مطالبات بوضع خطط ستراتيجية للتوسع السكاني خارج المدن
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
الاقتصاد نيوز _ بغداد
حث مختصون بالشأن الاقتصادي، على ضرورة وضع خطط ستراتيجية تهدف إلى التوسع العمراني خارج المدن، مؤكدين أهمية ذلك في تحقيق جملة مكاسب، بضمنها التخفيف من الزخم السكاني الحاصل، والقضاء على أزمة السكن والعشوائيات، مبدين استغرابهم من ضعف الإجراءات الخاصة بالتخطيط لأحياء جديدة مخدومة من ناحية البنى التحتية الأساسية، وقصور الخدمات المقدمة للأحياء الحالية خارج المركز.
وعلى الرغم من الجهود الحكومية الحثيثة الهادفة إلى القضاء على أزمة السكن، سواء عبر منح مزيد من قروض البناء أو لشراء الوحدات السكنية، إلا أن مختصين طالبوا بوضع ضوابط صارمة تحد من ارتفاع أسعار العقارات، داعين إلى تكثيف المبادرات والخطط الهادفة إلى بناء المجمعات السكنية وتوزيعها بين المستحقين بهدف الحد من الارتفاعات الجنونية للوحدات السكنية.ويقدر المختصون بالشأن الاقتصادي، حاجة البلاد إلى ثلاثة ملايين وحدة سكنية، محذرين من أن تزايد معدلات النمو السكاني يمكن أن يفاقم الأزمة خلال السنوات المقبلة، لاسيما أن معدلات ذلك النمو بلغت بحدود 2.6 % .
المختص بالشأن الاقتصادي الدكتور عدنان بهية، حدد عددا من النقاط التي تقف وراء اتساع أزمة السكن وبناء العشوائيات في العديد من مناطق البلاد، منها ضعف الإجراءات الخاصة بالتخطيط لبناء أحياء سكنية جديدة مخدومة من ناحية البنى التحتية الأساسية خارج الحدود الإدارية للمدن، مع قصور الخدمات المقدمة للأحياء السكنية الحالية خارج المركز، وعدم إنشاء أحياء سكنية جديدة تستقطب رؤوس الأموال بعيدا عن مراكز المدن التي بدأت تكتظ، وبالتالي تتصاعد أسعار العقارات فيها، لافتا إلى أن العامل الآخر الذي أدى إلى استفحال أزمة السكن، هو تضخم رأس المال المتوفر لدى العديد من الأفراد نتيجة الفساد، مما دفعهم إلى البحث عن منافذ أخرى لتوسيع استثماراتهم عبر بيع وشراء العقارات.وأوضح الدكتور بهية، أن الإجراءات الصارمة والناجحة لمختلف الجهات الحكومية، والتي أفضت إلى منع تهريب العملة، أدت إلى تركز كتلة مالية كبيرة داخل العراق، ما أدى إلى توجيه هذه الكتلة النقدية لشراء العقارات والمولات والمطاعم داخل المدن، مبينا أن السبب الآخر وراء أزمة السكن هو عدم وجود توسع لبناء المدن الحديثة خارج حدود المركز، فضلا عن وجود قصور في بناء وحدات لمحدودي الدخل ولشرائح الموظفين.
ولمعالجة أزمة السكن والبناء العشوائي يقول الدكتور بهية، إن ذلك يتمثل في بناء مدن جديدة بجانب المدن الحالية، وتكون ذات مخدومية عالية وبنى تحتية أساسية، والعمل بشكل جدي على استقطاب رؤوس الأموال لبناء المجمعات السكنية خارج المدن لتقليص الزخم السكاني الحاصل.
من جانبها أوضحت عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة النهرين الدكتورة نغم حسين، أنه "نظرا للظروف غير المستقرة التي عاشها العراق، فقد عانى التخطيط والإدارة من مشاكل عديدة، تمثلت في ضعف الكفاءة وعدم الإفادة من الخبرات في مجال التخطيط السكني وانتشار الفردية والعشوائية في اتخاذ العديد من القرارات في مضمار السكن، لاسيما توزيع الأراضي وتحديد مواقع المجمعات".
كما لفتت الدكتورة حسين، إلى أن من بين الأسباب التي فاقمت مشاكل السكن، عدم إنجاز مشاريع ومجمعات واطئة الكلفة يمكن لمحدودي الدخل شراءها، كذلك عدم فسح المجال للاستثمار في مجال السكن بشكل كبير، وكذلك عدم وجود مخططات أساس للعديد من المدن وإن وجدت فهي قديمة وغير محدثة، مشيرة إلى أن تلك العوامل "أفرزت واقعا اقتصاديا مترديا نتجت عنه صعوبات كبيرة أثرت في واقع السكن في العراق، لذا لابد من أن تنطلق جملة من الآليات لمعالجة ومواجهة أزمة السكن أو ما يسمى سكن الطوارئ وتمكين الفئات المستهدفة من دفع الإيجار في حال عدم امتلاك الوحدة السكنية عبر منح نقدية مناسبة".
وأكدت عميد كلية إدارة الأعمال، ضرورة فسح المجال واسعا أمام القطاع الخاص للاستثمار في المشاريع السكنية، والعمل الجاد وفق مبدأ تشييد المساكن والمجمعات الخضراء الصديقة للبيئة وسن التشريعات اللازمة للتطوير في مجال السكن، بما يمكن المستثمرين من العمل في بيئة ناجحة.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار أزمة السکن
إقرأ أيضاً:
مطالبات بالتحقيق في علاقات إيلون ماسك مع مسؤولين روس بسبب مخاوف أمن قومي
تسلط رسالة السيناتورين الديمقراطيين جين شاهين وجاك ريد الضوء على مخاوف كبيرة تتعلق بالأمن القومي الأمريكي بسبب تقارير عن اتصالات أجراها الملياردير إيلون ماسك مع مسؤولين روس، بمن فيهم الرئيس فلاديمير بوتين.
تأتي هذه المخاوف بشكل خاص بالنظر إلى أن ماسك، بصفته الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس"، يشرف على عقود حساسة مع وزارة الدفاع الأمريكية والمخابرات بقيمة مليارات الدولارات.
التفاصيل الرئيسيةمطالبة بالتحقيق:
السيناتوران وجهّا رسالة مشتركة لوزير العدل ميريك جارلاند والمفتش العام لوزارة الدفاع، مطالبين بالتحقيق في اتصالات ماسك مع المسؤولين الروس.أشارا إلى أن علاقات ماسك مع "خصم معروف للولايات المتحدة" قد تهدد مصداقيته كمقاول حكومي ومطلع على معلومات سرية.سبب القلق:
تقارير إعلامية، مثل تلك التي نشرتها وول ستريت جورنال، زعمت أن ماسك أجرى محادثات مع مسؤولين روس في أكتوبر الماضي.هذه الاتصالات تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تشهد العلاقات الأمريكية-الروسية توترات كبيرة.العلاقة مع الحكومة الأمريكية:
ماسك يتمتع بعلاقات واسعة مع الحكومة الأمريكية، حيث تقدم شركته "سبيس إكس" خدمات حيوية لوكالات الدفاع والفضاء.ارتباط ماسك بالتمويل الحكومي يجعله في موضع مساءلة إضافية بشأن أي علاقات خارجية مشبوهة.سياق سياسي:
ماسك دعم حملة دونالد ترامب الانتخابية بمبلغ يزيد عن 119 مليون دولار، وتم تعيينه رئيسًا مشاركًا في فريق مختص بكفاءة الحكومة في الإدارة الجديدة.هذا الدور قد يثير تساؤلات إضافية حول تأثير مصالحه الشخصية على السياسات الحكومية.التداعيات المحتملة:إذا ثبت وجود محادثات مشبوهة أو خرق أمني، فقد يؤدي ذلك إلى:إلغاء أو تقليص عقود "سبيس إكس" الحكومية.فتح تحقيقات أوسع في العلاقات التجارية والشخصية لماسك مع جهات أجنبية.تعزيز الرقابة على مقاولي الدفاع لضمان عدم تعارض مصالحهم مع الأمن القومي.رد فعل ماسك المحتملمن المتوقع أن ينفي ماسك أي اتهامات قد تُوجه إليه، وربما يطالب بإثباتات واضحة لهذه المزاعم. كما أنه قد يستخدم منصاته الإعلامية مثل "إكس" (تويتر سابقًا) للدفاع عن موقفه، وهو أسلوب معروف عنه في التعامل مع الجدل.
تعكس هذه القضية التداخل الحساس بين المصالح التجارية الخاصة والأمن القومي، مما يجعل التحقيقات المرتقبة في غاية الأهمية للحفاظ على نزاهة العقود الحكومية وحماية المعلومات السرية.