صراحة نيوز:
2025-03-14@21:32:57 GMT

رسالة إلى سفارات غربية

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

صراحة نيوز- ‏حسين الرواشدة

‏ما فعلته إسرائيل في غزة أفجعنا، لكنه لم يفاجئنا ، فلهذا الكيان الغاصب معنا تاريخ طويل من التوحش والهمجية، ولديه ما يلزم من مرتكزاتها ،الدينية والسياسية والعسكرية ، آخر فتوى من لجنة حاخامات الضفة الغربية وقطاع غزة تؤكد بوضوح أن ” التوراة” تبيح الاعتداء على النساء والأطفال ، وتعتبرهم قتلة يستحقون الذبح ، ومن يقتلهم يجب أن لا يشعر بتأنيب الضمير، هذا خبرناه ونعرفه ، لكن أليس من حقنا ،الآن، أن نسأل : لماذا تكرهوننا في الغرب ؟ ولماذا ترددون رواية الاحتلال بأن هذه الحرب هي حرب الحضارة ، بين الاخيار الأشرار ، أو بين أهل التحضر والتطرف، ولماذا ترسلون عسكركم وعتادكم لمشاركة المحتل في قتلنا ؟

‏الإجابة السياسية معروفة ، إسرائيل هي قلعة الغرب ومشروعه في هذه المنطقة ، ولو لم تكن موجودة (كما قال الرئيس الأمريكي بايدن)، لأوجدناها، ما يعني أنها جزء أصيل من الغرب ، ومحمية من محمياته، وتفسير ذلك معروف تاريخيا، كما أنه مفهوم في سياق المصالح وفرض الهيمنة وترسيم مناطق النفوذ ، لكن المخجل والمعيب أن تغيب عنا ، احيانا ،هذه المسألة،او نتجاهلها، فنصدق ،للحظة ، ما يصدر عن هذا الغرب من سرديات عن حقوق الإنسان وحق الدفاع عن النفس ، وعن المواثيق الدولية وعن التحضر الإنساني ، هذه الأكاذيب التي تفجرت في بلادنا العربية والإسلامية آلاف المرات ، فجرتها البارجات والطائرات الغازية ، أو قرارات الفيتو التي شرعنت احتلال بلادنا ،وتدميرها أيضا.

‏في وقت مضى ،قبل أكثر من 20 ، طرحتم علينا ذات السؤال ، لماذا تكرهوننا؟ كان ذلك بعد حادثة 11 سبتمبر ، وكانت إجاباتنا واضحة ، هؤلاء الذين اقترفوا الجريمة لا يمثلون امتنا ، ولا يتحدثون باسمنا، ونحن أبرياء منهم، تحركت دولنا وحكوماتنا عشرات المرات لتشارك حكوماتكم التضامن مع ضحايا التطرف والإرهاب ، حدث ذلك مع فرنسا بعد اعتداءات باريس ، ومع بريطانيا بعد واقعة البرلمان ، ومع غيرهما من الدول التي تقود مركب الكراهية ضد غزة ، وضد أمنتا أيضا ، المفارقة الآن أن من يمارس الإرهاب علينا هو هذه الدول والحكومات، وليس أفرادا متطرفين محسوبين عليها ، وأن من يتصدى لقتل أطفالنا ونسائنا في غزة، باسم القانون الدولي المعطل ، هم رؤساء وقادة ومسؤولون.

‏أقول لكم : نحن في هذه المنطقة مهد الحضارات، الحضارة الإنسانية خرجت من هنا ، وحضارتنا التي يشهد العالم على أخلاقياتها هي التي سوف تنتصر ، أقول لكم، أيضا ، أنتم من يمارس الإرهاب ضدنا، وهو إرهاب رسمي معلن ومشرعن، لا علاقة لشعوبكم به، نحن لم نغزو بلادكم ، ولم نحتلها، ولا نبادلكم الكراهية ، لكن من واجبنا أن نصارحكم : إن من أيقظ مارد التطرف في بعض أجيالنا هو أنتم ، وإن من سيخرجه بعد حرب غزة من تحت الرماد هو أنتم ، فلا تلوموا أحدا إلا أنفسكم ، ولا تنتظروا أن نتضامن معكم، بعد أن أشهرتم أسلحتكم في وجوهنا.

‏صحيح ، ربما تكرهوننا لأننا ضعفاء، أو ربما ما يزال صدى الحروب الصليبية على بلادنا يتردد في أذهانكم تحت شهوة الانتقام ، أو ربما تعتقدون أننا نهدد أمنكم وحضارتكم، ونريد أن نحرركم من جهالاتكم(!) ، وربما أيضا تنظرون إلينا كحيوانات إنسانية، لا بأس ، نحن نسأل ،أيضا ،: ماذا فعلنا بأنفسنا لكي يكرهوننا؟ الإجابات لدينا معروفة وواضحة ، لكن أقول لكم أيها الغرب بصدق : ما فعلتموه في غزة أكبر من أن ننساه، أو أن يعبر ذاكرتنا المزدحمة بجرائم المحتل الذي وقفتم معه ، واستنفرتم من أجله ، هذه الجرائم التي تتحملون مسؤولية المشاركة فيها ، سيتوارثها أطفالنا الذين خرجوا من تحت أنقاض العمارات المهدمة في غزة ، أو الذين بكوا على قبور أمهاتهم وآبائهم الشهداء ، لن تغادر ذاكرتهم أبدا ، وستلد، بالتأكيد ، إنفجارات تطرف وكراهية أكبر مما شهدته غزة ، وستعم العالم ، كل العالم ، تذكروا وقتها أنها صناعة ايديكم أنتم ، ونحن أبرياء منها .
الأيام دول ، وكما تدين تدان.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة فی غزة

إقرأ أيضاً:

السوداني يوجه بملاحقة الذين يقومون بمهاجمة السوريين في العراق

مارس 12, 2025آخر تحديث: مارس 12, 2025

المستقلة/-وجه القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة من يهاجم العمال السوريين في العراق واصفا ذلك بـ”الأفعال غير القانونية التي لا تمتّ لأخلاق العراقيين بصلة”.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية صباح نعمان، ” تداولت بعض منصّات وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر أعمال عنفٍ مُشينة بحق عدد من الأشقاء السوريين العاملين في العراق، من قِبَل مجموعة مُلثمة تُنسب إلى فصيل يُطلق على نفسه اسم “تشكيلات يا علي الشعبية”.

وأضاف “على الفور، وجه القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة من يرتكب هذه الأفعال غير القانونية التي لا تمتّ لأخلاق العراقيين بصلة”.

وأكد أن “هذه الأفعال هي اعتداءات مُدانة بحكم القانون، وتخالف جميع القيم الإنسانية والأخلاقية، كما تمثل انتهاكاً لكرامة الإنسان وحقوقه”، مشيرا الى “عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين العراقي والسوري، وأن القانون سيطبق كاملاً على كل من يثبت تورطه في ارتكاب هذه الاعتداءات، دون أي تساهل أو تمييز، تأكيداً على مبدأ سيادة القانون وحماية الأمن المجتمعي”.

من جانبها قالت وزارة الخارجية السورية، اليوم الأربعاء، إن “هذه الافعال تشكل انتهاكاً لحقوق الانسان والقانون الدولي”، مطالبة الحكومة العراقية بـ”محاسبة مرتكبي هذه الجرائم، واتخاذ التدابير اللازمة كافة لضمان أمن وسلامة السوريين المقيمين في العراق”.

وأشارت الوزارة في بيان اصدرته، الى أنها “ستعمل على التواصل مع الحكومة العراقية للعمل عن كثب لمعالجة هذه الانتهاكات، واتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمنع أي تجاوزات إضافية”.

وأكدت ثقتها “بقدرة الحكومة العراقية على فرض سيادة القانون، وحماية جميع المجتمعات ضمن أراضيها”.

وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مجموعات ملثمة تطلق على نفسها اسم “تشكيلات يا علي” وهي تقتحم مطاعم وأماكن عمل يديرها سوريون في العراق، وتهاجم العاملين بالضرب، متهمة اياهم بتأييد الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية احمد الشرع.

مقالات مشابهة

  • نعمت عون للمغتربين: أنتم عمود لبنان ونريدكم شركاء في إعادة الإعمار
  • دراسة: المراهقين الذين ينامون أقل من 8 ساعات يتعرضون لمخاطر صحية
  • "تفكك الغرب".. هدية ترامب الكبرى لبكين
  • الجولاني.. “الرئيس المجرم” مسرحية غربية بدماء سورية
  • السوداني يوجه بملاحقة الذين يقومون بمهاجمة السوريين في العراق
  • كل الذين أحبهم رحلوا
  • هل سينقذ ترامب الغرب أم يدمره؟ 
  • دراسة: الأطفال الذين يناولون السمك بانتظام يصبحون أكثر اجتماعية
  • وقفة أمام بقع الدم السوري..!
  • قادة جيوش غربية يجتمعون في باريس لدعم كييف