صدق أو لا تصدق.. الكافيين يدمر الذاكرة والمخ
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
بالنسبة للكثيرين يعد الكافيين أمر ضروري لا غنى عنه في اليوم، حيث يوفر دفعة الصباح لبدء يومنا أو الانتعاش في منتصف بعد الظهر خلال يوم عمل طويل، وغالبًا ما نربط الكافيين بتحسين التركيز واليقظة، ولكن ماذا لو لم يكن هذا المنشط العزيز هو الإكسير المعزز للدماغ الذي نعتقد أنه كذلك؟
ألقت الأبحاث الحديثة المنشورة في مجلة Scientific Reports الضوء على العلاقة بين الكافيين والأداء المعرفي، خلافا للتوقعات الشائعة، تشير الدراسة إلى أن تناول الكافيين يوميا قد يعيق الذاكرة العاملة لدينا بدلا من تعزيزها.
وأشارت الأبحاث السابقة بالفعل إلى أن الكافيين يمكن أن يكون له آثار مفيدة على الإدراك، مثل تحسين الانتباه واليقظة.
ومع ذلك، ركزت هذه الدراسات في كثير من الأحيان على تناول الكافيين بشكل حاد، وفشلت في النظر في العواقب طويلة المدى للاستهلاك اليومي، وتهدف هذه الدراسة الجديدة إلى معالجة هذه الفجوة في فهمنا من خلال دراسة آثار الاستخدام المستمر للكافيين على الأداء المعرفي.
وقال مؤلف الدراسة يو شيوان لين، وهو باحث ما بعد الدكتوراه المنتسب إلى كلية الطب بجامعة هارفارد وكلية الطب بجامعة هارفارد: "الكافيين هو المادة ذات التأثير النفساني الأكثر استخدامًا لمكافحة النعاس وتحسين اليقظة ".
وأضاف: "لقد كنا فضوليين لمعرفة ما إذا كان من الممكن توسيع هذا التأثير المفيد ليشمل أداء الذاكرة العاملة، والتي كانت وظيفة معرفية تدعم بشكل حاسم أنواعًا مختلفة من المهام اليومية".
علاوة على ذلك، على الرغم من وجود أغلبية كبيرة من مستخدمي الكافيين يوميًا، فقد ركز قدر كبير من الدراسات العلمية على التأثيرات الحادة للكافيين، أي التأثيرات الدوائية المستمدة من فترة خالية من الكافيين. لذلك، نود التركيز على آثار تناول الكافيين يوميًا والتوقف الحاد عن تناول الكافيين يوميًا على وظيفة الذاكرة العاملة وارتباطاتها العصبية.
أجرى الباحثون دراسة كروس مزدوجة التعمية، عشوائية، يتم التحكم فيها بالعلاج الوهمي في مركز علم الأحياء الزمني في عيادات الطب النفسي بجامعة بازل في سويسرا للتحقيق في آثار تناول الكافيين يوميًا على نشاط الدماغ المرتبط بالذاكرة العاملة والأداء السلوكي.
وشملت الدراسة عشرين متطوعا من الذكور الأصحاء. تم اختيار مجموعة من الذكور فقط لتقليل التباين في استقلاب الكافيين بسبب التقلبات الهرمونية لدى الإناث.
ووجد الباحثون أيضًا أدلة على أن تناول جرعة معتدلة من الكافيين يوميًا قد يضر بالذاكرة العاملة. أظهر المشاركون في حالة الكافيين والانسحاب معدلات خطأ أعلى وأوقات رد فعل أطول خلال المهمة ثلاثية الظهر، مما يشير إلى أن استهلاك الكافيين اليومي لم يعزز هذا الجانب من الذاكرة.
كشف تحليل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي عن أنماط مثيرة للاهتمام لنشاط الدماغ، خلال المهمة ثلاثية الظهر، والتي تتطلب الذاكرة العاملة، كان هناك نشاط متزايد في مناطق الدماغ المرتبطة بالانتباه والتحكم الحركي.
ومع ذلك، لم تتم ملاحظة أي فروق ذات دلالة إحصائية في نشاط الدماغ بين الحالات الثلاثة، مما يشير إلى أن التغيرات في الأداء المعرفي لم تتماشى مع التغيرات المقابلة في النشاط العصبي.
وأوضح لين أن نتائج تصوير الدماغ تتماشى مع الأبحاث السابقة، التي وجدت أن تناول الكافيين بشكل حاد يزيد من نشاط الدماغ دون تحسين الأداء السلوكي للذاكرة العاملة. وأضافت بياناتنا أن تناول الكافيين يوميا لم يغير بشكل كبير نشاط الدماغ ولكنه أضر بالأداء السلوكي للذاكرة العاملة بدلا من ذلك. تم تخفيف هذا التأثير المضر بشكل مدهش في الحالة عندما توقف المشاركون عن تناول الكافيين اليومي.
وارتبط تناول الكافيين اليومي بانخفاض النشاط في منطقة الحصين الأيمن، وهي منطقة في الدماغ مهمة لعمليات الذاكرة.
وقال لين لـ PsyPost: "كنتيجة غير متوقعة، لاحظنا انخفاض النشاط المعتمد على الأكسجين في الدم في الحصين الأيمن طوال مهمة الذاكرة العاملة، وفي تقريرنا السابق من نفس الدراسة، لاحظنا بالفعل انخفاض بنية المادة الرمادية في هذه المنطقة بالذات بعد تناول الكافيين يوميًا ما أدى إلى انخفاض النشاط".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نشاط الدماغ أن تناول إلى أن
إقرأ أيضاً:
ثقوب الذاكرة.. هنا تقيم أمريكا..!
رغم ما يبدو عليه أمر ترامب من أنه يختلف عن غيره من رؤساء أمريكا.. على العالم ألا ينخدع بتصريحاته ووعوده البراقة، فهو في النهاية إبن مدرسة الخداع والمكر والكذب الشيطانية الأمريكية التي تقول في العلن نقيضَ ما تفعله وتمارسه في الميدان العملي، وبالتالي حين يقول إنه حمامة سلام ويعد بالسعي لمنع الحروب والصراعات، فعلينا أن نحذر ونتوقع العكس تماما ونستعد للمزيد من مغامرات أمريكا الدموية والمشاكلِ والصراعات في شتى مناطق العالم والمزيد من المطبات والحفر والأفخاخ في سياستها العدوانية شديدة التوحش والتعرج والالتواء والمكر .
وهذا ما تفرضه علينا التجربة الطويلة والمريرة بدروسها وخلاصاتها التي لا لبس فيها مع أمريكا التي تحظى بلقب (القاتل الأكبر) في التاريخ، وهي في كل جرائمها بحق الشعوب الضحايا – على امتداد العالم وتاريخه الحديث والمعاصر منذ نشأتها المشؤومة – تعتمد سياسة الخداع والكذب والتضليل والاحتيال ودبلوماسيةَ الوعود السرابية وسيلةً أساسية لتمرير مشاريعها ومخططاتها الجهنمية والتغطيةِ على جرائمها وإباداتها وأشكال عدوانها هي وأذرعِها وأدواتِها التي لا حصر لها وتخديرِ ضحاياها وتنويمهم وإعمائهم وإعطاب وعيهم وذاكرتهم، عملا بمبدئها الشيطاني “تكلم بنعومة وأنت تقتل”.
وبهذا كله تسنى للشيطان الأكبر أن يخرج من كل جريمة يرتكبها وكأن شيئا لم يكن، وأن ينجو من عواقب اقترافاته وجرائمه وأفعاله المنكرة وفضائحه وينفُذ بجلده من تبعاتها في كل مرة، عابرا من الجريمة إلى أكبر منها ومن الفضيحة إلى اختها بسلام وإلى اليوم، لأن العالم أتاح لها، بتساهله وتغافله وذاكرته المثقوبة وانبطاحه أمامها في كثير من الأحيان والحالات، هذا المستوى من العربدة والعبث والغرور والوقاحة والأريحية في ممارسة جرائمها وفظائعها المتوالية منذ عقود بحق الشعوب المستضعفة المستهدفة وما أكثرها.
ونحن كعرب ومسلمين لسنا استثناء من هذا العالم المستغفل النازف من سكاكين أمريكا وعدوانيتها ونهمها المتوحش ومكرها وتضليلها وأفعال مخالبها الفتاكة وأنيابها السامة الحاتفة، وأولُها وأخطرُها في منطقتنا المبتلاة النابُ الصهيوني الخبيث الذي حرص زارعُه وراعيه الغربي الأمريكي على إحاطته بدرع وغلاف أمني محكم من الأنظمة الموظفة والمصممة خصيصا لخدمته وحمايته، على رأسها النظام السعودي الذي يتجدد الحديث اليوم عن قرب “تطبيعه” مع “إسرائيل” مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وهذا أمر نلحظ تناوله أو تسويقَه إعلاميا بمكر لا يدرِك كنهَه إلا القليل وبقدر كبير من التدليس والمغالطة والدعاية المضللة الخبيثة من قبل أمريكا وأتباعها من هؤلاء الأزلام التعساء الساقطين ومنهم النظام السعودي ذاته الذي يقول الواقعُ المتستَّرُ عليه – وبعيدا عن قشور التضليل والتغفيل تلك – إن علاقته الخيانية الوثيقة مع العدو ليست بنتَ اللحظة أو وليدة اليوم، بل إنه “مطبِّع” منذ اللحظة الأولى لنشوء كيان هذا العدو الصهيوني اللقيط، وإن العلاقة السرية الشائنة بين الكيانين العائدين للصانع والمنشئ والموظِّف الشيطاني البريطاني الغربي ذاته، تعود إلى ذلك الوقت المبكر، وهي بعمر الكيانين المشؤومين اللذين تجمعهما علاقة التوأم السيامي بكل ما فيها من نوعية وخصوصية ومعنى، وهي تشكل واقعَهما ووجودهما الموحدَ المشترَك من ألفه إلى يائه، بدايةً واستمراراً ونهايةً إلى مصير التلاشي والزوال.