الأردن.. القرار السياسيي يتقدم والأمني يعرقله
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
الأردن.. القرار السياسيي يتقدم و"الأمني" يعرقله
ثمة هوة كبيرة تفصل ما بين القرار السياسي (الخارجي) والقرار الأمني (الداخلي).
اتركوا الناس يتظاهرون قرب السفارة فهذا يخدم الخط السياسي الأردني، ولا تضعوا رجل الأمن في مواجهة المواطن.
رجل الأمن ملك للوطن، وظيفته حمايتنا وحماية أمننا، وقلبه يعتصر آلماً لما يجري في غزة وفي فلسطين وفي أي مكان في الوطن العربي.
قرار إنهاء الاعتصام أمام السفارة الإسرائيلية في الرابية بالقوة طغى على الحدث الأهم والأبرز وهو نجاح الدبلوماسية الأردنية في الملف الخارجي.
حين أحضر أية مظاهرات أركز على عيون رجال الأمن فأجدهم يكادون يبكون، ويكاد الواحد منهم أن يقفز وسط المتظاهرين ليهتف للمقاومة.
* * *
يبدو لأي محلل سياسي أو صحافي أو إعلامي، أن ثمة هوة كبيرة تفصل ما بين القرار السياسي (الخارجي) والقرار الأمني (الداخلي).
ففي الوقت الذي يحقق فيه الأردن انجازا دبلوماسيا يستحق الإشادة بتبني قرار من قبل الأمم المتحدة تقدم به الأردن عن المجموعة العربية، وفي الوقت الذي يقدم وزير الخارجية أيمن الصفدي أداء رائعا في المحافل الدولية وفي وسائل الإعلام وفي المؤتمرات الصحافية، بالطبع بتفويض كامل من الملك الذي وصف ما يجري في غزة بأنه جريمة حرب واضعا العالم أمام مسؤولياته لوقف الجرائم في غزة.
في نفس الوقت الذي ينتهي فيه التصويت لصالح القرار، يأتي قرار آخر مناقض له تماما وغير منسجم معه، ويجهض هذا الانجاز مرة واحدة، وهو قرار إنهاء الاعتصام أمام السفارة الإسرائيلية في الرابية بالقوة، فطغى هذا الحدث على الحدث الأهم والأبرز وهو نجاح الدبلوماسية الأردنية في الملف الخارجي.
وبدلا من أن تتناقل وسائل الإعلام هذا الجهد الخارجي الجبار أخذت في الركض وراء مشاهد مطاردة المعتصمين في كل مكان قريب من السفارة، وكان بالإمكان ترك المعتصمين في مكانهم وحتى السماح لهم بالتقدم أكثر، ففي النهاية هذا العدو يرتكب جرائم حرب يقف ضدها الأردن الرسمي والشعبي.
وحين أحضر أية مظاهرات أركز على عيون رجال الأمن فأجدهم يكادون يبكون، ويكاد الواحد منهم أن يقفز وسط المتظاهرين ليهتف للمقاومة، والذي سمح بقرار المطاردات الواسعة في الرابية لم يستمع جيدا لخطابات الملك، ولم ينحني احتراما للقاء الملكة مع كريستين أمانبور في "سي أن أن"، ولا لجهود الصفدي.
اتركوا الناس يتظاهرون قرب السفارة فهذا يخدم الخط السياسي الأردني، ولا تضعوا رجل الأمن في مواجهة المواطن، رجل الأمن ملك للوطن، وظيفته حمايتنا وحماية أمننا، وقلبه يعتصر آلماً لما يجري في غزة وفي فلسطين وفي أي مكان في الوطن العربي.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الأردن الملكة أيمن الصفدي القرار السياسي القرار الأمني رجال الأمن السفارة الإسرائيلية إنهاء الاعتصام القرار السیاسی رجل الأمن فی غزة
إقرأ أيضاً:
جرائم ومخدرات.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في الأردن
قال وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إن "حادثة إطلاق النار التي جرت اليوم (الأحد) في منطقة الرابية تعد اعتداء إرهابيا على قوات الأمن العام التي تقوم بواجبها".
وأكد المومني أن "استقرار الأردن وأمنه خط أحمر ولن يسمح لأي كان العبث به، مبينا أن المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن العام سيقابل بحزم لا هوادة فيه وقوة القانون وسينال أي مجرم يحاول القيام بذلك القصاص العادل".
ولفت إلى أن "هذه الاعتداءات التي جرت اليوم من خارج على القانون ومن أصحاب سجلات جرمية ومخدرات على قوات الأمن من نشامى الأمن العام مرفوضة ومدانة من كل أردني شريف".
وأوضح المومني أن "قوة الأردن ومنعته واستقراره هي الأساس الصلب لإسناد قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية"، وختم المومني بالقول إن "التحقيقات مستمرة حول الحدث الإرهابي الآثم لمعرفة كافة التفاصيل والارتباطات وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها".
وقتل شخص، فجر الأحد، بعد أن أطلق النار على دورية أمنية بمحيط السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية بالعاصمة عمان، ما تسبب في إصابة ثلاثة عناصر، بحسب ما أعلنت مديرية الأمن العام الأردني.