الخرطوم- أعلن عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع في السودان سيطرة قواته على نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وتشكيل إدارة مدنية وعسكرية لإدارتها، ودعا من نزحوا منها للعودة الى منازلهم وتعهد بحمايتهم.

وبثت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو على صفحتها في منصة X، قالت إنها من داخل مقر قيادة "الفرقة 16 مشاة" بنيالا.

وقالت مصادر محلية وشهود عيان من نيالا للجزيرة نت إنّ قوات الدعم السريع سيطرت على المدينة الجمعة، وقصف الجيش مواقع الدعم السريع عبر الطيران في هجوم استباقي الأربعاء، إلا أن المعارك بين الطرفين احتمدت الخميس، وتمكن الدعم السريع من دخول الجزء الشرقي لقيادة "الفرقة 16 مشاة"، ودارت معارك انسحب على إثرها الجيش من قيادة الفرقة والمدينة في المساء، بينما قصف الطيران الحربي، الجمعة، مواقع تمركز قوات الدعم السريع.

 

 

 

 

موقف الجيش السوداني
ولم يصدر تعليق من الجيش على الأوضاع في نيالا، ولكن مسؤولا عسكريا في وزارة الدفاع قال للجزيرة نت إن قوات الجيش انسحبت بطريقة منظمة من مقر قيادتهم بوسط نيالا إلى خارج المدينة، بأسحلتهم الثقيلة والخفيفة، بعد أن ظلوا محاصرين لعدة أيام نفدت فيها الذخيرة والمؤن والعلاج.

وكشف أن نيالا تمت مهاجمتها من قوات الدعم السريع بأكثر من 400 مركبة مقاتلة، مؤكدا أن آلاف القوات التي هاجمت المدينة من المرتزقة من دول تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان والنيجر، ولديهم ما يثبت ذلك، مشيرا الى أن أوجه الحرب هي "الهجوم والتقدم والدفاع والانسحاب".

 

قائد الفرقة 16 مشاة نيالا المكلف يطمئن مواطني جنوب دارفور بعد تحرير الولاية من الفلول#معركة_الديمقراطية #حراس_الثورة_المجيدة pic.twitter.com/gfVp6c1E9U

— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) October 28, 2023

السيطرة على الفرقة 16

وتعتبر نيالا ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد العاصمة الخرطوم من حيث الثقل السكاني والاقتصادي، وهي أول رئاسة فرقة عسكرية في إقليم دارفور تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وكلف دقلو قائد قطاع جنوب دارفور في الدعم السريع صالح الفوتي بمهام قائد الفرقة 16 مشاة  والوحدات التابعة لها في الموقع الدي كان يشغله قائد الفرقة من الجيش اللواء حسين جودات.

كما كلف اللواء  بشير آدم عيسى بمهام مدير قوات الشرطة وأمر بفتح مقار الشرطة تحت إشراف وإدارة الدعم السريع وتسيير كافة الخدمات والسلطات الحكومية واعتقال قيادات ورموز النظام السابق ومعاملتهم كأسرى وتقديمهم إلى العدالة.

وقالت مصادر محلية للجزيرة نت إنّ قوات الدعم السريع ظلّت تحشد قواتها من الخرطوم وأفريقيا الوسطى منذ أيام، وشنت هجمات متتالية على قيادة الجيش، بقيادة القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، الذيّ اتخذ من منطقة "أم سيالة" في محلية "ميرشينج" قاعدة لانطلاق عملياته، وتكبد الطرفان خلال المعارك خسائر ثقيلة.

وتعد قيادة الفرقة 16 مشاه بمثابة رئاسة قيادة المنطقة الغربية للجيش السوداني في إقليم دارفور، حيث يوجد بها عدد من الكتائب منها المدفعية والمهندسين وسلاح المدرعات، وتأخذ ولاية جنوب دارفور أهميتها لموقعها الإستراتيجي ومجاورتها لدولتي جنوب السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد.

 

 

 

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الفرقة 16 مشاة جنوب دارفور للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

هل دخل السودان عصر الميليشيات؟

هناك أكثر من سردية لبداية الحرب في السودان، ومن هو صاحب المصلحة في إشعال الحرب، لكن السردية الحكومية الرسمية تقول إن ميليشيا «قوات الدعم السريع» تمردت على سلطة الدولة وحاولت الاستيلاء على السلطة، فاضطر الجيش للتصدي لها. لكن حتى من يقول بتلك السردية يعترف بأن «قوات الدعم السريع» تكونت في عهد حكومة الإنقاذ الإسلامية، وكانت مهمتها هي القيام بالأعمال التي لا يمكن للجيش أن يقوم بها، بخاصة في دارفور التي كانت مشتعلة. وصدر قانون «الدعم السريع» في ظل حكومة الإنقاذ، وتم السماح لها بالتمدد من ناحية العدد ونوعية التسليح حتى صارت تشكل خطراً حقيقياً، ثم جاء الفريق عبد الفتاح البرهان وعدّل قانون «الدعم السريع» ليمنحها مزيداً من الصلاحيات، ويعطيها قدراً من الاستقلالية عن القوات المسلحة السودانية.

إذا افترضنا حسن النية في كل ما حدث، إن كان ذلك ممكناً، فالطبيعي أن يتعلم الناس من التجربة، ويمتنعوا عن تكرارها، على الأقل في المستقبل القريب، ويتجهوا ناحية تقوية الجيش الرسمي، وإعادة تأهيله وتسليحه وتدريبه ليكون القوة الوحيدة الحاملة للسلاح، ولكن ما حدث عكس ذلك تماماً.

أعلنت الحكومة الاستنفار، وكان المفهوم هو قبول متطوعين من المدنيين للالتحاق بالجيش. وفعلاً بدأ هذا العمل في عدد من الولايات، لكن في الوقت ذاته ظهرت «كتيبة البراء بن مالك» التابعة للحركة الإسلامية، وبدأت من جانبها فتح باب التجنيد وسط الشباب، واتخذت لنفسها شعاراً وراية مختلفين، وأدبيات مستوحاة من تاريخ الحركة الإسلامية وفصائلها المسلحة في العهد الماضي، ثم أعلنت حركات دارفور المتحالفة مع الحكومة تخليها عن الحياد وانضمامها لصفوف الجيش، مع فتح معسكرات للتجنيد والتدريب داخل وخارج السودان، وبالتحديد في دولة إريتريا المجاورة، ثم ظهر نحو خمسة فصائل من شرق السودان فتحت معسكراتها في إريتريا وبدأت تخريج المتطوعين. وكان الملمح الظاهر لكل هذه المجموعات المسلحة، بما فيها حركات دارفور وشرق السودان، هو الطابع القبلي للحشد والتعبئة والتجنيد.

الاختلاف الوحيد ظهر في منطقة البطانة، شرق الجزيرة، وولايتَي سنار والنيل الأزرق، حيث ظهرت مجموعات مسلحة انضمت لـ«الدعم السريع»، بقيادة أبو عاقلة كيكل في منطقة البطانة، والبيشي في منطقة سنار، والعمدة أبو شوتال في النيل الأزرق. وبالطبع كان الطابع القبلي لـ«قوات الدعم السريع» أظهر من أن يتم إخفاؤه؛ فقد اعتمدت بشكل أساسي على القبائل العربية في ولايات دارفور.

كانت التحذيرات تتردد من دوائر كثيرة، ليست فقط بين المجموعات المدنية التي وقفت ضد الحرب، ولكن حتى من بين صفوف السلطة والقوات المسلحة، واتفقت كلها على أن تمرد ميليشيا لا يمكن محاربته بتكوين عشرين ميليشيا أخرى لا تخضع بشكل مباشر لسلطة القوات المسلحة، وإنما لسلطة القبيلة.

بعد الانقلاب الكبير الذي قاده أبو عاقلة كيكل في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، وانضمامه للقوات المسلحة مع قواته المسماة «درع السودان»، شنت «قوات الدعم السريع» حملات انتقامية على مدن وقرى منطقة البطانة وشرق النيل، وقتلت المئات من المدنيين، وشردت مئات الآلاف من قراهم، ونهبت متاجرهم وممتلكاتهم. ورغم السخط الكبير على كيكل باعتبار أنه كان مسؤولاً عن استيلاء «قوات الدعم السريع» على ولاية الجزيرة، فإنه استفاد من التعبئة القبلية في المنطقة وضاعف حجم قواته، واستطاع أن يحقق انتصارات كبيرة ضد «الدعم السريع».

مع تقدم الجيش وتحقيق الانتصارات سرعان ما بدأ صراع الفصائل يظهر على السطح، بخاصة من خلال صفحات «السوشيال ميديا»، بين مجموعات «القوات المشتركة» المكونة أساساً من حركات دارفور المسلحة، وقوات «درع السودان» التي تمددت في منطقتَي شرق وغرب الجزيرة حتى غطت على ما عداها، ومجموعات الكتائب الإسلامية التي أحست بوجود منافسة مبنية على الأساس القبلي والمناطقي تحد من تمددها في المناطق المختلفة. وتحولت الانتقادات إلى اتهامات بالفساد وارتكاب الجرائم والتصفيات، ووصلت لمرحلة تبادل اتهامات الخيانة والعمالة. وتزامن ذلك مع تبني البرهان وأركان الحكومة لما يُعرف بـ«خريطة الطريق» لمرحلة ما بعد الحرب، والتي أعدتها قوى سياسية ومسلحة متحالفة مع البرهان لم تشرك الحركة الإسلامية في إعدادها. وتضمن «الخريطة» للبرهان حكماً مطلقاً خلال فترة انتقالية قادمة، رأت فيها بعض الفصائل إنكاراً لدورها في الحرب.

الخطر الذي يخشاه السودانيون هو تحول هذه الصراعات الإسفيرية إلى صراعات ميليشيات مسلحة على الأرض، وهو ما بدا ظاهراً الآن؛ إذ تحول السودان إلى «كانتونات» تدخل البلاد في دوامة لا يعرف أحد حدودها وخطوط نهايتها.

فيصل محمد صالح
نقلا عن الشرق الأوسط  

مقالات مشابهة

  • تقرير لـ «الأمم المتحدة» يكشف فظائع بمعتقلات الدعم السريع و الجيش بالخرطوم
  • مسيرات الدعم السريع تستهدف مروي من جديد والجيش يتصدى
  • قائد قوات الدعم السريع: سنبقى في الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري
  • الجيش السوداني يعلن عن انتصارات جديدة و يستعيد بلدة التروس في الفاشر أخبار السبت 15 مارس 2025
  • مقتل (30) عنصرا من مليشيا الدعم السريع بالمحور الشرقي لمدينة الفاشر
  • الجيش يرد على إدعاء الدعم السريع امتلاك منظومة دفاع جوي حديثة في نيالا
  • الجيش السوداني يتقدم بالفاشر والدعم السريع يقتل 8 مدنيين بالخرطوم
  • هل دخل السودان عصر الميليشيات؟
  • الجيش يحرر منطقة حدودية جديدة من قبضة الدعم السريع
  • مع استمرار قصف المدنيين..  الدعم السريع تقتل خمسة اطفال بالفاشر