معارك دبلوماسية موازية
مع العدوان الهمجي الذي يشنه الكيان الصهيوني على أهلنا في قطاع غزة، هناك عدوان دبلوماسي مواز لا يقل خطورة عن الأول.
وصم حماس بالحركة الإرهابية يعني حكما بالإعدام على 2 مليون فلسطيني في غزة، ثم تنتقل المذبحة إلى الضفة الغربية.
يعلم الأردن وتعلم الدول العربية والإسلامية أن إدراج حماس كحركة إرهابية في مقررات دولية هو غطاء كامل للكيان الصهيوني لاستباحة غزة كاملة.
الكيان الصهيوني وأصوات كثيرة مؤثرة بواشنطن تعتبر كل من انتخب حماس ورضي بها، ومن يرفض التهجير ويبقى في بيته، ومن يخرج في مظاهرة مؤيدة للمقاومة هو حماس.
* * *
بالتوازي مع العدوان الهمجي الذي يشنه الكيان الصهيوني على أهلنا في قطاع غزة، هناك عدوان دبلوماسي مواز لا يقل خطورة عن الأول.
يشن الكيان الصهيوني ومعه الولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي عدوانا دبلوماسيا وسياسيا على حق الفلسطينيين في المقاومة والدفاع عن النفس وهو الحق الذي كفله القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة.
العدوان يتمثل في إصرار تلك الأطراف على شيطنة حركة المقاومة الإسلامية حماس ووصم مقاومتها للاحتلال الصهيوني بالإرهاب.
صحيح أن حماس مصنفة أصلا في بعض الدول بأنها حركة "إرهابية"، لكن هذا التحالف يريد أن يسحب ذلك إلى البيانات والقرارات الرسمية للمنظمات الإقليمية والدولية.
لقد أصرت الدول الغربية في مؤتمر "القاهرة للسلام" الذي عقد السبت 21/10/2023، على تضمين البيان الختامي إدانة واضحة لحماس ووصمها بالإرهابية، ما أفشل المؤتمر وانتهى بدون بيان ختامي، وهذا يحسب لدول عربية وإسلامية حالت دون ذلك.
ذات المحاولة حدثت في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة والتصويت على القرار الذي تقدمت به المملكة الأردنية نيابة عن المجموعة العربية، حيث كشف وزير الخارجية الإيراني أنه عند الاقتراب من الموافقة على هذا القرار، تقدمت إحدى الدول الغربية باقتراح لإدراج حماس كجماعة وحركة إرهابية في القرار. وهو ما تم رفضه كذلك.
لا يعني هذا أن العدوان السياسي الدبلوماسي سيتوقف، بل سيأخذ أشكالا أخرى، ونأمل أن تبقى المجموعة العربية والإسلامية صامدة في هذه المعركة، وهنا تكمن أهمية التحركات الشعبية سواء داخل الدول العربية وعلى رأسها الأردن والدول الغربية، ما يصعب المعركة على الطرف الآخر.
يعلم الأردن وتعلم الدول العربية والإسلامية أن إدراج حماس كحركة إرهابية في مقررات دولية هو غطاء كامل للكيان الصهيوني لاستباحة غزة كاملة، فالكيان الصهيوني ومن ورائه أصوات كثيرة ومؤثرة في واشنطن تعتبر كل من انتخب حماس ورضي بها، وكل من يرفض التهجير ويبقى في بيته في غزة، وكل من يخرج في مظاهرة مؤيدة للمقاومة، وكل من رمى حجرا أو بصق يوما في وجه الاحتلال أو رفع يديه ودعا الله على الاحتلال هو حماس، وحتى الأطفال هم مشاريع حماس.
ولذلك فإن وصم حماس بالحركة الإرهابية يعني حكما بالإعدام على 2 مليون فلسطيني في غزة، ثم تنتقل المذبحة إلى الضفة الغربية.
مع إشادتنا بالموقف الرسمي والمواقف العربية لكننا ندعوها للتقدم خطوة، وأن تعترف بحق الفلسطينيين بالدفاع عن أنفسهم، وأن لا تبقى حركة حماس مصنفة حركة إرهابية في بعض الدول العربية.
*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين حماس المقاومة الإرهاب قطاع غزة الكيان الصهيوني العدوان الهمجي الکیان الصهیونی الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
حماس ترفض التمديد الصهيوني للمرحلة الأولى
الثورة /متابعات
قدّمت مصر أمس الأحد مقترحاً جديداً لتقريب وجهات النظر بين المقاومة و”إسرائيل”، لتفادي استئناف الحرب، بينما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن استعدادات كيان الاحتلال لمواصلة الحرب وتهجير الفلسطينيين وتضييق الخناق على ملايين الفلسطينيين بقطع الكهرباء والمياه ومنع وصول الغذاء والدواء من خلال خطة أطلقت عليها” الجحيم” .
وقال مصدر مصري مسؤول، إن المقترح يطرح مد المرحلة الأولى أسبوعين فقط بدلاً من 6 مع إطلاق سراح 3 محتجزين أحياء و3 جثامين.
وأضاف، أنه من المرتقب وصول وفد الاحتلال الإسرائيلي إلى القاهرة خلال الساعات المقبلة لمناقشة الطرح الذي تقدمه مصر.
وشدد على أن القاهرة تؤكد تمسكها بانسحاب العدو الإسرائيلي بالكامل من محور صلاح الدين مقابل مشروع أميركي أمني على الحدود، مشيرة إلى أن هناك توجهاً للعدو الإسرائيلي لعدم استئناف العمليات العسكرية خلال الأيام القليلة المقبلة على أقل تقدير.
وفي وقت سابق أفادت مصادر إعلامية، بأن إسرائيل طلبت مقابل تمديد المرحلة الأولى أسبوعاً أن تفرج حماس عن محتجزين أحياء وجثث كمقترح تمهيداً للمرحلة الثانية .
وفي المقترح طلبت دولة الاحتلال إفراج حماس عن 5 أسرى أحياء و10 جثث مقابل أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات.
ورفضت حماس المقترحات الإسرائيلية واعتبرتها مخالفة لما اتفق عليه، كما أبدت حماس تمسكها بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وتوقيعه عبر الوسطاء.
من جانبه أكد وزير داخلية الاحتلال الإسرائيلي، موشيه أربيل، مساء الأحد، على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإعادة جميع الأسرى..
وشدد أربيل وفق ما أورده الإعلام العبري، على أهمية المضي قدمًا في تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة الأسرى في أقرب وقت.
وقال إن إتمام الصفقة بجميع مراحلها هو أمر حتمي لضمان عودة الأسرى، داعيًا إلى تسريع الإجراءات لتحقيق هذا الهدف.
في سياق متصل تظاهر مئات المستوطنين الصهاينة، ، مطالبين رئيس حكومة بنيامين نتنياهو باستكمال صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة في غزة.
وأفادت وسائل إعلام العدو بأن المتظاهرين احتشدوا قرب مقر “الكنيست” في مدينة القدس المحتلة للمطالبة باستعادة الأسرى الصهاينة من غزة.
يأتي ذلك بعد ساعات من قرار مجرم الحرب بنيامين نتنياهو إغلاق المعابر مع غزة ووقف جميع البضائع والإمدادات إلى القطاع.
وهاجمت عائلات الأسرى الصهاينة قرار نتنياهو مؤكدة أنه صادم ويعرّض حياة الأسرى للخطر.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن عائلات أسرى، اتهامهم نتنياهو بالسعي لإفشال المرحلة الثانية من الصفقة عبر وقف المساعدات، ما سيدخل مصير الأسرى في نفق مظلّم ويهدد باستئناف الحرب.
وانتهت أمس الأول السبت، المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين المقاومة والاحتلال الصهيوني، والتي امتدت لـ42 يومًا، في ظل مماطلة الأخير ومحاولته تمديدها، وعدم الخوض في المرحلة الثانية من الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية قطرية أمريكية.
وخلال هذه المرحلة، أفرجت حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية عن 33 أسيرًا صهيونيا في قطاع غزة، بينهم ثمانية جثث، في المقابل أطلقت سلطات الاحتلال سراح حوالي 1700 فلسطيني من سجونها.