تحل اليوم الأحد 29 أكتوبر، ذكرى ميلاد المطربة عايدة الشاعر، التي ولدت بمثل هذا اليوم عام 1940 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، ورحلت عن عالمنا في 7 مارس عام 2004، عن عمر يناهز الـ 64 عاما، إثر أزمة قلبية. 

بدأت عايدة الشاعر حياتها كمدرسة ولكن حبها للغناء جعلها تترك هذا المجال وتتجه للطرب الشعبي وقدمت مجموعة من الأغاني الشعبية الراسخة، على يد مكتشفها المطرب والملحن سيد اسماعيل، الذي تزوجها، وأنجب منها ابنتهما الوحيدة راندا.

 

أشهر ما غنت عايدة الشاعر

قدمت الفنانة عايدة الشاعر عددا من أبرز الأغاني الشعبية التي لا تنسى، من بينها: «الطشت قال لى، كايده العزال انا من يومى، زغروطة حـلـوة، غاليه ومهرى غال، فالح يا ولا، أنا أحبك»، وغيرها من الأغاني.


مسيرة عايدة الشاعر

تعلمت في المدارس الفرنسية بعد إتمام تعليمها في المدرسة الأمريكية، وبرعت في التحدث بأكثر من لغة، وبالتالي رشحت للعمل كمترجمة، ولكن هذا المجال لم يرق لها لتقرر الالتحاق بمجال التدريس، حيث عملت فترة في ذلك المجال.

وعندما قرأت عن مسابقة للهواة نظمتها الإذاعة المصرية، تقدمت عايدة الشاعر إلى هذه الاختبارات، حيث لاقت قبولا كبيرا لدى أعضاء لجنة التحكيم وبالتالي تم اعتمادها كمطربة شابة في الإذاعة والتليفزيون، ما جعلها تستقيل من وظيفتها كمدرسة.

ضمها الملحن علي إسماعيل الذي تزوجها بعد ذلك إلى فرقة الفنون الشعبية كمغنية متميزة في أداء الأغاني الشعبية حتى كانت من أشهر المطربات الشعبيات في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، فقد وصل رصيدها من الأغاني الشعبية إلى ما يقرب من 500 أغنية أشهرها "الطشت قال لي" و"كايدة العزال" و"فالح ياوله" و"قمر 14"، ولحن لها كبار الموسيقيين منهم السنباطي وحلمي بكر وعلي إسماعيل وجمال سلامة وعبد العظيم محمد.

 

حكاية عايدة الشاعر والاعتزال 

طلب منها زوجها سيد إسماعيل، أن تعتزل الفن وتتفرغ للبيت، لكن عايدة الشاعر غضبت وأدخلت صديق زوجها (الملحن علي إسماعيل) في الأمر، الذي قدم حلا وسطا للطرفين بأن تغني «عايدة» لفرقة رضا للفنون الشعبية، ويتم الاستعانة بصوتها فقط دون أن تظهر، الأمر الذي رحبت به كثيرا وفرحت به، فقدمت أغنية «الطشت قالي» مع الفرقة وحققت نجاحا مدويا دفع العديد للبحث عنها وبالفعل اختارها المخرج حسين كمال لتغني في فيلم «ثرثرة فوق النيل» قصة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وبعدها أصبحت مطلبا لكل حفلات الزفاف والمناسبات. 

ورغم النجاح الكبير التي حققته أغنية عايدة الشاعر «الطشت قالي» إلا أن الإذاعة المصرية رفضت إذاعتها اعتراضا على الكلمات التي رأتها هابطة المستوى الفني على حد تعبير لجنة الاستماع بالإذاعة آنذاك. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأغانی الشعبیة

إقرأ أيضاً:

إسماعيل عبدالمعين (6- 10): بيني ما بينك مسافة..!!

هناك تسجيل فريد لإسماعيل عبدالمعين يقدم فيه أواخر الأربعينات من القرن الماضي أغنية نادرة في بابها اسمها (مرّة في دار الثقافة)..! الأغنية من كلمات محمد بشير عتيق..وغناها عبدالمعين بالعود فقط على مقام الزنجران (بطريقتو):
مرّة في دار الثقافه
بيني ما بينك مسافه
إيه يعنى يا ستي الثقافه..؟!
وبيني ما بينك مسافة..!
**
بإهتمام شفتك متابع
تجني ثمرات المطابع
بيني ما بينك مسافة
يعني إيه معنى الثقافه.؟!
**
مُنسجِم رِقَّه ولطافه.. وزهرتك ممنوع قِطافا
والعقول حولك مَطافا
مرة ضاحك ومرة غاضب..ومرة بى إيجاز تخاطب
ومرة لى أفكارنا شاطب
نحنا بيك هايمين شغافا...وإنت صار همّك ثقافه..؟!
**
محتضِن سِفرك تطالِع
وسافره من وجهك مَطالع
بين ما بينك مسافه
إيه يعني يا سيدي الثقافه..؟!
** ** **
وكُلْ كتاب في مكانو.. يترقّب وقوفك
يعني لو سمحت ظروفك...
بس..علشان يشوفك
يبقى بَدل مرايتك... ويسعد بى قرايتك...
وبي لمسات أناملك...ونعومة كفوفك
يا سمح الخصائل.. ومجدول الخصايل
أدبك بحرو زاخر.. وقُطرَك بيك يفاخر
شكلك ليهو طابع ..من صميم سودانو نابع
بينك ما بينك مسافه
إيه يكون شكل الثقافه؟!
ويا سيدي إيه يعني المسافه..؟!!
**
هل هي (دار الثقافة) بالخرطوم..؟! التي نشأت تحت رعاية (دوغلاس نيوبولد) السكرتير الإداري في الإدارة البريطانية أيام الحكم الثنائي، وتم فيها خلال الأربعينيات والخمسينيات قبيل الاستقلال تقديم محاضرات فكرية وثقافية وعلمية وسياسية واجتماعية ذات قيمة عالية تكشف عن المناخ الثقافي السائد حينئذٍ..!
نلك المحاضرات التي حرّرها فيما بعد (السير دونالد هولي) واختار وجمع بعضها الراحل الجليل "محمود صالح عثمان صالح" ونشرها من مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي تحت عنوان (أفكار وآراء من السودان).
استهل هذه المحاضرات دوغلاس نيوبولد السكرتير الإداري في الإدارة البريطانية نشأة دار الثقافة بمحاضرة عن (البعد الإنساني للثقافة) ثم توالت المحاضرات؛ وقّدم (إدوارد عطية) الذي عمل أستاذاً في كلية غردون ثم ضابطاً بالمخابرات عدة محاضرات منها "الاتحاد السوفيتي والغزو الألماني 1941" و"الديمقراطية في أمريكا الرأسمالية وروسيا الاشتراكية" و "قصة برلين والقدس"؛ واشتملت محاضرات الدار على موضوعات متنوّعة منها: أهداف التعليم- موارد الغابات في السودان- النجوم والمجرّات- العلاقات المصرية السودانية- السياسة الاقتصادية الاستعمارية في أفريقيا- عمر الخيام ورباعياته- أدب السودان- الري في الماضي والحاضر..إلخ وشارك في تقديم بعض هذه المحاضرات سودانيون وشوام وبريطانيون وكان من بين هؤلاء محمد أحمد المحجوب وعبد الحميد السيد و جي بي سيجال وألبرت حوراني وآخرين..!
**
بالرغم من عدم الانتظام في إنتاج عبدالمعين (بسبب الشلهتة السودانية المعهودة) استمر إبداعه طويلاً وعميقاً وفي صور شتى؛ وامتدت آثاره وتأثيراته على دنيا الغناء والموسيقى بصورة مباشرة وغير مباشرة..!
أغاني ذات طابع خاص تراثية وثورية وشعبية دارجية وفصيحة وموسيقي بايقاعات عجيبة غير مسبوقة وأناشيد وطقاطيق ومووايل وأدوار:
وأغنية (تمر النخيل استوى) من تسجيلات الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عام 1949 ولها مقدمة موسيقية..والجديد في هذه الأغنية أن (كورَس نسائي مصري) كلن يرافق عبدالمعين في الأداء :
تمر النخيل استوى..
تمر النخيل استوى
حنّ ليهو الطير...
ومرّ بيهو الهوا
قال ليهو صباح الخير
ميل يا نخيل.... وانشد يا نيل
تمر النخيل استوى
كده كده كده. يلا نجمع سوا
أنا وانت..والطير والهوا
شكلك بديع وجميل....يا سمرا يا سمرا
يا اللي رواك النيل...يا سمرا يا سمرا
نحتار في أوصافك..وجناك بنريدو
لما العنب شافك...غارت عناقيدو
يا منوّر العرجون
فيك العسل مشنون..
في كل تمره كؤوس.. بالشهد مليانه
تسكر عيون الناس..الطاله فرحانه
يلا يلا نجمع سوا....تمر النخيل استوى
كده كده كده نجمع سوا
يا هدية الحبان يا سمرا يا سمرا
يادوب أوانك آن
سر لذتك معقود...حيرّني تحليلو
ومنظرك موعود ..بالطير يغنيلو
ميل يا نخيل..شكلك جميل ..وانشد يا نيل
تمر النخيل استوا
كده كده كده نجمع سوا
**
أما أغنية (في حدايق المقرن) فهي عن أيام التعايش السلمي الذي يجمع بين طوائف السودانيين وبنات الأقباط وحتى بنات الأرمن واليونان :
في حدائق المقرن...يوم الأحد بالليل
شفتَ الشموس طالعه
وشفتَ الوجن والعه
وشفتَ الغصون مايسين
والدنيا في تحسين
ياخوانا في المقرن
وينو وينو دا المقرن
الله على المقرن
**
وفي كل جاليه تشوف
أدب الجمال مكشوف
أحرار من السودان..
وكواكب اليونان..
وحواري نهر النيل..!
في حدائق المقرن ..يوم الأحد بالليل
باخوانا في المقرن
ياجماالو دا المقرن
يلا يلا لي المقرن..الله على المقرن
يا حلاتو دا المقرن
يوم الأحد بالليل
هلا هالله ع المقرن..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • «أبْدِعْ في أبوظبي».. أول مخيم لكتابة الأغاني وتمكين المواهب
  • "قالي يا عاطل".. اعترافات صادمة لشاب قتل والده بماء النار في أبو النمرس
  • إسماعيل عبدالمعين (6- 10): بيني ما بينك مسافة..!!
  • إسماعيل بن ناصر يقترب من الانتقال إلى مارسيليا الفرنسي
  • أم كلثوم وقراءة القرآن.. تسجيل نادر يظهر في ذكراها
  • حدث في مثل هذا اليوم.. رحيل عايدة عبد العزيز وتولي عرفات منظمه التحرير
  • عايدة عبد العزيز.. رحلة فنية استثنائية انتهت بصراع مع ألزهايمر
  • فى ذكراها.. قصة معاناة عايدة عبد العزيز مع الزهايمر ومحطاتها الفنية
  • الورفلي: قرار “ترخيص الراب” هدفه منع الأغاني غير الأخلاقية
  • "الفنون الشعبية" و"أوركسترا الأوبرا" تُشعلان حماس جمهور معرض الكتاب