د. منى المسلماني المدير الطبي لمركز الأمراض الانتقالية في حوار لـ «العرب»: افتتاح عيادة للصحة الجنسية
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
توفير مختلف التقنيات الحديثة في التشخيصات الوقائية والعلاجية
تزويد المركز بأحدث الأجهزة الطبية وأنظمة التهوية والتحكم بالعدوى
إتاحة آخر ما توصل إليه العلم من اللقاحات الخاصة بالعديد من الأمراض
طرح لقاح الهربس النطاقي (الحزام الناري)
أكدت الدكتورة منى المسلماني - المدير الطبي لمركز الأمراض الانتقالية التابع لمؤسسة حمد الطبية، أن المركز استقبل 54.
وكشفت د. منى المسلماني في حوار مع «العرب» عن زيادة عدد عيادات السفر بناءً على تزايد المراجعين، إضافة إلى افتتاح العديد من العيادات المتخصصة، من بينها عيادة الأمراض المعدية لمن خضعوا لجراحات زراعة الأعضاء وزراعة النخاع، وافتتاح عيادة الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس (عيادة الصحة الجنسية)، مشيرة إلى أهمية هذه العيادات.
ونوهت بأن ثمة زيادة ملحوظة في عدد مراجعي عيادات السفر، حيث بلغ عدد مراجعي العيادات 1305 مراجعين خلال 2023، لافتة إلى أن مركز الأمراض الانتقالية من المراكز المتفردة في المنطقة، حيث لا يوجد أي مركز يماثله يقدم خدماته المتخصصة.
كما كشفت د. منى المسلماني عن حرص مؤسسة حمد الطبية على توفير اخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في المجالات التشخيصية الوقائية والعلاجية، وتزويد المركز بأحدث الأجهزة الطبية وأنظمة التهوية والتحكم بالعدوى، حيث تم توفير لقاح الهربس النطاقي (الحزام الناري)، الذي يعد آخر اللقاحات المضافة إلى قائمة اللقاحات بالمركز.
وأشارت إلى أن بعض اللقاحات يتفرد المركز بتوفيرها مثل التهاب الدماغ الياباني، وأن مؤسسة حمد الطبية سباقة في توفير أحدث الأجهزة والأدوية واللقاحات، لافتة إلى أنه كما يوجد جدول لتطعيم الأطفال، بات هناك جدول تطعيم للبالغين.
وإلى نص الحوار:
في البداية.. كم عدد مراجعي المركز؟
بلغ عدد مراجعي المركز بمختلف العيادات خلال عام 2022 حوالي 54.443 مراجعاً.
وتتنوع الخدمات المقدمة في مركز الأمراض الانتقالية على حسب التخصصات الطبية، فلدينا عيادات مختلفة، منها عيادات السل، وعيادات للصحة الجنسية، وأخرى لأمراض نقص المناعة، كما أن لدينا عيادات للقاحات، وكذلك للمسافرين، كما أن المركز تتوفر به عيادات للأمراض المعدية لمن خضعوا لجراحات زراعة الأعضاء «كزراعة الكبد والكلى وغيرها»، وزراعة نخاع العظم لمن عانوا من سرطانات معينة.
أهمية عيادة السفر
= وكم عدد مراجعي عيادة السفر وما أهمية العيادة في وقاية المسافرين من الأمراض الانتقالية؟
شهدت عيادات السفر مند افتتاحها في شهر فبراير 2017 زيادة مطردة وملحوظة في عدد المراجعين خلال السنوات الماضية، وعلى سبيل المثال في عام 2021 بلغ عدد المراجعين 857 مراجعا بينما زاد العدد خلال العام الجاري 2023 الى 1305 مراجع وذلك يعكس الوعي المتزايد في المجتمع بأهمية عيادات وطب السفر بشكل عام.
= ما أهمية العيادة في وقاية المسافرين من الأمراض الانتقالية؟
يشكل ذلك جزءا رئيسيا من اهداف عيادة السفر في مركز الأمراض الانتقالية أن يكون السفر آمناً قدر الإمكان، وذلك حتى يتمكن المسافر من الاستمتاع بالسفر إذا كان لغرض السياحة والاستجمام او إذا كان بغرض العمل أو لأي هدف آخر، ويتم ذلك من خلال تقديم المشورة اللازمة والأدوية والتي تختلف من مسافر الى آخر بناءً على تقييم عوامل الخطورة الخاصة بكل مسافر.
والعيادة تهتم بالمسافرين إلى مناطق معينة، والتي قد تنتشر فيها الأمراض أو الأوبئة الانتقالية، فحرصاً على سلامة المجتمع يحصل المسافر على اللقاح المطلوب، والذي بدونه قد يصاب المسافر بالكثير من المشكلات، كالاسهال أو الملاريا أو الالتهاب السحائي، وهذا الأمر يعتمد على المنطقة التي يسافر لها الشخص، إضافة إلى النشاط الذي يقوم به أيضاً.
وعلى المسافر أن يحجز موعد قبل السفر بأسبوعين على الأقل، لأن بعض اللقاحات تحتاج بناء أجسام مضادة قبل السفر، واللقاحات تتحدد على حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، فكل بلد لها مجموعة من اللقاحات التي يحصل عليها المسافر بناءً على الأمراض المنتشرة في هذا البلد.
كما أن المسافر يحصل على المشورة والنصيحة خلال زيارته للعيادة أيضاً، كأن يؤكد عليها المختص ضرورة ارتداء الأكمام الطويلة لتفادي لدغات البعوض، أو استخدام الرش الجلدي لتفادي هذه المشكلة أيضاً، أو الحرص على الالتزام بوضع كريمات معينة، وكذلك الأمور الأخرى كالحرص على حمل خيمة صغيرة مع المسافر، أو غيرها من النصائح.
الأجهزة الطبية العالمية
= تحرص مؤسسة حمد الطبية على الاستعانة بأفضل الأجهزة الطبية المتوفرة عالميا، وكذلك الأدوية والتحصينات.. كيف يظهر ذلك من خلال جهود المركز؟
يعتبر مركز الأمراض الانتقالية التابع لمؤسسة حمد الطبية من المراكز المتفردة في المنطقة، حيث لا يوجد أي مركز يماثله من خلال تقديم خدمات متخصصة في مجال الأمراض الانتقالية. وقد حرصت إدارة مؤسسة حمد الطبية على وجود اخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في مجالات مختلفة سواء التشخيصية الوقائية او العلاجية حيث تم تزويد المركز بأحدث الأجهزة الطبية وكذلك أنظمة التهوية والتحكم بالعدوى. وكذلك توفير اخر ما توصل إليه العلم من اللقاحات الخاصة بالعديد من الأمراض سواء المتعلقة بالسفر او غيرها. ومنها على سبيل المثال لقاحات كوفيد -19 ولقاح الورم الحليمي، ولقاح الهربس النطاقي (الحزام الناري)، وهو آخر اللقاحات التي تم إضافتها مؤخراً، وبعض اللقاحات التي يتفرد مركز الأمراض الانتقالية بوجودها عنده مثل لقاح التهاب الدماغ الياباني والتهاب الدماغ الناتج عن لدغ القرادة.
ومؤسسة حمد الطبية سباقة في توفير أحدث الأجهزة والأدوية واللقاحات، من أجل حماية كافة أفراد المجتمع، خاصة وأن الأدوية والأجهزة الطبية في تطور مستمر، ويكون إضافتها بناءً على التوصيات الطبية والحالات التي تراجع المركز، كمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، والحرص على توفير أحدث ما توصلت له شركات الدواء من مضادات حيوية لأنواع البكتيريا المقاومة، والناتج في الكثير من الأحيان عن سوء استخدام المضادات الحيوية. فـ 80 % من التهابات الحلق، على سبيل المثال، نتيجة لعدوى فيروسية وليست بكتيرية، ويجب عدم تناول مضاد حيوي معها، ولكن البعض يتناول مضاد حيوي، وهو من سوء استخدام المضادات الحيوية.
وبالنسبة للتطعيمات، كان في السابق لدينا جدول لتطعيمات الأطفال، ولكن في الوقت الحالي بات لدينا جدول تطعيم للبالغين أيضاً، كما أننا نحرص على دراسة مدى الحاجة إلى التطعيم، ويتم إعطاء اللقاح لمنع حدوث المرض، ولا ننتظر إصابة أي من أفراد المجتمع به، فالتطعيم تحصين ووقاية لأفراد المجتمع.
ويوفر المركز في الوقت الحالي، تطعيم الانفلونزا الموسمية، والذي أود أن أوضح أنه يتجدد ويتغير كل سنة بناءً على رصد الفيروسات في دول العالم، لذا نحرص على توفيره بصورة سنوية، ونأمل من كافة السكان الحرص على الحصول عليه سنوياً.
أما تطعيم الهربس النطاقي والمعروف بـ (الحزام الناري) الذي أضيف مؤخراً إلى التطعيمات المتوفرة بالمركز، فهو لمن هم بعمر 50 عاما فما فوق، سواء أصيبوا من قبل بالحزام الناري أو لم يصابوا، وكذلك لمن أصيبوا من قبل بهذه المشكلة الصحية لمنع تكرار حدوثها، إضافة إلى الفئة الضعيفة التي تعاني من مشكلات صحية بغض النظر عن العمر، حيث ان التطعيم الجديد يرتكز على تقنية حديثة، وفعاليته عالية قد تصل إلى 97.2 % في منع حدوث المرض.
وأود التأكيد أنه في حال ظهور أي تطعيم يتم دراسة توفيره في قطر إن كنا نحتاج له ومدى فعاليته في مقاومة المرض، وغيرها من المعايير التي ندرسها عن قرب قبل اتخاذ القرار بتوفيره.
خدمات جديدة
هل من خدمات تم إضافتها مؤخرا؟
يحرص المركز دائما على توفير الخدمات اللازمة لمراجعيه وذلك بناءً على معطيات واسس عالمية من خلال القيام بإجراء الأبحاث العلمية والإحصاءات لتحديد مدى الحاجة لتوسيع نطاق الخدمات المقدمة وعلى سبيل المثال تم زيادة أعداد عيادات السفر بناءً على تزايد المراجعين للعيادة. وكذلك تم افتتاح العديد من العيادات المتخصصة مثل عيادة الأمراض المعدية في زراعة الأعضاء وزراعة النخاع، وعيادة الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس (عيادة الصحة الجنسية) وتهتم بصحة المرأة والرجل على حد سواء والحرص على صحة كل فرد من أفراده، حتى وإن كانت حالة واحدة نوليها الاهتمام الكافي لوقايتها وعلاجها على حد سواء، وهي خطوة جيدة في وقاية وتثقيف المجتمع ونشر الوعي الصحي، كما تم افتتاح عيادة التحصينات.
تدريب الكوادر
= حدثينا عن تدريب كوادر المركز ودور ذلك في الرفع من قدراتهم؟
حمل مركز الأمراض الانتقالية على عاتقه الحرص على استقطاب الكفاءات المتخصصة بأفضل المؤهلات العلمية في مجال الأمراض الانتقالية سواء من الأطباء او الكوادر الطبية المساعدة، كذلك يوجد في المركز برنامج فعال لتأهيل الأطباء بالزمالة الإكلينيكية في مجال الأمراض المعدية وعلى اعلى المعايير المعتمدة من قبل البرامج الأمريكية للتعليم الطبي العالي لتأهيل الأطباء، وكذلك يحث المركز كوادره على الانخراط في برامج الدراسات العليا كل حسب تخصصه من اجل الحرص على أن يكون الكادر مؤهلا لتقديم أفضل الخدمات لمراجعي المركز.
= ما الدروس المستفادة من جائحة كورونا هذا الطارئ الطبي العالمي؟
كان مركز الأمراض الانتقالية محورا مهما ومركزا فعالا جدا في جائحة كورونا حيث اخذ على عاتقه العديد من المهام كما هو الحال في مختلف مرافق القطاع الصحي في دولة قطر، ومع تراجع جائحة كورونا لا يزال المركز يطلع بدور مهم من خلال استمرار عملية الرصد والمتابعة، وتجلت خلال الجائحة العديد من الدروس منها، على سبيل المثال لا الحصر، روح التفاني في العمل والحرص على سلامة الوطن والمواطن، وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة وكذلك روح العمل كفريق من خلال التنسيق مع الجهات الأخرى سواء كانت في القطاع الصحي وخارجه.
ومن الدروس المستفادة زيادة الوعي العام بإجراءات السلامة ومكافحة العدوى، وطرق الحماية الشخصية، فما كان يتخذه الفرد من إجراءات للوقاية من فيروس كوفيد - 19، فهذه الممارسة تقي من أي نوع من الأمراض الانتقالية، فمعظم الفيروسات تنتقل بنفس الطرق، والأهم من ذلك هو تكاتف جهود المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص خلال الجائحة وتلاحمها سويا حتى الخروج منها، ودولة قطر تسجل واحدة من الدول التي تم رصد اقل معدلات للوفاة فيها خلال الجائحة.
وقاية العاملين وأسرهم
عن أبرز معايير السلامة التي يتبعها المركز من أجل وقاية العاملين به أنفسهم واسرهم والمجتمع، توضح د. منى المسلماني أنه تم إنشاء المركز مطابقا لأعلى معايير السلامة بخصوص برامج مكافحة العدوى من خلال أنظمة خاصه بالتهوية والعزل وذلك لضمان سلامة كوادره حيث كانت على رأس أولوياته تقديم الخدمات الوقائية لهم مثل اللقاحات للإنفلونزا الموسمية والتهابات السحايا والكبد وكوفيد - 19. وكذلك إجراء عملية المسح السنوي التي يقوم بها المركز لكوادره لضمان تمتعهم بصحة جيدة. وكذلك يوفر المركز لكوادره لوازم الوقاية الشخصية من كمامات ومعقمات وغيره من الأدوات الأخرى لضمان عدم انتقال العدوى لهم.
وأضافت د. منى: كذلك يقوم المركز بحملات تثقيفية وتوعوية للموظفين واسرهم في مختلف المجالات. ويشارك المركز بحملات تستهدف الفئات الأكثر عرضة في المجتمع وذلك من خلال القيام بأنشطة توعوية وحملات تطعيم في اماكن تواجد هذه الفئات. كما يقوم قسم مكافحة العدوى بالمركز بجهد كبير في مراجعة كافة الإجراءات التي يوفرها المركز من أجل حماية كافة العاملين به، ويقوم بجهد يومي في مراجعة كافة الممارسات الصحية الصحيحة، ودائماً ما يتم تدريب كوادرنا بصورة مستمرة من أجل سلامتهم وسلامة أسرهم والمجتمع ككل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الأمراض الانتقالية
إقرأ أيضاً:
«دبي الإنسانية» تقود حوار الاستدامة والابتكار
دبي: «الخليج»
تواصل دبي الإنسانية، الرائدة عالمياً في تعزيز الممارسات الإنسانية المستدامة، دورها القيادي في تطوير سلسلة الإمداد والتوريد الإنسانية، انطلاقاً من مقرها في دبي، وصولاً إلى معرض أيديكس 2024 في جنيف ومؤتمر «كوب29» في باكو، أذربيجان.
وفي معرض أيديكس 2024، الحدث الإنساني الأبرز عالمياً للإغاثة في حالات الكوارث، نظّمت دبي الإنسانية جلسات رئيسية سلطت الضوء على الابتكار والاستدامة، وأكدت التزامها بتعزيز الشراكات بين المنظمات الإنسانية والمؤسسات الخاصة والجهات الأكاديمية لتطوير حلول أكثر كفاءة واستدامة في تقديم المساعدات.
وانطلاقاً من هذا الزخم، تركت دبي الإنسانية بصمة بارزة في مؤتمر «كوب29» من خلال إشراك الطلاب الجامعيين وتنظيم جلسة حوارية ركزت على الربط بين الابتكار والاستدامة في سلسلة الإمداد الإنسانية.
وقال جوسيبي سابا، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة دبي الإنسانية: «أشعر بالفخر الكبير بالجلسة التي عقدت في باكو خلال مؤتمر (كوب29)، والتي تمثل استمراراً لرحلتنا نحو تحقيق سلسلة إمداد إنسانية مستدامة.. إن إشراك الشباب ليس مجرد خيار بل هو ضرورة ملحّة، بينما نبني معاً مستقبلاً أفضل».
وأضاف: «من خلال الابتكار، والشراكات الاستراتيجية، ودمج أحدث التقنيات، يمكننا تسريع إيصال المساعدات الإنسانية مع تقليل الأثر البيئي، وخلال السنوات القليلة الماضية، وضعنا أسساً قوية بالتركيز على أهمية الاستدامة».
نظمت دبي الإنسانية، خلال معرض أيديكس 2024 جلستين حواريتين، الأولى بعنوان «تمكين الغد: ريادة الابتكار لتحقيق أثر إنساني مستدام»، وتناولت كيف يغير الابتكار الحديث عملية إيصال المساعدات.
أما جلسة «النقل والتخزين»، ركزت الجلسة على التحديات اللوجستية للنماذج التقليدية للإغاثة، مع التركيز على الانبعاثات الكربونية وعدم الكفاءة.