السومرية نيوز – دوليات

منذ الساعات الأولى لبداية الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، شهدت مدينة خانيا الواقعة بجزيرة كريت اليونانية التي تحتوي على قاعدة غانيا حركة عسكرية غير مسبوقة، فعلى مدار الأيام الماضية هبطت بالقاعدة الجوية في المدينة عشرات الطائرات العسكرية الأمريكية التي تنقل المساعدات العسكرية إلى تل أبيب في إطار الدعم العسكري اللامحدود الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتلال الإسرائيلي، كما تُقلع يومياً العديد من الطائرات الحربية الأمريكية من قاعدة شانيا إلى المطارات الإسرائيلية لإيصال تلك المساعدات العسكرية إلى تل أبيب، لتتحوّل مدينة شانيا اليونانية إلى قاعدة خلفية للدعم الأمريكي لحرب إسرائيل على غزة، فما تاريخ هذه المدينة؟
سمّاها العرب الخانية، وحكمها العثمانيون أكثر من 3 قرون
تعدّ مدينة خانيا من أقدم المدن الإغريقية، إذ تم بناء المدينة على موقع مستوطنة كيدونيا القديمة، التي تعد إحدى أهم مدن جزيرة كريت وفقاً لهوميروس.



خلال العصور ما بعد الميسينية، ازدهرت المدينة بشكل كبير وبقيت كذلك حتى العصر الروماني، عندما أعلن أغسطس قيصر كيدونيا مدينة مستقلة. وقد تم تشييد العديد من البلدات والمعابد القديمة في المنطقة، مثل معبد أسكليبيوس في ليسوس.

في عام 823 م، كان أوّل احتكاك للمدينة مع الإسلام، إذ نجح الفاتحون المسلمون القادمون من الأندلس من فتح المدينة وتغيير معالمها إلى العربية، حتى إنّ اسمها الحالي كان من المسلمون الذين أطلقوا عليها اسم الخانية.

بعد الحروب الصليبية، عادت خانيا إلى الحكم البيزنطي لقرون طويلة، غير أنها صارت مقاطعة عثمانية منذ سنة 1645، وذلك بعد بعد حصار دام شهرين.

عزّز العثمانيون من قوة أسوار المدينة وقاموا بإعادة بنائها من جديد، ففي العهد العثماني عرفت مدينة خانيا الحمامات العامة والنوافير، وتحوّلت كنائسها إلى مساجد، وتحوّلت جزيرة كريت بأكملها إلى مدينة شرقية.

وبعد قرنين من استقرار الحكم العثماني في المنطقة، جاءت الانتفاضات المسلحة في جزر اليونانية لتهدد الوجود العثماني في كريت، فاندلعت العديد من الثورات المسلحة ضد الأتراك في محافظة خانيا، وبلغت ذروتها في الانتفاضة الكبرى عام 1821، والتي فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في تحرير جزيرة كريت.

في ذلك الوقت، أصبحت جزيرة كريت تحت حكم باشا مصر محمد علي حتى عام 1841، عندما عادت إلى السيطرة العثمانية على جميع مناطق الجزيرة.

في عام 1898، تم إنشاء "الدولة الكريتية" في عهد الأمير جورج ملك اليونان، وهو نظام فريد ظلت كريت بموجبه جزءاً من الإمبراطورية العثمانية ولكن تحت حماية وضمان القوى العظمى: بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا وإيطاليا وألمانيا والنمسا. وتم إعلان خانيا عاصمة لجزيرة كريت.

احتلها الألمان في الحرب العالمية الثانية
في مايو/أيار 1941، وخلال الحرب العالمية الثانية، كانت خانيا ومطارها المهم في ماليم موقعاً لمعركة كريت الشهيرة، والتي هاجم فيها المظليون الألمان الجزيرة وقاموا باحتلالها.

كانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ، التي يحاول فيها أي شخص القيام بغزو جوي فقط.

تعرضت المدينة لأضرار جسيمة من القصف الألماني خلال المعركة، وبعدها صارت المدينة مسرحاً لمعارك ضارية بين القوات البريطانية والألمانية، قبل أن تتحوّل إلى ثكنة عسكرية بريطانية بعد طرد الألمان منها، ومن هناك بدأ للمدينة بعدٌ إستراتيجي كبير دشنته لندن بإقامة قاعدة عسكرية في المدينة.

بعد انتهاء الحرب، أعيد بناء مدينة خانيا وتوسيعها، وخاصة الميناء الواقع في خليج سودا. وسرعان ما أصبحت المدينة وجهة سياحية بارزة، إذ صارت مداخيل السياحة جزءاً رئيسياً من اقتصاد المدينة.

تم القضاء على المظليين الألمان المختارين على يد الكريتيين غير المسلحين والقوات البريطانية والأسترالية والنيوزلندية القليلة التي تدافع عن الجزيرة.

تعرضت مدينة خانيا لقصف شديد من قبل القوات الجوية الألمانية، ولكن لحسن الحظ لم يكن الدمار كاملاً وتم إنقاذ العديد من المعالم التاريخية.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: جزیرة کریت العدید من

إقرأ أيضاً:

مظفر الراشد يُسلط الضوء على إرث جزيرة فيلكا الكويتية

في كتابه "جزيرة فيلكا بين الهوية والإستثمار"، يُسلّط الكاتب والباحث مظفر عبد الله راشد، الضوء على إرث جزيرة فيلكا، أحد أشهر المعالم التاريخية في الكويت. مستحضراً تاريخ الجزيرة وتراثها.

في الكتاب الصادر عن دار قرطاس للنشر والتوزيع بالكويت، يستعرض "الراشد" سُبل الاستغلال الأمثل للمال في الشأن الثقافي، والاستفادة من تاريخ الجزيرة ومعالمها في جذب السياح، وتضمين مسألة الترفيه ضمن سياسات التنمية المستدامة.

وتحدث الكاتب عن أهمية الحفاظ على الهوية الوطنيّة في مشروعات تطوير الجزيرة والاستفادة من منها من خلال منظومة التشريعات التي تحكم ذلك التطوير، وتنافس رؤوس الأموال، وطبيعة الجهاز الإداري الذي سيحمل على عاتقه جوانب انتشال الجزيرة من الحالة اليائسة التي تمر بها منذ أكثر من 3 عقود من الزمن.

ورأى الكاتب ضرورة تجنب السير في فلك جني الأرباح عند الحديث عن مكان كان مسرحاً للأحداث قبل 4 آلاف عام قبل الميلاد.

إرث الجزيرة

واشتمل الكتاب على مقابلات لمسؤولين رسميين كانوا على رأس أجهزة حكومية مسؤولة بشكل أو بآخر عن تطوير الجزيرة، وهم الوزراء السابقون جاسم العون، وبدر الحميدي، ود.فهد الشعلة، وفيصل المدلج، إضافة إلى عضو المجلس البلدي د.حسن كمال، والفنان المسرحي سليمان البسام، حيث جرى وثّق الكاتب شهاداتهم حول أسباب تعثّر الحفاظ على إرث الجزيرة وإعادة إحيائها، ورؤيتهم تجاه مستقبل المكان، واستعراض تقرير فريق حياة التطوعي لحماية الحياة الفطرية والذي خصص لجزيرة فيلكا.

وتضمن الكتاب 3 فصول: الأول "فيلكا: الناس.. .المكان.. .الحياة". والثاني: "فيلكا.. .ملخص تاريخي وآثاري وفني". و "الثالث: فيلكا.. .قصة التطوير بين المحاولة والفشل".

وقد شارك في تقديم الكتاب الخبير الاقتصادي وعضو مجلس أمناء مشروع مدينة الحرير سابقاً عدنان البحر.

ويُعد هذا الإصدار الرابع للمؤلف بعد «بيت الكويت في القاهرة»، و«الأمير، الشيخ عبد الله السالم»، و«ثانوية الشويخ.. .حاضنة التنوع وبيت القادة».

مقالات مشابهة

  • هناك أمان حاليًا.. ترامب: مجلس السلام في غزة سيضم رؤساء العديد من الدول
  • ترامب: السعودية ستشتري مقاتلات F-35.. ماذا قال عن موقف إسرائيل؟
  • خطة تتعلّق بلبنان... ماذا تُحضّر إسرائيل في العام 2026؟
  • تعرف على قدرات F-35 الأكثر تطوراً وفتكاً في العالم.. المقاتلات التي تثير رعب الحوثيين في اليمن
  • عشرون دولة في نادي الـF-35 واحتمال انضمام السعودية يتصاعد.. ماذا تعرف عن هذه المقاتلة؟
  • اتفاقية مساطحة بين «سند» و«مطارات أبوظبي» لدعم صناعة الطيران في مدينة العين
  • «أسطول الصمود» يطلق مبادرات جديدة لدعم غزة ويستعد لرفع دعاوى ضد إسرائيل
  • مظفر الراشد يُسلط الضوء على إرث جزيرة فيلكا الكويتية
  • «ميلي براون».. سفيرة جزيرة ياس
  • وزير خارجية تشاد: اللجنة المشتركة بين مصر وتشاد ستدفع للتعاون بين البلدين في العديد من المجالات