لبنان ٢٤:
2024-09-16@13:12:22 GMT

هل بدأ شبح الحرب الشاملة على لبنان ينحسر؟

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

هل بدأ شبح الحرب الشاملة على لبنان ينحسر؟


"لو بدّا تشتّي غيّمت". هو مثل لبناني آخر، ولكنه جبلي بامتياز هذه المرّة. وهذا المثل بما فيه من واقعية مستمدّة من الطبيعة وما فيها من توازنات بين فصل وآخر، ينطبق اليوم على الواقع الذي يعيشه أهالي الجنوب الصامدون في قراهم، والرافضون تركها حتى ولو انهالت على رؤوسهم الآف القذائف، لأنهم أولًا لن يعيدوا كرّة التهجير القسري في حرب تموز، حيث وجدوا في كل بيت من بيوت اللبنانيين، الذين كانوا في منأى نسبيًا عن الاستهدافات الإسرائيلية، بيوتًا تُفتح لهم أبوابها، ولكن ما كان في تلك البيوت قبل سبعة عشر عامًا من خيرات لم يعد يكفي اليوم لأهل البيت الواحد، ولأنهم ثانيًا يعتقدون أن "حزب الله" لا يريد في المعادلات الإقليمية القائمة إدخال لبنان في حرب مدّمرة.

ويستدّلون من هذا أن ظروف أي معركة في ميزان الربح والخسارة لم تعد متوافرة كما لو أن الحزب دخل هذه المعركة الكبرى بالتزامن مع ما حققته عملية "طوفان الأقصى" من مفاجآت ميدانية، والتي أوقعت الداخل الإسرائيلي، السياسي والعسكري، في حال غير مسبوقة من الارباك الشامل وعلى كل المستويات، خصوصًا على جبهته الشمالية. وكان في امكان "حزب الله" أن يحقق في ذلك النهار في الجليل الأعلى أضعاف ما حققته كتائب "القسام" في غلاف غزة.
فالحفاظ على نطاق جبهة الاشتباك الراهنة بين الحزب والعدو الإسرائيلي ضمن ما يُعرف بـ "قواعد الاشتباك"، والممتدة مفاعيلها على طول الجبهة من الناقورة حتى كفرشوبا، يعني أن "حزب الله"، وعلى رغم سقوط عشرات الشهداء من بين صفوف مقاتليه، لا يزال قادرًا على إمساك العصى من وسطها، وهو لا يزال أيضًا مسيطرًا على أعصابه، لأن الخطأ في التقدير في هذه الظروف الصعبة ممنوع، مع العلم أن ما تضمّنه لقاء الأمين العام السيد حسن نصرالله مع مسؤولين من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من رسائل تشير إلى أن مشاركة الحزب في جانب من صمود أهل غزة، ولو في شكل محدود، هو بمثابة الاعتراف الضمني بالأمر الواقع اللبناني الشديد التعقيد، في ظل الخارطة السياسية الداخلية والخارجية التي تجعله يحسب ألف حساب لعملية انخراطه في الحرب، وفي مقدمها أن الدولة اللبنانية تمر بأزمة اقتصادية خانقة، وقد لا تكون قادرة على تحمل أي دمار يطال بنيتها التحتية أو مرافقها الخدماتية، بالإضافة إلى أن العديد من التيارات السياسية اللبنانية لا تنفك تُحذر من خطورة الانخراط في حرب غير لبنانية في الأساس، خاصة وأن لبنان وإسرائيل حققتا انجازاً مؤخراً في توقيع وثيقة اتفاق ترسيم الحدود البحرية، ما يُتيح لبيروت التنقيب عن النفط والغاز في حقل قانا البحري في مراحل لاحقة، وذلك بعيدًا عن مشاعر التضامن الكلامي، وهي مشاعر في أغلبيتها صادقة.
أما العامل الخارجي الأبرز المؤثّر على أي قرار قد يتخذه "حزب الله" فيتمثّل بالمؤشرات الآتية من إيران حول نيتها الفعلية بالحفاظ على مستوى منخفض من التصعيد، خاصة وأن "رموزها" العسكرية لا تزال غير ظاهرة في المشهد، وفي مقدمهم قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، وإن كان تصريحه بالأمس لم يخلُ من بعض التهديدات الكلامية، فيما تقتصر التصريحات الرسمية على تلك التي يطلقها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والتي هي في معظمها مضامين أيديولوجية اعتاد العالم عليها منذ العام 1979، وليس فيها أي معطىً جديد. وهي تُعدّ نوعًا من الرسائل الديبلوماسية إلى دول العالم والمنطقة، ومفادها أن طهران تتبنى نهجاً ديبلوماسياً هادئًا عبر الدفع بوزير الخارجية إلى الواجهة. وبذلك تلجأ إيران وحلفاؤها إلى ممارسة سياسة "الجزرة والعصى" مع الولايات المتحدة الأميركية، ومن خلفها إسرائيل ودول الجوار، والتي يندرج من ضمنها التصعيد الخطابي والتظاهرات والاعتصامات كما في اعتصام المئات من مناصري الحشد الشعبي عند الحدود العراقية الأردنية والمطالبة بإنهاء الحرب وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
استنادا إلى كل هذه المعطيات، مع ما يجريه لبنان من اتصالات خارجية، فإن شبح الحرب الشاملة والمدّمرة على لبنان بدأ ينحسر تدريجيًا، مع استمرار المناوشات في "المناطق المفتوحة" في الجنوب.  


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

رفع وتيرة التهديدات الإسرائيلية للضغط على لبنان

يطغى الوضع في الجنوب على كل الملفات الداخلية، وتنشط الاتصالات الديبلوماسية لتجنب تصعيد كبير بين "حزب الله" واسرائيل.
وفي وقت حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها، بقيت التهديدا الاسرائيلية بشن حرب واسعة وخاطفة على لبنان وسوريا في محاولة لتغيير الواقع الميداني في الجنوب، في دائرة الاهتمام المحلي والإقليمي.
وكتبت" الشرق الاوسط":أتت الحزمة الجديدة من التهديدات الإسرائيلية بالتفرغ لجبهة الشمال وتوسيع الحرب على لبنان، التي افتتحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتقض مضاجع اللبنانيين مجدداً بعدما اطمأنوا في الأسابيع الماضية إلى أن رد «حزب الله» المحدود على اغتيال أحد قادته الكبار، فؤاد شكر، لن يؤدي إلى حرب شاملة لكونه يبقى ضمن تصعيد مدروس.

وتزامنت هذه التهديدات مع تصعيد عسكري متجدد بين «حزب الله» وإسرائيل، في موازاة توسيع الجيش الإسرائيلي أحزمته النارية إلى مجرى نهر الليطاني الذي تكرر استهدافه على مدى أيام، فيما بدا بمثابة قصف تمهيدي لعملية عسكرية محتملة بالداخل اللبناني.
ويرى البعض أن التهدئة في غزة قد تنعكس تصعيداً على جبهة جنوب لبنان - شمال إسرائيل، انطلاقاً من مواقف المسؤولين الإسرائيليين الذين يعلنون الجاهزية لـ «معركة الشمال» بعد الحرب على القطاع. في المقابل، لا يزال بعض آخر يؤكد أن التصعيد مستبعد وأن مصير جبهتي لبنان وغزة سيكون واحداً.

وكتبت" البناء": مصادر مطلعة في فريق المقاومة تستبعد هذا الاحتمال لأسباب عسكرية وسياسية وتدرجه في إطار الحرب النفسية والمعنوية على المقاومة وبيئتها وللضغط على الحكومة اللبنانية للرضوخ للإملاءات الإسرائيلية والتعاون مع الطروحات التي حملها المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة الى لبنان، وتجدد المصادر التأكيد بأن المقاومة لن تتراجع ولن توقف جبهة الإسناد قبل توقف العدوان على غزة، وما تصعيد عملياتها العسكرية في الأسبوع الماضي إلا دليل على إصرارها على موقفها، فضلاً عن الرد المؤلم على اغتيال القائد السيد فؤاد شكر، مضيفة أن العدو لن يتمكن من إبعاد حزب الله عن الحدود شبراً واحداً ولن يستعيد أمن المستوطنات في الشمال ولن يعيد المهجّرين لا قبل موسم المدارس ولا بعده حتى يوقف الحرب في غزة ويلبي مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني. اضافت “البناء” أن ضغوطاً دبلوماسية أميركية غربية تمارس على لبنان للضغط على الحكومة اللبنانية وعبرها على حزب الله لفصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة والسير باتفاق على الحدود يلبي المطالب اللبنانية بالانسحاب الإسرائيلي من النقاط المتحفظ عليها ووقف الخروق الإسرائيلية للبنان، وتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته، وتلقى لبنان نصائح عدة بالموافقة على هذا الاتفاق لتجنيب لبنان الحرب. علماً أن الحكومة الإسرائيلية وفق المعلومات الدبلوماسية تلقت نصائح أميركية مقابلة بعدم توسيع الحرب على لبنان لتداعياتها الكبرى على المنطقة برمّتها، لأنها لن تبقى محصورة بلبنان و”إسرائيل”، بل ستستدرج جبهات أخرى في المنطقة.
وكتبت" الديار": طبول الحرب تقرع والوقت ينفد امام محاولات المبعوث الاميركي اموس هوكشتين لتجنب التصعيد بين حزب الله و «اسرائيل»، في ظل ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية للمقاومة وتحديد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو مهلة اخيرة للحزب، بانه سيتم تفريغ جنوب لبنان من سكانه اذا لم يعد مستوطنو الشمال الى بيوتهم. انما ما لم يتوقعه «الاسرائيلي»، ان حزب الله تأسس على مبدأ قتال الاحتلال الاسرائيلي، وعليه وسع حزب الله مدى نيرانه عبر شنه هجوما جويا بأسراب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة فيلون في صفد، كما استخدم صواريخ الكاتيوشا لتدمير التجهيزات التجسسية ‏في موقع «راميا» العسكري، وايضا لاستهداف موقع المنارة وبركة ريشا والمالكية، محققا اصابات مباشرة وخسائر فادحة لدى العدو الاسرائيلي. ومن خلال هذه العمليات العسكرية ضد مواقع للجيش «الاسرائيلي»، اضافة الى توسيع دائرة استهدافه في مستوطنات الشمال، اراد حزب الله توجيه رسالة واضحة لـ «اسرائيل» بان تهديداتها لا تخيفه، بل على العكس انه جاهز لمواجهة شرسة ضد الجيش «الاسرائيلي» اذا قرر الاخير التصعيد.

مقالات مشابهة

  • لبنان... نتانياهو أخطر من شارون
  • هذا ما كشفه أحد النواب عن علاقة التيار و الحزب!
  • تقرير اجنبي: إسرائيل بدأت بتوسعة الحرب وأمريكا فشلت باحتواء الازمة
  • حزب الله: الحرب الشاملة ستكون "كارثية" على لبنان وإسرائيل
  • حزب الله:  الحرب الشاملة مع إسرائيل ستؤدي إلى نزوح مئات الالاف من الاسرائليين
  • حزب الله: لا توجد خطة للمبادرة في حرب مع إسرائيل.. بلا جدوى
  • نعيم قاسم للإسرائيليّين: نحن جاهزون ومستعدّون لأي احتمال
  • قصف بـ 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه صفد.. صافرات الإنذار تدوي في الشمال المحتل
  • رفع وتيرة التهديدات الإسرائيلية للضغط على لبنان
  • إصابات بقصف للاحتلال على جنوب لبنان.. وحزب الله ينشر حصيلة عملياته