ناشدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السبت، العالم التحرك لوقف "المستوى الذي لا يطاق من المعاناة الإنسانية" في قطاع غزة.

وقالت ميريانا سبولياريتش "هذا إخفاق كارثي يجب على العالم ألا يتسامح معه"، في وقت أعلنت إسرائيل أن حربها على غزة "دخلت مرحلة جديدة" وكثفت قصفها للقطاع.

وأضافت سبولياريتش "لقد صدمتُ من المستوى الذي لا يطاق من المعاناة الإنسانية، وأحض أطراف النزاع على وقف التصعيد الآن"، مشددة على أن "الخسارة المأساوية لأرواح الكثير من المدنيين أمر مؤسف".

وتابعت "من غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن للجوء إليه في غزة وسط القصف المكثف. وفي ظل الحصار العسكري القائم، لا توجد أيضا استجابة إنسانية كافية ممكنة حاليا".

وكانت سبولياريتش تتحدث بعد ساعات على انتقاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة "التصعيد غير المسبوق" للقصف على غزة ودعوته إلى وقف "فوري" لإطلاق النار.

وحذر الجيش الإسرائيلي، السبت، سكان مدينة غزة في شمال القطاع من أن المنطقة أصبحت الآن "ساحة معركة" وأمرهم بـ"الإخلاء الفوري" نحو الجنوب.

والجمعة، دخل فريق من الصليب الأحمر قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على القطاع المحاصر.

وأكدت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوكالة فرانس برس أنها المرة الأولى التي يدخل فيها فريق من اللجنة قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.

وتجمع وكالات الأمم المتحدة على تدهور الأوضاع في قطاع غزة، ودخلت مساعدات محدودة قطاع غزة عبر رفح خلال الأيام الماضية.

وأحكمت إسرائيل الحصار البري والجوي والبحري الذي تفرضه على القطاع منذ 16 عاما، مانعة عنه الماء والكهرباء والمواد الغذائية منذ التاسع من أكتوبر.

ويحتاج سكان قطاع غزة إلى الماء والغذاء. وهم محرومون من الكهرباء والوقود أيضا مع الحصار المطبق الذي فرضته إسرائيل عقب تسلل مسلحين من حركة حماس في السابع من أكتوبر إلى عدد من البلدات الإسرائيلية فقتلوا مدنيين وأخذوا رهائن قبل أن يتواجهوا مع القوات الإسرائيلية.

وتقول إسرائيل إن 1400 شخص، معظمهم مدنيون، قتلوا خلال الهجوم الذي نفذته حركة حماس في السابع من الشهر الجاري، وتم أخذ أكثر من 200 شخص كرهائن لدى العديد منهم جوازات سفر أجنبية من 25 دولة مختلفة.

وقصفت إسرائيل قطاع غزة وهاجمته خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بشكل مكثف أكثر من أي وقت مضى، وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 7703 فلسطينيا في قطاع غزة الذي تديره حماس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

محللون: لهذه الأسباب فشلت إسرائيل في القضاء على قدرات حماس

فاجأ تقرير نشرته صحيفة إسرائيلية مؤيدي الحرب في إسرائيل، بإعلانه على ألسنة مسؤولين غربيين، فشل تل أبيب في تحقيق واحد من أهم أهداف حربها على قطاع غزة، وهو القضاء على قدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأفاد التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن حماس استعادت جزءا من قدراتها على السيطرة بصورة وصفها المسؤولون بأنها مفاجئة، وأنها نجحت في القضاء على ما سماها جهات إجرامية كانت تسرق القوافل الإنسانية في قطاع غزة.

وفي تعليقهم على ما أورده تقرير الصحيفة الإسرائيلية، رأى محللون سياسيون وعسكريون -تحدثوا ضمن الفقرة التحليلية "مسار الأحداث"- أن هناك العديد من الأسباب التي جعلت الاحتلال الإسرائيلي يفشل في تحقيق الأهداف التي وضعها، وأبرزها تقويض قدرات حركة حماس.

وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة إن الاحتلال لم يفهم أن حماس ليست حركة مقاومة فقط، بل هي جزء من المجتمع الفلسطيني، ولها بنية مدنية وتنظيمية، وهي من تدافع وتقاوم -إلى جانب بقية فصائل المقاومة- على الأرض ثأرا للفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب وحشية.

ويتمسك أهل غزة بحماس وبالمقاومة، لأن الاحتلال الإسرائيلي عندما شن حربه على غزة- يضيف الحيلة- لم يكتف بمواجهة حماس، بل استهدف الأطفال والنساء والشيوخ، في محاولة لإلغاء وجود الإنسان الفلسطيني.

إعلان

ووفق الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، فقد جربت إسرائيل كل الأساليب من أجل القضاء على قدرات حماس، لكنها فشلت في ذلك، مشيرا إلى أن ما يتعب ويؤرق الاحتلال هو أن حماس ما زالت قادرة على إعادة بناء قدراتها في المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال.

وقال في السياق نفسه إن ما يسمى بـ "خطة الجنرالات" وضعت من أجل تقويض قدرات حماس، لكنها فشلت في هذه المهمة.

يذكر أن تقرير الصحيفة الإسرائيلية ذكر نقلا عن دبلوماسيين غربيين، أن قدرة حماس على فرض النظام في مناطق مختلفة من قطاع غزة، "مثّلت مسألة عصية على الفهم"، وأشار إلى أن ذلك تحقق بشكل أساسي في مناطق بوسط القطاع مثل المواصي والنصيرات ودير البلح.

رهان خاسر

كما راهن الاحتلال -يضيف مصطفى- على إحداث القطيعة بين الغزيين وحماس، وعلى إيجاد البديل لحكم غزة، لكنه فشل في ذلك أيضا، فلا أهل غزة تمردوا على حماس، ولا بعض العشائر والأهالي قبلوا بالعرض الإسرائيلي.

وأشار أيضا إلى أن إسرائيل لا تريد "لجنة الإسناد المجتمعي" لإدارة قطاع غزة، التي ترعاها مصر، كما لا تريد عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، رغم أن الأخيرة تقوم بالتنسيق مع الاحتلال.

وأرجع الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم الفلاحي فشل الاحتلال الإسرائيلي في القضاء على قدرات حماس إلى الأسلوب الذي تعتمده الحركة في المقاومة، ومنها توظيف الجغرافيا والأنفاق وحرب العصابات، وإلى التخطيط الذي اعتمد على مواجهة طويلة الأمد.

كما أن القرار السياسي الإسرائيلي باستمرار الحرب على قطاع غزة أدى إلى استنزاف الجيش الإسرائيلي وتآكل قدراته، وهو ما حذر منه عسكريون إسرائيليون سابقون، كما قال العقيد الفلاحي.

مقالات مشابهة

  • محللون: لهذه الأسباب فشلت إسرائيل في القضاء على قدرات حماس
  • الصليب الأحمر: مستشفيات شمال غزة أصبحت على شفا الانهيار بعد عجزها عن العمل
  • عام كامل على متابعة إسرائيل أمام العدل الدولية.. ما الذي تحقق؟
  • لليوم الثالث..إطلاق صاروخين من غزة على إسرائيل
  • الهيئة الدولية لدعم الفلسطينيين: غزة تواجه إبادة جماعية بسبب الحصار والمجازر
  • بعد زيارات للصليب الأحمر إلى المعتقلات.. الجزائر تفرج عن 60 معتقلا مغربيا وتواصل احتجاز المئات و 6 جثث
  • الصليب الأحمر يحذر من انهيار النظام الصحي في شمال غزة
  • منظمة العفو الدولية تطالب إسرائيل بالإفراج عن المعتقلين العاملين في الصحة
  • مسؤولون إسرائيليون يحذرون من غياب التخطيط لليوم التالي في غزة
  • حماس: إسرائيل غير مستعدة للانسحاب الكامل من غزة والتوترات مستمرة