غارات إسرائيلية في العمق اللبناني.. وصواريخ الدفاع الجوي تدخل المعركة في الجنوب
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
دخل التوتر في جنوب لبنان مرحلة جديدة، مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه أحبط عملية إطلاق صاروخ أرض - جو من لبنان على إحدى طائراته المسيرة، كما نفذ ثلاث غارات في العمق اللبناني في منطقة جبل صافي البعيدة عن الحدود، فيما انفجر صاروخ دفاع جوي إسرائيلي فوق قرى شرق مدينة صور. وكتبت "الشرق الاوسط": يعد إدخال منظومات الدفاع الجوي التابعة لـ"حزب الله" إلى المعركة القائمة، تطوراً جديداً، بعد 20 يوماً من الاشتباكات والقصف المتبادل، خسر خلالها "حزب الله" 47 مقاتلاً قضى معظمهم في قصف جوي نفذته مسيّرات إسرائيلية لاستهداف مجموعات تطلق الصواريخ باتجاه الجيش الإسرائيلي، حسب إعلان تل أبيب ومقاطع فيديو نشرها جيشها.
وكتبت" الجمهورية": إنّ المخاوف الداخلية، ترافقت مع نزوح كثيف للمواطنين اللبنانيين من منطقة الجنوب الى مناطق لبنانية اخرى يعتبرونها اكثر امانا، وبعض القرى الجنوبية باتت شبه خالية من سكانها، وذلك خشية من تدهور الاوضاع، فالناس معذورة ربطا بالعديد من التجارب السابقة التي مرت بها. وفي موازاة هذه المخاوف تتبدّى حالة رافضة للدخول في حرب، ليست محصورة بفئة معينة من اللبنانيين، بل هي شاملة غالبيّة الشّعب اللبناني بكلّ فئاته.
تلك المخاوف يضاف اليها الرفض للحرب، تجمع المقاربات والقراءات السياسية والامنية على اعتبارها مبررة تبعا للتجارب الحربية السابقة ونتائجها المدمرة. الا ان اللافت للانتباه في هذا السياق ان القراءات التي غلّبت في بداية الحرب الاسرائيلية على غزة، احتمال اشتعال جبهة الجنوب اللبناني، فرضت عليها الوقائع العسكرية التي شهدتها جبهة الحدود من مزارع شبعا الى رأس الناقورة، التدرّج العكسي في موقفها بحيث باتت تنظر الى اشتعال هذه الجبهة كاحتمال ضعيف، مستندة بذلك الى مجموعة اسباب:
أولا، إعلان اسرائيل منذ بداية الحرب، وعلى لسان مستوياتها السياسية والعسكرية انها لا تريد مواجهة مع لبنان. وينبغي هنا لحظ ان اسرائيل بادرت في إجراء احترازي الى اخلاء مستوطناتها على الحدود، تجنّبا لوقوع اصابات بينهم تضطرها الى الرد على مناطق آهلة بالسكان في الجانب اللبناني، ما يدفع "حزب الله الى الرد وتطوّر الامور. ثانيا، الاندفاعة الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية لمنع اشتعال جبهة الجنوب. ويبرز هنا ما كشفته وكالة "تسنيم" الايرانية في الساعات الماضية من ان جهات في محور المقاومة تسلمت رسالة اميركية تؤكّد ان لا نية لواشنطن بفتح جبهات جديدة. ثالثا، موقف الدولة اللبنانية ومستوياتها السياسية التي اكدت الالتزام بالقرار 1701، وضرورة الحفاظ على الاستقرار على الحدود. وان خطر اندلاع الحرب هصدره اسرائيل وليس لبنان. رابعا، لا اجماع لبنانيا على الحرب، والمنطق الغالب هو ان لبنان في وضع كارثي على كل المستويات، ولا يحتمل اي ضرر اضافي ولا قدرة له على مجاراة اي حرب او دفع اي ثمن فيها حتى ولو كان متواضعا. خامسا، إنّ "حزب الله" دخل في الحرب من دون ان يدخلها، بحيث انه وازن بين ما يسميه واجبه بنصرة المقاومة الفلسطينية في غزة، وبين قراره غير المعلن بعدم توتير الداخل اللبناني وعدم التسبب بأيّ ضرر فيه، حيث انّه منذ بداية الحرب الاسرائيلية على غزة، رسّم حدود مواجهته مع اسرائيل بعمليات مدروسة ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها من دون توسيع نطاقها. بدليل انّه يقوم بعمليّاته من ضمن ما تسمّى المناطق المفتوحة، واستهداف المواقع العسكرية، وهو امر كلّفه سقوط العديد الكبير من الشهداء، متجنبا بذلك عدم تعرض المدنيين للقصف الاسرائيلي. اذ كان في مقدوره أن يطلق صواريخه ويقوم بعملياته من داخل القرى او من بعد قريب منها، ويحتمي بالابنية ما يجنبه سقوط الشهداء في صفوفه، الا ان ذلك سيدفع العدو الاسرائيلي الى استهداف المناطق المأهولة بالقصف ما سيؤدي الى سقوط مدنيين، وهو الامر الذي يستلزم ردا من قبل الحزب، بحجم القصف الاسرائيلي، ليس على المستعمرات القريبة من الحدود التي اخلتها اسرائيل، بل على المستعمرات في العمق الاسرائيلي، الامر الذي سيفتح سجالا ناريا قابلاً لأن يتطور الى حرب اوسع بين الجانبين.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتحدث عن بداية هجوم 7 أكتوبر - لن أقبل بوجود حماس على الحدود
تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، خلال مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن لحظات البداية في الحرب مع قطاع غزة وحركة حماس والحرب على الجبهة الشمالية وتنظيم "حزب الله" اللبناني وما يجري في سوريا.
وأكد نتنياهو خلال المقابلة، أن الحرب الدائرة حالياً أعادت تشكيل الشرق الأوسط.
إقرأ أيضاً: آخر ما وصلت إليه مفاوضات غــزة ومستجدات المرحلة الأولى - لا ضمانات
وعن لحظة انطلاق حرب غزة في 7 أكتوبر، أوضح نتنياهو أنه استيقظ على هجوم شامل من غزة، ما دفعه لإعلان "حرب طويلة الأمد"، مضيفاً أن حزب الله دخل المعركة في اليوم التالي، مما فتح جبهة ثانية محتملة.
وأشار نتنياهو إلى قرار رفض نقل المعركة إلى لبنان في تلك المرحلة، مفضلاً التركيز على جبهة واحدة، لكنه أكد أن معلومات خاطئة عن طائرات مسيرة لحزب الله دفعت إلى إصدار أوامر بشن هجوم واسع، قبل أن يتضح أنها مجرد أوهام.
إقرأ أيضاً: بالفيديو والصور: إصابة العشرات إثر سقوط صاروخ من اليمن على تل أبيب
كما أشاد بدعم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي زار إسرائيل خلال الحرب وقدم مساعدات عسكرية حاسمة. لكنه كشف عن خلافات حول كيفية التعامل مع حماس، حيث نصحت الولايات المتحدة بتجنب غزو بري لغزة. ورفض نتنياهو النصيحة، مؤكداً أن الهدف هو تدمير حماس بالكامل.
وعلى الجبهة الشمالية، أشار نتنياهو إلى خطة إسرائيلية لتدمير قدرات حزب الله الصاروخية والبنية التحتية تحت الأرض، التي كانت تهدد شمال إسرائيل.
وأكد أن العملية حققت "صدمة تاريخية"، حيث دمرت معظم صواريخ حزب الله الباليستية خلال ساعات.
أما في سوريا، فقد استهدفت إسرائيل منشآت أسلحة كيميائية لمنع وقوعها في أيدي الجهاديين بعد سقوط نظام الأسد.
وأوضح نتنياهو أن إيران وحزب الله فقدا خطوط إمداد رئيسية، مما أضعف "محور الايراني" بأكمله.
وتحدث عن تأثير الحرب على إيران، قائلاً إن الهجمات الإسرائيلية أضعفت قدرتها على إنتاج الصواريخ الباليستية، وأجبرت طهران على إعادة حساباتها.
وشدد نتنياهو، على أن الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس تماماً، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تقبل بوجودها على حدودها.
وأعرب عن أمله في تعزيز اتفاقيات السلام الإقليمية، بما في ذلك إمكانية تطبيع العلاقات مع السعودية.
المصدر : وكالة سوا - هيئة البث الإسرائيلية "مكان"