رئيس جراحي مستشفى ناصر بـ«خان يونس»: نعمل في رعب دون طعام.. والمرضى مهددون بالموت (حوار)
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
وضع مرير يعيشه أبناء قطاع غزة في فلسطين، خاصة في القطاع الطبي المهدّد بالتوقف عن أداء مهمته في استقبال المصابين وتوفير الخدمة الطبية اللازمة لهم، في ظل نقص المستلزمات ومنع دخول المساعدات اللازمة لتلبية احتياجات المصابين الموجودين في المستشفيات بالمئات.
صقر: المشفى مهدّد بالغلق بسبب نقص المخزونيتحدّث الدكتور سليم صقر، رئيس قسم الجراحة بمستشفى ناصر بخان يونس، لـ«الوطن»، عن الوضع المأساوي الذي يشهده المستشفى حالياً، وحرمان أصحاب الأمراض المزمنة من صرف علاجهم بسبب نقصه وعدم توافره، وصعوبة إجراء عمليات جراحية للمصابين في ظل نقص المخزون الاستراتيجي الذي أوشك على النفاد، مع تزايد أعداد المصابين من الأطفال والنساء والأطقم الطبية أيضاً.
حدّثنا عن معاناة القطاع الطبي بغزة في ظل الأوضاع القاسية؟
- نواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة من منع دخول المعدات الطبية إلى قطاع غزة، فالمخزون الاستراتيجى بدأ ينفد، وهذا خطر شديد، أنا كجراح لا أجد خيطاً، فكيف أباشر العملية؟ نتعرّض لتهديد منذ بداية العدوان، ونحن على وشك توقف إجراء العمليات، وهذا معناه موت الناس، حين يأتى لي مصاب بإمكانى إنقاذ حياته، ولكن في ظل عدم توافر المواد والأدوات اللازمة ومنع دخولها من الخارج للقطاع سيموت المريض، وبالتالي سيزداد عدد الشهداء أكثر فأكثر، الوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا بد من إدخال المواد الغذائية والطبية والسولار، حتى نستطيع معالجة المرضى ومحاولة إنقاذ حياتهم.
وما الذي تتوقعه إذا تم منع دخول المساعدات الطبية إلى المستشفيات؟
- ستتوقف المستشفيات عن العمل خلال فترة قصيرة جداً إن لم يدخل السولار، الآن قطاع غزة في ظلام دامس ولا يُضاء بيت فيه إلا على خلايا شمسية بسيطة، فقد توقفت شركة الكهرباء في القطاع عن العمل منذ أيام طويلة.
أكثر المصابين من الأطفال والنساء والمدنيينما أكثر الفئات التى يستقبلها المستشفى يومياً؟ وهل هناك مقاومون بين المصابين أو الشهداء؟
- أكثر المصابين من الأطفال والنساء والمدنيين بوجه عام ولا يوجد عسكريون، فجميع المقاومين ليسوا موجودين فى البلد، الذين يأتون لنا هم «الحزانى والغلابة فقط، مالهمش دعوة بأى حاجة»، هم الآمنون فى بيوتهم، وقتلوا وقصفوا دون ذنب، لم نرَ مقاوماً منذ بداية الحرب، والإصابات خطيرة تتراوح بين كسور متعدّدة فى الأطراف والحوض والعمود الفقرى والقفص الصدرى، وكذلك الجمجمة ونزيف فى البطن والصدر والدماغ.
أصحاب الأمراض المزمنة مهدّدون بالموتوماذا عن أوضاع أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون جراء نقص المستلزمات الطبية؟
- بالنسبة للأمراض المزمنة الآن في قطاع غزة، لا نتحدّث عنها الآن، الله يعين أصحابها، لأنهم لا يستلمون أدويتهم التي أوشكت على النفاد من المخزون الاستراتيجى، وقطاع غزة محاصر منذ سنوات، وقبل الحرب المخزون الاستراتيجي كان دائماً يعاني نقصاً في جميع الأدوية، فما بالكم بهذه الفترة التى تشهد حصاراً كاملاً، ولا إبرة تدخل قطاع غزة ولا قطرة ماء، الأمر كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
حدّثنا عن الوضع داخل قسم الجراحة؟
- قسم الجراحة مكتظ بالمصابين، ولا يوجد سرير فارغ به، وأقسام الباطنة والأطفال والنساء والولادة مليئة بهم، واستخدمنا أماكن نوم الأطباء للمرضى، وخصّصنا الطرقات لنوم الناس على الأرض.
وماذا عن وضع الأطباء؟
- وضع الأطباء كارثي، ليست هناك وسائد للنوم عليها أو أكل يتناولونه، قبل يومين وزّعوا عليهم طعاماً بعد مرور 24 ساعة دون خبز، عبارة عن قطعة صغيرة من الجبن و«بندورة»، الوضع كارثي «الله يصبر أهالينا في غزة ويحمي لنا مصر العزيزة، أنتم أهالينا وأقرب الناس لينا وواقفين بجانبنا كل الشكر لكم».
هل هناك إصابات في الطاقم الطبي؟
- نعم هناك إصابات كثيرة بين الأطباء، ومنهم من استُشهد، وأيضاً أولادهم وأسرهم أصيبوا واستُشهدوا، إضافة إلى المسعفين والممرضين، لدينا حالات وفيات كثيرة في صفوف العاملين بالمنظومة الطبية بالمستشفى، نحن جزء من الناس، ندفع الفاتورة مثل أي مواطن ونعمل تحت ضغط، لأننا لسنا بعيدين عن القصف، نعاني من نقص كل شيء.
المستشفيات باتت مأوى للنازحين.. وغرف الأقسام ممتلئة بالجرحىكيف توفّقون أوضاعكم بين استقبال المرضى والنازحين؟
- جميع المستشفيات في غزة تضم نازحين ومهجّرين، معظمهم أطفال ونساء يعتبرون المستشفيات مكاناً آمناً حسب القانون الدولي الذي نعرفه، ويحرم قصف المستشفيات التى تعتبر أماكن آمنة، لكنها الآن أصبحت تُقصف، وبالتالى لا يوجد مكان آمن يؤوي الناس، ومع ذلك الناس لا يجدون أمامهم سوى المستشفيات للاختباء بها، وكان هناك تصريح لمدير مستشفى القدس في غزة بأنهم مهدّدون بالقصف، وهناك نحو 12 ألف مواطن نازح بالمشفى، ونحن في المجمع لدينا آلاف المواطنين أيضاً، الوضع حرج للغاية.
الأطباء يعانون نقصاً في الطعام الذي لا يتوافركيف تمر عليكم هذه الحرب كأطباء مطالبين بإنقاذ أرواح الناس؟
- عاصرت جميع حروب قطاع غزة من الانتفاضة الأولى، مروراً بالثانية، ولم أجد أصعب من هذه الحرب، فلم نعد آمنين حتى فى المشفى، القصف يطال كل مكان، وفي أماكن مجاورة لنا وفي محيطنا، وكان هناك قصف مجاور لسور مجمع ناصر الطبى زلزل المبنى، وأحدث رعباً وذعراً للموجودين بداخله.
وقصفت سيارات الإسعاف أمام قسم الاستقبال والطوارئ بساحة المستشفى، واستُشهد المسعفون وهم يحملون الجرحى والمصابين، أصبحنا جميعاً ننتظر الموت اليوم أو غداً، يأتي الموت عندما ينتهي الأجل، وكل إنسان معروف رزقه وأجله منذ الولادة، ونحن سلمنا أمرنا كله لله.
مناشدة للعالمنناشد العالم بأسره بأن يعطى للشعب الفلسطينى أبسط حقوقه، الناس تريد أن تعيش، نحن أكثر شعب محب للسلام، ولا نحب العنف بكل أشكاله، نريد دولة فلسطينية تعيش كأبسط أناس في العالم، كنا راضين عن اتفاقية أوسلو على أساس إقامة دولة فلسطينية، فلمّ تم تهميشنا وضحكوا علينا؟ أناشد كل من لديه إنسانية أن يعطونا دولة على حدود عام 1967، نحن مسجونون منذ عشرات السنين في قطاع غزة، «لا بنتعالج صح ولا بناكل صح ولا بنشرب صح ولا بناخد راتب صح ولا بنتفسح ولا بنعيش».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مستشفى ناصر بـ خان يونس نقص المستلزمات الطبية قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يزور مستشفى الناس بالقاهرة
زار الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، مستشفى الناس بمحافظة القاهرة، وتفقد وزير الأوقاف -في خلال الزيارة- بعض الحالات التي تتلقى العلاج بالمستشفى، وشد من أزرها، وطمأن ذويها، ودعاهم إلى الثقة الكاملة في الله -تبارك وتعالى-، متمنيًا لهم موفور الصحة والعافية.
كما عبر وزير الأوقاف عن سعادته وتشرفه بزيارة المستشفى أكثر من مرة، والمشاركة في الإعلان عن مجهوداته وأنشطته، ودعم نجاحاته، إذ أصبح في وقت قياسي منارة ناجحة علميًّا، يقدم نموذجًا طبيًّا ناجحًا ومتميزًا، وأن أبناءه يبذلون كل جهد ليكون أكبر صرح طبي غير هادف للربح، وأنه يستعين بخبرات كبار الأطباء، إذ حظي الدكتور كريم أبو المجد، رئيس قسم جراحات الجهاز الهضمي وزراعة الأمعاء بمستشفى كليفلاند كلينيك الأمريكية العريقة (Cleveland Clinic) وأحد أطباء المستشفى بثقة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية بضمه لهيئة مستشارين سيادته.
وثمن جهود إدارة المستشفى وطاقمه الطبي في توفير المتطلبات الطبية اللازمة، وتقديم العناية والرعاية للمرضى، واستيفائه لجميع عناصر النجاح.
كما قدم وزير الأوقاف التحية لمستشفى الناس على رعايته للحالات الصحية من المصريين والوافدين، لافتًا إلى أن ما رأى من نماذج تشهد بنجاح كبير، وتقديم خدمة متميزة على أعلى المستويات.
وفي ختام الزيارة، أعرب الوزير عن خالص رجائه بمزيد من النجاح للمستشفى، وأن يتولد منه نماذج مشرفة، معلنًا دعمه للمستشفى، مقدمًا الشكر للأطباء بالمستشفى على جهودهم المبذولة، وحسن رعايتهم للحالات الطبية من أبناء مصر، وللأطفال من فلسطين الشقيقة. ومؤكدًا أن أبناء مصر يستحقون كل ذرة مجهود وتعب، مشيدا بنجاح الفريق الطبي، وقدرة المستشفى على اجتذاب الخبرات الطبية من صناع النجاح الذين يقدمون العلم والمعرفة والخبرة.
وعبر الأستاذ أيمن عباس، أمين صندوق مؤسسة الجود بمستشفى الناس -في خلال الجولة- عن سعادته بزيارة وزير الأوقاف، ودعمه للمستشفى، مؤكدًا أن زيارته تشكل دعما كبيرا وثقة في قلوب الناس، وأن الله -تبارك وتعالى- قد اختصه لإدارة الأوقاف، وتقديم الخطاب الديني الراقي، وأنه من العلماء الذين اختصهم الله -تبارك وتعالى- بالقبول والحب والمصداقية.
كما قدم تعريفا لوزير الأوقاف بالمستشفى، موضحًا أن المستشفى يقدم خدماته الطبية لأهل مصر، إذ يعد مستشفى الناس -للأطفال والكبار- أكبر مستشفى للعلاج بالمجان في إفريقيا والشرق الأوسط، ويضم علاجات للسكر، وقلب الجنين في خلال فترة الحمل، ووحدات رعاية مركزة بها وحدة متكاملة لحضّانات حديثي الولادة، ويجري إعداد قسم لعلاج الحروق، ويتلقى المستشفى التبرعات؛ لأداء خدماته المجانية لأبناء مصر أصحاب الحالات المرضية المزمنة.
جاء ذلك بحضور كلا من - الأستاذ أيمن عباس، أمين صندوق مؤسسة الجود مستشفى الناس؛ والأستاذ حاتم الملا، المدير التنفيذي لمستشفى الناس؛ والدكتور محمد دنيا، المدير الطبي لمستشفى الناس.