«الأعوام الثقافية» تطلق أول رحلة تطوعية مشتركة لإندونيسيا
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
أعلنت مبادرة الأعوام الثقافية عن إطلاق مهمتها التطوعية الأولى بالتعاون مع قسم خدمة المجتمع في متاحف قطر، ضمن إطار العام الثقافي «قطر - إندونيسيا 2023».
وسافر فريق يضم 23 متطوعا من متاحف قطر، بالإضافة إلى طلاب وفنانين من جامعة فرجينيا كومنولث في قطر ومتطوعين من جمعية بيوت الشباب القطرية، إلى مدرسة SMKN 1 ROTA BAYAT في يوجياكارتا لتوطيد الروابط، وتعزيز التفاهم على مستوى التبادل الثقافي، والتأكيد على الثقة القائمة بين قطر وإندونيسيا على مستوى الشعبين الشقيقين.
وأوضحت مبادرة الأعوام الثقافية أن «الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيس مبادرة الأعوام الثقافية العام الماضي مع كامل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، تفكرنا في أسباب نجاح المبادرة بهذا الشكل بمرور السنين، إذ كانت الإجابة واضحة، وهي أن الروابط الفردية والصداقات التي بنيت خلال برامج التبادل العديدة التي أقيمت على مدار الأعوام السابقة. هي جوهر الأمر، حيث إن المتطوعين الذين سافروا إلى يوجياكارتا هم سفراؤنا الثقافيون، إذ سيقومون ببناء الثقة من خلال تبادل المعارف والخبرات».
من جانبه، قال المهندس عبداللطيف الجسمي مدير إدارة حماية التراث الثقافي في متاحف قطر، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، إن هذه المشاركة تدخل ضمن برنامج التبادل الثقافي، من أجل نقل صورة من ثقافتنا، والوقوف على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة القطرية الثقافة الإندونيسية، فضلا على الاستفادة المتبادلة في الخبرات.
وأضاف: كانت هذه المشاركة فرصة لتقديم لمحة عامة عن دولة قطر سواء من حيث تاريخها وإنجازاتها، أو دور الأسرة في المجتمع والمكون العمراني في الدولة، بالإضافة إلى الاقتصاد والتعليم في الدولة، وكذلك نظرة عامة عن كل ما تقدمه متاحف قطر، كجهة رائدة في التراث والثقافة.
من جهة أخرى، نوه الجسمي بأن إندونيسيا مهتمة بالصناعة الإبداعية و»الباتيك»، الأمر الذي يدعو إلى التفكير في نقل بعض الجوانب الإبداعية والفنية من التراث القطري وإمكانية دمجه مع الجانب الإندونيسية من أجل الخروج بمنتج جديد.
وقال السيد خليفة أحمد العبيدلي مدير «مطافئ: مقر الفنانين»، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: «أشارك كمتطوع في برنامج تطوع مع المدرسة، إلى جانب مجموعة كبيرة من مختلف شرائح المجتمع، حيث إن دوري إلى جانب المجموعة التي أنتمي إليها، تحدثنا عن التسويق الرقمي، حيث أعددنا في الدوحة عددا من الدروس والنماذج، وتقديم عروض تقديمية، حيث إن اللقاء في إندونيسيا كان مميزا».
كما أن الزيارة كانت فرصة للتعرف على الصناعات والحرف اليدوية التي يهتمون بها.
وأشار العبيدلي إلى أن الطلاب في نهاية البرنامج، تعلموا المبادئ الأساسية في التصوير الرقمي، وتصوير منتجاتهم بطريقة إبداعية من أجل تسويقها على النت.
من جانبه، قال السيد حازم إدريس، رئيس قسم خدمة المجتمع في متاحف قطر: «لقد عملت عن كثب مع مدرسة SMKN 1 ROTA BAYAT منذ افتتاحها لأول مرة في عام 2009 وشهدت العديد من الطلاب المتميزين وهم ينجحون كفنانين ومعلمين ومتعاونين بارزين. ويسرني العودة مرة أخرى للمدرسة على رأس أولى رحلاتنا التطوعية الرسمية على الإطلاق».
وتم بناء مدرسة SMKN 1 ROTA BAYAT، وهي مدرسة مهنية في إقليم بايات-كلاتن في الأصل بدعم من المبادرة القطرية، أيادي الخير نحو آسيا عام 2009.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مبادرة الأعوام الثقافية متاحف قطر
إقرأ أيضاً:
منتدى الأمن بالدوحة يستعرض جهود الوساطة القطرية في القضايا العالمية
الدوحة- استعرض وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي جهود دولة قطر في الوساطة ونجاحها في العديد من الملفات التي انخرطت بها إقليميا أو عالميا، مؤكدا أن خبراتها في الوساطة تمتد إلى 25 عاما وأنها تُعد أحد الركائز أو العمود الفقري لسياستها الخارجية.
وأضاف، خلال جلسة حول جهود الوساطة القطرية في منتدى الأمن العالمي الذي يعقد بالدوحة حاليا، أنه خلال السنوات الأولى من هذه الجهود كان الإطار الغالب ينحصر على قضايا الشرق الأوسط، ولكن خلال السنوات الـ10 الأخيرة توسعت للعديد من مناطق العالم من الولايات المتحدة إلى أفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا، وأوكرانيا وروسيا وآسيا.
وقال "قمنا بتوسيع نطاق وصولنا إلى دول حول العالم والتي قد تحتاج إلى وسطاء وشركاء دوليين موثوق بهم يمكنهم تقديم المساعدة والدعم اللازمين لسد الفجوة بين الجانبين". وأكد أن قطر استطاعت أن تبني لنفسها سمعة طيبة في جهود الوساطة عالميا ولم تعد تحتاج إلى الذهاب بعيدا، بل إن الأصدقاء يأتونها ويطلبون الوساطة لأنها وسيط نزيه ومعروف.
وبشأن المفاوضات الأميركية الإيرانية الأخيرة، قال الخليفي إنه متفائل بإمكانية حدوث تقدم ملموس فيها بوساطة سلطنة عُمان، موضحا أن إيران دولة مجاورة وقطر تتعامل معها بشفافية واحترام متبادل منذ سنوات وعندما يتعلق الأمر بالحوار أو التفاوض فإن الدوحة دائما داعمة لكافة أشكال الحوار وعلى استعداد لتقديم أي نوع من المساعدة المطلوبة.
وأكد أن قطر تؤيد دائما المفاوضات المباشرة كوسيلة أو أداة لحل النزاعات "كما أننا نشيد بالجهود التي تبذلها السلطنة في هذا الإطار".
وحول ما إذا كانت المفاوضات مجرد استعراض لا أكثر، أكد الخليفي أنه لا يعتقد ذلك وأنها بالغة الأهمية لأنها لا تتناول مخاوف الطرفين فحسب، بل المنطقة بأسرها، و"لا يجب أن يصل الأمر إلى سباق للإنتاج النووي في المنطقة التي لا نرغب إلا أن تكون في سلام".
إعلانوأضاف "أعتقد أن قاعدة العمل إيجابية جدا ونحن نشجع أن يكون هناك المزيد من اللقاءات بين الطرفين وسد الفجوات وبناء الجسور بينهما، ولذلك فإن قطر لن تتردد أبدا في تقديم المساعدة للأطراف والوسطاء في هذه العملية".
وبخصوص الوضع في سوريا، أكد الخليفي أن قطر كانت مؤمنة بشدة بالقضية السورية لأكثر من 14 عاما في ظل نظام الأسد و"نحن من الدول التي التزمت بموقفها السياسي، ووقفت إلى جانب الشعب السوري ضد هذا النظام الوحشي، والآن، ومع نجاح الثورة، نؤمن بأن مستقبلا مشرقا ينتظر الشعب السوري".
وأوضح أن الدوحة على تواصل مباشر مع الحكومة السورية وتحرص على مواصلة تشجيعها على السير في الاتجاه الصحيح نحو الازدهار والتنمية.
وأضاف أن قطر كانت منخرطة بشكل كبير حتى في بعض المشاريع داخل سوريا نفسها، "حيث بدأنا بالإعلان عن دعمنا لخط إمداد الكهرباء إليها عبر الأردن، ومنذ يومين فقط، أعلنا مع السعودية عن مساهمتنا في تسوية ديون دمشق لدى البنك الدولي لتمكين المزيد من المشاريع التي يمولها البنك من مساعدة الشعب السوري".
وعن الوضع في اليمن، قال الخليفي إنها "قضية معقدة للغاية للأسف، وقد كنا دائما نشجع على الحوار والنقاش المباشر بين الأطراف المتنازعة كوسيلة لإيجاد حل سلمي، وكنا منخرطين بشكل كبير مع شركائنا الإقليميين، خصوصا في إطار مجلس التعاون الخليجي، من أجل إيجاد الإطار المناسب الذي يمكننا من المضي قدما مع الشعب اليمني".
ويرى أن التطورات الأخيرة ستؤدي إلى المزيد من التصعيد في المنطقة ككل، ولذلك ستواصل قطر التشجيع على إيجاد حلول سلمية بين اليمنيين والأطراف المختلفة.
وفيما يتعلق بلبنان، قال الخليفي إنه شهد بداية جيدة بانتخاب رئيس الجمهورية وتعيين الحكومة الجديدة، و"هو ما افتقدناه لفترة طويلة جدا، حيث شهدنا الفراغ فيما يتعلق بالحكومات الإدارية اللبنانية منذ أشهر"، عادا ذلك خطوات إيجابية للغاية وتؤدي للتفاؤل.
إعلانوأكد أن قطر تدين الهجمات المتواصلة التي تشنها القوات الإسرائيلية جنوب لبنان وأن هذه الأعمال لا تجلب الاستقرار أو الأمن للمنطقة، و"لذلك ندعوهم باستمرار إلى الوفاء بالتزاماتهم، والسماح للحكومة اللبنانية بالتطور والانتقال إلى وضع أفضل".
وعن غزة، أكد الخليفي أنها "شغلت معظم اهتمامنا في الأشهر الماضية، وكنا منخرطين بشكل كبير منذ اليوم الأول للصراع، وساهمت جهود قطر في تحقيق بعض التقدم الإيجابي سواء في اتفاق نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أو اتفاق يناير/كانون الثاني 2025، ومع ذلك، كانت مشاعرنا متقلبة، في بعض الأيام نشعر بالتفاؤل بأننا قادرون على دفع الأطراف نحو الحل".
واستدرك قائلا إنه "في أيام أخرى نشعر بالإحباط حيال العملية التي لم تعد تحظى بالاهتمام كما كانت في السابق، وإذ كانت قصة الأخبار الأهم والآن أصبحت واحدة من تلك الصراعات المستمرة التي توضع على الهامش، وقد تستمر لفترة طويلة، لكن الزخم لا يزال إيجابيا فيما يتعلق بانخراطنا المستمر والعميق في الوساطة والمفاوضات، إما في الدوحة أو في القاهرة مع شركائنا الوسطاء".
وشدد على أن الوسيط يجب أن يكون آخر شخص يفقد الأمل لأنه إذا فعل ذلك "فالموضوع منتهٍ، لذلك، يجب أن نظل متفائلين بأن هناك مسارا للحل"، لافتا إلى أن قطر تعاملت مع حالات معقدة جدا خلال 25 سنة من الخبرة، ومع سيناريوهات صعبة للغاية، مؤكدا أنه "من خلال استمرار التواصل والإرادة التي نسعى للحصول عليها من الأطراف المتنازعة، يمكننا تحقيق اختراق".
تواصل إيجابيوبشأن كيفية التعامل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والفرق بينها والإدارة السابقة، قال الخليفي إنه كمؤسسة، لم يتغير الكثير لأن قطر دائما ثابتة في علاقاتها مع الولايات المتحدة وتعاملت مع عدة إدارات، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية وكان لديها تواصل إيجابي مع إدارة ترامب في بداياتها.
إعلانوأضاف "تواصل معنا ستيفن ويتكوف المبعوث الخاص للشرق الأوسط في ملف غزة في وقت مبكر، حتى قبل توليه منصبه رسميا أو تشكيل الحكومة، وهذا منحنا تواصلا إيجابيا، ما يدفعنا للاعتقاد بأن الإدارة تؤمن بالعملية التي نساهم فيها، ونأمل أن نواصل تشجيعهم لإيجاد حلول".
وأوضح أن قطر تتسم بالمرونة في التعامل مع الأمور وقد اكتسبت خبرة في كيفية إدارة شراكاتها في القضايا المهمة.
وبخصوص جهود السلام في أفغانستان، قال الخليفي إن الدوحة تؤمن بالانخراط المباشر في التفاوض، وفي هذا الإطار فإن وزير خارجية أفغانستان موجود الآن فيها، و"نحن نسعى لفهم الثقافة المحيطة بجميع القضايا، مع الضغط قدر الإمكان نحو التغيير".
واستدرك بأن هذا لا يعني أنه لا توجد مخاوف، لكن قطر اختارت أسلوب الحوار المباشر، و"أطلقنا عدة مبادرات منها ما يتعلق بتعليم النساء، على سبيل المثال، ودعمنا مشاريع تعليمية بالتعاون مع إندونيسيا التي استضافت العديد من الطلاب الأفغان، والدوحة تسعى لإيجاد حلول خلاقة دائما وإيجابية قد تفتح الباب للتغيير".