التضخم يأكل الثروة في الجيوب.. والأثرياء باتوا يتأثرون بارتفاع الأسعار
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على تأثير التضخم المتزايد على الثروات والاقتصاد خلال السنتين الماضيتين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه مع تأثير التضخم على المحفظة وصناديق الائتمان، فإن قِلة من الناس يستطيعون تجاهل التأثيرات المترتبة على ارتفاع الأسعار.
وأشارت إلى أن تأثير ارتفاع الأسعار "لا يُتقاسم ألمه بشكل متساو على الإطلاق، حيث يتحمل الفقراء العبء الأكبر، إلا أن التأثير بات واضحا حتى على الأثرياء".
وذكرت أن القيمة الحقيقية للثروات في السنتين الماضيتين "تآكلت بأسرع معدل لها منذ أكثر من 40 سنة"، مضيفة أن التضخم "وصل إلى أعلى مستوياته منذ أوائل الثمانينيات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وبينت أن التضخم من حيث الدولار، أدى إلى "خفض نمو الثروة بمقدار 6 نقاط مئوية في السنة الماضية، مما حول مكاسب الثروة الاسمية بنسبة 3.4 في المئة إلى خسارة الثروة الحقيقية بنسبة 2.6 في المئة"، وذلك وفقاً لتقرير الثروة السنوي، وهو دليل لثروات الأسر، الصادر عن بنك "كريدي سويس ويو بي إس".
حول نسبة التضخم بأمريكا، قالت الصحيفة إنه ارتفع إلى 8.3 في المئة في الولايات المتحدة. معربة اندهاشها بأنه "عندما كان التضخم منخفضا، ظلت الأسعار المرتفعة قادرة على التسبب في تآكل قيم الأصول خال العقدين الماضيين".
وتشير تقديرات مؤلفي كريدي سويس إلى أن 34 مليونا فقط من أصل 59 مليون شخص في العالم يمتلكون أصولا بقيمة مليون دولار أو أكثر، وقد كانوا في السنة الماضية مؤهلين لأن يصبحوا مليونيرات الأصول بالقيمة الحقيقية بعد التعديل مع التضخم منذ سنة 2000، وفقاً للأرقام المعدة للصحيفة.
ولفت التقرير إلى أن التضخم أدى إلى "تآكل القيمة الحقيقية للثروة في هذا القرن، وجعل من السهل على البالغين أن يصبحوا من أصحاب ملايين الدولارات"، مؤكدة أن الأمر قد حدث خلال فترة عقدين من الزمن عندما كان متوسط معدلات التضخم في الولايات المتحدة 2.5% فقط.
في الوقت الحالي، تنخفض أسعار الفائدة لأدنى مستوياتها الأخيرة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. مع ذلك، يتوقع عدد قليل من الاقتصاديين العودة إلى متوسط المعدل المنخفض للفترة ما بين 2000-2020. وقد تبيّن أن هذا العقد مختلف تماما، في العديد من النواحي، مع حدوث اضطرابات هائلة في الاستقرار العالمي والتجارة والتمويل، بحسب "فاينانشيال تايمز".
وأشارت الصحيفة إلى أن نطاق المخاطر التضخمية الناجمة عن العوامل الجيوسياسية واسع، بدءا من الغزو الروسي لأوكرانيا (الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية)، والعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا (التي تغذي سوق النفط)، وصولا إلى المخاوف بشأن الاستقرار في الشرق الأوسط (النفط مرة أخرى) وتايوان (لوازم الإلكترونيات). علاوة على ذلك، هناك العبء النقدي الناجم عن سنوات من الأموال الرخيصة والضغوط التي يمارسها العمال لزيادة الأجور بعد عقود من التراجع أو الركود في الأجور الحقيقية.
من بين الدروس المستفادة من الأرقام المعدلة للأسعار هو الأهمية المركزية للتضخم في تقييم مقدار المال الذي تحتاجه للعيش إذا كنت لا تعمل وتكسب دخلاً، إذ كثيراً ما يحث مديرو الثروات الحاذقون العملاء على عدم التركيز أكثر مما ينبغي على ما إذا كانت عوائدهم الاسمية تتفوق على معايير المحفظة (مثل مؤشرات الأسهم والسندات)، بل التركيز بدلاً من ذلك على العائدات الحقيقية. ففي الواقع، بات العالم يتجاوز الأسواق المالية حيث أن الإنفاق الفعلي للأموال التي تسحب من المحفظة - بالدولار واليورو والجنيه الاسترليني الحقيقي - أضحى معدلا حسب التضخم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي التضخم الدولار الاقتصاديين اقتصاد التضخم الدولار اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
حقيقة إعلان ترامب عن فساد بقيمة تريليون دولار في الولايات المتحدة
يلعب المليادير الأمريكي من أصول جنوب أفريقية وأغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، في إدارة ترامب دورًا سيئًا وفق ما يرى كثير من الأمريكيين، وفق ما ذكرت صحف أمريكية عدة.
قبل أيام خرجت مظاهرات في أنحاء أمريكا واتهموا ماسك بصفته رئيس إدارة هيئة كفاءة الحكومة بــ"اللصوصية"، بعدما كان وراء تسريح أعداد كبيرة من موظفي الحكومة.
وحتى الآن قالت إدارة الكفاءة الحكومية الأمريكية، إنها استطاعت توفير 55 مليار دولار عبر إجراءات تقشفية شاملة.
وشدّد الملياردير، الذي كلّفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقيادة جهود خفض الإنفاق الفيدرالي، على أن الولايات المتحدة "ستفلس" إذا لم تُجرَ اقتطاعات في الموازنة.
وأدلى ماسك، رئيس لجنة الكفاءة الحكومية بهذا التصريح بحضور ترامب، الذي وقّع في الأسابيع الأخيرة مجموعة من الأوامر التنفيذية تهدف إلى خفض الإنفاق الفيدرالي.
وأكد ترامب، على ما قاله ماسك وانضم إليه في انتقاده حول ما قال عنه ماسك في وقت سابق عن الإهدار المالي خصوصًا العجز في ميزانية البلاد، الذي تجاوز 1.8 تريليون دولار في السنة المالية الماضية، مشددًا على أن خفض النفقات الفيدرالية ليس خيارًا، وفق وكالة "فرانس برس".
وجاء تصريح ماسك في خضم مواجهة بين إدارة ترامب والمحاكم الأمريكية، بعدما شكك قضاة فيدراليون في شرعية إجراءات البيت الأبيض لخفض التكاليف.
وقال الملياردير مطلع الشهر الجاري، إن إدارة ترامب قادرة على خفض عجز الموازنة بمقدار تريليون دولار في العام المقبل.
ودعا ماسك، في وقت سابق إلى تخفيضات بقيمة تريليوني دولار على الأقل في الإنفاق الفيدرالي، الأمر الذي أثار بعض الشكوك من الخبراء خلال حملة 2024 عندما كان أبرز داعم للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وتسعى عدة دعاوى قضائية ، إلى وقف ما يصفه معارضو الحملة بأنه استيلاء غير قانوني على السلطة.