الـThe Telegraph: لهذا لجأت إيران إلى حزب الله ووكلائها للهجوم على إسرائيل
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
كتبت صحيفة "The Telegraph" البريطانية: بالنسبة لدولة تزعم أنها لم تتورط بشكل مباشر في التخطيط للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل، يبدو أن إيران تبذل قصارى جهدها لتصعيد الصراع إلى ما هو أبعد من حدود غزة.
في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، برزت تكهنات كثيرة مفادها أن مثل هذه العملية المعقدة لم يكن من الممكن تنفيذها من دون الاستعانة بالخبرة الإيرانية.
وتابعت الصحيفة، "جاء اعتراف إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ليؤكد تورط كل من إيران وحزب الله في التخطيط للهجوم، حيث قال إن الأموال التي تلقتها حماس من طهران كانت أساسية لقدرتها على تطوير البنية التحتية التي تم استخدامها لإحداث تأثير مدمر على إسرائيل. لكن تحفّظ طهران بشأن ادعاء الفضل في تنظيم الهجوم لا ينطبق بالتأكيد على أنشطتها الأخرى في المنطقة، ويبدو أنها محاولة متعمدة لإثارة تصعيد أوسع في الصراع".
وأضافت الصحيفة، "بعيداً عن الحفاظ على دعمها المالي لحماس، والذي يقال إنه يصل إلى 100 مليون دولار سنوياً، فقد اتُهمت إيران بتحريض حزب الله، المتمركز في جنوب لبنان، على الرد على الهجمات الإسرائيلية. وأدت جهود إيران للحفاظ على خطوط إمدادها لحزب الله من خلال شبكة القواعد العسكرية التي أنشأتها في سوريا المجاورة إلى قيام إسرائيل بشن سلسلة من الضربات الجوية ضد أهداف إيرانية في البلاد. وفي الوقت نفسه، اتُهمت المجموعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا بمهاجمة القواعد التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها، في حين دفعت محاولات الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن لفتح جبهة جديدة، الجيش الأميركي إلى إسقاط عدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة الموجهة نحو إسرائيل".
وبحسب الصحيفة، "في أحدث مثال على تصميم طهران على تعميق الضغط على إسرائيل، يزعم مسؤولون أمنيون عرب موالون للغرب أن إيران أنشأت شبكة معقدة لتهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية، بهدف فتح جبهة فلسطينية جديدة ضد قوات الأمن الإسرائيلية. وتزامن هذا الأمر مع التحذير الذي أطلقه وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن الشرق الأوسط قد يخرج عن نطاق السيطرة إذا لم توقف إسرائيل الهجمات على غزة".
ورأت الصحيفة أن "السبب وراء انشغال إيران في تشجيع شبكتها المعقدة من المجموعات والمنظمات على استهداف إسرائيل وحلفائها هو أن طهران تعلم أنها لا تستطيع تحمل مواجهة مباشرة مع إسرائيل. إن القيام بذلك من شأنه أن يخاطر بتنفيذ الإسرائيليين لخطتهم التي طال انتظارها لتدمير الأصول النووية الإيرانية الثمينة، والتي يعتقد معظم خبراء الاستخبارات الغربيين أنها تهدف إلى تطوير أسلحة نووية. وعلى الرغم من كل تهديدات آيات الله، إلا أنهم على علم أن قوتهم العسكرية لا تضاهي القوة العسكرية الإسرائيلية، خاصة في الوقت الذي نشرت فيه واشنطن مجموعتين قتاليتين قويتين من حاملات الطائرات في المنطقة كبادرة تضامن مع حليفتها إسرائيل. وعوضاً عن ذلك، لجأوا إلى الجماعات التي يدعمونها في كل أنحاء المنطقة، وهي الجماعات التي سمح الغرب لها بالازدهار على الرغم من وجود دليل ملموس على نوايا طهران".
وتابعت الصحيفة، "مع سعي إيران بنشاط لاستغلال الأزمة الحالية في الشرق الأوسط لتحقيق أهدافها، فمن الأهمية بمكان أن تثبت القوى الغربية، بدلاً من السعي إلى تجنب الصراع مع طهران، أنها لن تتسامح بعد الآن مع محاولات إيران لشن الحرب من خلال وكلائها العديدين. هذه المرة، هناك خطر حقيقي على طهران يتمثل في المبالغة في تقدير قوتها، وهو ما ظهر بوضوح عندما أسقطت السفن الحربية الأميركية صواريخ الحوثيين الموجهة إلى إسرائيل".
وختمت الصحيفة، "من المؤكد أن الحد من قدرة إيران من شأنه أن يساعد في منع الصراع بين إسرائيل وحماس من التصعيد إلى حرب أكبر وأكثر خطورة في الشرق الأوسط".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على إسرائیل
إقرأ أيضاً:
دول أوروبية: لا مبررات مدنية لتخصيب اليورانيوم بمستويات عالية في إيران
اتّهمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إيران بزيادة مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب إلى "مستويات غير مسبوقة" من دون أن يكون هناك "أيّ مبرّر مدني موثوق به" لهذه الزيادة.
وفي بيان أصدرته قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن برنامج طهران النووي، رأت الدول الأوروبية الثلاث أنّه يتعيّن على الجمهورية الإيرانية "التراجع عن تصعيدها النووي".
وتدافع إيران عن حقّها في الحصول على الطاقة النووية لأغراض مدنية، وبخاصة لإنتاج الطاقة الكهربائية، وتنفي أيّ رغبة لها بالحصول على قنبلة ذرية كما تشتبه بذلك الدول الغربية.
الدول الأوروبية في مجلس الأمن: تخصيب إيران لليورانيوم بمستويات عالية يفتقر لأي مبرر مدني https://t.co/zyE6RCl9bH
— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) December 18, 2024وفي بيانها، قالت الدول الأوروبية الثلاث المعروفة اختصاراً باسم "إي3" إنّ "مخزون إيران من اليورانيوم العالي التخصيب وصل إلى مستويات غير مسبوقة، هنا أيضاً دون أيّ مبرّر مدني موثوق به"، محذّرة من أنّ هذا المخزون "يمنح" إيران القدرة على أن تنتج بسرعة كافية ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع أسلحة نووية عدّة".
وأضاف البيان أنّ "إيران سرّعت تركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة، وهو ما يشكل خطوة ضارّة أخرى في جهودها الرامية لتقويض الاتفاق النووي الذي تدّعي دعمه".
وكانت الدول الثلاث ذكّرت الأسبوع الماضي بإمكانية اللجوء إلى آلية الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015 والتي تسمح بإعادة فرض عقوبات على طهران.
وفي 2015، أبرمت إيران اتفاقاً في فيينا مع كلّ من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا والولايات المتّحدة لفرض رقابة دولية على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.
لكن في 2018، انسحبت الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب من هذا الاتفاق من جانب واحد وأعاد فرض عقوبات على إيران.
وردّاً على خطوة ترامب، زادت طهران بقوة احتياطياتها من المواد المخصّبة.
وإيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك يورانيوم مخصباً بنسبة 60% من دون أن تمتلك سلاحاً ذرياً، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونسبة التخصيب اللازمة لصنع سلاح ذرّي هي 90%.
وأمام مجلس الأمن الدولي، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، الثلاثاء، إنّ الأطراف وصلت إلى "طريق مسدود" قبل 10 أشهر من انتهاء صلاحية القرار الذي أصدرته الأمم المتحدة وكرّست بموجبه لمدة 10 سنوات اتفاق 2015.
من جهته، أكد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أن الدول الغربية، وليس بلده، هي من لم تحترم التزاماتها.
ووصف أمير إيرواني الاتهامات الموجّهة لبلاده بأنّها "لا أساس لها من الصحة" بل "تستند إلى تفسيرات تعسّفية ومضلّلة" لاتفاق 2015.