التغير المناخي يربك المزارعين اليمنيين ويهدر مواسم المحاصيل
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
منذ أعوام فقد المزارع السبعيني سعيد محمد مكانته كحكيم زراعي يستشيره أغلب مزارعي قريته والقرى المجاورة في مديرية الشمايتين التابعة لمحافظة تعز جنوب غربي اليمن، ولم يعد يجرؤ على تقديم النصائح لهم أو حتى إبداء رأيه في أمور وقضايا الزراعة والمحاصيل.
اكتسب المزارع محمد مكانته من خلال اشتغاله في الزراعة منذ طفولته المبكرة رفقة والده وأعمامه الذين أورثوه خبرات قل أن يعرفها أحد في العقود الأخيرة، بعد أن تنوعت الأنشطة الاقتصادية للسكان إلى جانب الزراعة، إلا أن الاضطرابات المناخية وتبدل المواسم وتغير مواعيد هطول الأمطار أربكته وتسببت بحيرته.
وإزاء حيرة محمد وغيره من المزارعين، يقول نبيل عبد الغني مدرس الجغرافيا في إحدى مدارس المديرية، إن المزارعين باتوا بحاجة إلى سنوات طويلة لبدء إدراك ما تفرضه التغيرات المناخية من قواعد للزراعة وطرق للتعامل معها، وقد يحتاجون إلى بنية تحتية تساعدهم في التعامل مع تلك التغيرات.
ويتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة نتيجة التذبذب في مواعيد مواسم الزراعة، وكميات الأمطار وأماكن هطولها، ففي أجزاء كبيرة من مديرية الشمايتين هطلت أمطار غزيرة ونتج عنها سيول جارفة تسببت بالكثير من الخراب في الأراضي الزراعية، في حين بقيت أجزاء من نفس المديرية ومديريات مجاورة تشهد جفافاً متصلاً.
وضع زراعي هشّ
يظهر تأثير هذه التقلبات، بحسب مزارعي «الشمايتين» المترامية الأطراف، خلال الخريف الحالي، الذي كان متعارفاً أنه موسم حصاد أنواع عديدة من الحبوب والبقوليات التي تمت تهيئة الأرض وحرثها لرمي البذور فيها منتصف الربيع الماضي، فبعض مناطق مديرية الشمايتين هطلت عليها أمطار تقارب المطلوب للزراعة سنوياً، وحصلت بالتالي على كميات وفيرة من المحاصيل، إلا أن مناطق أخرى هطلت فيها الأمطار بكميات كبيرة جرفت التربة ببذورها أو بالمزروعات، ولم تجدِ إعادة زراعتها نفعاً، في حين لم تحصل المناطق التي عانت من الجفاف على أي شيء، لكون البذور تلفت تحت التراب أو يبست المزروعات قبل أن تصل إليها المياه المطلوبة لنموها.
في السياق، أكد تقرير محلي أن اليمن يجد نفسه في وضعٍ هشٍّ على نحوٍ خاصٍّ؛ إذ يواجه العديد من التحديات، بما في ذلك الحرب القائمة والأزمة الاقتصادية الشديدة، ومن المرجح أن يؤدي تغيُّر المناخ إلى تفاقم المشكلات الحالية، مع الأحداث المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف، فضلاً عن ارتفاع مستويات سطح البحر.
ووفقاً للتقرير الصادر عن المركز اليمني للسياسات؛ فإن النتائج تشير إلى أن تغيُّر المناخ له بالفعل تأثيرٌ سلبي، مع بعض الآثار التي تتضمن قلة توافر المياه وانخفاض جودتها، وانخفاض غلة المحاصيل وحصيلة صيد الأسماك، وزيادة الأمراض المنقولة عن طريق النواقل وانعدام الأمن الغذائي والبطالة.
ويحذر المركز في تقريره من تفاقم هذه الآثار بمرور الوقت؛ إذ تصبح تأثيرات تغيُّر المناخ أكثر وضوحاً، وتتضاعف بفعل مجموعة من العوامل الأخرى مثل الفقر والصراع وتفكك هياكل الإدارة البيئية، مع زيادة التركيز على كيف يمكن أن يكون تغيُّر المناخ «عاملاً يضاعف من التهديد»، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات الموجودة مسبقاً، ويجعل المجتمعات أكثر عرضة للنزاعات.
ويضرب المركز مثلاً بمديرية حجر التابعة لمحافظة حضرموت شرق البلاد، والتي أدت الفيضانات فيها خلال العامين قبل الماضي والسابق له إلى تدمير الآلاف من أشجار النخيل، مما قلل من إنتاج التمور بأكثر من 60 في المائة، وكان لهذا تأثيرٌ مباشرٌ في سُبل العيش المحلية للأشخاص الذين يعتمدون في دخلهم بشكلٍ كبيرٍ على الزراعة وتربية الماشية.
الحاجة إلى تدخلات رسمية
مع ارتفاع مستويات الفقر المبلَّغ عنها بين السكان، تتفاقم الخسائر المرتبطة بالمناخ بسبب عدم القدرة على التأقلم والتكيُّف، بالإضافة إلى ضعف وبطء استجابة الحكومة والمجتمع الدولي، مما تسبب في الهجرة الداخلية للمزارعين، طبقاً للتقرير.
ويدعو الخبير الزراعي محمد سيف ثابت إلى تبني سياسات وبرامج لمساعدة المزارعين وتوعيتهم بالتغيرات المناخية وكيفية التعامل معها، وتحديد مواعيد جديدة لبدء زراعة الحبوب، إلا أنه لا يجد الأمر ممكناً في الظروف الحالية التي تواجه البلاد فيها تحديات اقتصادية كبرى، في حين تتطلب مساعدة المزارعين تخصيص أموال كبيرة لهذا الغرض.
ويوضح ثابت لـ«الشرق الأوسط» أن لدى المزارعين اعتقادات راسخة بعدم جدوى زراعة الحبوب في مواسم الأمطار الشتوية؛ لأن مواسم الأمطار في اليمن كانت إلى زمن قريب صيفية، ولا تهطل الأمطار في الشتاء إلا نادراً وبشكل شحيح، لكن مع التغيرات المناخية الحاصلة يخشى المزارعون زراعة الحبوب في الشتاء؛ لأنهم لا يتوقعون هطول الأمطار من جهة، ويخشون من تلف الزرع والمحاصيل بسبب البرد من جهة أخرى، لكن المهندس الزراعي سمير المقطري، وهو موظف في وزارة الزراعة، يذهب إلى أن المطلوب إقناع المزارعين بتغيير عاداتهم تبعاً لتغيرات المناخ من جهة، وزراعة أنواع جديدة من المحاصيل تتناسب مع المواسم الجديدة ودرجات الحرارة فيها من جهة أخرى، منبهاً إلى أن التغيرات المناخية قد تساعد في زيادة تنوع المحاصيل وتعدد المواسم خلال العام.
ويشدد على ضرورة توافر إمكانات كبيرة لإيجاد بنية تحتية تساعد المزارعين على تجنب الاضطرابات المناخية مثل الفيضانات أو الجفاف، وتحقيق توزيع عادل للمياه بين المناطق المطيرة والجافة، وهو ما يتطلب قبل ذلك دراسات وأبحاثاً ميدانية على مدى فترات ومواسم عديدة، وتمويلاً دولياً.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: التغیرات المناخیة ر المناخ من جهة
إقرأ أيضاً:
خلال زيارته للأقصر.. وزير الزراعة يوجه بدعم مشروعات صغار المزارعين والمرأة المعيلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجه الدكتور علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بدعم مشروعات صغار المزارعين والمرأة المعيلة وتنويعها وتسويق إنتاجها، وذلم خلال زيارته إلى محافظة الأقصر، والتي استهلها بعقد لقاء مع أهالي ومزارعي قرية البغدادي التابعة لمدينة البياضية، وعدد من السيدات المعيلات بها، بحضور المهندس عبدالمطلب عمارة محافظ الأقصر.
جولة وزير الزراعةوحرص وزير الزراعة خلال اللقاء، على الاستماع الى قصص النجاح وتجارب المزارعين، والسيدات المعيلات، الخاصة بالاستفادة من أنشطة الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، وخاصة مشروعات الإقراض العيني، للبط والماعز والنحل، والتي تستهدف خلق فرص عمل، وزيادة دخل المرأة المعيلة، وتنمية مهاراتها وتحسين دخلها، ومستوي معيشتها.
كما تفقد وزير الزراعة أيضا، الجهود التي نفذها الجهاز بالقرية، لتحويلها إلى قرية نموذجية، حيث تشمل تلك الجهود، نماذج لتوحيد الحيازات، وتطوير الري، ومحطة طاقة شمسية.
وزير الزراعة يؤكد حرص الدولة المصرية على تقديم كافة سبل الدعم للمزارعينوأكد فاروق حرص الدولة المصرية، على تقديم كافة سبل الدعم للمزارعين، ورفع مستوى معيشتهم، مشيرا إلى مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتطوير وتنمية الريف المصري "حياه كريمة"، والجهود التي تم بذلها في القرى المصرية.
وأشار وزير الزراعة إلى استمرار جهود وزارة الزراعة في التواصل الدائم المستمر والسريع مع المزارعين في القرى والحقول، والاستماع إلى مشاكلهم لافتا إلى أن هناك توجيهات إلى كافة المسئولين بوزارة الزراعة بتكثيف التواجد وتقديم الدعم الفني للمزارعين، وعلاج اي مشكلات تواجه المزارعين.
كما وجه فاروق باستمرار جهود الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة في المناطق المستفيدة، وتقديم المزيد من الدعم للمرأة المعيلة، والتنسيق والتعاون مع البنك الزراعي المصري، ومؤسسات المجتمع المدني في هذا الشأن، لتنمية هذه المشروعات وتنويعها وتسويق إنتاجها.
رافق وزير الزراعة خلال زيارته، كلا من المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة، والمهندس مجدي عبدالله رئيس قطاع الهيئات وشئون مكتب الوزير، اللواء أمجد سعدة المستشار المالي للوزير رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية، والدكتور علي حزين رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة بوزارة الزراعة، وبحضور جان بيير دومارجورى، الممثل المقيم ومدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في مصر.
جولة وزير الزراعة بالأقصر (1) جولة وزير الزراعة بالأقصر (2) جولة وزير الزراعة بالأقصر (3) جولة وزير الزراعة بالأقصر (4) جولة وزير الزراعة بالأقصر (5) جولة وزير الزراعة بالأقصر (6) جولة وزير الزراعة بالأقصر (7) جولة وزير الزراعة بالأقصر (8) جولة وزير الزراعة بالأقصر (9) جولة وزير الزراعة بالأقصر (10) جولة وزير الزراعة بالأقصر (11) جولة وزير الزراعة بالأقصر (12) جولة وزير الزراعة بالأقصر (13) جولة وزير الزراعة بالأقصر (14) جولة وزير الزراعة بالأقصر (15) جولة وزير الزراعة بالأقصر (16) جولة وزير الزراعة بالأقصر (17) جولة وزير الزراعة بالأقصر (18) جولة وزير الزراعة بالأقصر (19) جولة وزير الزراعة بالأقصر (20) جولة وزير الزراعة بالأقصر (21) جولة وزير الزراعة بالأقصر (22) جولة وزير الزراعة بالأقصر (23) جولة وزير الزراعة بالأقصر (24) جولة وزير الزراعة بالأقصر (25) جولة وزير الزراعة بالأقصر (26) جولة وزير الزراعة بالأقصر (27) جولة وزير الزراعة بالأقصر (28) جولة وزير الزراعة بالأقصر (29) جولة وزير الزراعة بالأقصر (30) جولة وزير الزراعة بالأقصر (31)