عبده مباشر: السادات طلب خطة هجومية للعبور واقتحام القناة بعد 3 أيام من توليه
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
كشف عميد المحررين العسكريين، الكاتب الصحفي عبده مباشر، عن أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات تولى السلطة يوم 16 أكتوبر، وفي يوم 19 أكتوبر ترأس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وطلب من كل قائد عرض موقفه من ناحية الإمكانيات والاستعداد للحرب.
خطة هجومية بعد 3 أيام فقطوقال مباشر، خلال حوراه ببرنامج "الشاهد"، المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز": "الرئيس السادات كان يريد أن يعلم كل شيء بعد 3 أيام فقط من توليه الحكم، وقال لهم بطلب منكم وضع خطة هجومية لاقتحام القناة والاستيلاء على خط بارليف ونحرر ولو 10 سم من شرق القناة وبعدها تبدأ السياسة".
ونوه عميد المحررين العسكريين، أن هذه أول مرة يُقال فيها خطة هجومية وذلك بعد 3 أيام من توليه، متابعًا: "معنى ذلك إنه جاي مرتب دماغه هيعمل إيه، هذه الفكرة لا تأتي خلال 3 أيام وتكشف أنه أمعن التفكير والدراسة والتحليل وتوصل إلى قرار وجاء لوضع القرار موضع التنفيذ فطلب من القادة وضع خطة هجومية".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عميد المحررين العسكريين عبده مباشر محمد أنور السادات بعد 3 أیام
إقرأ أيضاً:
محمد أكرم دياب يكتب: "بسم الله" سر نصر السادات
"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله".. هو الرئيس المؤمن، وقائد النصر والسلام، بطل العبور الذي آمن بالله قبل أن يؤمن بالعدة والعتاد، أنور السادات الذي علم العالم أن النصر لا يصنعه السلاح وحده بل تصنعه إرادة مؤمنة وقلب مطمئن بوعد الله.
في بحثي عن مواقف خالدة لقادة كبار وجدت أمامي شخصية السادات، جذبني لقبه "الرئيس المؤمن"، توقعت أن أجد مجرد شعارات أو خطب مكررة، وحينما تعمقت في سيرته اختلف توقعي، فقد وجدت إيمانًا حقيقيًا يتجلى في أفعاله قبل أقواله.
شرعت بالقراءة والاستماع إلى خطاباته، ففاجأتني تلك الروح التي تبدأ كل خطاب بـ "بسم الله"، لم يكن ترديدًا تقليديًا، بل كانت تنبع من قلب موقن أن الله وحده هو المدبر والناصر، وأنه لا قوة فوق قوة الإيمان، كانت الساعات التي قضيتها مع تسجيلات كلماته دروسًا حقيقية في الإيمان بالقدر والتسليم لمشيئة الله.
أول الزوايا البارزة كانت حرب أكتوبر، حينما لقّن العالم درسًا عمليًا في معنى الآية الكريمة "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، فقد وقف بجيشه في مواجهة جيش مدجج ومدعوم، وبتخطيط محكم وتوكل عظيم عبر القناة وحطم خط بارليف، مؤكدا أن الإيمان قادر أن يهزم التكبر والغرور مهما عظمت إمكانيات العدو.
ويرتكز الدرس الأكبر في خطابه يوم السادس من أكتوبر، حين بدأه قائلا: "بسم الله.. بسم الله الذي نصرنا"، لم تكن كلمات مبعثرة، بل كانت عقيدة ثابتة رسخت في وجدان قائدة وشعبه، وجعلت الانتصار أشبه بمعجزة واقعية كتبها الله على أيدي المؤمنين.
وفي أواخر حياته، بدأت رحلة السادات مع الروح، فقد كان يذهب إلى جبال سيناء، يصحب معه قراء القرآن الكريم، يجلس معهم في خلوات روحانية، يستمع إلى تلاوات تتردد في أرجاء الصحراء وكأنها رسائل سلام من السماء إلى الأرض، لحظات لم تكن سياسية أو دعائية، بل كانت لحظات صفاء بين العبد وربه، يستعيد فيها السادات حكاية النصر الذي منحه الله له في هذه الأرض المقدسة.
كنت أظن أنني أعرف السادات مما قرأته في الكتب، إلا أنني علمت بعد تأملي في سيرته أنني لم أعرفه حق المعرفة، فقد كان رجلًا يضع الله نصب عينيه في كل قرار، وكان يعلم أن القوة الحقيقية لا تُستمد إلا من الله.
يا ليت كل من يتولى مسؤولية أن يتذكر أن بسم الله كانت سر السادات الدائم، وسر كل نصر، وأن الطريق إلى المجد يبدأ دائمًا بذكر الله، وذلك مايدرك جيدا الرئيس عبد الفتاح السيسي وارتكز عليه في خطاباته.