أطفالنا لا يستطيعون النوم من الجوع.. نازحون يقتحمون مركز إمدادات للأونروا
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
اقتحم نازحون فلسطينيون مركز إمدادات تابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين في دير البلح جنوب غزة مع اشتداد الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يتعرض لقصف إسرائيلي كثيف.
واقتحم نازحون المركز بعد تحطيم أبوابه ليحملوا أكياس وصناديق أغذية، وفق ما أظهره مقطع فيديو نشرته فرانس برس.
وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في الجيب الذي يبلغ عدد سكانه 2.
وتقول أم سامر العطار، نازحة من غزة، لفرانس برس: "نحن بحاجة إلى المياه والغذاء، أطفالنا لا يستطيعون النوم من الجوع، وهذا ظلم وحرام".
وقال نازح من غزة، عبد الرحمن الكيلاني، لفرانس برس: "ليس لدينا دقيق ولا مساعدات ولا مياه ولا حتى مراحيض، لقد دمرت منازلنا، ولا أحد يهتم بنا، نحن نناشد شعوب العالم، جميع القوى الدولية ضدنا، كنا بحاجة إلى المساعدات، لم نكن لنفعل هذا، لو لم نكن في حاجة إليه".
وفي اليوم الثاني والعشرين للنزاع، بات قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة "حماس"، مقطوعا عن العالم مع توقف الاتصالات وخدمة الانترنت.
وتقول إسرائيل إن 1400 شخص، معظمهم مدنيون، قتلوا خلال الهجوم الذي نفذته حركة حماس في السابع من الشهر الجاري، وتم أخذ أكثر من 200 شخص كرهائن لدى العديد منهم جوازات سفر أجنبية من 25 دولة مختلفة.
وقصفت إسرائيل قطاع غزة ونفذت هجمات برية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بشكل مكثف أكثر من أي وقت مضى، وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الغارات الإسرائيلية أدت إلى أكثر من 8 آلاف قتيل في قطاع غزة الذي تديره حماس.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
«حقيبة الظهر» رمز للبقاء على قيد الحياة في غزة
دينا محمود (غزة، لندن)
أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» توزع الخبز على النازحين في «مواصي رفح» الأمم المتحدة تعتمد قراراً يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيرهبالنسبة لعشرات الملايين من البشر في مختلف أنحاء العالم، تمثل حقيبة الظهر، رمزاً لحرية الحركة والتنقل بيسر وسهولة، بل وربما خوض المغامرات كتسلق الجبال مثلاً كذلك.
ولكن هذا النوع من الحقائب، الذي يستخدمه عادة الرحالة والطلاب أكثر من غيرهم، بات يكتسب أهمية مختلفة ومعنى خاصاً في قطاع غزة، الذي لا يزال يشكل منذ أكتوبر من العام الماضي، مسرحاً لحرب ضروس، أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وأجبرت ما قد يزيد على مليونين آخريْن، على النزوح من ديارهم، لمرات عدة في بعض الأحيان.
فـ«حقيبة الظهر» التي باتت شائعة بشكلها ومسماها الحالي في العالم منذ مطلع العقد الثاني من القرن العشرين، أصبحت من بين أهم المستلزمات الحياتية الضرورية للغزييِّن، ممن اضطر بعضهم على مدار ما يزيد على 14 شهراً من العمليات العسكرية، للنزوح والتنقل بين المناطق المختلفة في القطاع، فراراً بحياتهم لمراتٍ، وصلت بالنسبة لبعضهم إلى 11 مرة.
ويعتبر نازحون غزيِّون، أن هذه الحقيبة صارت رمزاً لقدرتهم على التحلي بالمرونة والتحلي بروح الصمود والبقاء أيضاً على قيد الحياة.
ويقولون إنها تستوعب الآن، ما تبقى لهم من حياتهم الماضية من ضروريات، وذلك خلال رحلة فرارهم من مدينة إلى أخرى، وتنقلهم من مركز إيواء لآخر.
ويشير هؤلاء إلى أن أطفالهم، الذين كانوا يضعون في تلك الحقائب قبل اندلاع الحرب مستلزماتهم الدراسية من كتب ودفاتر، باتوا يستخدمونها اليوم للهروب من التهديد بالموت، الذي يُحدق بهم طوال الوقت.
ويضيف عدد من أولئك النازحين، أن الحقائب المدرسية التي كانت تحمل في الماضي وجبات غذاء مشبعة ومتكاملة، باتت في هذه الأيام، لا تحتوي سوى على كميات ضئيلة للغاية من الحبوب والبقول واللحوم المُصنَّعة، قد لا تكون كافية لحمل طفل صغير، على الشعور بالشبع ولو جزئياً.
وكشف نازحون، عن أنهم تحولوا لاستخدام حقائب الظهر في وقت لاحق من الحرب، وليس من بدايتها.
ففي الأسابيع الأولى من المعارك، كان كثيرون منهم يحرصون على حمل حقائب صغيرة، تكدست فيها وثائقهم الأساسية، مثل بطاقات الهوية وشهادات الميلاد وقسائم الزواج والسجلات الطبية، بجانب عقود إيجار الشقق والمنازل أو ملكيتها.
ولكن مع استمرار المواجهات وتسارع وتيرة عمليات النزوح وتعدد مراتها بفعل أوامر الإخلاء التي لا تتوقف تقريباً، تحول غالبية النازحين إلى استخدام حقائب الظهر، التي يحاول الغزيِّون خلال الفترة الحالية، أن يضعوا فيها ما يستطيعون من ملابس ثقيلة، تحسباً للحلول الوشيك لفصل الشتاء.
ويقول النازحون، الذين تحدثوا لصحيفة «ذا نيشَن» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، إن وزن حقائب الظهر هذه، صار يقل الآن يوماً بعد يوم، وذلك على وقع تضاؤل ما تبقى لهم من ملابس ومقتنيات، واضطرارهم في غالبية الأحيان، إلى الفرار بسرعة شديدة، تاركين وراءهم كثيراً من ممتلكاتهم المتواضعة من الأصل.