(عدن الغد)متابعات:

توقع البنك الدولي أن ينكمش الاقتصاد اليمني خلال العام الحالي بنسبة 0.5 في المائة، بسبب توقف تصدير النفط نتيجة استهداف الحوثيين لموانئ تصديره، ووصف ذلك بأنه يشكل نقصاً حاداً بالمقارنة مع معدل النمو الذي شهده اقتصاد البلاد خلال العام السابق بنسبة 1.5 في المائة، كما كشف عن أن عائدات ميناء عدن تراجعت خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام بنسبة 61 في المائة.

وذكر تقرير للمرصد الاقتصادي الخاص بالبنك الدولي أن التوقعات تشير إلى أن إجمالي الناتج المحلي لليمن سينكمش بنسبة 0.5 في المائة خلال عام 2023، مما يشكل تناقضاً حاداً مع معدل النمو البالغ 1.5 في المائة والذي شهده العام السابق.

وقال التقرير إن الاقتصاد واجه تحدياً آخر بسبب انخفاض الواردات وإعادة توجيه الواردات من عدن إلى الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي أعيد فتحها في إطار الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة.

وأوضح أن هذا العام شهد تحديات عديدة بالنسبة للاقتصاد اليمني؛ إذ أدى انتهاء الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة إلى سلسلة من التطورات الاقتصادية الضارة، متوقعاً أن يعيد هذا التسلسل في الأحداث الاقتصاد إلى طور الركود. وأكد أن الحصار الذي فرضه الحوثيون على تصدير النفط كان له تأثير كبير على إنتاج النفط وصادراته.

تراجع الأداء الاقتصادي

ذكر تقرير البنك الدولي أن الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون باستيراد الغاز المنزلي إلى المناطق التي يسيطرون عليها أدت إلى تقليل الطلب على الغاز المستخرج من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، لكنه عاد وأكد أن بعض التحديات مثل تقلبات أسعار العملة، وارتفاع التضخم، واشتداد الاضطرابات الاجتماعية، تسببت في تراجع أداء القطاعات الاقتصادية غير النفطية، وخاصة القطاع الخاص.

ورأى التقرير أن التحسن في القطاعات الاقتصادية غير النفطية تعزز من خلال زيادة في الإنفاق الاستهلاكي من قبل الأسر والحكومة، الذي ساهم بنسبة 1.1 نقطة مئوية و1.3 نقطة مئوية على التوالي في نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي الكلي.

وبحسب البنك الدولي، أظهرت البيانات المقدمة من مشروع التقييم انخفاضاً كبيراً بلغ 61 في المائة في الواردات عبر ميناء عدن الذي تديره الحكومة منذ بداية العام وحتى أغسطس (آب) الماضي، في حين شهد ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين انخفاضاً أقل بكثير وبنسبة 8 في المائة، ورأى أن هذا التحول أثر بشكل كبير على مساهمة ميناء عدن في إجمالي واردات البلاد.

التقرير أفاد بأن الضغوط على المالية العامة زادت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وأعاد السبب الرئيسي لذلك إلى ركود صادرات النفط؛ إذ يشير التراجع الواضح في إيرادات الحكومة في النصف الأول من عام 2023 إلى احتمال حدوث انخفاض بنسبة 40 في المائة خلال العام.

وأكد البنك أن هذا التراجع المتزايد، ناجم في معظمه عن الحصار النفطي، ونظراً لانخفاض الإيرادات الجمركية بسبب تحول الواردات عن ميناء عدن.

تخفيض الإنفاق

في مواجهة تراجع الإيرادات ورغبة من الحكومة اليمنية في حماية المالية العامة، ذكر البنك الدولي أنها قامت بتخفيضات كبيرة في أوجه الإنفاق، إلا أنه نبه إلى أن هذه التدابير «قد تفرض مزيداً من التحديات» أمام الحفاظ على الخدمات العامة الأساسية وتعزيز النمو الاقتصادي على المدى الطويل. وأشار إلى أنه على الرغم من هذه الجهود، من المتوقع أن يظل عجز المالية العامة عند نحو 2.9 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام 2023.

هذه الصعوبات المالية - بحسب البنك الدولي - أجبرت الحكومة اليمنية على الاستفادة من تسهيلات السحب الطارئة في البنك المركزي اليمني في عدن، مما أدى إلى زيادة بنسبة 10 في المائة في المطالبات على الحكومة في النصف الأول من عام 2023، وزيادة بنسبة 5 في المائة في الكتلة النقدية المتداولة.

وذكر التقرير أنه رغم تراجع معدل التضخم العام في أعقاب انخفاض الأسعار العالمية للسلع الأولية، فإنه شهد تبايناً كبيراً فيما بين مناطق اليمن؛ إذ شهدت صنعاء انخفاضاً أكثر وضوحاً في تضخم أسعار المستهلكين، في حين ظلت الأسعار في عدن مرتفعة بسبب انخفاض قيمة العملة.

وبالنظر إلى المستقبل، أكد التقرير أن العام المقبل يحمل معه الكثير من عدم اليقين بشأن المشهد الاقتصادي اليمني بسبب القيود المفروضة على صادرات النفط والمفاوضات السياسية الجارية. وجزم بأن استقرار الوضع الاقتصادي يعتمد على استدامة تدفقات العملة الأجنبية والتطورات السياسية.

مؤشرات سابقة

البنك الدولي ذكر أن الاقتصاد اليمني أظهر مؤشرات على التعافي خلال عام 2022، وقال إن البلاد تواجه تحديات مستمرة، وإن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر لم تحقق حلاً سياسياً دائماً، وإن التقديرات التي وردت بالتقرير تشير إلى أن النمو الحقيقي بلغ 1.5 في المائة في عام 2022، بعد فترة من الركود الاقتصادي المستمر لمدة عامين.

وطبقاً لما أورده التقرير، فإن القطاعات الاقتصادية غير النفطية كانت القوة الدافعة وراء هذا التحسن، في حين واجه القطاع النفطي انكماشاً كبيراً، وذلك بسبب الحصار الذي فرضه الحوثيون على صادرات النفط، وأدى إلى خفض متوسط الإنتاج اليومي من 61.600 برميل في عام 2021 إلى 51.400 برميل في عام 2022.

ويمكن تسريع وتيرة النمو الاقتصادي - وفق التقرير - إذا كانت هناك هدنة دائمة أو تم التوصل إلى اتفاق للسلام. ويكشف عن أنه باستخدام بيانات حديثة تعتمد على انبعاثات الأضواء الليلية لتقييم النشاط الاقتصادي خلال الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في عام 2022، اتضح أن النشاط الاقتصادي ارتفع بشكل حاد خلال وقف إطلاق النار المؤقت.

ويؤكد البنك الدولي أنه في سياق تحقيق الرخاء المستدام في اليمن، يعد التوصل إلى تسوية سلمية وعادلة تعالج العوائق الاقتصادية والمظالم المرتبطة بالصراع والقضايا الهيكلية، أمراً بالغ الأهمية من أجل تحقيق التعافي في اليمن.

 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی المائة فی الهدنة التی میناء عدن عام 2022 إلى أن فی عام عام 2023

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يكشف كواليس مراجعة صندوق النقد الدولي الرابعة على الاقتصاد المصري

قال الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن بعثة صندوق النقد الدولي بدأت مراجعتها الرابعة على الاقتصاد المصري، أمس الثلاثاء، وتستمر المراجعة لمدة أسبوعين.

وأوضح رئيس مجلس الوزراء، أنه بانتهاء بعثة الصندوق من إعداد المراجعة الرابعة ستكون هناك سلسلة مناقشات بخصوص عدد من المستهدفات دون تحميل المواطن أي أعباء جديدة.

ونوه خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي الأسبوعي المنعقد بالعاصمة الإدارية، إلى أن صندوق النقد الدولي تفهم سعينا لعدم اتخاذ أي إجراءات جديدة من شأنها أن تضيف أي أعباء على المواطن.

مدبولي: مديرة صندوق النقد تشيد بمرونة سعر الصرف

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى اشادت مديرة صندوق النقد الدولي بخصوص المرونة الحقيقية في سعر الصرف، وقدرة البلاد على تحقيق الاستقرار المطلوب بالسوق.

وقال «مدبولي»: إن مديرة صندوق النقد كريستالينا جورجييفا، تأكدت من عدم تراكم طلبات التدبير الدولاري بالبنوك المصرية.

وأضاف: تركيزنا في الوقت الحالي مع صندوق النقد تمثل في ضمان تحقيق نمو اقتصادي أكبر وأسرع مع عدم التأثير على معدل التضخم، منوهاً إلى أن مصر حققت نمواً بنسبة 2.4% في العام المالي الماضي، في إطار سياسات التشديد النقدي والترشيد وتخفيض الاستثمارات العامة.

مدبولي: مصر تستهدف نموا اقتصادياً يتجاوز 4% العام المالي الحالي

وتابع: إننا نستهدف نموًا بالعام الجاري 2024 - 2025 يتجاوز نسبة 4%، في وقت تشير فيه تقديرات صندوق النقد إلى نسبة نمو 4.2%

وأكمل رئيس مجلس الوزراء، أن تقديرات التضخم لدي صندوق النقد الدولي لمصر تتجه نحو الانخفاض بنهاية العام المالي الجاري إلى حدود 16% أو 17% بعد أن كانت 40% سابقاً.

وأضاف: أن مديرة صندوق النقد الدولي قامت بمقابلة مجموعة من ريادة الأعمال والشركات الناشئة، بجانب المواطنين المستفيدين من مشروع حياة كريمة، وأشادت بالتحسن والمناخ الإيجابي في البلاد.

وأوضح «مدبولي» أن مديرة صندوق النقد اطلعت على مجموعة الإصلاحات الضريبية التي قامت الحكومة بإعداد موادها القانونية وهي معروضة أمام البرلمان في الوقت الحالي.

مدبولي: نستهدف خفض الدين العام لما دون 85%

وأشار رئيس مجلس الوزراء، إلى أن مصر تستهدف النزول بإجمالي الدين العام إلى ما دون 85% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام من 96% في السنة الماضية، وفي السنة المنتهية في يونيو 2024 إلى 89.6%.

اقرأ أيضاًرئيس الوزراء: برنامج الحكومة لدى صندوق النقد الدولي وضعته الدولة المصرية

اليوم.. صندوق النقد يبدأ المراجعة الرابعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي لمصر

بعد ثناء صندوق النقد على مرونة الصرف.. سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم

مقالات مشابهة

  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • رئيس الوزراء يكشف كواليس مراجعة صندوق النقد الدولي الرابعة على الاقتصاد المصري
  • التنويع الاقتصادي هدف استراتيجي
  • خبير يتوقع موافقة صندوق النقد الدولي على مد أجل بعض مستهدفات برنامج الإصلاح الاقتصادي
  • رئيس الوزراء يتابع مع وزيرة التخطيط جهود استكمال مسار الإصلاح الاقتصادي
  • “الأرصاد اليمني” يتوقع هطول أمطار متفرقة على سقطرى وشرق خليج عدن
  • "هناك مبالغة فيه".. أوبك "تقلل " من مخاوف انكماش الطلب على النفط في الصين
  • رئيس شعبة الذهب يتوقع تغير الأسعار خلال الفترة المقبلة
  • ارتفاع أرباح البنك التجاري الدولي بنسبة 89% خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024
  • أرباح البنك التجاري الدولي المجمعة تقفز 85.5% خلال تسعة أشهر