لم تكن النهاية التي شهدها ماثيو بيري بطل مسلسل Friends هي النهاية التي كان يأملها لحياته، قبل رحيله خلال الساعات الأخيرة غرقًا في حوض الاستحمام الساخن في منزله عن عمر يناهز الـ 54 عامًا، ليسدل الستار على مسيرة فنية قدم خلالها الكثير من السعادة إلى الجمهور في جميع أنحاء العالم.

أصدَر ماثيو بيري مذكراته العام الماضي بعنوان «Friends، Lovers and the Big Terrible Thing»، وفي ظهور خاص مع وسائل الإعلام الأخرى للتروّيج لكتابه، تحدث بيري عن صراعاته السابقة مع الإدمان، وظهر ملتزمًا برصانته ومتفائلًا بالمستقبل، وتحدث بصراحة عن رغبته في الاستقرار وتكوين أسرة، وفقًا لما نشره موقع «هوليوود ريبورتر».

ماثيو بيري: أنفقت 9 ملايين دولار للحفاظ على نفسي بعيدًا عن الإدمان

وفي مقابلة منفصلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، قال بيري إنَّه ظل بعيدًا عن المخدرات والكحول لمدة 18 شهرًا، وأنفق 9 ملايين دولار في الوصول إلى ذلك بعد تعامله مع إدمان الكحول والمواد الأفيونية.

وكان «بيري» صريحًا في إطلاع جمهوره على تجربته مع الإدمان وتفاصيلها القاسية، في الكتاب يتذكر «بيري» كيف أنه في ذروة إدمانه، خلال السنوات الأخيرة من مسلسل Friends، كان يتناول 55 حبة «فيكودين» يوميًا، وكان يفتح البيوت لسرقة الحبوب من خزائن أدوية الغرباء، حتى أصبح على وشك الموت وأمضى أسبوعين في غيبوبة، أعقبها أشهر من التعافي.

وفي عام 2018 تعرض لانفجار في القولون نتيجة تعاطيه للمخدرات، وأخبر الأطباء عائلته أن لديه فرصة 2 بالمائة للعيش، وتم وضعه على جهاز «ECMO»، ولا أحد ينجو من ذلك على حد تعبيره، قائلًا: «كان هناك خمسة أشخاص تم وضعهم على جهاز ECMO في تلك الليلة وتوفي الأربعة الآخرون ونجوت. لذا فإن السؤال الكبير هو لماذا؟ لماذا كنت أنا؟ يجب أن يكون هناك نوع من الأسباب».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مسلسل Friends ماثيو بيري وفاة ماثيو بيري

إقرأ أيضاً:

عُمان ودورها في تعزيز الحوار وإرساء قيم العدل والسلام

 

عبد الله العليان

اهتمت بلادنا منذ نهضتها الحديثة التي انطلقت في عام 1970، ثم مع نهضتها المُتجددة الراهنة، بأهمية إرساء قيم العدل والسلام، وإشاعة التَّفاهم عند الاختلاف بين دول العالم، وأسهمت عُمان منذ عقود مضت، في حل العديد من الخلافات بين الدول، وركزت اهتمامها دائمًا بقضية التعايش والتسامح؛ بما يُعزز الوئام والسلام في العالم، بعيدًا عن الصراعات والتوترات والحروب.

وفي كلمة معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية رئيس وفد السلطنة في أعمال "اللقاء الدولي من أجل السلام" الذي عُقد تحت شعار "تصوُّر السلام" في باريس بالجمهورية الفرنسية الشهر الماضي، أكد معاليه الدور الذي تُمارسه السلطنة في هذا المجال، وقال: "إنّ سلطنة عُمان أولت اهتمامًا صادقًا بالسلام، فجاء في النظام الأساسي للدولة أنّ "السلام هدف الدولة"، وكانت وما زالت ملتزمة برؤية عالمية تدعم تحقيق هذا الهدف، وداعية إليه الجميع في مختلف المحافل وعلى مختلف المستويات". وأضاف معاليه في كلمته في هذا اللقاء الكبير أنَّ "المرونة والحكمة المتوارثة والضاربة في جذور التاريخ، القيمة العميقة النهج الذي تسير عليه بلادنا لأهمية الروابط الإنسانية، وتبادل المعرفة والخبرات، فعملنا على تعزيز روح الصداقة والتفاهم والاحترام والتعايش مع الجميع، منطلقين من فهمنا بأننا لسنا وحدنا في هذا العالم، وأننا لسنا بمعزل عنه، وأنّ الأهداف الإنسانية والمصير المشترك يتطلب منَّا التفاعل مع غيرنا ومن حولنا بمبادئ الإحسان والسلام". وتحدث معاليه في هذه الكلمة الجامعة لقضية التفاهم والحوار والسلام، حول الدور الإيجابي والبناء الذي تؤديه بلادنا في قضايا السلام والوئام في العالم، مشيرًا إلى كلمة سامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- والتي قال فيها جلالته: "لقد عرف العالم عُمان عبر تاريخها العريق والمشرف كيانًا حضاريًّا فاعلًا ومؤثرًا في نماء المنطقة وازدهارها واستتباب الأمن والسلام فيها، تتناوب الأجيال على إعلاء رايتها وتحرص على أن تظل رسالة عُمان للسلام تجوب العالم حاملة إرثًا عظيمًا ورايات سامية، تبني ولا تهدم، تُقرب ولا تبعد، وهذا ما سنحرص على استمراره".

لا شك أن كلمة معالي الدكتور وزير الأوقاف والشؤون الدينية في هذا اللقاء الدولي، تُعبِّرُ بحقٍ عن النهج القويم الذي تسير عليه بلادنا طريقًا ونهجًا، في قضايا الحوار والتواصل وإشاعة قيم التسامح والتفاهم والسلام، كأسلوب للتعامل مع كل المشتركات الإنسانية، التي تهدف إلى تعزيز هذه القيم، ومن هذه المنطلقات انفتح العُمانيون عبر تاريخهم الحضاري الإنساني على الآخر، واعتبروا أنَّ قيم الحوار والتفاهم والتسامح، مع الآخر ضرورة إنسانية، يجب انتهاجها واعتبارها صيغة حضارية للتفاعل والتعاون والتواصل مع الحضارات والأمم الأخرى، بهدف إيجاد الطرق والوسائل لبناء حضاري وتبادل تجاري بقاء على المشتركات الإنسانية والرغبة الصادقة في إثراء الخبرات المتبادلة من العبر والاستفادة منها، وفي إقامة علاقة متكافئة ندية.

ومن هذه المنطلقات، اهتم العُمانيون بمسألة الانفتاح على الآخر والتفاهم والتعاون معه، مع الاحتفاظ بالخصوصيات والهويات الذاتية والاعتزاز بها، مما أسهم في توفير مناخ ملائم للتبادل النافع في مجال الاقتصاد والثقافة والمعارف الإنسانية الأخرى.

وعندما يرجع المرء إلى التراث الكبير لعُمان والعُمانيين، يجد أن أغلب الباحثين والرحالة والمُستشرقين من الغرب والأجانب الذين كتبوا عن عُمان والعُمانيين تطرقوا إلى هذه المسألة، وناقشوا قضية الانفتاح على الآخر عندهم، وكيف أنهم تفاعلوا وتواصلوا مع شعوب وأمم كبيرة في الجانب الاقتصادي والمعرفي والإنساني، بصورة تبعث على الاهتمام والمراجعة في مضامين هذا الانفتاح والتواصل مع الآخر، وإقامة علاقة معه. ولذلك.. فإنَّ هذا التفاعل والاهتمام من جانب الشعوب والحضارات الأخرى بعُمان والعُمانيين، والتواصل معهم، والانفتاح والتسامح والتحاور من جانب العُمانيين مع الآخر والتعاون معه في الجوانب الاقتصادية وغيرها، يطرح مسألة جهود العُمانيين وإرساء القيم الأساسية في الحوار والتعاون، وهذا ما برز من خلال التعامل الإنساني الراقي مع السكان، واتسمت بالكثير من التسامح والتفاهم والايجابية في التعامل؛ مما أسهم في زيادة العلاقة على الأسس الحضارية بين الجانبين، وأعطى عُمان مكانة حضارية عند هذه الشعوب التي تعاملت مع العُمانيين سواء عندما يزورون عُمان، أو في زيارات العُمانيين للبلاد الأخرى.

وفي العصور الحديثة، يذكر العديد من الرحالة والباحثين الغربيين مسقط (العاصمة العُمانية الحالية)، أنها كانت فاعلة ومنفتحة على شعوب كثيرة. ويذكر الرحالة جيمس ريموند ولسند أنه عند زيارته مدينة مسقط في القرن الثامن عشر، وجد أنها مدينة منفتحة على العديد من الشعوب، وأنَّ الانفتاح على الآخر سِمة بارزة لدى العُمانيين، وأنَّ "هذه المدينة الجميلة تتحاور مع مدن وعواصم عديدة في قارات العالم، مما أكسبها حراكًا تجاريًا مهمًا منذ القدم".

ومن هذه المنطلقات التي سارت عليها نهضة عُمان الحديثة بقيادة السلطان قابوس- تغمده الله بالرحمة والمغفرة- ويسير عليها جلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- أبقاه الله- رائد نهضة عُمان المتجددة، أن السياسية العُمانية تقوم على ركائز ثابتة، وعلى العمل الوطني الإيجابي، من خلال الحوار مع كل شعوب العالم، في ظل الاحترام المتبادل، المبني على التفاهم وعلى الإخاء الإنساني والتعاون الإيجابي؛ بما يُحقق مصلحة الجميع.

وهكذا.. فإنَّ العُمانيين عُرِفوا منذ القدم- ولا يزالون- بانفتاحهم على الآخر والسلام والتسامح والتواصل معه، من المنطلق الإنساني، والتعاون في المصالح والمنافع المشتركة التي تعود بالفائدة على الطرفين وتعزيزها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عُمان ودورها في تعزيز الحوار وإرساء قيم العدل والسلام
  • مسلم 3D.. لعبة فيديو تُحارب الإسلاموفوبيا
  • قتل نصر الله ليس النهاية.. وزير الدفاع الإسرائيلي يلمح إلى اجتياح لبنان
  • بقي سراً لسنوات... كيف كشف جاسوس مكان نصر الله لإسرائيل؟
  • جالانت بعد الهجوم على الحوثيين: «ليس هناك مكان بعيد بالنسبة لنا»
  • حرب١٥/ابريل هي بداية النهاية لأخطاء كثيرة ارتكبتها قيادة البلاد منذ الاستقلال
  • علي مهدي: لولا العمر لكنت أُحارب الآن بجوار الجيش
  • تفاقم ظاهرة الشباب في وضعية NEET بالمغرب.. شباب لا يعملون ولا يدرسون ولا يتابعون أي تكوين
  • إسرائيل تغتال نصر الله: بداية النهاية لحزب الله أم شرارة حرب إقليمية؟
  • مبروك لبطل أبطال إفريقيا.. محمد هنيدي يهنأ الزمالك