداية العام.
وقالت "يو بي إس" لإدارة الثروات العالمية، في مذكرة الجمعة، "حتى الآن، لم تؤد سندات الحكومة الأميركية وظيفتها المعتادة كملاذ آمن"، حسبما أوردت رويترز.
وأضافت "لكن تصعيد الصراع سيحول الانتباه على الأرجح بعيدا عن مخاوف السياسة النقدية ويعزز الطلب على سندات الخزانة بوصفها ملاذا آمنا".
ومن المقرر أن يصدر البنك المركزي الأميركي أحدث بيان له حول السياسة النقدية الأربعاء المقبل، بينما من المنتظر أن تسلط نتائج آبل الفصلية الضوء على أسبوع مزدحم آخر من تقارير الشركات.
وكانت المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب "عز الدين القسام" – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد شنت عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ردا على عدوان قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين واستمرار اقتحامات المسجد الأقصى المبارك.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يواصل خطابه التصعيدي .. ويزعم: غيرنا وجه الشرق الأوسط
زعم بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، أن إسرائيل تمثل العائق الأكبر أمام المشروع الإيراني في الشرق الأوسط، متهمًا إيران بتنفيذ "هجوم بربري" ضد كيانه.
وأشار نتنياهو في تصريحات جديدة تكشف توجهات الاحتلال الإسرائيلي تجاه قضايا المنطقة، مساء اليوم الأحد، إلى أن إسرائيل "نقلت القتال إلى لبنان" بعد دخول حزب الله المعركة إلى جانب المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس، في أعقاب عملية السابع من أكتوبر.
كما زعم أن "القضاء على حسن نصر الله"، الأمين العام لحزب الله، شكل "ضربة قاصمة لمحور المقاومة"، وهو ما لم تؤكده أي مصادر رسمية مستقلة حتى الآن.
الدفاع السورية : حزب الله يطلق قذائف مدفعية باتجاه قوات الجيش
كيف تستهدف إسرائيل عناصر حزب الله؟
أول تعليق من حزب الله على اغتيال حسين عطوي القيادي بالجماعة
لبنان.. استشهاد عنصر من حزب الله في غارة إسرائيلية على بلدة الحنية
كما كشف نتنياهو عن توتر متزايد مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، موضحًا أنه رفض مطلبًا أمريكيًا بتقييد العمليات الإسرائيلية في غزة عبر ضربات جوية محدودة فقط، مؤكدًا أن "إسرائيل ليست دولة تابعة" رغم التهديدات الأميركية بقطع إمدادات السلاح.
وأضاف أن إسرائيل "لم تبلغ الأمريكيين بعملية البيجر"، في دلالة على مستوى الاحتقان بين الجانبين.
وفي سياق آخر، أعلن نتنياهو عن سيطرة قوات الاحتلال على محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، مدعيًا نجاحها في فرض حصار خانق على قطاع غزة بهدف منع تهريب الأسلحة.
وادعى نتنياهو أن حماس تسرعت في شن الهجوم، وأن حزب الله فوجئ بتطورات الأحداث، مشيرًا إلى أن الاحتلال استطاع عبر ما سماه "عملية البيجر" أن يوجه ضربة قاسية لحزب الله في لبنان، معلنًا القضاء على قياداته البارزة وتدمير صواريخ وأسلحة كان الحزب قد أعدها على مدار ثلاثين عامًا.
تصريحات نتنياهو تعكس رؤية احتلالية تستند إلى القوة العسكرية والتجاهل التام للحقوق الفلسطينية والعربية، في وقت تتواصل فيه الجرائم بحق المدنيين في غزة ولبنان، وسط تحدٍ سافر للقوانين الدولية والإنسانية، وإصرار على فرض معادلات جديدة بالقوة في المنطقة.