انقلاب اماراتي على إسرائيل
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
خاص - YNP:
شهد الموقف الاماراتي تجاه ما يدور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الاحد، تغيير لافت بالتزامن مع تغيير مماثل في موقف السعودية، فهل هي محاولات متأخرة لمسح فضائح اسناد الاحتلال عسكريا مع فشله في تحقيق انجاز ام مجرد تسجيل موقف؟
الامارات التي ظلت من اللحظة الأولى لانطلاق طوفان الأقصى في السابع من الشهر الجاري تقف إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي وتردد نغمته في ادانة قتل الأطفال والشيوخ والنساء الإسرائيليين والتي اثبتت الأيام زيفها، ولم تتوان بدعم مواقفه وتبرير جرائمها التي يرتكبها بحق سكان غزة في المحافل الدولية وابرزها تلك التي صدرت من الخارجية الإماراتية ومندوبتها في مجلس الامن ومن ثم وزير التعاون الدولي التي ترأست وفد ابوظبي لمجلس الأمن.
في الحقيقة لم يكن موقف الامارات من الحركات الإسلامية في المنطقة جديدا، فمنذ التطبيع الرسمي مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية وهي تقود حروب هوجاء ضد من تسميهم بالإخوان" تارة والحوثيين" في أخرى، ولم تفرق بين سنتهم وشيعتهم وقد استبدلت الديانة كلها بمجمع للسياحة الدينية اطلقت عليه "المجمع الابراهيمي، واختزلت فيه الكعبة وحتى مسرى الرسالة.
وبغض النظر عن مواقفها الداعمة لإسرائيل بما فيها التقارير التي تتحدث عن مشاركتها عسكريا في القصف الجاري على غزة، بدأ موقفها الجديد المغاير لمسايرة الاحتلال مثار اهتمام عربي وقد أصدرت بيان لوزارة خارجيتها على استحياء يندد بالعملية البرية الإسرائيلية في غزة ويطالب مجلس الامن لعقد جلسة طارئة لمناقشة تداعياتها..
لم يثير اهتمام الامارات ومثلها السعودية، التي تخفي مواقفها مما يدور خشية غضب حركات المقاومة في المنطقة ضدها كما تقول التقارير الامريكية، سوى العملية البرية لقطاع غزة والتي فشلت قبل ان يطلع ضوء الصباح وانتهت بمجازر مروعة للقوات الامريكية والإسرائيلية التي شاركت بالهجوم ،في حين تجاهلت تلك الدول عشرات المجازر التي ابادت اسر بكاملها وطمرت احياء بساكنيها من على وجه الأرض ولم تلتفت حتى لـ500 شهيدا سقطوا بجريمة استهداف مستشفى المعمداني.
أيا يكون الهدف من التغيير في الموقف الاماراتي تشير المعطيات من حيث التوقيت إلى أنه ليس اكثر من تسجيل متأخر لتنقيح سجل العار الذي وصمت ابوظبي نفسها به خلال الثلاثة الأسابيع الماضية ولم تكن غزة او حتى فلسطين التي انتفضت دول العالم بما فيها تلك الداعمة للاحتلال والتي فرضت قيود على التظاهر لأجلها، بحاجة له وقد سطرت تاريخ جديد لن ينساه الاحتلال والاجيال القادمة ذكراه لقرون من الزمن.
السعودية الامارات غزةالمصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
كلمات دلالية: السعودية الامارات غزة
إقرأ أيضاً:
مآرب نتنياهو في فتح الجبهة السورية.. قراءة متأنية في الأوراق التي يحاول اللعب بها!
اشتهرت شخصية رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" بالمراوغة الشديدة والتحايل الكبير والكذب الذي يمارسه كما يتنفس! والرجوع كذلك عن الوعود المبذولة كأنك أمام طفل مدلل قد أعيا أسرته إزاء محاولات تقويمه فباءوا بالفشل وعدم النجاح.
ولربما ساعدت الأجواء المحيطة بنتنياهو الذي لا يجد من يأخذ على يديه ليرتدع عن التدليل المموج في ظل الدعم اللامحدود من الحلفاء التقليديين في الغرب، والتواطؤ لزاعق من الجوار الرسمي العربي الرافض للمقاومة والممانعة التي تغضب السيد الراعي المقيم بالبيت الأبيض! فحمله ذلك على عدم احترام أي اتفاق، وعلى اختلاق الأكاذيب والزعم بأن المقاومة الفلسطينية قد نقضت ما تم الاتفاق عليه لمجرد الرفض الفلسطيني لعدم احترامه لما تم التوقيع عليه، وبناء عليه قام نتنياهو بتوقيع العقوبات على القطاع ومنع كل الاستحقاقات التي قامت برعايتها أمريكا..
وها هو يمارس هوايته في فرض رؤيته الأحادية من أجل تحقيق مصالحه السياسية حتى رغم أنف المعارضة بل والشارع الإسرائيلي، وهو يعمد إلى توجيه دفة الأحداث يمنة ويسرا لا يبالي بمعارضة من أحد ولا يأبه لردود الفعل حين يحرك طيران دولته ليعتدي على الدولة العضو في الجامعة العربية، سوريا، واثقا مطمئنا لحالة الموات العربية والأممية وأن الأمر لا يعدو أكثر من بيان هنا أو هناك يستنكر الاعتداء على دمشق وطرطوس والقنيطرة في الجنوب السوري، والكل يعرف أن الكلمات التي صيغ منها البيان لا تساوي الحبر الذي كُتب به!..
لكننا بحاجة لقراءةٍ متأنيةٍ لمساعي "بنيامين نتنياهو" ومآربه المتعددة في فتح الجبهة السورية من أجل كشف الأوراق التي يحاول "بيبي" اللعب بها، وهذا ما سنتعرض له فيما يلي:
1- الهروب من استحقاقات المفاوضات بالفتح المفتعل للجبهة السورية!! وهي إحدى إبداعات شخصية الرجل الذي يجيد صناعة الحدث الخادم لمصالحه ومصالح أطماع دولته، ودائما ما يجعل من بلاده فاعلا لا مفعولا به كما هو الحال في الجوار العربي المهموم بحلقات رامز الرمضانية! وبسوق انتقالات لاعبي الكرة ذات الأرقام الفلكية التي تنافس كبرى الدوريات الأوروبية، والمهموم كذلك بإقامة الحفلات الغنائية للشواذ والملحدين ممن تحملهم الطائرات الخاصة وتستقبلهم بلادنا في صالات كبار الزوار! وهذه إحدى أهم أوراق اللعب التي يجيدها "بيبي" في رمي قنبلة الدخان التي تحجب الرؤية عن حلفائه قبل أعدائه!
2- لا شك أن سقوط حكم عائلة الأسد المترعة بالخيانة حتى الثمالة من الأب إلى الابن، قد أزعج دولة الاحتلال أيما إزعاج بعد ما قدمته العائلة المشئومة من خدمات جليلة لدولة الاحتلال، حولت الجيش العربي السوري إلى أكبر حام لأمن إسرائيل في جبهة الجولان. وقد اقتضت معالجة مخاوف الاحتلال لخسارته الحليف الاستراتيجي الذي على مدار 54 سنة لم يطلق طلقة واحدة ضد إسرائيل؛ ضرورة التنغيص على التجربة السورية التي كُللت بالنجاح وحملت إلى سدة الحكم إسلاميي سوريا الجهاديين! فقام جيش الاحتلال بقصف بعض كتائب الدفاع الجوي بطرطوس بالإضافة لمحاولاته إشعال نار الفتنة الطائفية بادعائه الاستجابة لنداء دروز الأرض المحتلة بضرورة التدخل لحماية الأقلية الدرزية المتمركزة في الجنوب السوري! وفي بعض المناطق مثل "جرمانا"..
3- إشغال الداخل الإسرائيلي عن ملاحقة "نتنياهو" سياسيا وقضائيا، ومحاولة فرض النغمة الممجوجة التي تغنت بها قديما وما زالت بعض الأنظمة العربية السلطوية بالقول: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة! وفي ظل المعركة كانت تستبيح كل شيء، وأخطرها كرامة الشعوب وحرياتهم وثرواتهم بل وحياتهم! وهذا ما يفعله نتنياهو بإشغال دولته وجيشه ومعارضته وشعبه بالملف السوري لكن دون المساس بكرامتهم وحياتهم، فالاستنساخ ليس كاملا لتجربة الاستبداد العربية، وغير معقول أن تسمح دولة ديمقراطية مثل إسرائيل باستنساخ تجارب الأنظمة السلطوية فذلك لا يحدث إلا في بلادنا حصرا وقسرا!
4- تغذية الحالة النفسية المَرضية لشركاء نتنياهو في الحكومة الإسرائيلية ممن لا تهدأ عريكتهم ولا تصفوا سريرتهم إلا بإشعال الحروب من أجل تسريع وتيرة الخراب؛ لخدمة أهداف جماعة جبل صهيون الداعية إلى هدم المسجد الأقصى وإقامة معبد داود وتخريب العمران في المحيط العربي خاصة دول الطوق، ولذلك لا عجب بأن تجد الاحتلال يسارع إلى فتح المزيد من الجبهات في ظل تركيبة الحكومة الحالية ذات الأغلبية الدينية المهووسة ببعض الخلفيات التلمودية، وإن كان من الضروري أن نذكر أن ذلك لا يحدث من قبيل الشجاعة لديهم أو الحرص على الشهادة كما هو الحال في عقيدتنا كمسلمين بحسبها إحدى الحسنيين، فهم لا يسارعون إلى المواجهات وفتح الجبهات إلا مع ضمانة التفوق العسكري الكاسح لديهم وإلا فلن يحركوا جيوشهم قيد أنملة!