أميرة خالد
يصاب المرء بفيروس الهربس بسهولة، حيث يكفي الشرب من نفس الكوب مع شخص مصاب، أو تقبيله، أو التعرض لرذاذ السعال أو العطاس.
وقالت الدكتورة ألكسندرا فيليوفا أخصائية الأمراض الجلدية والتناسلية في حديث لـ Gazeta.Ru مدى خطورة هذا الفيروس، مضيفة: “كقاعدة عامة، يظهر الهربس من النوع الأول على الشفاه، بينما يظهر النوع الثاني منه على الأعضاء التناسلية، ولكن يمكن أيضا أن يصيب النوع الأول الأعضاء التناسلية”.
وتابعت: “بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي فيروس الهربس إلى أمراض أخرى: جدري الماء، عدوى الفيروس المضخم للخلايا، كريات الدم البيضاء المعدية. وعموما هناك ثمانية أنواع من فيروس الهربس تسبب أمراضا مختلفة، ولكل منها مجموعة متنوعة من المظاهر السريرية”.
واستطردت: “ولهذه الفيروسات سمة مشتركة – بعد الإصابة، تبقى في الجسم إلى الأبد وتنشط في أي لحظة- تعرض الجسم للبرد، وفرط التعرض للشمس، ونزلات البرد المتكررة وضعف منظومة المناعة، ومتلازمة التعب المزمن”.
وينتقل هذا الفيروس عادة خلال التقبيل والاتصال الجنسي واستخدام المناشف وأدوات وشفرات الحلاقة المشتركة، ويزداد خطر انتقال العدوى عندما يكون الجلد والأغشية المخاطية مصابة.
وأشارت إلى أن الخطر الرئيسي لعدوى فيروس الهربس هو أنه يمكن أن يؤثر في الألياف العصبية ويخلق مشكلات في الرؤية والسمع ويمكن أن يؤدي إلى شلل جزئي في عضلات الوجه. وإلى التهاب السحايا والدماغ، لكن هذا يحدث نادراً وفقط لدى الأشخاص المعرضين للخطر – الأطفال الصغار وكبار السن والمرضى الذين يعانون من ضعف منظومة المناعة، مثل مرضى السرطان.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الهربس مخاطر صحية
إقرأ أيضاً:
آن لهذا السُودان أن “يستعدَّل” (١)
نضال عبدالوهاب
٧ فبراير ٢٠٢٥
نشأنا و أجيال قبلنا وبعدنا في بلدنا السُودان وحال البلد ليس الذي يستحقه الشعب السُوداني في مختلف أجزائه ، الشئ الذي لا تستطيع معه كبير عناء للتوصل إليه من حقائق وبمجرد إلقاء نظرة حتي في محيطك الصغير الحي السكني ، والمدارس والازقة والشوارع والأسواق وحركة الناس فيها ، أن هذا السُودان به تنوع وإختلاف واضح ، تراه في السحنات والالسنة والقبائل والأديان ، اذكر فقط في “شارع البيت” و “الحِلة” وانا طفل تجد ساكنين وجيران يُمثلون كُل هذا الذي ذكرته ، نفس الأمر في المدرسة الإبتدائية والصف الدراسي بها ، هذا يُكسبك معرفة باكرة بأننا نعيش في بلاد و وطن مُتعدد الثقافات والأعراق واللغات و القبائل والإثنيات ، بلد متنوع بشكل مُدهش ، نتقاسمه ونتعايش فيه ، ثم تكتشف لاحقاً وكُلما تدرجنا في أعمارنا ومراحل الوعي المُختلفة ، أنه برُغم هذا التنوع والتعايش والإختلاف ، إلا أننا نعيش أيضاً في وطن ملئ بالإختلالات والإخفاق الموروث وغياب العدالة الإجتماعية والمُساواة ، تستطيع بكل يُسر إكتشاف أن هنالك مواطنون وسُودانيون “درجة أولي” و آخرون “ثانية” وثالثة وهكذا ، وهذا الأمر لم يكن مُرتبطاً فقط بالأحوال الإقتصادية والطبقات الإجتماعية ، ولكنك تحسه في التعاملات المُجتمعية ، وفي مظاهر الأحياء نفسها ، برغم نشوءنا في مساكن “شعبية” ، إلا أنها أيضاً ملئية بالفوارق الإجتماعية ، ثم تكتشف أيضاً أن طبيعة النظام الحاكم قائمة علي تمجيد “الفرد” ، و الخوف من النظام المتمثل في “العسكر” ، حيث كانت طفولتنا الباكرة في عهد مايو ثم أواخره ، وبحكم النشأة والتربية الأُسرية عرفنا مُبكراً أيضاً مُصطلحات مثل “الإعتقال والسجن السياسِي” ، و تقييد الحركة ، والإختفاء ، ثم تعلمنا أن هنالك مقاومة للأنظمة المُستبدة والديكتاتورية العسكرية ، ومع إتساع الوعي عرفنا التمييز مابين تلك المرحلة وأول فترة حكم ديمُقراطي حضرناها في البدايات الاولي لسن الشباب والتحولات من الطفولة لها “الديمقراطية الثالثة” ، وإستطعنا التمييز مابين العهدين من حيث الحريات للسُودانيين والإنفتاح والزخم السياسِي ، وإنتشار دور الأحزاب والليالي والندوات السياسِية ومراكز الشباب والتحالف الديمقراطي وإتحادات الشباب والنساء ، والكورال والغناء والشعر والموسيقي ، و في ذات التوقيت كنا قد رأينا قبلها التحولات وما عُرف بقوانين سبتمبر ، و بالعدالة الناجزة ومحاكمها ، وشكل المُجتمع ماقبل وبعد دخول الدين في الحياة السياسِية و “الهوس” الذي بدأه الأخوان المُسلمين وحركتهم الإسلامية ، ثم واصلوا فيه ما بعد مايو ، وفشل فترة الديمُقراطية الثالثة ، ثم عرفنا باكراً الصراع والحرب مابين الجنوب والشمال ، وفي ذلك التوقيت لم يكن كما الآن هنالك الإنترنت والميديا التي تنقل كُل شئ وإلا قد كنا شهدنا فظائع وجرائم وإنتهاكات لاتخطر علي عقل بشر ، مما كان يتم في تلك الحرب ولأهلنا في الجنوب ، لكني أذكر وأنا طفل بعض القصص لجنود وعساكر يقُصون بعض أهوالها والدموية والعُنف الذي كان مُمارساً ، والذي هو إمتداد لعُنف المؤسسة العسكرية السُودانية “الموروث” وعقيدتها في البطش والقتل ضد كُل من هو خصم للنظام ، وهذا عرفناه من التاريخ المسرود والمقروء عن خطايا الأنظمة العسكرية في السُودان ، إستمر كُل هذا حتي وصلنا لمرحلة “إنقلاب يونيو ١٩٨٩” الذي دبرته وقامت به الجبهة الإسلامية القومية “الكيزان” و “الحركة الإسلامية” ، برُّغم أنها كانت صاحبة عدد كبير نسبياً في مقاعد البرلمان الديمُقراطي وثالث الكُتل الإنتخابية بعد حزبي الأمة القومي والإتحادي الديمُقراطي ، ولكنها آثرت الإستفراد بالحكم والتعجُل ، مُنتهجة سبيل من كان قبلها من أحزاب وقوي سياسية سُودانية ، في إستغلال القوات المُسلحة وعناصرها داخلها لتغيير السُلطة والإنقلاب ، الذي يكاد يكون لم يسلم منه أحد يساراً و وسطاً ويميناً في السُودان ، ولكلٍ تبريراته ومحاولات “بائسة” من أجل إيجاد الأعذار للإستيلاء والسعي للسُلطة عن طريق الإنقلابات العسكرية وتعطيّل الدستور ثم القبضة الحديدية ، وتغييب الحُريات وهزيمة الديمُقراطية و قطع طريق تطويرها بالمُمارسة ، شارك في ذلك أحزاب الأمة والشيّوعي والقوميين العرب ولاحقاً الأخوان المُسلمين “الكيزان” ثم البعث ، و إذا حسبنا تجربة ما عُرف بالجبهة الوطنية في ١٩٧٦ نجد أن الجميع شارك في العمل المُسلح للإنقضاض والإنقلاب علي السُلطة ودخول الإتحاديين في ذلك أيضاً ، هذا بالطبع قبل ظهور الحركات المُسلحة لاحقاً ، والمشاركة في المقاومة لتغيير السُلطة بنفس النهج ، هذا بخلاف تجربة الكفاح المُسلح الباكرة بتاريخ السُودان الحديث مُتمثلة في حركة الأنانيا “١، ٢”..
ونواصل…