موقع 24:
2024-09-17@02:46:17 GMT

الإماراتي فوق الأدخنة

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

الإماراتي فوق الأدخنة

ليست هذه الأزمة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تكون فيها الدبلوماسية الإماراتية متقدمة بسبع أو ربما عشر خطوات عن غيرها. ففي أزمة ما بعد هجوم حركة «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 أظهرت الإمارات موقفاً واضحاً، معبرة عن تضامنها المطلق مع الأبرياء المدنيين من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. هذه قاعدة تنطلق منها ثوابت الدولة الإماراتية من مبدأ ما التزمت به أخلاقياً بتبني وثيقة الأخوة الإنسانية الموقعة في 2019، هذه القاعدة هي تأصيل لمبادئ المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فالإنسانية كل لا يتجزأ ومنها جاء وسيأتي كل موقف سياسي إماراتي دائماً وأبداً.


الرد الإسرائيلي القوي على هجوم الفصائل الإسلاموية الفلسطينية احتمل مخاطر تضمنت مساساً بالأمن القومي العربي. هنا أظهرت مصر موقفاً صريحاً تضمن (اللاءات الثلاث) لا للعدوان، ولا للتهجير، ولا لتصفية القضية الفلسطينية، وبما أن الموقف المصري والأردني يعبران عن الأمن القومي العربي فلم تتأخر القيادة السياسية الإماراتية بأعلى مستوياتها بما يمثله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من ثقل سياسي في دعم وتأييد القاهرة وعمّان، وبادر بحضوره الشخصي في قمة القاهرة للسلام، تأكيداً على رفض الإمارات لتصفية القضية الفلسطينية، والمطالبة بوقف الهجمات والعودة إلى ما قبل 7 أكتوبر ومنح المسار السياسي فرصة بحلّ الدولتين.
بعيداً عن الشرق الأوسط، وفي نيويورك يخوض الفريق الدبلوماسي الإماراتي جهداً استثنائياً لمحاولة إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، يتبنى وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة المحاصرين.
الأفعال الإماراتية السياسية لم تتأثر بكل المؤثرات الضاغطة من مختلف القوى الدولية، فلا سبيل غير إيقاف الحرب وعلى ذلك جاءت كلمة معالي ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، في ما جاء نصاً: «مجلس الأمن تأخر وقت حرب 1967 في اعتماد قرار لوقف الحرب ما ساهم في انطلاق أطول احتلال عسكري مستمر إلى يومنا هذا، ولا يجب أن نكرر ذلك»، وهنا مقطع عميق في مدلولات السياق التاريخي مع اللحظة الراهنة التي على المجتمع الدولي فيها أن يقوم بواجباته فلا يمكن تكرار الأخطاء كما لا يمكن ترك الحرب تدمر ما بنيّ من جسور تواصل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
مع كل هذا هبت رياح التشويش من تيارات الإسلام السياسي على المواقف الإماراتية وإن كانت هذه الرياح معتاداً هبوبها مع تصاعد أدخنة في الشرق الأوسط أو حتى في كوكب بلوتو فهذه الجماعات المأزومة ليس لديها سوى التشويش لتبرير هزائمها أمام قرارات إماراتية واضحة في رفضها القاطع للتوجهات المتطرفة، ما الجديد الذي ستضيفه الجماعات الإسلاموية في محاولاتها البائسة لتشويه الدور السياسي الإماراتي؟
لن تنجح التقارير المغلوطة ولا حتى الهجمات الإلكترونية في تضليل الرأي العام الذي بات يدرك أن هذه الحملات الموسمية التي تهب مع أدخنة الحروب والصراعات اعتادت عليها الإمارات وهي لا تلتفت إليها وتتركها، فلديها ما يشغلها مما ينفع الناس.
من الملائم النظر باحترام إلى هذه السياسات الواضحة والتي لا تتأثر بالحملات المناهضة، مواجهة خطاب الكراهية ونبذ العنف بكل أشكاله منهج حقق للمنطقة الكثير، فلولا سياسة الإمارات الحكيمة بمدّ الجسور لما انخفض معدل التوترات التي عاش فيها هذا الجزء من العالم على مدار عقود طويلة، التزمت الإمارات في مكافحة الإرهاب بالأفعال لا بالأقوال بمشاركة فاعلة في التحالف الدولي لمواجهة تنظيم «داعش» في العراق وسوريا وتنظيم «القاعدة» و«الحوثيين» في اليمن، هذه الجهود لم تكن لتحدث لولا إيمان صادق بمبادئ الاعتدال والوسطية التي تتمثل في المواقف الصعبة والتي تتعالى فيها الإمارات فوق أدخنة الكراهية التي تذهب بها الرياح أمام ما ينفع الناس فيبقى في الأرض.
* كاتب يمني

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الفصائل الفلسطينية تحتفل بالعملية النوعية لقوات صنعاء التي استهدفت “تل أبيب” باستخدام صاروخ فرط صوتي جديد

الجديد برس:

باركت الفصائل الفلسطينية، اليوم الأحد، العملية اليمنية التي نفذتها قوات صنعاء وضربت هدفاً عسكرياً إسرائيلياً في “تل أبيب” باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي جديد.

حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أشادت بالضربة الصاروخية التي نفذتها قوات صنعاء، في عمق الكيان الإسرائيلي، مؤكدة أنها تأتي كـ”رد طبيعي على عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني، وعلى اليمن الشقيق والمنطقة العربية”.

وأكدت الحركة أنّ “العدو الإسرائيلي لن يحظى بالأمن ما لم يتوقف عدوانه الوحشي على الشعب في قطاع غزة”.

وقالت حماس في بيانها إن “ما تقوم به جبهات المقاومة في اليمن ولبنان والعراق، من مواصلة عمليات الإسناد والمواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني، هو حق أصيل لمقاومة أمتنا وشعوبها، وهو تأكيد لوحدة أمتنا ومصيرها المشترك في مواجهة المشروع الإسرائيلي وهيمنته الاستعمارية”.

كما جددت حماس دعوتها إلى كل “القوى والشعوب الحرة والضمائر الحية في أمتنا والعالم، لمواصلة دعمهم ومساندتهم لشعبنا ومقاومته الباسلة”.

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بدورها أشادت بالضربة الصاروخية اليمنية، مشددة على أنها “فاقمت أزمات الاحتلال وأظهرت ضعفه”.

وقالت الجهاد الإسلامي إن “شجاعة الشعب اليمني في مواجهة الاستكبار الأمريكي والطغيان الصهيوني هي تأكيد التزامه بنصرة شعبنا الفلسطيني”.

وأدانت الحركة “استمرار الصمت العربي الرسمي إزاء المجازر وحرب الإبادة التي يشنها الكيان بحق الشعب الفلسطيني”.

وحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عملية قوات صنعاء التي “اخترقت العمق الإسرائيلي والدفاعات الأمريكية والغربية، وأصابت عاصمة الكيان المصطنعة، في عمليةٍ نوعية جديدة أثبتت قدرة اليمن على تعزيز معادلة الردع ضد الاحتلال”.

وقالت الجبهة الشعبية في بيانٍ لها إن “هذه العملية وضعت العدو الإسرائيلي في حالةٍ من الصدمة والارتباك”، كاشفةً مجدداً عن هشاشة منظومته الدفاعية التي لطالما اعتمدت على الدعم الأمريكي وحلفائه.

كما أضاف بيان الجبهة الشعبية أن “هذه الضربة الصاروخية تأتي في سياق استمرار جبهة الإسناد اليمنية، وضربات محور المقاومة في الرد على حرب الإبادة الإسرائيلية”.

وأشار البيان إلى أن “الرهان الصهيوني على المنظومات الدفاعية الأمريكية والغربية أو جرائم حلفائه ضد اليمن لم يحقق أهدافه في حماية الكيان الصهيوني؛ والرسالة اليمنية الباليستية اليوم واضحة ولا لبس فيها: “أوقفوا العدوان على غزة فوراً، وإلا فإن ردود اليمن ستتواصل وتتعمق وتكون أشد قوةً واختراقاً للعمق الإسرائيلي، ولن تكون هناك خطوط حمر في الدفاع عن قضايا الأمة وفي القلب منها قضية فلسطين ومقاومتها الباسلة”.

بدورها، باركت لجان المقاومة في فلسطين العملية النوعية لقوات صنعاء والتي ضربت هدفاً عسكرياً مهماً في مدينة “يافا” المحتلة بصاروخ فرط صوتي، معتبرةً أنها دليل على أن يمن البطولة والعروبة يمتلك الإرادة العالية والقدرة الاستخبارية لضرب الكيان في عقر داره.

وقالت لجان المقاومة في فلسطين إن وصول الصاروخ اليمني المبارك إلى مدينة يافا والفشل الكبير لكل منظومات الحماية الإسرائيلية بالتصدي له في ظل الاستنفار الكبير والاستعداد العالي والحشود الأمريكية والأطلسية رسالة إلى جمهور المستوطنين أن حكومة نتنياهو تأخذكم إلى الهاوية، ولن تستطيع أي قوة تحقيق الأمن لكم.

وتوجهت لجان المقاومة بالتحية إلى “أبطال الجيش اليمني وإلى الشعب اليمني الشقيق بكل مكوناته الرسمية والحزبية والشعبية”، متابعةً: “نشد على أياديهم الطاهرة المباركة الضاغطة على زناد الرد والإسناد والدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته”.

وباركت حركة المجاهدين الفلسطينية، العملية اليمنية، عادة العملية تطوراً نوعياً لجبهات إسناد اليمن في المعركة ضد العدو الإسرائيلي.

وقالت في بيانٍ لها إن “نجاح الصاروخ اليمني المبارك في الوصول لهدفٍ عسكري داخل عمق الكيان، وفشل محاولات العدو باعتراضه هو فشل شديد يضاف إلى المنظومة العسكرية والأمنية الصهيونية”.

وأشارت إلى أن “هذه العملية النوعية الجديدة هي رسالة قوية للكيان وداعميه الأمريكيين والتحالف الغربي بأن العدوان على الأمة لن يبقى من دون رد وأن الدعم الغربي للصهاينة لن يجلب للكيان الأمن ولن يجلب لهم سوى الويلات”.

كذلك، أضافت بأن “هذه العملية المباركة في ذكرى المولد النبوي الشريف تحمل دلالات هامة وتؤكد وحدة الأمة التي يُحاول العدو تمزيقها وصرفها عن قضيتها المركزية”.

كما ثمنت “موقف الشعب اليمني وموقف القائد عبد الملك الحوثي والقوات اليمنية المسلحة وحركة أنصار الله الثابت من نصرة غزة بالرغم من التآمر والحصار والعدوان لثنيهم عن مواصلة الانتصار للشعب الفلسطيني المظلوم”.

ودعت حركة المجاهدين قوى المقاومة كافة لتصعيد الضغط بكل أنواعه ولا سيما العسكري تجاه العدو الإسرائيلي والضغط كذلك على داعميهم الأمريكيين حتى وقف جرائم الابادة الجماعية في غزة.

من جانبها، باركت حركة الأحرار الفلسطينية العملية النوعية التي “نفذها إخوان السلاح والدم والقضية في القوات المسلحة اليمنية، مؤكدة أنها “تطور نوعي وفارق كبير في إدارة الصراع مع العدو، لم يكن اليمن ولا رجاله يوماً غائبين عن نصرة قضيتنا العادلة”.

وأكدت أن مثل “هذه العملية تعد تطوراً نوعياً وفارقاً كبيراً في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني من حيث قوة وقدرة محور المقاومة وجبهات الإسناد في ضرب الكيان الصهيوني وإلحاق الأذى والرعب في صفوفه وتدمير منظومته الأمنية وتنحيتها”.

وأضافت أنها تبين مدى ترابطه ووحدة محور المقاومة في خندق معركة “طوفان الأقصى”، ورسالة للاحتلال بضرورة وقف حربه التي يرتكبها حتى لا تتوسع بقعة الزيت.

من جانبها، باركت حركة فتح الانتفاضة في بيانٍ لها العملية البطولية التي نفذتها قوات صنعاء، والتي “كشفت زيف المنظومة الأمنية والعسكرية عند الاحتلال الإسرائيلي، وأظهرت التطور النوعي في أداء المقاومة اليمنية”.

ولفتت إلى أن “جبهات الإسناد تُرسل رسائل من نار للاحتلال الصهيوني وحلفائه، مفادها لن نترك غزة وحيدة وشعب فلسطين أمام هذه الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي”.

وأردف بيان حركة فتح الانتفاضة أن “مشاركة إخواننا في اليمن الشقيق والعزيز في الدفاع عن إخوانهم في فلسطين يأتي في إطار الرد على الدعم الغربي”.

وتابع البيان: “لقد أثبت إخواننا في اليمن ومحور المقاومة وجميع جبهات الإسناد أن قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة الغطرسة الصهيونية والغربية ضد أمتنا”.

وأعلن المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، اليوم، أن “القوة الصاروخية التابعة للقوات المسلحة اليمنية، ضربت هدفاً عسكرياً إسرائيلياً في منطقة يافا (تل أبيب) في فلسطين المحتلة”.

وكشف سريع أن العملية جرى تنفيذها باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي جديد، مؤكداً نجاح الصاروخ في الوصول إلى أهدافه وإخفاق دفاعات الاحتلال في اعتراضه والتصدي له، إذ قطع مسافةً تُقدّر بـ 2040 كم، في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة.

وصباح اليوم، أقر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بإطلاق صاروخ باليستي من اليمن في اتجاه “تل أبيب” وفشل الدفاعات الجوية في اعتراضه.

وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن إصابة مباشرة لمحطة للكهرباء جنوبي شرقي “تل أبيب”، كذلك ذكر أن الصاروخ اليمني تسبب في حرائق بمناطق حرجية وأضرار مادية في محطة رئيسية للقطار قرب “موديعين”. كما تسبب الهجوم الصاروخي بتوقف حركة القطارات في معظم “إسرائيل” وبوقوع إصابات باعتراف الإعلام الإسرائيلي.

مشاهد ترصد ذعر مستوطنين إسرائيليين في تل أبيب لحظة سماعهم صافرات الإنذار إثر محاولة اعتراض صاروخ أطلق من #اليمن pic.twitter.com/HOHboOC68W

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) September 15, 2024

#شاهد | سقوط أجزاء من صاروخ اعتراضي كان يحاول اعتراض الصاروخ الذي أُطلق من #اليمن على محطة القطار الإسرائيلية، "باتي موديعين"، في وسط #فلسطين_المحتلة. #الميادين pic.twitter.com/eczyKZzy5D

— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 15, 2024

مقالات مشابهة

  • النهج النبوي حارب الأنانية والرأسمالية التي يتغول فيها الأغنياء على حساب الفقراء
  • وزير الخارجية: نشعر بالغضب الشديد من تخاذل المجتمع الدولي لما يحدث بالأراضي الفلسطينية
  • وزير الاقتصاد الإماراتي يزور معرض سالونيك الدولي ويلتقي عدداً من الوزراء والمسؤولين في الحكومة اليونانية
  • «الخارجية الفلسطينية»: نطالب المجتمع الدولي بوضع حد لمعاناة شعبنا
  • «المالد» الإماراتي يحتفي بالمولد النبوي الشريف
  • الكفاءات الإماراتية تقود مسيرة تطوير قطاع الطاقة النووية
  • الفصائل الفلسطينية تحتفل بالعملية النوعية لقوات صنعاء التي استهدفت “تل أبيب” باستخدام صاروخ فرط صوتي جديد
  • “كابستون تي جي” الإماراتية تُغلق جولة تمويلية أولى لإطلاق مشروع بلوك تشين
  • 15 فرداً من طاقم السفارة الإماراتية في السودان يغادرون البلاد
  • عبدالله آل حامد: مستقبل الإعلام الإماراتي في أيدٍ أمينة