صراحة نيوز- حسين الرواشدة
ما فعلته إسرائيل في غزة أفجعنا، لكنه لم يفاجئنا ، فلهذا الكيان الغاصب معنا تاريخ طويل من التوحش والهمجية، ولديه ما يلزم من مرتكزاتها ،الدينية والسياسية والعسكرية ، آخر فتوى من لجنة حاخامات الضفة الغربية وقطاع غزة تؤكد بوضوح أن ” التوراة” تبيح الاعتداء على النساء والأطفال ، وتعتبرهم قتلة يستحقون الذبح ، ومن يقتلهم يجب أن لا يشعر بتأنيب الضمير، هذا خبرناه ونعرفه ، لكن أليس من حقنا ،الآن، أن نسأل : لماذا تكرهوننا في الغرب ؟ ولماذا ترددون رواية الاحتلال بأن هذه الحرب هي حرب الحضارة ، بين الاخيار الأشرار ، أو بين أهل التحضر والتطرف، ولماذا ترسلون عسكركم وعتادكم لمشاركة المحتل في قتلنا ؟
الإجابة السياسية معروفة ، إسرائيل هي قلعة الغرب ومشروعه في هذه المنطقة ، ولو لم تكن موجودة (كما قال الرئيس الأمريكي بايدن)، لأوجدناها، ما يعني أنها جزء أصيل من الغرب ، ومحمية من محمياته، وتفسير ذلك معروف تاريخيا، كما أنه مفهوم في سياق المصالح وفرض الهيمنة وترسيم مناطق النفوذ ، لكن المخجل والمعيب أن تغيب عنا ، احيانا ،هذه المسألة،او نتجاهلها، فنصدق ،للحظة ، ما يصدر عن هذا الغرب من سرديات عن حقوق الإنسان وحق الدفاع عن النفس ، وعن المواثيق الدولية وعن التحضر الإنساني ، هذه الأكاذيب التي تفجرت في بلادنا العربية والإسلامية آلاف المرات ، فجرتها البارجات والطائرات الغازية ، أو قرارات الفيتو التي شرعنت احتلال بلادنا ،وتدميرها أيضا.
في وقت مضى ،قبل أكثر من 20 ، طرحتم علينا ذات السؤال ، لماذا تكرهوننا؟ كان ذلك بعد حادثة 11 سبتمبر ، وكانت إجاباتنا واضحة ، هؤلاء الذين اقترفوا الجريمة لا يمثلون امتنا ، ولا يتحدثون باسمنا، ونحن أبرياء منهم، تحركت دولنا وحكوماتنا عشرات المرات لتشارك حكوماتكم التضامن مع ضحايا التطرف والإرهاب ، حدث ذلك مع فرنسا بعد اعتداءات باريس ، ومع بريطانيا بعد واقعة البرلمان ، ومع غيرهما من الدول التي تقود مركب الكراهية ضد غزة ، وضد أمنتا أيضا ، المفارقة الآن أن من يمارس الإرهاب علينا هو هذه الدول والحكومات، وليس أفرادا متطرفين محسوبين عليها ، وأن من يتصدى لقتل أطفالنا ونسائنا في غزة، باسم القانون الدولي المعطل ، هم رؤساء وقادة ومسؤولون.
أقول لكم : نحن في هذه المنطقة مهد الحضارات، الحضارة الإنسانية خرجت من هنا ، وحضارتنا التي يشهد العالم على أخلاقياتها هي التي سوف تنتصر ، أقول لكم، أيضا ، أنتم من يمارس الإرهاب ضدنا، وهو إرهاب رسمي معلن ومشرعن، لا علاقة لشعوبكم به، نحن لم نغزو بلادكم ، ولم نحتلها، ولا نبادلكم الكراهية ، لكن من واجبنا أن نصارحكم : إن من أيقظ مارد التطرف في بعض أجيالنا هو أنتم ، وإن من سيخرجه بعد حرب غزة من تحت الرماد هو أنتم ، فلا تلوموا أحدا إلا أنفسكم ، ولا تنتظروا أن نتضامن معكم، بعد أن أشهرتم أسلحتكم في وجوهنا.
صحيح ، ربما تكرهوننا لأننا ضعفاء، أو ربما ما يزال صدى الحروب الصليبية على بلادنا يتردد في أذهانكم تحت شهوة الانتقام ، أو ربما تعتقدون أننا نهدد أمنكم وحضارتكم، ونريد أن نحرركم من جهالاتكم(!) ، وربما أيضا تنظرون إلينا كحيوانات إنسانية، لا بأس ، نحن نسأل ،أيضا ،: ماذا فعلنا بأنفسنا لكي يكرهوننا؟ الإجابات لدينا معروفة وواضحة ، لكن أقول لكم أيها الغرب بصدق : ما فعلتموه في غزة أكبر من أن ننساه، أو أن يعبر ذاكرتنا المزدحمة بجرائم المحتل الذي وقفتم معه ، واستنفرتم من أجله ، هذه الجرائم التي تتحملون مسؤولية المشاركة فيها ، سيتوارثها أطفالنا الذين خرجوا من تحت أنقاض العمارات المهدمة في غزة ، أو الذين بكوا على قبور أمهاتهم وآبائهم الشهداء ، لن تغادر ذاكرتهم أبدا ، وستلد، بالتأكيد ، إنفجارات تطرف وكراهية أكبر مما شهدته غزة ، وستعم العالم ، كل العالم ، تذكروا وقتها أنها صناعة ايديكم أنتم ، ونحن أبرياء منها .
الأيام دول ، وكما تدين تدان.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة فی غزة
إقرأ أيضاً:
التعليم تعلن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان
أفادت وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين، اليوم الثلاثاء، بأن 12,820 طالبا استُشهدوا و21,351 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة.
وأوضحت التربية في بيان لها، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 12,701، والذين أصيبوا 20,702، فيما استُشهد في الضفة 119 طالبا وأصيب 649 آخرون، إضافة إلى اعتقال 542.
وأشارت إلى أن 619 معلما وإداريا استُشهدوا وأصيب 3831 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 158 في الضفة.
ولفتت "التربية" إلى أنه في قطاع غزة تعرضت 171 مدرسة حكومية لأضرار بالغة، و77 مدرسة للتدمير بشكل كامل، إضافة إلى تعرض 191 مدرسة للقصف والتخريب، بينها 65 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا "، كما تعرضت 20 مؤسسة تعليم عالٍ لأضرار بالغة، فيما تعرض 51 مبنى تابعا للجامعات للتدمير بشكل كامل، و57 مبنى للتدمير بشكل جزئي.
أما في الضفة، فقد تعرضت 109 مدارس للتخريب، و7 جامعات وكليات تعرضت لاقتحامات الاحتلال المتكررة، والتخريب والعبث بمحتوياتها.
وأكدت التربية أن 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة.
المصدر : وكالة وفا