إسرائيل تفتك بالأسرى الفلسطينيين.. ظروف صعبة وشهادات فظيعة للناجين!
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات ضخمة في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام ١٩٤٨، منذ السابع من أكتوبر الحالي طالت أكثر من ١٥٠٠ فلسطيني بالإضافة إلى آلاف العمال من قطاع غزة.
يتعرض المعتقلون للضرب المبرح والتنكيل غير المسبوق، من قبل جيش الاحتلال والشرطة ما أدى لاستشهاد اثنين منهم وإصابة العشرات دون تقديم أي علاج لهم بشهادة من أفراد أسرهم.
وكان القيادي في حركة حماس الشيخ عمر دراغمة "أبو النمر" من بين الأسرى الذين استشهدوا بعد أن أمضى عدة سنوات في السجون الإسرائيلية وتعرض للاعتقال أكثر من خمس مرات.
في حديثها لـ عربي٢١ قالت عائلة الشيخ عمر إن طريقة اعتقاله في التاسع من أكتوبر من منزله في مدينة طوباس كانت توحي بعنف غير مسبوق، حيث قام الجنود بتكبيله بوحشية وضرب جسده بالحائط عدة مرات بينما عائلته مجبرة على البقاء أرضا.
لم يكن يعاني الشيخ دراغمة (٥٨ عاما) من أي مشكلة صحية، على العكس فعائلته تؤكد أن بنيته قوية ويتمتع بجسد صحي، ما دفعها للجزم بأن استشهاده في الثاني والعشرين من أكتوبر؛ كان نتيجة تعذيب أو ضرب عنيف.
توضح العائلة أن تقريرا طبيا أوليا وصلها من المحامي يظهر أن دراغمة عانى من نزيف في المعدة، وهذا لا يمكن أن يحدث بسبب مرض أو تعب بل بسبب التعرض لضربات قوية.
مع إيقاف الاحتلال لأي وسيلة علاج في السجون تتضاعف خطورة الإصابات وتزداد احتمالية فتكها بأجساد الأسرى، ليصبح المعتقلون أمام طريق مسدود.
تضيف العائلة: "المحامي رأى الشيخ في جلسة المحاكمة ومازحه وضحكا معا وهذا يعني أنه لم يكن يعاني من أي إصابة، بعد ساعات قليلة يأتي خبر استشهاده فما نوع الاعتداء أو الضرب الذي تعرض له بعد الجلسة؟!".
ما زالت العائلة تعيش في صدمة كبيرة، فالشيخ عمر خرج من منزله بكامل صحته والآن لن يعود له أبدا، ولن تخفف أي محاولات لتبرير استشهاده من وقع الألم الكبير الذي تجرعته.
بعد أقل من ٢٤ ساعة أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية استشهاد الأسير عرفات حمدان (٢٥ عاما) من بلدة بيت سيرا غرب رام الله بشكل مفاجئ.
مع تأكيد العائلة أن حمدان كذلك يتمتع ببنية صحية ممتازة يتعمق الاتهام للاحتلال بأنه ينفذ قانون إعدام الأسرى دون المصادقة عليه.
ضرب جنوني
في القدس المحتلة شنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة بعد السابع من أكتوبر طالت حتى الفتيات والمسنّات والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك، إلى جانب عشرات الشبان الذين لم تكن عليهم أي تهمة سوى مكان سكنهم القريب من الأقصى أو لوائح اتهام قديمة حوكموا عليها قبل سنوات.
أحد الشبان من قرية صور باهر جنوب القدس قال لـ عربي٢١ إنه اعتقل في الثامن من أكتوبر من منزله بعد اقتحامه بعشرات الجنود، ثم تم نقله لسجن المسكوبية.
هناك بدأت صنوف العذاب، الضرب المبرح على الظهر والأطراف والدوس على رؤوس الأسرى والتبول عليهم وشتمهم ومحاولة كسر عظامهم بعد التجمع على الأسير بعدة عناصر من السجانين.
وتابع:" كانوا يضربوننا بعصي خشبية وحديدية وبالسلاسل، فقدت الشعور بأجزاء من جسدي من شدة الضرب وتخدرت أطرافي، كانوا يضربوننا كل يوم ولا يتركون لا مجالا للتنفس حتى".
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال تعمدت إلى جانب الضرب المبرح كانت تمنع العلاج عنهم وتتجاهل مناشداتهم بالتوجه للعيادة الطبية، كان الأسرى يداوون بعضهم البعض من خلال التعاطف فقط فلا يملكون أي وسائل أو أدوية.
وأضاف قائلا: "كان الطعام سيئا للغاية وننام على الأرض ويزعجنا السجانون بالطرق على أبواب الغرف بشكل مستمر كي لا ننام، ثم يبزغ الفجر ويبدأ عد الأسرى ومعه يبدأ الضرب المبرح".
كل هذه المعاناة ولم يسمح لأي جهة دولية بزيارة الأسرى أو الاطلاع على أوضاعهم الجسدية والنفسية، ولم يسمح لهم حتى بالاتصال مع أهاليهم أو الحصول على إذن برؤية المحامي.
أفرج عن الشاب في العشرين من أكتوبر مع شرط الحبس المنزلي، وفور أن أفرج عنه شاهدت عائلته آثار الضرب العنيف الذي تعرض له.
ظروف كارثية
للمرة الأولى في تاريخ الحركة الأسيرة تكون الأوضاع مزرية بهذا الشكل، هذا ما وصفت به مؤسسات الأسرى الفلسطينية ما يمر به المعتقلون الفلسطينيون سواء القدامى أو الجدد.
وقالت في بيان لها: "إن حجم الجرائم والاعتداءات الجماعية والفردية على الأسرى، التي تتم خلال عمليات الاقتحام للأقسام والزنازين، والتي لا تتوقف على مدار الساعة، في تصاعد خطير للغاية، هذا إلى جانب سياسة التجويع التي تمارسها بحقهم، فلم يعد يملك الأسرى من الطعام، سوى ما تقدمه إدارة السّجون من لقيمات غير صالحة للأكل، والتي لا ترتقي لمستوى تعبير وجبات الطعام، التي قلصتها إلى وجبتين".
وأوضحت أن إدارة السّجون عملت بكل الأدوات المتاحة، وعبر إجراءات ممنهجة لعرقلة زيارة المحامين للأسرى، حتى بعد إبلاغ المحامي بأنها وافقت على الزيارة، وفعليًا فإن الزيارات التي تمت حتّى اليوم هي زيارات محدودة جدًا، جرت ضمن ظروف صعبة، خاصّة أن إدارة السّجون، تتعمد الاعتداء على الأسرى الذين يخرجون لزيارة المحامي، أو للمحكمة، والتنكيل بهم، عدا عن أنّ العديد منهم قد تعرضوا لإصابات نتيجة للضرب المبرح.
وأضافت: "العدوان على الأسرى لم يبدأ فعليًا منذ السابع من أكتوبر، فالأسرى يواجهون عدوانًا مستمرًا وغير متوقف من عمليات التنكيل والإجراءات الانتقامية التي تشكّل جزءًا من بنية السّجن، إلا أنّ التّحول الأساس على واقع الأسرى اليوم، هو الانقضاض على كل ما تبقى للأسرى من حقوق، وكل ما حاول الأسرى ترسيخه على مدار عقود بالنضال والتضحية، واليوم وصل العدوان إلى ذروته الذي أعاد الأسرى إلى بدايات التجربة الاعتقالية الأولى من حيث مستوى الجرائم والظروف الاعتقالية الراهنة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية القدس المحتلة سجون الاحتلال الأسرى الفلسطينيين الاعتقالات التعذيب القدس المحتلة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أکتوبر إدارة الس
إقرأ أيضاً:
علماء المسلمين: الصمت الدولي على حرب الإباة ضد الفلسطينيين لم يعد مقبولا
دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لوضع حد لحرب الإبادة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول من العام الماضي.
وأوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محمد الصلابي في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن "المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني لا يمكنها احتمالها بالنظر إلى وحشيتها وبشاعتها".
وقال: "لقد قارب عدد الشهداء نحو الخمسين ألف شهيد وفاق عدد الجرحى والمصابين المائة ألف، ولم يعد في غزة أي مكان آمن يمكن للفلسطينيين اللجوء إليه، وهو أمر لا يمكن تصديقه في عالم تدعو قواه الرئيسية إلى السلام والاستقرار واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها".
وأضاف: "ما لا يمكن تصديقه فعلا أن الشعب الفلسطيني الأعزل المحاصر في قطاع غزة منذ نحو عقدين من الزمن، وهو يواجه حرب إبادة للشهر الخامس عشر على التوالي، هو الآن يواجه جوعا قاتلا بسبب نقص الغذاء، وبردا قاتلا بسبب نقص الغطاء، وهذه جرائم أخرى لا يرتكبها الاحتلال وحلفاؤه ممن يمدونه بالمال والسلاح ويقدمون له الغطاء السياسي والقانوني للاستمرار في هذه الحرب فحسب، وإنما أيضا ترتكبها كل الدول العربية والإسلامية التي تقف عاجزة عن إطعام الفلسطينيين ونجدتهم في هذه الأوقات العصيبة".
وحذّر الصلابي من "أن الاستمرار في هذه الحرب العبثية التي لم تحقق غير الخراب والإبادة ورسخت مظالم أقر بها المجتمع الدولي بحق الفلسطينيين، لا يمكن إلا أن يؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم".
وقال: "لقد تابع العالم كيف انهار نظام بشار الأسد في ساعات قليلة، وأمسى أثرا بعد عين، بينما لا يزال الشعب الفلسطيني على أرضه يقاوم في مظاهر أقرب إلى الكرامات منها إلى العقل، بالنظر إلى الفارق الكبير بين إمكانيات الاحتلال وأعوانه وبين شعب محاصر لا يملك من أدوات المقاومة غير الإرادة والتمسك بالحق في تقرير المصير.. وانهيار نظام الأسد في سوريا هو مثال لانهيار أنظمة إقليمية أخرى إذا لم تبادر من أجل إنهاء الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وفق سنن الله سبحانه وتعالى في الانتقام ممن له القدرة على حماية الضعفاء ولكنه يتركهم فريسة سهلة للظالمين ".
وأضاف: "لقد كرم الله ابن آدم، وجعل من هدم الكعبة المشرفة أقل شأنا من قتل النفس البشرية، فكيف بنا ونحن نتابع هذا القتل الهمجي لآلاف الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين على مرأى ومسمع العالم كله، حتى لغدا الموت الفلسطيني بالنسبة لنا جزءا من حياتنا اليومية، وهذا أمر خطير للغاية ويناقض كل الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية".
وناشد الصلابي قادة العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم إلى تكثيف جهودهم من أجل وضع حد لحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، والضغط على العالم من أجل إنصاف الفلسطينيين وتمكينهم من حقهم في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق تعبيره.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 45 ألفا و399 قتيلا و107 آلاف و940 مصابا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة، في بيانها الإحصائي اليومي، إن الجيش الإسرائيلي "ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 38 شهيدا و137 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأفادت بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45399 شهيدا و107940 مصابا منذ السابع من أكتوبر للعام 2023".
وأشارت الوزارة إلى وجود عدد من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة وفي الطرقات، لافتة إلى عجز طواقم الدفاع المدني والإسعاف عن الوصول إليهم بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لهم.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت إضافة إلى الشهداء والجرحى، ما يزيد عن 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
إقرأ أيضا: كاتس من محور صلاح الدين: سنسيطر على غزة أمنيا وعسكريا.. ما مصير الصفقة؟