لبنان ٢٤:
2025-02-11@08:05:00 GMT

متى سيُعلن حزب الله الحرب؟

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

متى سيُعلن حزب الله الحرب؟

"متى سيُعلن حزب الله الحرب".. هو السؤال الذي يزدادُ طرحُه يوماً بعد يوم وسط إرتفاع منسوب التوتر في الجنوب إثر إقدامِ جيش العدو الإسرائيليّ على التمادي يومياً في قصف البلدات الحدودية وإحراق أحراجها.
ما يحدثُ حالياً ليس عادياً جداً من الناحية العسكريّة، وما يبدو هو أنّ الأمور ستتدهور شيئاً شيئاً نحو تصعيدٍ أكبر.

التحذيرات في هذا الصّدد باتت كثيرة خلال الساعات الماضية، وهناك إتصالات أمنية وديبلوماسيّة تُوحي بأنَّ جبهة الجنوب قابلة للإشتعال أكثر، كما أنه من الممكن أن تصل ذروة التوتر إلى حدثٍ أمني كبير قد يهزّ الحدود بشكل أكبر. المسألةُ هنا ترتبطُ بوجود مخاوف من أن تعمد إسرائيل إلى إرتكابِ جريمة حرب في الجنوب الأمر الذي سيُؤدّي إلى تصعيد كبير قد يبقى "مضبوطاً" نوعاً ما.
حالياً، يعملُ "حزب الله" وفق تكتيكهِ الخاص الذي تمكن عبرهُ من "ضبط الجبهة" بحسب توقيته وقواعده. لهذا السبب، لن يندفع الحزب الآن إلى إعلان حربٍ طالما أنّ الأمور ما زالت تحت السقف المطلوب. لكنه فعلياً، وإذا تم النظر إلى أرض الواقع، فإن ما يخوضه "حزب الله" الآن في الجنوب هو حربٌ من نوع مُصغّر، ومن خلالها سيؤدي الرسائل التي يريدها ضدّ إسرائيل، فيما الأخيرة ستقوم أيضاً بالخطوة نفسها. إزاء ذلك، يمكن اعتبار أن إعلان الحرب "رسمياً" لن يكونَ وارداً في ظلّ المشهدية القائمة، فمن مصلحة "حزب الله" الحفاظ على الوضع الرّاهن كما هو لـ3 أسباب رئيسيّة:
1- السبب الأول يرتبطُ بحصر الجبهة ضمن المنطقة الحدودية والمواقع الإسرائيلية، فالمواجهة ورغم شدتها، لم تستهدف المدنيين بشكلٍ مباشر. الأمرُ هذا يصب في خانة "حزب الله" الذي تمكن من "دوزنة المعركة" على الوتر العسكري حصراً، وهذا ما يدلّ على أن الجبهة ما زالت محصورة بشكلها القائم الآن.
2- السبب الثاني والذي يدفع "حزب الله" لإبقاء المشهدية كما هي ترتبطُ بملاقاة شبه تأييدٍ داخلي لعملياته ضد إسرائيل. في الواقع، قد لا تكونُ "مناصرة" الحزب واضحةً بشكل جلي، لكن الأصوات التي كانت تُطلق مواقف مناوئة للحزب، خفّت درجاتها كثيراً بعدما تبين أن إسرائيل تُمعن حقاً في الإعتداء على الجنوب.
3- السبب الثالث وهو الأساس، ويرتبطُ برؤية "حزب الله" للميدان العسكري. الآن، ورغم خسارته الكثير من الشهداء، ما زال الحزبُ مُحافظاً على قدراته العسكرية ولم يذهب بعيداً نحو إستنزافها. المسألةُ هذه مهمة جداً، وبالتالي فهو يرى أنّ العمليات التي يخوضها ضد المواقع الإسرائيليّة تأتي بالغرض وتُحقق الخسائر البشرية والمادية المطلوبة. لذلك، ما الذي سيستدعي الذهاب أكثر من ذلك طالما أنَّ الهدف الأساسيّ يتحقّق ميدانياً؟
إنطلاقاً من كل ذلك، يمكن قراءة مسار المعركة بشقَّيها الميدانيّ والعسكريّ، والوضع القائم رغم مساوئه، يُعتبرُ أفضل بكثيرٍ من وضع إعلان الحرب رسمياً. الآن، ورغم وجود إعتداءات إسرائيليّة، لم يحصلُ الدمار الذي يخشى لبنان حصوله، كما أن معظم المناطق والمدن الجنوبية البعيدة نسبياً عن الحدود تعيشُ حياة شبه طبيعية رغم التوتر. هنا، صحيحٌ أنّ النزوح كان من نصيب سكان البلدات الحدودية، لكنّ العامل المهم هو أن هؤلاء بإمكانهم العودة إلى منازلهم حينما يجري الإعلان فوراً عن إنتهاء التوتر، كون البلدات ما زالت كما هي وعلى حالها رغم المناوشات العسكرية القائمة.
في خلاصة الكلام، الأمر الذي يجب مراقبتهُ هو المسار العسكري يوماً بعد يوم. من خلال ذلك يمكن معرفة ما قد يشهده لبنان خلال الأيام المقبلة، والأساس هنا هو أن الوضع يختلف بين يومٍ وآخر، وهذا هو السرّ في جبهة الجنوب التي تختلف درجات التصعيد فيها تبعاً للواقع الميداني.

المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الخلافة في الأرض تتحقق بالعلم الذي يميز بين الحق والباطل

استقبل الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، مساء اليوم، الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وذلك على هامش مشاركته في فعاليات ملتقى قادة اتحادات طلاب جامعات الجمهورية الجديدة مصر 2030. الذي تستضيفه جامعة أسيوط، ويشهد حضور محافظ أسيوط، ونائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، وعدد من السادة رؤساء ونواب الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة وعمداء كليات جامعة أسيوط ووكلائها، وأعضاء هيئة التدريس.

وقد استهل مفتي الجمهورية، كلمته في ندوة "العلم وأثره في بناء الوعي" بتوجيه الشكر للواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، مشيدًا بعمق معرفته، والدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة، وجميع قيادات وأعضاء جامعة أسيوط، مباركًا لهم قرب حلول شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن الملتقى يُبرز أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والعلمية والدعوية، ويحقق التلاقي بين الأجيال المختلفة.

وتحدث المفتي، عن أهمية العلم في تحقيق البناء والتنمية والعمران، مستشهدًا بقصة خلق آدم وختم الوحي برسول الله صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن الخلافة في الأرض تتحقق بالعلم الذي يميز بين الحق والباطل.

وأكد أن العلم هو السبيل إلى مواجهة الأخطار، فبه نواجه خطر الشائعات مشيرًا إلى حادثة الإفك التي وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وبالعلم نواجه كل فكر واتجاه منحرف كالإلحاد والتطرف، مؤكدا ضعف حجج الملحدين والمتطرفين، وبالعلم نواجه المصطلحات المطاطة كالحرية التي يقصد بها الإباحية والمثلية، ونتصدى للأفكار المغلوطة والمتشددة، داعيا إلى الوقوف أمامها بقوة وحزم.

وفي هذا السياق أشار المفتي في كلمة إلى بعض النماذج من الحضارة الإسلامية التي تؤكد أن العلم كان هو المنطلق، وأن الحضارة الإسلامية -بخلاف غيرها من الحضارات المادية- قد جمعت ووازنت بين الجانبين الروحي والمادي دون إفراط ولا تفريط.

كما دعا إلى تنمية الفكر النقدي لمواجهة الأفكار الزائفة مؤكدا أهمية التسلح بالعلم الذي يمكن الإنسان من التمييز بين الحق والباطل، واستشهد فضيلته في هذا السياق بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير". كما أوضح أن الدين يحث على الخير ويحذر من كل ما يضر بالمقاصد الخمسة الكلية: الدين والنفس والعقل والمال والعرض.

وشدد على قدسية الأسرة وأهمية دورها في بناء المجتمع، محذرًا من تدهور القيم الذي يؤدي إلى انهيار الأمم، كما أكد أهمية احترام الاختلاف والتنوع باعتباره وسيلة للتعايش والتكامل بين الشعوب، مستدلا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13].

من جهته أعرب اللواء الدكتور هشام أبو النصر عن سعادته بالوقوف أمام شباب الجامعة الذين وصفهم بأنهم زهور ولآلئ تأخذ الوطن نحو القمم، مشيدًا بجهود الرئيس السيسي في نهضة البلاد. 

وأكد الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط أهمية التعاون بين الجامعات ودور الشباب في بناء الوطن، مشيدًا بحضور المفتي الذي أثرى هذا الملتقى.

وشدد الدكتور أحمد عبد المولى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، على دور الطلاب في النهضة ونصحهم بالتركيز على قضايا الوطن.

وأشارت الأستاذة الدكتورة مديحة درويش عميدة كلية الطب البيطري ومنسق ملتقى الشباب إلى أهمية هذا الملتقى في بناء شباب المستقبل.

وفي ختام الملتقى تقدم الأستاذ الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط بإهداء درع جامعة أسيوط لفضيلة المفتي تقديرًا وعرفانًا بدوره في نشر الوعي وتعزيز القيم الإنسانية والدينية لدى الشباب الجامعي.

مقالات مشابهة

  • روبيو: الوحيد الذي قال إنه سيساعد غزة هو ترامب
  • تقدير إسرائيلي: تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة منسقة مع نتنياهو
  • المسيرات.. سلاح الحروب الحديثة الذي يغير موازين القوى
  • مفتي الجمهورية: الخلافة في الأرض تتحقق بالعلم الذي يميز بين الحق والباطل
  • البيان الحكومي المرتقب: الدولة والجيش جنوباً
  • انسحاب إسرائيل يوفر شبكة الأمان لإنقاذ لبنان
  • علاج الوسواس القهري الذي يصيب الإنسان.. تخلص منه في الحال
  • أما آن للجيش السوداني أن يتعلم من التجارب السابقة ويعترف بأخطاء الماضي؟ (1- 2)
  • بعد تشكيل الحكومة اللبنانية|ماكرون يوجّه رسالة لـ«نواف سلام» ويُطالب إسرائيل بالانسحاب من الجنوب
  • صفقة ترامب لغزة.. جرائم الحرب في مقابل بيوت شاطئية