دماء آلاف الأبرياء المسفوكة جراء الضربات الإسرائيلية الانتقامية بدأت تحرك الضمير الإنساني
تتكثف الجهود الدبلوماسية، على أكثر من مستوى، لإنهاء الأزمة الحارقة في المنطقة، خاصة مع اشتداد الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة. ومع كل ساعة تمر دون التوصل إلى وقف فعلي لإطلاق النار، تقترب المنطقة من انفجار شامل قد يكون الأسوأ في تاريخها الحديث، بالنظر إلى شراسة العنف المستخدم، والمجازر غير المبررة المرتكبة بحق المدنيين.في اليوم الحادي والعشرين للحرب في قطاع غزة، انتزعت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً، بأغلبية واسعة، يطالب بهدنة إنسانية فورية ومتواصلة، تقود إلى وقف للعمليات العسكرية. ولأن القرار غير ملزم، فقد رفضته إسرائيل، وردت عليه بتوسيع عملياتها البرية في قطاع غزة لتنكأ الجرح النازف، ويستمر التصعيد الذي لن يخدم أحداً مهما طالت هذه الجولة من الصراع. وبعد ثلاثة أسابيع، لا تلوح بارقة أمل في الخروج من هذه الدوامة، بل إن المؤشرات تؤكد أن كرة اللهب تتدحرح وتكبر وتكاد تخرج عن السيطرة، وهذا المآل يجب عدم الاستسلام له؛ لأن المخاطر كبيرة والتداعيات أخطر مما يتوقعه المراقب اليوم.
منذ سنوات طويلة، تشدد الدول العربية والقوى المحبة للسلام على أن استقرار الشرق الأوسط لن يكون يوماً، ما لم تقم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وما لم تتوقف إسرائيل عن الإجراءات المقوّضة للسلام، من توسيع للاستيطان واعتداءات على المقدسات واستمرار للحصار الخانق على قطاع غزة. ومع الأسف، فإن كل تلك النداءات لم تجد صدىً إيجابياً في تل أبيب ولدى بعض حلفائها. وعندما انفجرت الأوضاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بهجوم «حماس» على العمق الإسرائيلي، انتبه العالم إلى أن المشكلة أكبر من المتوقع، وأن ما حدث لم يكن بداية، وأن امتداداته قد تتجاوز الحيز الجغرافي لتضرب العالم كله. وبدأت تترسخ القناعة بأن ما جرى كان نتيجة طبيعية لعقود من الإهمال للقضية الفلسطينية، والتجاهل المتعمد لما كان يفترض القيام به حتى لا تجد المنطقة نفسها في أتون هذا الوضع الاستثنائي، وهذه الحرب التي لم تشهدها الأراضي الفلسطينية وإسرائيل على الإطلاق.
الوضع الراهن في قطاع غزة مرفوض لدى الأغلبية الساحقة من دول العالم، ودماء آلاف الأبرياء المسفوكة جراء الضربات الإسرائيلية الانتقامية، بدأت تحرك الضمير الإنساني في كل مكان، وتحرّك الوعي مجدداً بضرورة نصرة الشعب الفلسطيني في هذه المحنة. والناظر في مظاهرات التعاطف التي تجوب العالم، وخاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية عدة، يستنتج أن هناك تياراً يتسع ويتمدد للمطالبة بوقف هذه الحرب، وأن أصوات هؤلاء الناس، الذين انحازوا إلى ضمائرهم، بدأت تجد صدىً لدى بعض صناع القرار والقادرين على الفعل. وما استجابة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، للمطالب بتوصيل الإنترنت الفضائي إلى قطاع غزة لمساعدة منظمات الإغاثة الدولية على مجابهة المأساة الإنسانية، إلا دليل على هذا الوعي، وتأكيد على الرفض المطلق لهذه الحرب المدمرة وغير الإنسانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عمرو فتوح: نرفض تهجير سكان غزة ونؤيد موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال المهندس عمرو فتوح، رئيس لجنة ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بالجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، رئيس لجنة الصناعة المركزية بحزب الجيل الديمقراطي، إن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية واضح وصارم وليست ورقة للمساومة أو التفاوض، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية، قضية عادلة لشعب يطالب بأبسط حقوقه في الحياة الكريمة والعيش على أرضه بسلام.
وأكد فتوح في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، أن الشعب المصري والقيادة السياسية على قلب رجل واحد رافضين ما جاء في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن خارج أرضهم.
وأشار المهندس عمرو فتوح إلى أن دور مصر، كركيزة للاستقرار في المنطقة، لا يقتصر على الدعم السياسي فقط للأشقاء، بل يمتد إلى التأكيد على أن أي انتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني هو انتقاص من استقرار المنطقة بأكملها.
وقال رئيس لجنة الصناعة المركزية بحزب الجيل الديمقراطي، إن انحياز مصر للقضية الفلسطينية هو انحياز للإنسانية والعدالة، وستظل مصر، بقيادتها وشعبها، السند الأقوى للأشقاء الفلسطينيين، مؤمنة بأن الحل العادل يكمن في إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق لأصحابها، حتى يتحقق السلام الذي طال انتظاره في هذه البقعة المباركة من العالم.