حوّلتها امريكا لقاعدة لدعم إسرائيل وهذا سر تسميتها.. ماذا تعرف عن مدينة خانيا؟
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
منذ الساعات الأولى لبداية الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، شهدت مدينة خانيا الواقعة بجزيرة كريت اليونانية التي تحتوي على قاعدة غانيا حركة عسكرية غير مسبوقة، فعلى مدار الأيام الماضية هبطت بالقاعدة الجوية في المدينة عشرات الطائرات العسكرية الأمريكية التي تنقل المساعدات العسكرية إلى تل أبيب في إطار الدعم العسكري اللامحدود الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتلال الإسرائيلي، كما تُقلع يومياً العديد من الطائرات الحربية الأمريكية من قاعدة شانيا إلى المطارات الإسرائيلية لإيصال تلك المساعدات العسكرية إلى تل أبيب، لتتحوّل مدينة شانيا اليونانية إلى قاعدة خلفية للدعم الأمريكي لحرب إسرائيل على غزة، فما تاريخ هذه المدينة؟
سمّاها العرب الخانية، وحكمها العثمانيون أكثر من 3 قرون
تعدّ مدينة خانيا من أقدم المدن الإغريقية، إذ تم بناء المدينة على موقع مستوطنة كيدونيا القديمة، التي تعد إحدى أهم مدن جزيرة كريت وفقاً لهوميروس.
خلال العصور ما بعد الميسينية، ازدهرت المدينة بشكل كبير وبقيت كذلك حتى العصر الروماني، عندما أعلن أغسطس قيصر كيدونيا مدينة مستقلة. وقد تم تشييد العديد من البلدات والمعابد القديمة في المنطقة، مثل معبد أسكليبيوس في ليسوس.
في عام 823 م، كان أوّل احتكاك للمدينة مع الإسلام، إذ نجح الفاتحون المسلمون القادمون من الأندلس من فتح المدينة وتغيير معالمها إلى العربية، حتى إنّ اسمها الحالي كان من المسلمون الذين أطلقوا عليها اسم الخانية.
بعد الحروب الصليبية، عادت خانيا إلى الحكم البيزنطي لقرون طويلة، غير أنها صارت مقاطعة عثمانية منذ سنة 1645، وذلك بعد بعد حصار دام شهرين.
عزّز العثمانيون من قوة أسوار المدينة وقاموا بإعادة بنائها من جديد، ففي العهد العثماني عرفت مدينة خانيا الحمامات العامة والنوافير، وتحوّلت كنائسها إلى مساجد، وتحوّلت جزيرة كريت بأكملها إلى مدينة شرقية.
وبعد قرنين من استقرار الحكم العثماني في المنطقة، جاءت الانتفاضات المسلحة في جزر اليونانية لتهدد الوجود العثماني في كريت، فاندلعت العديد من الثورات المسلحة ضد الأتراك في محافظة خانيا، وبلغت ذروتها في الانتفاضة الكبرى عام 1821، والتي فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في تحرير جزيرة كريت.
في ذلك الوقت، أصبحت جزيرة كريت تحت حكم باشا مصر محمد علي حتى عام 1841، عندما عادت إلى السيطرة العثمانية على جميع مناطق الجزيرة.
في عام 1898، تم إنشاء "الدولة الكريتية" في عهد الأمير جورج ملك اليونان، وهو نظام فريد ظلت كريت بموجبه جزءاً من الإمبراطورية العثمانية ولكن تحت حماية وضمان القوى العظمى: بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا وإيطاليا وألمانيا والنمسا. وتم إعلان خانيا عاصمة لجزيرة كريت.
احتلها الألمان في الحرب العالمية الثانية
في مايو/أيار 1941، وخلال الحرب العالمية الثانية، كانت خانيا ومطارها المهم في ماليم موقعاً لمعركة كريت الشهيرة، والتي هاجم فيها المظليون الألمان الجزيرة وقاموا باحتلالها.
كانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ، التي يحاول فيها أي شخص القيام بغزو جوي فقط.
تعرضت المدينة لأضرار جسيمة من القصف الألماني خلال المعركة، وبعدها صارت المدينة مسرحاً لمعارك ضارية بين القوات البريطانية والألمانية، قبل أن تتحوّل إلى ثكنة عسكرية بريطانية بعد طرد الألمان منها، ومن هناك بدأ للمدينة بعدٌ إستراتيجي كبير دشنته لندن بإقامة قاعدة عسكرية في المدينة.
بعد انتهاء الحرب، أعيد بناء مدينة خانيا وتوسيعها، وخاصة الميناء الواقع في خليج سودا. وسرعان ما أصبحت المدينة وجهة سياحية بارزة، إذ صارت مداخيل السياحة جزءاً رئيسياً من اقتصاد المدينة.
تم القضاء على المظليين الألمان المختارين على يد الكريتيين غير المسلحين والقوات البريطانية والأسترالية والنيوزلندية القليلة التي تدافع عن الجزيرة.
تعرضت مدينة خانيا لقصف شديد من قبل القوات الجوية الألمانية، ولكن لحسن الحظ لم يكن الدمار كاملاً وتم إنقاذ العديد من المعالم التاريخية.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: جزیرة کریت العدید من
إقرأ أيضاً:
ماذا تعرف عن "قانون لاهاي" الأمريكي وهل ينقذ ترامب نتنياهو من السجن؟
عاد قانون "غزو لاهاي" إلى الساحة الدولية في أعقاب الأحداث الجارية في غزة منذ اكتوبر 2023 والمستمرة حتى الآن، حيث رفعت عدة دول قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية تتهم إسرائيل وقادة من حركة حماس بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية خلال الحرب التي اندلعت بعد عملية طوفان الأقصى.
اعتقال نتنياهو ويوآف غالانتفي مايو 2024، طلب المدعي العام للمحكمة إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، إضافة إلى قادة في حركة حماس، ووصفت الولايات المتحدة القرار بأنه “شائن”، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفضه لمحاكمة القادة الإسرائيليين، مشددًا على دعم إسرائيل.
قانون غزو لاهايفي يوليو 2002 أقر الكونغرس الأميركي ما يُعرف رسميًا باسم “قانون حماية أعضاء الخدمة الأميركية”، لكن شعبيًا أُطلق عليه اسم “قانون غزو لاهاي” بسبب مادة مثيرة للجدل تتيح استخدام القوة لتحرير أي أميركي تحتجزه المحكمة الجنائية الدولية، ويُظهر هذا القانون صدامًا حادًا بين سيادة الولايات المتحدة ومبادئ العدالة الدولية التي ترعاها المحكمة.
أبرز بنود قانون غزو لاهاييضم القانون سلسلة من التدابير التي تهدف إلى تحصين المواطنين الأميركيين وحلفائهم من أي إجراءات قانونية قد تُتخذ ضدهم من المحكمة الجنائية الدولية.
حظر المحاكمات الدولية: يمنع المحكمة الجنائية الدولية من اعتقال أو محاكمة أي شخص مشمول بحماية أميركية، سواء كان جنديًا أو مسؤولًا حكوميًا أو حتى حليفًا أجنبيًا.منع التعاون مع المحكمة: يحظر القانون على جميع مؤسسات الولايات المتحدة، سواء الحكومية أو المحلية، التعاون مع المحكمة أو الامتثال لطلبات التحقيق أو تسليم المتهمين.حظر المساعدات العسكرية: يمنع تقديم أي دعم عسكري أميركي لأي حكومة تدعم المحكمة، مع استثناءات يقرها الرئيس الأميركي.حماية المعلومات: يحظر تبادل معلومات الأمن القومي أو إنفاذ القانون مع المحكمة مباشرة أو عبر جهات وسيطة.عمليات حفظ السلام: يضع ضوابط لمشاركة القوات الأميركية في عمليات دولية، دون تعريض أفرادها لخطر الملاحقة القضائية.استخدام القوة: يتيح للرئيس الأميركي استخدام “جميع الوسائل الضرورية” لتحرير أي مواطن أميركي أو حليف محتجز لدى المحكمة الجنائية الدولية.نشأة قانون غزو لاهايفي يوليو 1998، أُقر ميثاق روما الأساسي، المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، بموافقة 120 دولة، ورفضت الولايات المتحدة التصديق على الميثاق، واعتبرت أن المحكمة تُهدد سيادتها وتُعرض قواتها المسلحة ومسؤوليها للمحاكمة الدولية.
وفي يوليو 2002، بعد إنشاء المحكمة الجنائية الدولية رسميًا، أقر الكونغرس القانون لحماية مواطني الولايات المتحدة وقواتها في الخارج.
و خلال جلسة إقرار القانون، أوضح المشرعون الأميركيون أن المحكمة لا تلتزم بالمبادئ الدستورية الأميركية، وتضع القوات المسلحة أمام خطر المحاكمة، مما يعيق قدرتها على تنفيذ عمليات دولية.