ما يجري في غزة مجزرة خلف أبواب مؤصدة
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
جمع موقع "ميديا بارت" الفرنسي بعض العناصر التي شهدها تطور الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية، مبرزا ما قالته المديرة العامة لمنظمة "أطباء بلا حدود" كلير ماغوني بأن ما يجري هو نوع من المجازر خلف الأبواب المغلقة والتي "ستتكشف حقيقتها المروعة لاحقا".
ماغوني ركزت في تصريحها لقناة "بي إف إم تي في" على مصير المدنيين، محذرة من أن مَن يكتوون بنار هذه الحرب هم "أناس بلحمهم ودمهم.
وهذا التعتيم على المعلومات ربما يكون الهدف منه "التغطية على الفظائع الجماعية مما يمكن أن يساعد في الإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان"، وفقا لرئيسة منظمة "هيومن رايتس ووتش" ديبورا براون.
بحلول اليوم الثالث والعشرين من هذه الحرب، عاش أهل غزة قرابة 48 ساعة من دون اتصالات، لا بالهاتف ولا بالإنترنت، في الوقت الذي أكد فيه الدفاع المدني الفلسطيني أن مئات المباني والمنازل دمرت نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف على القطاع يومي الجمعة والسبت.
واستشهد أكثر من 8 آلاف فلسطيني في غزة منذ بداية الحرب، من بينهم أكثر من 3500 طفل.
وهذا ما دفع الكاتب والصحفي الإسرائيلي ميشيل فارشوفسكي أن يصف ما تقوم به إسرائيل في غزة بأنه وصل حد "الجريمة ضد الإنسانية"، منددا في الوقت ذاته "برداءة الجدل السياسي حول هذه القضية في فرنسا".
ويضيف هذا الصحفي، الناشط من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في مقابلة مع ميديا بارت "لقد تجاوزنا جرائم الحرب، فنحن نواجه جريمة ضد الإنسانية في غزة. وعلى المحكمة الجنائية الدولية أن تنظر في الأمر، فسكان غزة هم من يدفعون من جديد ثمنا باهظا"، ورغم كل ما يتعرضون له من مذابح، فإنه لا مؤشرات على أن ذلك يهدئ من روع الرأي العام الإسرائيلي، الذي يشعر بتهديد بالغ الشدة، وفق تعبيره.
وعلق فارشوفسكي على ذلك بقوله إنه يشعر بقلق بالغ إزاء "جنون حكومتنا اليمينية المتطرفة التي لا تولي الضغوط الدولية والخطابات الرامية إلى تهدئة الأمور أي اهتمام يذكر، إننا نواجه متطرفين متعصبين وعاجزين، إنهم بلطجية، و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو هو رهينة لديهم، وهذا مخيف".
وعن رأيه حول الانتقام الأعمى الذي ينفذه بلده ردا على عملية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "طوفان الأقصى"، يقول هذا الناشط إنه يرفض المساواة بين الطرفين، إذ هناك محتل وهناك ضحية للاحتلال، "فعلينا ألا ننسى أبدا أن إسرائيل هي المحتل، وهي تملك مفاتيح الحل، وقد دفعت الفلسطينيين إلى أقصى حدود اليأس، فأصبحت قناعتهم هي: بما أننا يجب أن نموت، فلنمت ونحن نقاتل من أجل أرضنا".
وحذر من أن وضع مليوني إنسان فيما يشبه "طنجرة الضغط" في غزة والاعتقاد أنها لن تنفجر عاجلا أم آجلا ضرب من الخيال، مبرزا أن هؤلاء المليونين من البشر لديهم حقوق، بدءا بالحق في الوجود والتنفس، ولا يمكن القبول بما تقوم به إسرائيل في حقهم من قطع المياه والغذاء والدواء والكهرباء وحتى الإنترنت والاتصالات.
وانتقد فارشوفسكي الموقف الغربي من هذا الصراع، وخاصة فرنسا التي قال إنها تشهد "سجالات رديئة لا ترقى إلى مستوى الجدية القصوى التي نشهدها الآن، فبدلاً من استخدام كل نفوذها لفرض وقف فوري لإطلاق النار، يفضل العديد من القادة السياسيين التعهد بالولاء لإسرائيل. وهم، بذلك، أمام أعين العالم كله شركاء في جريمة ضد الإنسانية"، على حد تعبيره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
وزير الحرب الإسرائيلي يطلب من الجيش تجهيز خطة لتفريغ غزة من السكان
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أصدر أوامر للجيش اليوم الخميس بإعداد خطة تسمح بخروج سكان غزة من القطاع.
يأتي هذا بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تخطط للسيطرة على غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى.
ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن كاتس قوله في بيان: "وجهت الجيش الإسرائيلي بإعداد خطة للسماح لسكان غزة بمغادرتها طوعا"، على حد قوله.
وأضاف أن "الخطة ستشمل خيارات الخروج عبر المعابر البرية، فضلاً عن ترتيبات خاصة للخروج عن طريق البحر والجو".
وتابع: "أرحب بالخطة الجريئة التي طرحها الرئيس الأمريكي ترامب، والتي قد تسمح لعدد كبير من سكان غزة بالمغادرة إلى أماكن مختلفة في العالم".
ومساء الثلاثاء، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ما أثار ردود فعل إقليمية ودولية واسعة.
ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.
وزعم كاتس أن "الدول مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج وغيرها، التي وجهت اتهامات كاذبة لإسرائيل بسبب أنشطتها في غزة، ملزمة قانونا بالسماح لكل مواطن من غزة بدخول أراضيها ــ وسوف ينكشف نفاقها إذا رفضت القيام بذلك".
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي أن هناك دولا مثل كندا، التي لديها برنامج هجرة منظم، أعربت في الماضي عن رغبتها في استيعاب سكان غزة.
وادّعى أن خطة ترامب "سوف تساعد الفلسطينيين في غزة على الاستيعاب الأمثل في الدول المضيفة، كما ستمكن من المضي قدما في خطط إعادة الإعمار في غزة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات في مرحلة ما بعد حماس - والتي سوف تستمر لسنوات عديدة"، على حد قوله.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.