البنك الدولي يتوقع انكماش الاقتصاد اليمني بسبب توقف تصدير النفط
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
توقع البنك الدولي أن ينكمش الاقتصاد اليمني خلال العام الحالي بنسبة 0.5 في المائة، بسبب توقف تصدير النفط نتيجة استهداف الحوثيين لموانئ تصديره، ووصف ذلك بأنه يشكل نقصاً حاداً بالمقارنة مع معدل النمو الذي شهده اقتصاد البلاد خلال العام السابق بنسبة 1.5 في المائة، كما كشف عن أن عائدات ميناء عدن تراجعت خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام بنسبة 61 في المائة.
وذكر تقرير للمرصد الاقتصادي الخاص بالبنك الدولي أن التوقعات تشير إلى أن إجمالي الناتج المحلي لليمن سينكمش بنسبة 0.5 في المائة خلال عام 2023، مما يشكل تناقضاً حاداً مع معدل النمو البالغ 1.5 في المائة والذي شهده العام السابق.
وقال التقرير إن الاقتصاد واجه تحدياً آخر بسبب انخفاض الواردات وإعادة توجيه الواردات من عدن إلى الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي أعيد فتحها في إطار الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة.
وأوضح أن هذا العام شهد تحديات عديدة بالنسبة للاقتصاد اليمني؛ إذ أدى انتهاء الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة إلى سلسلة من التطورات الاقتصادية الضارة، متوقعاً أن يعيد هذا التسلسل في الأحداث الاقتصاد إلى طور الركود. وأكد أن الحصار الذي فرضه الحوثيون على تصدير النفط كان له تأثير كبير على إنتاج النفط وصادراته.
تراجع الأداء الاقتصادي
ذكر تقرير البنك الدولي أن الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون باستيراد الغاز المنزلي إلى المناطق التي يسيطرون عليها أدت إلى تقليل الطلب على الغاز المستخرج من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، لكنه عاد وأكد أن بعض التحديات مثل تقلبات أسعار العملة، وارتفاع التضخم، واشتداد الاضطرابات الاجتماعية، تسببت في تراجع أداء القطاعات الاقتصادية غير النفطية، وخاصة القطاع الخاص.
ورأى التقرير أن التحسن في القطاعات الاقتصادية غير النفطية تعزز من خلال زيادة في الإنفاق الاستهلاكي من قبل الأسر والحكومة، الذي ساهم بنسبة 1.1 نقطة مئوية و1.3 نقطة مئوية على التوالي في نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي الكلي.
وبحسب البنك الدولي، أظهرت البيانات المقدمة من مشروع التقييم انخفاضاً كبيراً بلغ 61 في المائة في الواردات عبر ميناء عدن الذي تديره الحكومة منذ بداية العام وحتى أغسطس (آب) الماضي، في حين شهد ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين انخفاضاً أقل بكثير وبنسبة 8 في المائة، ورأى أن هذا التحول أثر بشكل كبير على مساهمة ميناء عدن في إجمالي واردات البلاد.
التقرير أفاد بأن الضغوط على المالية العامة زادت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وأعاد السبب الرئيسي لذلك إلى ركود صادرات النفط؛ إذ يشير التراجع الواضح في إيرادات الحكومة في النصف الأول من عام 2023 إلى احتمال حدوث انخفاض بنسبة 40 في المائة خلال العام.
وأكد البنك أن هذا التراجع المتزايد، ناجم في معظمه عن الحصار النفطي، ونظراً لانخفاض الإيرادات الجمركية بسبب تحول الواردات عن ميناء عدن.
تخفيض الإنفاق
في مواجهة تراجع الإيرادات ورغبة من الحكومة اليمنية في حماية المالية العامة، ذكر البنك الدولي أنها قامت بتخفيضات كبيرة في أوجه الإنفاق، إلا أنه نبه إلى أن هذه التدابير «قد تفرض مزيداً من التحديات» أمام الحفاظ على الخدمات العامة الأساسية وتعزيز النمو الاقتصادي على المدى الطويل. وأشار إلى أنه على الرغم من هذه الجهود، من المتوقع أن يظل عجز المالية العامة عند نحو 2.9 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام 2023.
هذه الصعوبات المالية - بحسب البنك الدولي - أجبرت الحكومة اليمنية على الاستفادة من تسهيلات السحب الطارئة في البنك المركزي اليمني في عدن، مما أدى إلى زيادة بنسبة 10 في المائة في المطالبات على الحكومة في النصف الأول من عام 2023، وزيادة بنسبة 5 في المائة في الكتلة النقدية المتداولة.
وذكر التقرير أنه رغم تراجع معدل التضخم العام في أعقاب انخفاض الأسعار العالمية للسلع الأولية، فإنه شهد تبايناً كبيراً فيما بين مناطق اليمن؛ إذ شهدت صنعاء انخفاضاً أكثر وضوحاً في تضخم أسعار المستهلكين، في حين ظلت الأسعار في عدن مرتفعة بسبب انخفاض قيمة العملة.
وبالنظر إلى المستقبل، أكد التقرير أن العام المقبل يحمل معه الكثير من عدم اليقين بشأن المشهد الاقتصادي اليمني بسبب القيود المفروضة على صادرات النفط والمفاوضات السياسية الجارية. وجزم بأن استقرار الوضع الاقتصادي يعتمد على استدامة تدفقات العملة الأجنبية والتطورات السياسية.
مؤشرات سابقة
البنك الدولي ذكر أن الاقتصاد اليمني أظهر مؤشرات على التعافي خلال عام 2022، وقال إن البلاد تواجه تحديات مستمرة، وإن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر لم تحقق حلاً سياسياً دائماً، وإن التقديرات التي وردت بالتقرير تشير إلى أن النمو الحقيقي بلغ 1.5 في المائة في عام 2022، بعد فترة من الركود الاقتصادي المستمر لمدة عامين.
وطبقاً لما أورده التقرير، فإن القطاعات الاقتصادية غير النفطية كانت القوة الدافعة وراء هذا التحسن، في حين واجه القطاع النفطي انكماشاً كبيراً، وذلك بسبب الحصار الذي فرضه الحوثيون على صادرات النفط، وأدى إلى خفض متوسط الإنتاج اليومي من 61.600 برميل في عام 2021 إلى 51.400 برميل في عام 2022.
ويمكن تسريع وتيرة النمو الاقتصادي - وفق التقرير - إذا كانت هناك هدنة دائمة أو تم التوصل إلى اتفاق للسلام. ويكشف عن أنه باستخدام بيانات حديثة تعتمد على انبعاثات الأضواء الليلية لتقييم النشاط الاقتصادي خلال الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في عام 2022، اتضح أن النشاط الاقتصادي ارتفع بشكل حاد خلال وقف إطلاق النار المؤقت.
ويؤكد البنك الدولي أنه في سياق تحقيق الرخاء المستدام في اليمن، يعد التوصل إلى تسوية سلمية وعادلة تعالج العوائق الاقتصادية والمظالم المرتبطة بالصراع والقضايا الهيكلية، أمراً بالغ الأهمية من أجل تحقيق التعافي في اليمن.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی المائة فی الهدنة التی میناء عدن عام 2022 إلى أن فی عام عام 2023
إقرأ أيضاً:
استئناف تصدير نفط كردستان.. خلافات بين بغداد وأربيل وتسوية مع تركيا
أعلنت وزارة النفط الاتحادية في الحكومة العراقية عن استكمال الإجراءات اللازمة لاستئناف تصدير النفط المنتج في إقليم كردستان العراق عبر ميناء جيهان التركي، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي وفقا للآليات المحددة في قانون الموازنة وتعديله، وضمن سقف الإنتاج المقرر للعراق في منظمة أوبك.
وأثار هذه الإعلان العديد من التساؤلات حول طبيعة الاتفاق مع الجانب التركي، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا العالقة والغرامات التي فرضتها غرفة التجارة الدولية على تركيا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أرامكو السعودية تستحوذ على 25% من شركة فلبينيةlist 2 of 2كيف تبدو حقول النفط في سوريا؟ وما مستقبل القطاع؟end of listورد الوفد التفاوضي لحكومة إقليم كردستان على إعلان وزارة النفط بدعوة الحكومة الاتحادية إلى تنفيذ الالتزامات المترتبة عليها قبل المضي في عملية تصدير النفط.
وأوضح الوفد أنه رغم تأكيد حكومة الإقليم على التزامها بتطبيق قانون التعديل الأول لقانون الموازنة العامة الاتحادية، والمتعلق بإعادة تصدير النفط المنتج من حقول الإقليم إلى ميناء جيهان التركي عبر شركة "سومو"، فإن تطبيق القانون يستلزم الاتفاق على عدة نقاط أساسية، من بينها:
تحديد الكميات المخصصة للاستهلاك المحلي في الإقليم، بما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية، على غرار باقي مناطق العراق. وضع آلية واضحة ومحددة لدفع مستحقات شركات الإنتاج والنقل إلى حكومة الإقليم، وفقا لما ورد في القانون.أكد المستشار الحكومي علاء الفهد في حديث للجزيرة نت أن استئناف تصدير نفط إقليم كردستان عبر منفذ جيهان التركي قد تم بعد التوصل إلى تسوية مع الجانب التركي، وذلك نتيجة لإلحاح دولي.
إعلانوأوضح الفهد أن إعادة تصدير النفط عبر الأنبوب العراقي التركي وميناء جيهان ستتم وفقا للعقود المبرمة مع الشركات النفطية، مشيرا إلى أن هناك مبلغا مستحقا للحكومة المركزية بقيمة 1.5 مليار دولار على الجانب التركي، وفقا لقرار غرفة التجارة الدولية، مما تسبب بتوقف تصدير النفط لمدة عامين.
وأوضح أنه تم الاتفاق على إجراء تسويات لهذا المبلغ، وذلك بفضل الإلحاح الدولي، ومطلب الولايات المتحدة، بهدف استئناف تصدير النفط.
وأكد الفهد أن تسوية هذا المبلغ ضرورية، لأن توقف التصدير قد أثر بشكل كبير على العراق والحكومة المركزية، حيث كان يوفر أكثر من 450 ألف برميل يوميا، منوها إلى أن استئناف التصدير سيعيد الإنتاج النفطي، ويدعم الموازنة العامة لسد جزء من العجز، كما سيسهم في حل المشاكل العالقة بين المركز وإقليم كردستان فيما يتعلق بتسليم الواردات، وهو ما نص عليه قانون الموازنة الذي تم الاتفاق عليه.
وأول أمس الجمعة، قالت 8 مصادر مطلعة لرويترز إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضغط على الحكومة العراقية للسماح باستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق إلى الأسواق العالمية عبر تركيا، أو مواجهة عقوبات إلى جانب إيران.
في حين أكد فرهاد علاء الدين مستشار الشؤون الخارجية لرئيس الوزراء العراقي لرويترز -أمس السبت- أن بغداد تنفي تقارير تحدثت عن احتمال مواجهة البلاد عقوبات أميركية إذا لم تُستأنف صادرات النفط من إقليم كردستان.
لا جدوى اقتصادية
الخبير في الشأن النفطي صلاح الموسوي، أكد أن استئناف تصدير نفط إقليم كردستان عبر ميناء جيهان لن يقدم شيئا للعراق، نظرا لارتفاع تكاليف الاستخراج والتصدير، مما يجعل سعر البرميل المصدر دون قيمة أو جدوى لخزينة العراق، مشددا على أن الحديث عن ضغوط أميركية أجبرت العراق على عودة تصدير نفط الإقليم بعيد عن الواقع، لأن واشنطن لا يعنيها شيء من هذا الموضوع.
إعلانوقال الموسوي في حديث للجزيرة نت أن توقف تصدير النفط بالعامين الماضيين لا يمثل خسارة للعراق، كونه من الأصل لم يجنِ في الفترة 2014-2018 أي إيرادات من تصدير النفط لأنه كان يتم بطريقة غير رسمية.
وأوقفت تركيا خط الأنابيب في مارس/آذار 2023 بعد قرار غرفة التجارة الدولية بإلزام أنقرة بدفع 1.5 مليار دولار، تعويضا لبغداد عن صادرات غير مصرح بها بين 2014 و2018.
وبين الموسوي أن استئناف تصدير نفط كردستان مع تكاليف الإنتاج التي أقرها العراق ضمن تعديل الموازنة بـ 16 دولارا للبرميل تضاف إليها تكاليف تصديره عبر ميناء جيهان والتزامات أخرى تمنح للإقليم، ستجعل من هذا النفط المصدر عديم الجدوى الاقتصادية لخزينة العراق، بل على العكس قد يكون أكثر ضررا على العراق إذا انخفضت أسعار النفط عالميا.
ويأتي إعلان وزير النفط العراقي حيان عبد الغني -الاثنين الماضي- استئناف صادرات النفط من منطقة كردستان العراق الأسبوع الحالي بعد موافقة مجلس النواب العراقي في الثاني من فبراير/شباط الحالي على تعديل في الموازنة حدد مقدار التعويض عن تكاليف إنتاج النفط ونقله في كردستان عند 16 دولارا للبرميل.
ويُلزم التعديل أيضا حكومة إقليم كردستان بنقل إنتاجها النفطي إلى شركة تسويق النفط العراقية "سومو" التي تديرها الدولة.
وأكد الموسوي أن ما يشاع من حديث عن ضغط دونالد ترامب على العراق لاستئناف تصدير نفط الإقليم غير صحيح، لأن الولايات المتحدة ليست بحاجة لصادرات نفط كردستان كي تعوض شيئا من فرق الإنتاج إذا تم فرض عقوبات على إيران.
في الواقع -يضيف المتحدث ذاته- أن العراق هو صاحب المصلحة بزيادة الإنتاج، لكنه يرتبط بسقوف إنتاج أوبك المحددة بـ 3 ملايين و500 ألف برميل يوميا. أما الإنتاج الفعلي للعراق ضمن قدرته الإنتاجية فهو 4 ملايين و500 ألف برميل يوميا، منها مليون للاستخدام الداخلي.
إعلان